على غرار اقتحامات واتهامات نظام الأسد.. مليشيات الحوثيين تقتحم عمارة سكنية بمحافظة إب بقوة الحديد والنار وتروع سكانها اللواء سلطان العرادة يدعو الحكومة البريطانية الى تفعيل دورها الاستراتيجي في الملف اليمني وحشد المجتمع الدولي للتصدي للدور التخريبي لإيراني .. تفاصيل الاتحاد الدولي للصحفيين يناقش مع صحفيين يمنيين وسبُل محاسبة المتورطين في الانتهاكات التي تطالهم عاجل العميل الإيراني رقم إثنين .. الهدف القادم الذي ينوي الغرب والعرب استهدافه واقتلاعه.. ثلاث خيارات عسكرية ضاربة تنتظرهم ما يجهله اليمنيون والعرب ..لماذا لا يجب ترك شاحن الهاتف موصولاً بالمقبس الكهربائي بشكل دائم؟ من هو الأفضل في 2024 بحسب الأرقام؟ كريستيانو رونالدو أم ليونيل ميسي.. عاجل تحسن هائل في سعر الليرة السورية مقابل الدولار .. اسعار الصرف شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا جدل بشأن عودة السوريين اللاجئين في أوروبا إلى بلادهم بعد سقوط الأسد
منذ إطاحة مبارك في «ربيع العرب» والغرب ينظر بقلق خاص إلى مصر تحت حكم الإخوان المسلمين. لكن يبدو أن الرئيس محمد مرسي بدد قدراً كبيراً من هذه المخاوف بدوره التاريخي في وقف النزيف من شريان الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الرئيسي.
داخل مصر نفسها، يعاني الرئيس محمد مرسي عاصفة ربما أغرقت سفينته ومن عليها، وذلك بعد أقل من خمسة أشهر على توليه الدفة.
لكن نجمه يكتسي الآن بريقًا لا يفوت على العين من وجهة النظر الغربية. فقد أفلح في ما فشلت فيه الدبلوماسية الدولية واستطاع، على الأقل، وقف الصواريخ بين غزة وإسرائيل.
ولذا خصصت «تايمز» البريطانية افتتاحية رئيسية لهذا الأمر جاء فيها أنه في حمى اللهب الذي استعر بين اسرائيل والقطاع الفلسطيني، كانت قلة قليلة فقط تتوقع أن يكون الشخص القادر على إطفاء هذا اللهب هو رئيس مصر الإسلامي الجديد محمد مرسي.
وحتى قبل شهر واحد فقط، تبعًا للصحيفة، كانت فكرة أن يقوم زعيم الإخوان المسلمين في مصر بوساطة ناجحة، بين عدوين لا يعترف أي منهما بحق الآخر في الوجود أصلاً، عسيرة على الفهم. لكن فهم الأسباب وراء هذا الوضع ليس بالعسر نفسه في المقابل.
فالرئيس مرسي لم يسمح لكلمة «إسرائيل» بأن تسري على لسانه علنًا منذ أن أدى القسم رئيساً خلفًا لحسني مبارك في يونيو / حزيران الماضي. والواقع أن صعود الإخوان المسلمين الى السلطة في مصر أقلق مضاجع اولئك الذين باتوا يخشون انقلاب الترتيب الشرق أوسطي رأسًا على عقب، ونوع الحمى والفوضى اللتين سيأتي بهما «ربيع العرب».
لكنهم يملكون الإجابة الآن، وهي: مرسي... أول رئيس منتخب ديمقراطيًا في تاريخ مصر.
وعلى عكس المتوقع من زعزعة المنطقة، اتضح أن ربيع العرب كان يهيّئ الأرض أيضًا لحدث اليوم المتمثل في وقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة. وفوق هذا فقد أعاد رسم الخارطة الدبلوماسية الإقليمية بحيث استعادت مصر نفوذها السياسي والثقافي بعدما فقدتهما لزمن طويل في عهد حسني مبارك، ليس على المسرح الدولي وحسب وإنما داخل الشرق الأوسط نفسه أيضا.
وحتى إسرائيل - العدو - أقرت بأن الفضل في وقف إطلاق النار يعود الى جهود القاهرة وتحركات الرئيس مرسي. وأتى هذا بعدما ظلت تتوجس مخاوف من ذهاب حليفها الموثوق به، مبارك، ليحل محله زعيم تنظيم الإخوان المسلمين الذي حرمه مبارك نفسه - وسابقوه - من هواء الحرية السياسية.
وما لا شك فيه هو أن مرسي أخضع نفسه للنهج العملي الذي يصاحب السلطة عادة. فأثبت أنه حصيف ومسؤول ومدرك لنوع الجائزة التي تنتظر مصر كقوة إقليمية ودولة ذات قدرة على الوساطة.
وإزاء كل هذا أقرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بأن مرسي «يستحق الثناء لقيادته شخصيًا الجهود التي أثمرت وقف إطلاق النار في غزة وإنهاء العنف. من الواضح أن الحكومة المصرية الجديدة تضطلع بدورها القيادي ومسؤولياتها التي طالما جعلت منها حجر الزاوية في سلام المنطقة واستقرارها».
ومن جهته توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو برسالة شكر عميق الى الرئيس المصري عن جهود وساطته.
واتخذ هذا الأمر بعدًا خاصًا بالنظر الى مشاعر العداء التركية المتنامية تجاه إسرائيل بما زعزع موقف أنقرة كدعامة السلام الإقليمية الوحيدة الباقية. ويحمد للقاهرة أنها سارعت الى سد هذا الفراغ بمهارة فائقة.
وخلال الأسبوع الماضي كانت كل القنوات الدبلوماسية المتصلة بالنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي تمر عبر مكتب مرسي في قصر عابدين. فكان يتحدث الى رئيس الوزراء التركي، وأمير قطر، ووزير الخارجية الألماني،وآخرين عديدين بينهم عدد كبير من المسؤولين العرب، للتشاور معهم والاطلاع على وجهات نظرهم وكسبهم الى جانبه في حملته الدبلوماسية.
وفي غضون ذلك بعث برئيس وزرائه، هشام قنديل، الى غزة بهدفين، أحدهما إبداء تضامن مصر مع أهلها، والثاني إقناعهم بأنها أهل للوساطة في نزاعهم المرير مع الإسرائيليين. ولم يكتفِ بذلك بل نظّم لوفد إسرائيلي زيارة سريّة للقاهرة بغرض التشاور مع المسؤولين الأمنيين في بلاده.
وبعد عدة محادثات مع البيت الأبيض أقنع مرسي نظيره الأميركي باراك اوباما بأن التسوية ممكنة وأنه الرجل القادر على ذلك. وعلى هذا النحو ضرب الرئيس المصري ثلاثة عصافير بحجر واحد.
فقد تمكن، وسط المسلمين، من تعزيز مكانة مصر كلاعب أساسي على ساحة الشرق الأوسط على الأقل، وأرضى الولايات المتحدة باعتبارها المانح الرئيسي لبلاده، وأرضى في الوقت نفسه «حماس» حتى أن زعيمها خالد مشعل أثنى عليه لأنه لم يبع قضية الفلسطينيين ولم ينتزع رضاءهم بالقوة والضغط.
والواقع أن مرسي، بتعزيزه روابط مصر مع «حماس»، تمكن من تهميش المصطادين في الماء العكر في دمشق وطهران، الذين طالما استساغوا طعم الوصاية عليها.
وأخيرا، فعندما انتخب مرسي رئيسًا في صيف العام الحالي، كان العالم ينظر الى خيار المصريين باعتباره باهتًا بلا لون أو طعم أو رائحة، ولم يكن ينتظر الكثير الذي يُذكر من طرف الرئيس الجديد... لكن هذا الرجل أثبت قدرته على إدارة الموائد وقلب الموازين.