المشروع الفارسي الرومي وترنحه بين السقوط والإلتفاف 2- 5
بقلم/ علي بن ياسين البيضاني
نشر منذ: 9 سنوات و شهرين و 23 يوماً
الخميس 01 أكتوبر-تشرين الأول 2015 08:22 م

أشرنا فى الجزء الأول من المقال الى حقيقة وأبعاد التحالف بين المشروع الفارسي الذي تمثلــــــــــــه ( إيران ) والمشروع الرومي الذي تمثله ( امريكا ) فى المنطقة ، باتفاقها على التوسع اللامحود فيها ، ولذلك نؤكد القول أن المعركة التي تدور رحاها فى اليمن وسوريا والعراق وغيرها ، وخصوصًا معركة كسر العظم للمشروع الفارسي المجوسي فى اليمن ما هو إلّا صراعًا عالميًا بدأت تظهر معالمه الآن ، وحين شعرت الأطراف المتضررة من أن العاصفة ليس هدفها آنيًا بسيطًا بإعادة رئيس الى كرسي حكمه ، أو سلطة شرعية انتزعت من قبل مليشيات خرقاء مسلحة ، فهذا الأمر لا يعنيهم ، وليس لها أدنى تأثير على سياستهم ، وهم يعلمون أن الطرف المنتصر سيضمن مصالحهم كما كانت ، لكنهم علموا أن الهدف إستراتيجي ، ويحمل أبعادًا كبيرة وعظيمة ، يتمثل في ضبط الموازين المختلة وإعادتها الى نصابها ، وقد أيقنت السعودية ودول الخليج أنها الهدف القادم بعد اليمن وسيتم البطش بها ، وسيتم انتهاك كل مقدسات المسلمين ( مكة والمدينة ) ، ثم ثرواتها وثروات كل دول الخليج ، وأنهم سيكونون تحت رحمة مشروع خبيث تقوده أمريكا وإيران فى المنطقة ، ولذلك جاءت عاصفة سلمان المباركة لتقرّر " أن كفى عبثًا بمقدرات الأمة العربية والإسلامية العظيمة العملاقة " ، فلما رأى المتضررون من العاصفة عزمها الأكيد على تدمير المشروع الفارسي وأي مشروع يقف خلفه ، أو يتبنّاه قرروا عدم السكوت عليه ، فحاولوا الإلتفاف على العاصفة بترويج مشاريع هدفها إعادة الأمور الى ما كانت عليه سابقًا ، وتشتيت العاصفة لمنعها من تحقيق أهدافها المرسومة ، مرة بواسطة بن عمر ، ومرة بواسطة ولد الشيخ ، ثم الإستدراج نحو مؤتمر جنيف بسويسرا ، ومرة بواسطة عُمان والتي هي ( الشوكة في خاصرة الخليج ) ، ومرة بضرورة الحل السلمي والجلوس على طاولة الحوار عبر مجلس الأمن ، ثم باتصال هاتفي من قبل أوباما الى الملك / سلمان بن عبد العزيز بضرورة جلوس المتحاورين الى طاولة الحوار وحل الخلاف بين الأطراف سياسيًا ، ثم أخيرًا تَدَخًّل روسيا بواسطة سفيرها في صنعاء لإيجاد حل سياسي مرضي لجميع الأطراف .

والحل السياسي الخبيث الذي يراد فرضه على دول التحالف يعني ذلك جولة أخرى كبيرة من الصراع بين المشروع الإسلامي السني الذي تقوده المملكة العربية السعودية بقيادة بطل الأمة / سلمان بن عبد العـزيز – حفظه الله – وبين المشروع الرومي الفارسي المشترك ، وسيحرص المتضررون من عاصفة الحزم إعادة انتاج الخراب ومواصلة تنفيذ مخططاتها وإن بعد فترة زمنية محدودة ، ومعنى ذلك الإنحناء للعاصفة قليلاً حتى تمضي الى طريق خال ٍ لا تمس فيه أحدًا ، من ثم إعادة ترتيب الأوراق من جديد بواسطة أطراف أخرى فى الداخل ، قد لا يكون الحوثيون هم وكلاؤهم فى اليمن إن رأوا أنهم لا يصلحون لمثل هذه المهمة في قادم الأيام ، وحينئذ سيجندون أطرافًا أخرى وما أكثرهم بغية إعادة ما تم بناؤه واندثر من معالمه فسيتم تجديدها وتوطيد مداميكها ، طالما أن الأموال ستنفق لتحقيق المشروع الذي كانوا يريدون تحقيقه ، وأن يتم تمرير المشروع الفارسي الرومي فى المنطقة على حساب الأمة الإسلامية ، وعلى وجه الخصوص ( أهل السنة ) وهم الغالبية العظمى لتكوينها ..  

وفى الجزء الثالث من المقال نشير الى مآلات الصراع القادم في حال انكسار المشروع الفارسي بنصر مؤزر في معركة تحرير صنعاء واليمن كاملاً أو الخروج بحل كما تريد له الأطراف المتصارعة ..

يتبع..