الانتحاري الغرائزي
بقلم/ خالد بقلان
نشر منذ: 9 سنوات و 7 أشهر و 21 يوماً
الخميس 07 مايو 2015 06:53 م

ﺍﻻﻧﺘﺤﺎﺭﻱ ﻳﻔﺠﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﺗﺪﻓﻌﻪ ﻏﺮﺍﺋﺰﻩ ﻭﺷﻬﻮﺗﻪ ﺍﻟﻰ ﺃﺧﺘﻴﺎﺭ ﻃﺮﻳﻘﺔ

" ﺍﻷﻧﺘﺤﺎﺭ " ﻣﻮﺩﻋﺎ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺯﺍﻋﻤﺎ ﺇﻧﻪ ﺳﻴﺠﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﺳﺎﺋﺤﺎ ﺑﻴﻦ ﺣﺪﺍﺋﻖ

ﻭﺍﻋﻨﺎﺑﺎ ﻭﻳﺪﺍﻋﺐ ﻛﻮﺍﻋﺐ ﺃﺗﺮﺍﺑﺎ، ﻭﻳﻨﺘﻈﺮ ﺗﺪﺍﻓﻊ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﻭﺍﺕ ﻧﺤﻮﻩ ﻣﻦ ﻧﺴﺎﺀ

ﺍﻟﺠﻨﺎﻥ ﻣﻮﺭﺩﺍﺕ ﺍﻟﺨﺪﻭﺩ ﻛﺤﻴﻼﺕ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺳﺎﺟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﻣﻬﻔﻬﻔﺎﺕ ﺍﻟﻘﺪﻭﺩ. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻧﻪ ﺫﺍﻫﺐ ﺍﻟﻰ ﺣﻤﻴﻤﺎ ﻭﻏﺴﺎﻗﺎ ﺟﺰﺍﺀ ﺍﻻﻧﺘﺤﺎﺭ ﻓﻲ ﺃﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﻗﺘﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﻖ ﻭﺃﺳﺘﻨﺪ ﺍﻟﻰ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ " ﻭﻻ ﺗﻘﺘﻠﻮﺍ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺮﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺤﻖ ."

*****

ﺍﻟﻤﺤﺎﺭﺏ ﺍﻟﻮﻻﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺍﺭ ﺍﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺸﺒﺎﻥ ﺍﻟﺬﺍﻫﺒﻴﻦ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ ﺑﻤﺤﺾ

ﺃﺭﺍﺩﺗﻬﻢ، ﻳﺄﺗﻲ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﻣﺤﺎﺭﺏ ﻭﻻﺋﻲ ﻳﺄﺧﺬ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺻﻔﺔ "ﺣﻮﺛﻲ " ﻟﻜﻨﻪ

ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﺭﺏ ﺍﻟﻐﺮﺍﺋﺰﻱ ﻓﻬﻮ ﻣﺤﺎﺭﺏ ﻭﻻﺋﻲ ﻳﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭﻳﻮﻏﻞ

ﻓﻴﻪ ﺛﻢ ﻳﺪﻣﻨﻪ ﻭﻳﻀﻊ ﺍﻟﻜﻞ ﺿﺪﻩ ﻭﻳﺸﺘﺮﻱ ﺍﻟﺨﺼﻮﻣﺔ ﺑﺎﻟﻔﺠﻮﺭ ﻭﺍﻷﻓﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻭﺟﻠﺐ ﺍﻟﻜﻮﺭﺍﺙ ﻭﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻷﻟﻢ ﻭﺗﺮﺍﻛﻢ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻊ ﻭﺍﻷﺿﻐﺎﻥ ﺍﻟﻤﻜﺘﻀﺔ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻀﻠﻮﻉ ﺍﻟﺤﻮﺍﻧﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﺩﺣﻢ ﻓﻲ ﻟﺠﺞ ﻗﻠﻮﺏ ﻛﺜﺮ .

ﻳﻘﺪﻡ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺤﺎﺭﺑﺎ "ﻭﻻﺋﻴﺎ " ﻣﻦ ﺇﺟﻞ ﻧﻴﻞ ﺭﺿﻰ ﺍﻟﺴﻴﺪ " ﻭﻟﻲ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ "

ﻭﻛﺴﺐ ﻭﺩﻩ ﺑﻌﻜﺲ ﺍﻟﻤﺤﺎﺭﺏ ﺍﻟﻐﺮﺍﺋﺰﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺩﻉ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ

ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺎﻟﺤﻮﺭ ﺍﻟﻌﻴﺎﻥ . ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺤﺎﺭﺏ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻳﻘﺪﻡ ﻧﻔﺴﻪ ﻛﻬﺎﻭﻱ ﺣﺮﺏ

ﻭﻃﺎﻋﺔ ﻟﺴﻴﺪﻩ " ﻭﻟﻲ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ " ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺰﻋﻢ ﻣﺤﺎﺭﺑﻴﻪ ﺃﻧﻪ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ

ﺍﻟﺠﻨﺎﻥ ﻭﺻﻜﻮﻙ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻭﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ، ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻞ ﻻ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﺫﺭﺓ ﻣﻦ

ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﻫﻠﻪ ﻷﺩﻧﻰ ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﻷﻧﻪ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﻗﺮﺍﺭ ﻭﻗﻒ ﻧﺰﻳﻒ ﺍﻟﺪﻡ

ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ، ﻭﻳﻮﻏﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭﻳﺪﻓﻊ ﻣﺤﺎﺭﺑﻴﻪ ﺍﻟﻰ ﻣﻮﺍﺻﻠﺔ ﻣﺸﻮﺭﺍﻫﻢ ﺍﻟﺤﺮﺑﻲ ﻭﻳﺘﺠﺎﻫﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ " ﻭَﻻ ﺗَﺴْﺘَﻮِﻱ ﺍﻟْﺤَﺴَﻨَﺔُ

ﻭَﻻ ﺍﻟﺴَّﻴِّﺌَﺔُ ﺍﺩْﻓَﻊْ ﺑِﺎﻟَّﺘِﻲ ﻫِﻲَ ﺃَﺣْﺴَﻦُ ﻓَﺈِﺫَﺍ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺑَﻴْﻨَﻚَ

ﻭَﺑَﻴْﻨَﻪُ ﻋَﺪَﺍﻭَﺓٌ ﻛَﺄَﻧَّﻪُ ﻭَﻟِﻲٌّ ﺣَﻤِﻴﻢٌ " .

ﺍﻟﻤﺤﺎﺭﺑﻮﻥ ﺍﻟﻮﻻﺋﻴﻮﻥ ﻭﺍﻟﻐﺮﺍﺋﺰﻳﻮﻥ ﻛﻠﻬﻢ ﺃﻧﺘﺤﺎﺭﻳﻦ ..!