المرأة اليمنية.. كيف توفق بين الأدوار الأسرية والمهنية؟ عاجل: تحسن في أسعار الصرف بعد الإعلان عن تحويل نصف مليار دولار كدعم سعودي لليمن ''الأسعار الآن'' واتساب تطلق برنامج وأدوات ذكاء اصطناعي قوية للشركات برنامج الغذاء العالمي يعلن تعليق الرحلات إلى مطار صنعاء واتساب يطلق خدمة جديدة ومذهلة .. إمكانية البحث مباشرةً عن الصور على الويب الفوز مطلب البحرين واليمن.. في مبارة هي الأقوى اليوم الحوثيون ينفذون حملات هستيرية و عملية اجتثاث لأفراد وضباط الشرطة في صنعاء تحذير أممي من مساعي إسرائيل لتعطيل مطار صنعاء وميناء الحديدة سابقة خليجية هي الأولى من نوعه.. نصف النهائي دون قطر والإمارات انفجار حرب واشتباكات في الميادين بدير الزور بين قوات الأمن وعناصر نظام الأسد
اجتثاث صالح وأزلامه والدائرين في فلكه من أرض اليمن هو اجتثاث ليس لحلفائه أذناب إيران الحوثيين فحسب، وإنما أيضا لكوادر (القاعدة) الإرهابية هناك.
علي عبدالله صالح سبق وأن فتح بلاده للقاعدة عند عودة كوادرها من أفغانستان، وجعل من جنوب اليمن ملاذا آمنا لهم، وغض البصر عنهم وهم ينتشرون، وينشرون ثقافتهم الإرهابية بين القبائل اليمنية؛ بل ويُقال إن بعض هذه الكوادر المتأسلمة ألحقهم بالجيش اليمني، ومنحهم رتبا عسكرية، بهدف حمايتهم؛ وهدفه أن يستخدمهم كورقة ابتزازية في الداخل والخارج إذا احتاج لقلب الأوضاع الأمنية؛ فهذا الرجل الوضيع لا يهمه بلده، ولا تنميتها، ولا المآلات التي ستنتهي إليها في حال وطّن الإرهاب في بلاده، بقدر ما يهمه أن يستغلهم في مواجهة المملكة وإزعاجها من جهة، ومن جهة أخرى اتخاذهم وسيلة من خلالها يمكن له تفجير اليمن وإشعال حرب أهلية فيما لو فكر اليمنيون بإقصائه وعائلته عن السلطة؛ وهذا الأسلوب هو ذاته أيضا الذي جعله يتخذ من تحالفه مع الحوثيين أذناب إيران ورقة ضغط أخرى على المملكة ودول الخليج، لإعادته وابنه أحمد إلى السلطة من جديد، عندما عرض الابن في لقائه مع سمو الأمير محمد بن سلمان قبيل بدء (عاصفة الحزم) أن يُضحوا بحلفهم مع الحوثيين، ويتخلون عنهم، بشرط أن يعود الابن إلى السلطة خلفا لوالده، وأن تعود الحصانة إلى والده المخلوع وينجو من المقاضاة عالميا كمجرم حرب.
غير أن رد الأمير محمد كان حازما، وقاصما في الوقت نفسه لكل طموحاتهم، ولم يكن – على ما يبدو – يتوقعه الابن ولا والده أن يكون بهذا القدر من الحزم والحسم؛ وبعد أن شعر صالح أن رهانه على أن المملكة لن تلجأ إلى المواجهة العسكرية، وسوف تتفاداها، بدأ يشعر فعلا بالنهاية الحتمية، وأن حبل المشنقة سيطوق عنقه، فألقى بورقته الأخيرة، التي كان يدّخرها لمثل هذه الظروف، وهي ورقة (القاعدة)، فأعطى لها، ولكوادرها، الضوء الأخضر، ليدخلوا طرفا جديدا في الحرب، وبهذا التصرف الانتحاري، اتضح للجميع سر بقاء القاعدة في اليمن طوال سنوات حكم المخلوع، وإنهم حلفاؤه وورقته، حين يضطر للخيار الشمشوني: (عليّ وعلى أعدائي يا رب)!
صالح يفكر ويتصرف تصرفات (رئيس العصابة) وليس رئيس دولة؛ وعندما تنتهي الحرب ويُقبر هو ومن معه في مزبلة التاريخ، ستتضح كثير من الأوراق والوثائق، التي تجعل سيئ الذكر. الإمبراطور الروماني (نيرون) حين أحرق روما، بجانبه ملاكا وديعا؛ ولو أن هذا الرجل انصرف إلى تنمية اليمن، والارتقاء بها حضاريا، واستغل فترة حكمه الطويلة – (ثلاثة عقود) – كما يستغلها القادة والعظماء المخلصين لأوطانهم، لدخل التاريخ من أوسع أبوابه، غير أن اللصوص والمجرمين وقطاع الطرق، لا يهمهم التاريخ، ولا يحفلون به، ولا بماذا يقول عنهم، قدر اهتمامهم بأن يبقوا في السلطة، وأن ينهبوا ثروات الشعوب قدر الإمكان، وأن يُشبعوا نزعة التسلط المتمكنة من ذواتهم، ولسان حالهم يقول: أنا ومن بعدي الطوفان!
أما بالنسبة للمملكة ودول الخليج، وبعد أن تكشّفَ ما كان مستورا خلف الكواليس، فرب ضارة نافعة؛ فنحن لم ندخل الحرب إلا مضظرين، وكانت خيارا أخيرا، غير أن ما تشير إليه نهاياتها عندما تُلقي بأوزارها، أنها لن تقضي على هذا المجرم فحسب، ولن تُحجم الحوثيين والتوسع الفارسي في المنطقة، وإنما ستكنس أيضا القاعدة وكوادرها من أرض اليمن؛ فالملاذ الآمن الذي وفره لهم المخلوع، لن يكون آمنا في المستقبل بكل تأكيد، ولعل ما حصل في مدينة (المكلا) هو أول ظهور للقاعدة في الأحداث، وسيكون التعامل معها، ومع كوادرها، أسهل كثيرا من ذي قبل، حينما كان المخلوع يأبى أن يُتيح الفرصة لاجتثاثها، لأنها ورقته الأخيرة، وخط الدفاع النهائي عن كل طموحاته السياسية، كما اتضح جليا الآن.
ختاما أقول: عندما يسقط المخلوع وينهار الحوثيون، وتنتهي الحرب، وتعود الشرعية إلى أرض اليمن، فإن نهاية اجتثاثية تنتظر القاعدة وكوادرها في اليمن، وخاصة من القبائل التي أسقطت صالح والحوثيين، لا يختلف عن مآل كوادرها عندما تولى (صحوات العراق) الأبطال اجتثاثهم من العراق، لولا أن غباء وطائفية «نوري المالكي» أعادتهم إلى العراق من جديد، ولكن في ثوب داعش لا القاعدة.
نقلاً عن “#الجزيرة”