آخر الاخبار

ترامب يهدد الصين بعقوبات غير مسبوقة قناة CNN الأمريكية تكشف موقف الإمارات والسعودية من اي عملية عسكرية برية لاقتلاع الحوثيين في اليمن ودور القوات الحكومية وتفاصيل الدعم .. عاجل مصادر دبلوماسية أمريكية: العملية البرية هي الكفيل بإنهاء سيطرة الحوثيين على ميناء الحديدة والعاصمة صنعاء اليمن تدعو الشركات الفرنسية للإستثمار في 4 قطاعات حيوية المقاتلات الأمربكية تدك منزل قيادي حوثي رفيع بالعاصمة صنعاء خلال إجتماع عدد من القيادات فيه الرئاسة اليمنية تدعو لتوحيد الصفوف لمعركة الخلاص من الحوثيين وتحدد ''ساعتها الحاسمة'' الإعلام الصحي يكشف بالأرقام عن خدمات مستشفيات مأرب خلال إجازة عيد الفطر المبارك العملة في مناطق الشرعية تسجل انهياراً كبيراً ورقماً قياسياً ''أسعار الصرف الآن'' من هي الموظفة المغربية الشجاعة التي كشفت تواطؤ الشركة التي تعمل بها ''مايكروسوفت'' مع الإحتلال الإسرائيلي؟ وماذا عملت؟ ادراج خطة الاحتياجات التنموية ومشاريع البنية الاساسية لليمن في اجتماع وزاري عربي طارئ

جراح متعففة
بقلم/ مجدي محروس
نشر منذ: 7 أشهر و 14 يوماً
الجمعة 23 أغسطس-آب 2024 04:50 م
  

كل حضور يأتي ويبرز ، على حساب تغييب دور الاخرين، يبقى مجرد إحتضار مزمن، وغيبوبة دائمة وموت بطيئ .

 

 وكل تواجد يكبر ويتضخم ويتطاول فوق نضالات الأبطال وجراحاتهم يظل في حكم العدم ومصيره الفناء والزوال .

وكل مسؤولية لا تقدر تضحيات الشهداء ولا تعلي من شأنهم ولا تثمن دور الجرحى ولا تعترف لهم بالفضل ميؤس منها ولا يعول عليها كثيرا .

وكما يقول بن عربي : "كل بقاء يكون بعد فناء لا يعول عليه وكل فناء لا يعطي بقاء لا يعول عليه"  

 

لا قيمة لوظيفة ولا جدوى لسلطة ولا وجود لدولة ولا حقيقة لشرعية ومعنى لمسؤولية لولا تضحيات الشهداء واجتراحات الجرحى .

 

تتصاغر كل الالقاب ، وتتقزم كل الصفات، وتحقر كل الوظائف وتضعف كل الرتب أمام صفة الشهيد أو الجريح .

 

الشهداء شواهدنا الحية على التضحيات وأدلتنا الحقيقة في الحياة ، بهم نهتدي وخلفهم نمضي وعلى طريقتهم نسير .

 

أما الجرحى فهم عافية الوطن وبصمة النضال وعلامة التضحية وحراس المجد ،جراحههم عطر البطولة ومسكها وألمهم صوت القضية ولسانها .

 

 مهما ترفعت أوجاعهم وألامهم عن البوح إلا أنها تبقى جراحاً فصيحة لا تخطئها الاذان المبصرة ولا تتجاهلها الضمائر المرهفة .

 

لا يحتاج الجريح الى شهادة سيرة وسلوك وطني ولا إلى وثيقة تؤكد صدق تضحبته والى مكبرات صوت لسماع وجعه .

 

لا يحتاج الجرحى إلى معارض صور لاثبات بطولتهم واستعراض اطرافهم المبتورة ولا إلى خيام اعتصام للمطالبة بحقوقهم .

 

لا ينبغي باي حال من الاحوال ان يتحول هؤلاء الابطال إلى مادة لاستدرار الشفقة ولا الى حالة تستدعي التعاطف ولا يجب أن تتحول جراحاتهم العفيفة إلى وسيلة لاستجداء الجيف المعفنة في الحكم .

 

لا شيء يجرح الجرحى مثل التجاهل وقلة الاهتمام وكثرة الاهمال واستمرار الشعور بالخيبة والخذلان .

 

اعطوا الجريح حقه قبل أن يجف دمه ويتوقف نزفه وقبل يصمت وجعه وقبل حتى أن يدرك شعوركم بمدى حاجته لكم فتجرحونه مرة اخرى .

 

الأصل أن ينال الجريح حقه دون أن يطالب به وأن يصغي الجميع لجراحه قبل أن يبوح بها وحتى قبل أن يتوجع منها و هذا ليس بكثير عليه بل يجب ان يتداعى الوطن كله بالسهر والحمى حين يشتكي الجرحى من جراحاتهم .

 

حتى تكريمهم لا يصح أن يكون نظير ما قدموا ولا مقابل تضحياتهم ذلك ان ما يقدمونه اغلى غاية الجود ولا يقدر بثمن ولا يمكن لاي تكريم ان يكافئهم عليه .

 

حقوق الجرحى لا تسقط بالتقادم ولا تسقط بالتآخر ولا يجب أن تسقط بأي حال من الاحوال وقضيتهم 

 غير قابلة للمساومة ولا تخضع للتسويات ولا تمتلك ترف الوقت لخوض النقاشات والزيارات وتشكيل اللجان .

 

لقد فقد هؤلاء الأبطال أطرافهم وهم يحمون أطراف البلاد وسكبوا دماءهم ليزهر الوطن وخسروا حبيباتهم وهم يحرسون بها أمجاد اليمنيين .

 

 الجريح الذي لم يتردد لحظة واحدة في تقديم روحه في سبيل دينه ووطنه وفدى البلاد ببعضه بكل سخاء وبدون تلكؤ كيف يقابل كل هذا الجود و الإقدام منه بكل هذا الشح والامساك و التباطؤ والتثاقل والتراخي في اسعافه .

 

لا يجب أن يتوقف وفاؤنا لهم عند حدود دائرة الرعاية الاجتماعية ولا ان ينتهي الاهتمام بهم عند كشوفات الراتب وقوائم الرتب و مذكرات المنح العلاجية .

يجب ان يكون للجرحى والشهداء تمثيل في اعلى هرم في السلطة كأن تخصص لهم حقيبة وزارية تحمل وزارة شؤون الابطال مثلاً ويعين وزيرها منهم ودون ذلك لا معنى لتشكيل اي هيئة او لجان او مؤسسات لرعايتهم .

 

الجرحى لم يغادروا الميدان بعد و لم يخرجوا عن الخدمة ولم يبرحوا مواقعهم ومتارسهم حتى الان .

 

وحتى لو خرج بعضهم عن الخدمة نتيجة اصابتهم البالغة لا يعني اخراجهم عن دائرة الخدمات والاهتمام والرعاية .

 

إنهم يخوضون اليوم حرباً هي الأشد مضاضة والأصعب مواجهة عدوهم فيها هذه المرة ليست المليشيات الحوثية بل قيادة الشرعية مع كل الاسف .

 

وكم تبدو المفارقة مريرة أن يهزم هؤلاء الجرحى الموت في حين تهزمهم الحياة فليس من الجراح والاصابات وحدها يتالم الابطال فالتجاهل والنكران يفعلان بهم ذلك وأكثر .