عم عبدالملك الحوثي يعترف بالوضع الحرج الذي تعيشه قيادات الصف الاول ويحذر من مصير بشار الأسد العالم مدهوشا ... الكشف عن مقبرة جماعية تحوي 100 ألف جثة على الأقل بسوريا دولة عظمى ترسل أسطولاً بحرياً جديداً إلى خليج عدن لحماية سفنها التجارية لوكمان يتربع على عرش الكرة الافريقية أول تحرك عاجل للبنك المركز السوري لكبح انهيار الليرة منظمة الصحة العالمية تعلن للعالم.. الأوضاع شمال قطاع غزة مروعة أردوغان يكشف عن الدولة الوحيدة في العالم التي هزمت داعش على الأرض عاجل إجتماع رفيع المستوى مع سفراء مجموعة بي 3+ 2 وبحضور كافة أعضاء مجلس القيادة الرئاسي قيمتها 4 ملايين دولار.. ضبط كميات كبيرة من المخدرات كانت في طريقها لمناطق الحوثيين طهران تايمز تحذر الحوثيين .. أنتم الهدف الثاني بعد بشار الأسد
يحتفل العالم في ديسمبر من كل عام باليوم العالمي لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) وهو كما نلمس احتفال موسمي لا يلقي من الضوء على معاناة مرضاه سوى أقل القليل، لكنه مع ذلك يشكل ناقوسا سنويا تقرع الأمم المتحدة خلاله إشارة التذكير بالخطر لكل العالم من أجل استمرار التيقظ لهذا القاتل الخفي في مجتمعات العالم، لكنه يبدو أشد فتكا وإرعاباً في بلداننا العربية رغم أنه من الناحية الطبية هو نفسه الفيروس المنتشر في كل أصقاع العالم بكل مكوناته وأخطار عدواه وطرق انتقاله، فلماذا نرى أنه الأشد فتكا عربيا على مستوى العالم؟.
من ناحية طبية يعتبر الشخص المصاب بالفيروس مريضا مثله مثل أي مريض آخر مثل المصاب بفيروس الكبد الذي يعد أشد خطراً من فيروس الإيدز على مستوى العدوى والفتك، لكن المجتمع الذي يتقبل الحاملين لفيروس الكبد وغيره ويرأف بهم هو المجتمع نفسه الذي ينبذ حامل فيروس الإيدز ويسلط عليه وصمة العار والتحقير بفعل ارتباط الإصابة بهذا المرض ذهنيا بممارسة الجنس خارج إطار الزواج، في حين يؤكد علماء الطب جازمين أن طريقة الانتقال هذه تعد واحدة من أربع طرق رئيسية وحيدة ينتقل عبرها الفيروس، فإضافة إلى الممارسة الجنسية تأتي طرق نقل الدم واستخدام الأدوات الحادة الملوثة وانتقال الفيروس عبر الولادة من الأم إلى الجنين وحتى هذه الطريقة لا تنجح عادة سوى في حدود أقل من 30%.
كما أن احتمالات العدوى بهذا المرض تقل كلما زاد الوعي به، خاصة عندما نعلم أنه فيروس الإيدز فيروس ضعيف جدا لا يعيش سوى دقائق معدودة خارج جسم الإنسان بعكس فيروس الكبد مثلا الذي قد يعيش طويلا واحتمال العدوى عبره أخطر، إذن فلا مجال للقول أن عدوى الإيدز يمكن أن تنتقل من حامل الفيروس إلى غيره عبر المصافحة مثلا والسلام بالتقبيل أو السباحة في حوض واحد أو العمل جنبا إلى جنب مع حامل الفيروس وغيرها من طرق التعايش غير المعدية عدا الأربع طرق الرئيسية والوحيدة التي أشرنا إليها آنفاً.
ولا شك أن موقف المجتمع العربي واليمني خاصة من حاملي فيروس الإيدز ووصمة العار التي يسلطها المجتمع يفسر ما قصدناه بكل دقة من أن هذا الموقف السلبي تجاه مريض الإيدز وجهلنا بطرق انتقال المرض بل وخوفنا وتصورنا المسبق المبالغ فيه أحيانا عن الفيروس يعمل بكل أسف على الإسهام في انتشاره محليا دون وعي منا مثل انتشار النار في الهشيم، وهنا تكمن فيها قمة المأساة فرديا وجماعيا.
فالمصاب الذي يلمس الاحتقار ويشعر بالوصمة هو لا شك إنسان يحمل بذور النقمة على مجتمع لم يرأف به ويراعي مرضه، فيدفعه المجتمع دفعا إلى الانتقام ويبدأ غير عابئ بأحد في نقل العدوى إلى عشرات غيره، لكنه لو لمس التعاطف والتفهم ممن حوله وعومل كما ينبغي أن يعامل أي مريض لخشي على مصير غيره وحماهم في بادرة حسن النية تجاه مجتمعٍ واعٍ متفهمٍ ومدركٍ أن كل واحد منا معرض للإصابة بالفيروس - لا قدر الله - عبر نقل الدم أو استخدام غير مقصود لآلة أو موس أو إبرة حادة ملوثة بالفيروس أو ما شابه دون أن نصاب بالضرورة عبر الممارسة الجنسية المحرمة، فهل يستحق وقد ابتلى الله أحدنا بالفيروس دون علم منه أن يصمه أهله ومعارفه وأفراد مجتمعه بعارٍ لا ناقة له فيه ولا جمل؟.
وكم نسمع من مآسٍ تصيب مرضى الإيدز حتى على مستوى الأطباء أنفسهم فبعض هؤلاء يرفض التعامل مع مريض مصاب بالإيدز بل ويطرده من المشفى دون أن يمنحه حقه من العناية الطبية لكسر ألم به أو حتى زكام عابر، وآخرون طردوا من أعمالهم أو نبذتهم أسرهم, وما ذنب الطفل البرئ الذي أصيب بالفيروس حتى يعامل بنظرة الاحتقار والخوف غير المبرر ذاتها؟.
لقد تأخر الوقت على تصحيح نظرتنا تجاه كل المرضى في مجتمعنا بمن فيهم حاملي الإيدز، لكن الوقت لم يفت كي نحمي أنفسنا وأطفالنا وأهلنا منه بوقف انتشار المرض عبر نشر قيم العفاف والوعي الصحي وجعل مريض الإيدز عونا لنا لا علينا في محاربة هذا المرض ومنحه كرامته كمريض ونبذ وصمة العار عنه والإيمان بحقه في العيش والعناية وتلقي العلاج.
n.sumairi@gmail.com