الروبوتات بدل العمالة في أكبر مشروع بناء بالعالم في السعودية وفود عربية في سوريا لدعم جهود إعادة بناء سوريا الجديدة في بطولة خليجي 26: المجموعة الأولى ''حبايب'' وتنافس مثير في الثانية القبائل اليمنية تدعو لحسم معركة استعادة الدولة وقطع ذراع إيران في اليمن .. عاجل وزير الخارجية الإماراتي يصل دمشق ويلتقي بنظيره السوري ما حقيقة طلب زوجة بشار الأسد الطلاق ...الكرملين يتدخل إسرائيل تصر على تجاهل استهداف القيادات الحوثية وتتعمد استهداف البنى التحتيه لليمن .. نتنياهو يتوعد مجددا. إيران تكشف عن حقيقة تواصلها مع أحمد الشرع مجلس القيادة الرئاسي وبحضور كافة اعضائه يصدر توجيهات باتخاذ الإجراءات الدستورية والقانونية بخصوص الهيئة العليا لمكافحة الفساد. أول تحرك حكومي في اليمن لضبط مراكز التداوي بالقرآن الكريم وتوجيهات بأربعة شروط هامة لمعالجي النساء
صرح الرئيس مؤخرا بأن الخلية التي تم إلقاء القبض عليها هي خلية إسرائيلية ، وهذه الخلية متهمة بالعمل على تفجير سفارات أمريكية وبريطانية وسعودية وإماراتية ، وأن هذا الاكتشاف جاء بناءً على وجود رسائل في الحاسوب التابع لتلك الخلية حيث تم الحصول على رسائل متبادلة فيما بينهم وبين أحد الجهات الإستخبارية الإسرائيلية .
وهنا نستطيع أن نفهم وحسب الإيحاء الصادر من تصريح رئيس الجمهورية بأن إسرائيل وعبر عملائها في اليمن تسعى إلى ضرب سفارات حلفائها الأهم في العالم كأمريكا وبريطانيا وأيضا ضرب حلفاء حلفائها كالسعودية والإمارات ، أما أهداف هذا العمل فهي غير مفهومة ، لأنه لا معنى حقيقي لقيام إسرائيل بمثل هذا العمل وذلك لأسباب عديدة ربما أهمها بأن اليمن وكثقل سياسي أو اقتصادي لا تشكل خطرا على إسرائيل حتى على الأمد البعيد حتى تقوم بتوريطه مع الولايات المتحدة الأمريكية خاصة أن العلاقات بين اليمن وبين أمريكا هي في مستوى متدني جدا ولا حاجة أبدا لزيادة التوتر فيما بينهما .
لو كان لدى إسرائيل رغبة في ضرب حلفائها من باب تأليبها وتحريضها ضد أعدائها ، فكان ومن باب أجدر قيام إسرائيل بتشكيل خلية إسلامية في لبنان وضرب سفارة أمريكا في بيروت حتى تلصق التهمة بألد أعدائها وأكثرها خطرا على أمنها وهي حزب الله ، فهذه خطة أكثر فهما وعقلانية ، لأنها ستضرب عصفورين في حجر واحد أولهما التحريض ضد حزب الله وثانيهما تشديد الضغط على إيران وسوريا ، ولن ينصت أحد " كالعادة " لأي نفي من هاتان الدولتان بل ستلصق بهم التهم فورا كما حدث لعملية اغتيال رفيق الحريري .
إذا ما هو المغزى من تصريح الرئيس ، وهل هذا التصريح سيجعل من الرئيس مثلا بطل قومي مستهدف من إسرائيل أم أن القصد منه تشويه سمعة التيارات الإسلامية التي ترفع السلاح كطريقة وحيدة لتحقيق أهدافها .
أحسب أن الجماعات الإسلامية أصبحت معزولة عن مجتمعها نتيجة لأعمالها التي يذهب ضحيتها في الغالب أشخاص أبرياء ، كما أن منهجها التي تنادي به لم يعد مقبولا لدى الغالبية العظمى من الشعب اليمني وأن الصراع معها هو واجب وطني بحت يتحتم على الجميع مناهضته والوقوف ضده بشتى الوسائل الفكرية والثقافية والاجتماعية والعسكرية بل انه هنالك شبه إجماع وطني على رفض تلك الجماعات الإسلامية المتطرفة لأن خطرها لن يتوقف على السفارات الأجنبية وحسب بل سيتعدى ذلك إلى كل مناحي الحياة في المجتمع اليمني .
إذا لماذا قال الرئيس ما قاله ؟ في الفترة الماضية ظهرت الكثير من التقارير المحلية والدولية تشير بأصبع الاتهام نحو النظام اليمني و تورطه بعلاقات وثيقة مع قادة القاعدة في اليمن وأنه هنالك الكثير من القيادات العسكرية والأمنية تتعاطف بشكل أو بآخر مع ذلك التنظيم ، بل أن العالم كان يراقب وبكثير من الذهول هرب قادة ذلك التنظيم من سجون الدولة بشكل مثير للسخرية وبطريقة هوليودية ، ثم يشاهد الهاربون وهم يتجولون في العاصمة صنعاء ويحضرون محاكم زملائهم وبمعيتهم مرافقين مسلحين ويغادروا قاعات المحاكم دون أن يمسهم أحد ، هذه الأفعال أثارت سخط المجتمع الدولي وتحديدا غضب الولايات المتحدة الأمريكية التي قلصت من حضورها الدبلوماسي واعتمدت قرارات صارمة تجاه اليمن منها خفض المساعدات ومنع أي مواطن يمني من الذهاب إلى أمريكا عبر إصدار قوانين كعدم التعامل مع أي شخص يتعاطى القات مما يعني منع تام لأي يمني من زيارة أمريكا ، والغضب الأمريكي يعني غضب دولي وعزل تام لدولة مازالت تتخبط في أبسط مقومات بناؤها بل أن الكثيرون يرون أن تسمية دولة غير لائق لكيان مثل اليمن ، فالدولة تعني مفاهيم وأساس ومبادئ لا يمتلكها النظام الحاكم منذ ثلاثون عاما .
فهل يا ترى تصريح الرئيس بهذا الشكل يعني خلط الأوراق ومحاولة أبعاد تهمة تورط أركان دولته في التعامل الجاد مع الجماعات الدينية وتحديدا مع تنظيم القاعدة عبر اتهام إسرائيل بتجنيد هذه الجماعات لزعزعة أمن بلاده ، فنحن مازلنا نتذكر اتهام إيران وليبيا في دعمهم للحوثيين ،وأيضا اتهام قوى خارجية غير محددة في دعم الجنوبيون في مطالبهم لحق الانفصال وأخيرا وقعت إسرائيل على الخارطة ليزج بها في العراك السياسي الداخلي لليمن .
الرئيس فشل في ضبط الأمور داخل اليمن رغم حكمة الطويل ، وهذه جدلية تستدعي الدراسة ، فكيف برئيس لا يجيد السيطرة على البلاد التي يحكمها أن يستمر بالحكم كل تلك المدة المنصرمة ، هنالك من يقول أن البلاد تدار بإثارة الأزمات وأنه وكسياسة متبعة لا يسمح النظام إطلاقا بالهدوء المتواصل وحتى يضمن بقائه عليه دوما أن يخلق أعداءا له حتى يجيش المشاعر والإعلام والجيش في صفه ، وألان نحن أمام آخر الأعداء ألا وهي إسرائيل .
طبعا ليسمن اللائق أخلاقيا أن يكتب المرء في مثل هكذا موضوع لأن شبهة ظهوره كالمدافع عن إسرائيل هي شبهة واردة ومحتملة ، وخاصة أن عقلية النظام وضعت في حسبانها أنه هنالك من سيحاول أن يرفض نظرية تعامل الجهات الإسلامية مع الكيان الصهيوني ، فيتهم فورا بأنه هو الآخر عميل إسرائيلي يدافع عنها ، وان نجا من هذه التهمة فهو ولا شك ينحاز إلى الجهات الإسلامية المتطرفة ، وبين هاذين الناريين هنالك من يطلب السلامة .
لكن هذا لا ينبغي أن يكون ، وعلى النظام الحاكم أن يفهم أن هذه اللعبة باتت قديمة ، وأنه لو كان هنالك تآمر فعلا ، فأنه هو الوحيد المتهم بهذه المؤامرة على حياة الشعب اليمني وإرهاقه طوال العهود الماضية بكل أثقال الحياة .
وأيضا نعرف بأن إسرائيل ليست بحاجة إلى توريط دولة بائسة كاليمن مع القوى العظمى فاليمن لديها من مشاكل وعقبات ما قد يجعلها بعيدة عن الصراع العربي الإسرائيلي عشرات السنين القادمة ، وأن الحل النزيه هو البحث عن المشكلة الأساسية التي تسببت في فلتان الأمن وتغول القوى المتطرفة التي ترى في اليمن مرتع خصب لنموها وانتشارها عوضا عن البحث الدائم عن مشجب خارجي نعلق عليه كل فشلنا ومصائبنا ، لأن هذا المشجب لا يستخدمه إلا من لا يريد أن يجد حلولا جذرية للمشاكل القائمة بقدر رغبته المفضوحة بترحيل الأزمات بشكل سطحي .