تركيا وإيران والسعودية من يأخذ الراية
بقلم/ يحيى محمد الحاتمي
نشر منذ: 14 سنة و 6 أشهر و يومين
السبت 12 يونيو-حزيران 2010 07:09 م

منذ الهجوم الصهيوني على أسطول الحرية في عرض البحر داخل المياه الدولية وما نتج عنها من مذبحة بشعة أدت إلى إزهاق أرواح بريئة في عملية قرصنة وإرهاب دولة ., فمنذ وقوع الجريمة والى الان والأصوات لم تسكت والأقلام لم تجف منددة بهذه الجريمة الشنيعة .

تركيا :-

لقد احيت هذه المجزرة البشعة الروح في كثير من الشعوب العربية ويبدوا اننا لا نفيق الا على الدماء ,, وأيقظت الظمير العالمي الغائب واعاده الانظار باتجاه غزه المحاصرة من ذو أعوام ولقد أخذت هذه القضية بعدا دوليا كبير .

ولولا تركيا والدماء التركية التي اريقت لما اهتز للعالم جفن , خاصة لو كانت الدماء عربية فلا احد سيوليها أي اهتمام .

فرجب طيب اردوغان أثلج صدورنا بقوة تصريحاته لقد هاجم اسرائيل بشكل لم يسبق لاي رئيس دولة ان قال مثلة . لقد تمنيت وقتها اني تركي ,

اردوغان الذي أصبح اسمه على لسان كل عربي استطاع ان يكسب قلوبنا نحن الشعوب الضعيفة العربية لاننا وجدنا فية مالم نجدة في حكامنا .

اردوغان الذي اصبح يتصدر عناوين الاخبار في القنوات الفضائية العالمية والصحف الكبرى استطاع ان يكسب الشعوب العربية بمواقفة وتصريحاته ضد اسرائيل ففي البداية أثناء الهجوم الاسرائيلي على غزة وثانيها موقفة القوي في منتدى دافوس , وكما يعلم الجميع غضب أردوغان على غزة وقاطع الرئيس الصهيوني وخرج غاضبا وبقي عمرو موسي امين عام الجامعة العربية الى جانب بيريس وكأنهم في بوفية مفتوح كما قال فيصل القاسم .

اردوغان غضب للعرب والعربي لم يغضب لنفسه .

كثير من الكتاب والمفكرين يقولون ان من يريد ان يكسب ود العرب فل يهاجم اسرائيل . وهذا صحيح لان من يرمي اسرائيل بحجر سنساعده بالطوب ,لان اسرائيل سرطان خبيث في جسد الامة العربية . لقد رفع العرب صور حسن نصر الله وهوجو تشافيز واحمدي نجاد وامير قطر وبالمقدمة اردوغان .

احب ان اذكر الجميع بأن تركيا اليوم ليست تركيا الامس , وحزب العدالة والتنمية ليس حزب الرفاه وان كان منشقا عنه ,, واردوغان ليس نجم الدين اربكان وان كان تلميذة ... تركيا اليوم لها لها صلات وثيقة بإسرائيل , فأكبر مركز للموساد في تركيا , واكبر قاعدة تدريب للطيران والطيارين الذين يقصفون غزة في تركيا ,,, وأكبر تغذية للمياة لإسرائيل من تركيا ... فتركيا هي الحليف الثاني لإسرائيل بعد أمريكا .

كما يجب الا ننسى أن تركيا منبوذة من الاتحاد الأوروبي ورفضت اروبا انضمام تركيا للاتحاد الاوروبي ,, مما دفع تركيا لايجاد تحالفات بديلة منها التزعم على العرب المغلوبين على امرهم لتقول للأوروبيين انها قادرة على خلط الاوراق , وقد اتضح هذا جليا عندما حمل مسئول أمريكي بالأمس دول الاتحاد الأوروبي المسئولية عن تحول الموقف التركي في إشارة الى عدو انضمام تركيا للاتحاد .

انا لست ضد تركيا بل انا معها ضد اسرائيل وكل من يهاجم اسرائيل انا معه ولكن يجب ان لا ننخدع بالشعارات وانما نريد افعال .

فلو اعتذرت اسرائيل لتركيا ستعود العلاقة بينهما كما كانت وهذا ليس كلامي بل كلام اردوغان .

اننا نطالب تركيا بموقف اكبر نطالبها بقطع علاقتها مع اسرائيل نهائيا اذا ارادت ان تتزعم العرب اما المواقف المؤقتة فلا نريدها ان تخدعنا .

إيران :-

إيران قبل تركيا حاولت أن تظهر للشعوب العربية انها تقف مع القضية الفلسطينية وحاول أحمدي نجاد وعبر التصريحات الرنانة كسب الشارع العربي دون جدوى برغم الاقلام التي كتبت عن نجاد وما زالت تكتب حتى الان من داخل الدول العربية وما زالت تسبح بحمده صبحا ومساءا ,, لكنها فشلت فشلا ذريعا للوصول الى الشعوب العربية ,.

لان إيران تقول ما لا تعمل وتستخدم القضية الفلسطينية للمتاجرة من اجل مصالحها الخاصة . وأهداف إيران الاستعمارية للوطن العربي ما زالت قائمة ., ولقد رأينا ماذا عملت ايران بالعراق وأفغانستان وما زالت تفعل الكثير والعرب في سباتهم العميق ., كما لم يعد خافيا دور ايران في اليمن فالإيرانيون لديهم اعتقاد سياسي واخر عقائدي اما سياسيا فانها تنظر الى اليمن على انها ولاية فارسية يحكمها باذان . اما العقائدي فتعتبر ان لهم الحق في الجامع الكبير بصنعاء والذي بناه الامام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه ورضي عنه ,,

كما ان ايران تسعى للوصول الى السعودية عبر اليمن , فلم يعد خافيا سعي إيران الحثيث لنشر المذهب الاثنى عشري الجعفري في اليمن , فما يسمى بالحزام الأمني لصنعاء يجري فية التشيع على قدم وساق ابتداءا من بلاد الروس مرورا بسنحان وخولان ونهم وأرحب وبني حشيش اما همدان وحراز فهم في الجيب من زمان ,,, ومتى كنا نعرف او نسمع بشيعة في مأرب او الجوف وهي مناطق سنية خالصة ,

ولكن لا عجب فأموال الحوزات تضخ بقوة الى اليمن , ومكتبة البتول ودار الزهراء للنشر والتوزيع للكتب الجعفرية مفتوحة وامام الجامع الكبير . وأكبر المدعومين من ايران وحزب الله خرجوا من السجون يسرحون في شوارع صنعاء .

اريد ان اعرف فقط اين البارجات الإيرانية واين صواريخ البحر والجو التي رأيناها في المناورات الاخيرة ؟ لماذا لا تقوم بحماية قوافل كسر الحصار عن غزة ؟ 

وما سبب وجودها في البحر الاحمر وخليج عدن أليست لمكافحة القرصنة ؟ أم إن تواجدها لأغراض ومآرب أخرى ؟؟

السعودية :-

ـ المملكة العربية السعودية دولة قوية ورائده ولها ثقلها الإقليمي والدولي والسعودية حاضرة بقوة في المجتمع الدولي .

وسياستها اقل ما يقال عنها انها متزنة وتتحلى بالمسئولية وعدم التسرع ,, ومواقفها العربية مشرفة , وتتمتع ببعد جغرافي وديني اكسبها قوتها .

فبعد ان فقد العرب مصر ومواقفها المتخاذلة ضد الشعب الفلسطيني ومشاركتها في حصار شعب غزة وتحولها الى مجرد حارس امني لإسرائيل التي تأخذ منها الغاز باخس الأثمان وتبيعها سموم فاسدة تهلك الحرث والنسل وتسبب السرطان للإنسان وهي أي مصر تقبض ثمن متاجرتها بالقضية الفلسطينية والدم الفلسطيني .

لذلك فأن الدولة العربية الوحيدة المؤهلة والقادرة على لعب دور عربي قوي هي المملكة العربية السعودية ... خاصة وأن الملك عبدا لله بن عبد العزيز يحظى بشعبية كبيرة وله عدة مواقف تحسب له ,, فهو اول من قدم المبادرة العربية التي آن لها ان تنسحب لان العدو الصهيوني لا يعرف الا لغة القتل ولا يعرف السلام .

وهو من قام برعاية اتفاق مكة بين فتح وحماس والفصائل الفلسطينية هذا الاتفاق الذي أفشلته الأيادي الصهيونية داخل حركة فتح ..., والملك عبدالله بن عبد العزيز هو من رعى المصالحة العربية وأول من قام بها .

كما يحسب للسياسة السعودية أنها تعمل بصمت دون الحاجة الى البهرجة الإعلامية فأعمالها أكثر من أقوالها وهذا أيضا يعطيها ميزة لأخذ الراية العربية .

اني ادعوا المملكة العربية السعودية لأخذ زمام المبادرة واخذ الراية لتبقى الراية عربية وعدم السماح لاي دولة التزعم على حسابنا ,, مع الاستفادة من أي مواقف دولية تخدم المصالح العربية ,,, فقد حان الوقت ليعرف العالم أننا ما زلنا قادرين على التأثير وأننا قادرون على اخذ حقوقنا بأنفسنا كفانا خنوع واستسلام .

يجب ان تبقى الراية عربية لتبقى هويتنا العربية محفوظة كفانا تضييع لعروبتنا . مالم فإننا سنسير بدون هوية.