كل القوم أبو رغال !!
بقلم/ د.رياض الغيلي
نشر منذ: 14 سنة و 8 أشهر و 21 يوماً
الأربعاء 24 مارس - آذار 2010 07:12 م

مع ما حدث ويحدث في فلسطين من احتلال وقتلٍ وحصار واستيطان وتدنيس للمقدسات في ظل صمت عربي مطبق توصلت إلى قناعة مطلقة بأن اليهود لا ذنب لهم فيما حل بأمتنا ، وأنهم بريئون مما يجري في القدس وغزة وفلسطين كاملة .

توصلت إلى قناعة بأن المحتل الحقيقي - ليس لفلسطين فحسب بل للأمة الإسلامية جمعاء منذ أكثر من نصف قرن - هو تلك الزعامات الصنمية التي يمكن من أجل بقائها على كراسي الحكم أن تسفك أنهار الدماء ، وأن تعتقل آلاف الأبرياء ، ولكن دون القدس وفلسطين أصبحوا يستعظمون حتى مجرد الغضب من قبل الشعوب .

توصلت إلى قناعة بأن المغتصب الحقيقي - ليس لفسطين فحسب بل لكرامتنا وعزتنا وحريتنا - هو تلك الزعامات الخائنة التي اغتصبت منا بالإضافة إلى كل ذلك كل قيمة أخلاقية يمكن من خلالها أن ننصر إخواننا في فلسطين أو أن نهب لنجدة الأقصى .

توصلت إلى قناعة تامة بأن الذي يحاصر غزة ويجوع أهلها هو تلك الزعامات الشائخة التي اعتادت تجويع شعوبها وإفقارها وسرقة ثرواتها وغلبتها على أمرها ، فقد أقض مضاجعهم أن تكون لشعب فلسطين حرية الاختيار لمن يحكمهم فعاقبوهم بأيدي اليهود .

توصلت إلى قناعة تامة بأن هذه الزعامات الصنمية الشائخة الخائنة ما هي نسخ مكررة من (أبي رغال) رمز الخيانة الذي أصبح كل من يمر بقبره يرجمه بالحجارة احتقاراً له وانكاراً لخيانته بأن كان دليل أبرهة الحبشي إلى مكة لهدم الكعبة .

كل القوم (أبو رغال) ، وسيخلد التأريخ ذكرهم في سجل الخائنين كما خلد ذكر أبي رغال ؛ لأنهم مارسوا أحط درجات الخيانة بأن وضعوا أيديهم في أيدي أعداء الأمة ، ودلوهم إلى نقاط ضعف أمتهم بكل سفالة وحقارة ، وهاهم اليوم يتوارون خلف عروشهم فيما اليهود يدنسون أقدس مقدساتهم، ألا لعنة الله على الخائنين.

وصدق الشاعر (أحمد مطر) الذي يقول بلسان كل زعيم يجسد شخص (أبي رغال) :

أنا السببْ / في كل ما جرى لكم / يا أيها العربْ / سلبتكم أنهاركم/ والتين والزيتون والعنبْ / أنا الذي اغتصبت أرضكم / وعرضكم ، وكلَّ غالٍ عندكم / أنا الذي طردتكم / من هضبة الجولان والجليل والنقبْ / والقدسُ ، في ضياعها ، كنت أنا السببْ / نعم أنا .. أنا السببْ / أنا الذي لما أتيت : المسجد الأقصى ذهبْ / أنا الذي أمرت جيشي ، في الحروب كلها / بالانسحاب فانسحبْ / أنا الذي هزمتكم / أنا الذي شردتكم / وبعتكم في السوق مثل عيدان القصبْ / أنا الذي كنت أقول للذي / يفتح منكم فمه /" شت اب "/ نعم أنا .. أنا السببْ / في كل ما جرى لكم يا أيها العربْ /وكل من قال لكم، غير الذي أقوله / فقد كذبْ / فمن لأرضكم سلبْ ؟ / ومن لمالكم نهبْ ؟ / ومن سواي مثلما اغتصبتكم قد اغتصبْ ؟ / أقولها صريحةً / بكل ما أوتيت من وقاحةٍ وجرأةٍ / وقلةٍ في الذوق والأدبْ /أنا الذي أخذت منكم كل ما هب ودبْ /ولا أخاف أحدا ، ألست رغم أنفكم / أنا الزعيم المنتخَبْ .!؟