إيران تتقلب على نار المعارك في اوكرانيا
بقلم/ كلادس صعب
نشر منذ: سنتين و 9 أشهر
الأربعاء 16 مارس - آذار 2022 06:36 م
 

لا تنفك ايران عن استباحة سيادة العديد من الدول العربية والخليجية بحجج مختلفة وهي شكلت العديد من الميليشيات والمجموعات الموالية لها تتحرك وفق استراتيجية “ولاية الفقيه” ولم تسلم دولة

عربية منها ان لناحية التدخل المباشر من ادواتها او من خلال الدعم

العسكري واللوجستي لمجموعات هدفها تقويض بنيان الدول ولعل الصواريخ التي اطلقت من ايران باتجاه اربيل واعتراف طهران

صراحة بهذا الامر يشكل انتهاكا صارخاً لسيادة العراق الجوية بعدما تغلغلت ميليشياتها في هيكلية الدولة وجغرافيتها فكان العراق نقطة الانطلاق للعبث بسيادة دول اخرى وفق خطط ممنهجة، ففي اليمن هناك خبراء من الميليشيات التابعة لها منذ اكثر من عشر سنوات (قبيل الانقلاب الحوثي على الشرعية) كانوا يتواجدون في مناطق بمحافظة صعدة وفي منطقة بني حشيش في صنعاء، وان عملية التصعيد التي نفذتها المليشيات لإسقاط مدينة عمران ومن ثم صنعاء وبقية المحافظات مطلع 2014 كانت وفق خطه مدروسة من قبل خبراء عسكريين لبنانيين تابعين ل”حزب الله” وفق مصدر خاص “لصوت بيروت انترناشونال”.

اما الملعب الاهم لإيران وفق المصدر فهو سوريا ولبنان لانهما يكتسبان اهمية كبرى على صعيد الاوراق التي يمكن استعمالها نظراَ لنفوذها الواسع على ساحاتهم ان كان على صعيد التواجد العسكري او لناحية السيطرة السياسية كما هو حاصل في لبنان وكذلك العسكرية التي لوح بها امين عام “حزب الله” في خطابه بعد احداث الطيونة عندما اعلن عن اعداد مقاتلي الحزب الجاهزين للقتال ولكنها لم تكن موجهة “للعدو الاسرائيلي” بل للداخل اللبناني .

اليوم في ظل الهجوم الروسي على اوكرانيا الذي ارخى بظلاله على كافة ارجاء العالم بعدما تمكن

الاوكرانيون من الصمود وتكبيد الجيش الروس خسائراَ فادحة رغم استعماله لأحدث الاسلحة والطيران لم يتمكن من حسم المعركة لكنه في الوقت نفسه لم يسقط الاوراق التي يملكها في اكثر من منطقة وملف لاسيما مفاوضات الملف النووي الايراني الذي توقفت اجتماعات الاسبوع الفائت رغم المعطيات التي اشارت الى قرب الوصول الى

مرحلة التوقيع الا ان شروط روسيا التي تقف الى جانب ايران وضعت عائقاَ كبيراَ امام اقفال هذا الملف وهذا الامر سينعكس على طهران التي تنتظر رفع العقوبات عنها بعدما اثقلت اقتصادها ولكنها لا تستطيع تجاوز روسيا كونها الستارة لها لاسيما في سوريا الا انها تدرك ان هامش التحرك في الداخل السوري محكوم بعدة عوامل تتعلق بالنفوذ الذي يتشاركانه مع تركيا والاميركيين والمعارضة السورية وبالطبع “التنظيمات الارهابية” ومهما حاولت طهران الضغط باتجاه توسيع سيطرتها لا يمكنها تجاوز الخطوط الحمراء المتفق عليها بين موسكو و”اسرائيل” التي لا توفر مناسبة الا وتكبد قيها ايران وميليشياتها خسائر فادحة وآخرها مقتل شخصيتين من “الحرس الثوري الايراني” وربما استهداف اربيل هو رسالة مزدوجة اولا للداخل الايراني لناحية اعادة الهيبة لهذا الفصيل الايراني وثانيا لإظهار قوة ايران في الردع السريع لكن المؤكد ان ايران ليست على استعداد للتصعيد في وقت كانت على “قاب قوسين” من الوصول الى اتفاق مع الولايات المتحدة .