مأرب ما بعد الانتفاشة
بقلم/ عبده عبدالله الصمدي
نشر منذ: 5 سنوات و 5 أشهر و 27 يوماً
الثلاثاء 18 يونيو-حزيران 2019 03:38 م

ان لم يتم ربط فرعي بنك مأرب والمهرة بالبنك المركزي سأقدم استقالتي..

عبارة تم نشرها في هذا الفضاء الازرق فتحركت كل جبهات الشر من الحوثيين - وانا هنا لا أتحدث عنهم - ومن العميقين ومدعي الوطنية المتربصين بالشرعية والمستظلين بظلها ممن رفعوا راية الترحيب بالحوثي إبان حصار عمران وحتى سقوط صنعاء وهم من يعنيني في هذا المقام.

لقد راودتني الكثير من التساؤلات عن مصلحة هؤلاء من تصدرهم وتبنيهم لهذه الانتفاشة والتي لم تنتهي بنفس سرعة النفي الصادر من مركزها والمتمثل برأس البنك المركزي، والذي أفاد انه تم فهم منشوره بشكل مغلوط، وقدم توضيحا مبطنا باعتذار تلاه اعتذار الحكومة لسلطة مأرب المحلية التي كانت قد أعطت موافقتها على هذا الربط قبل أسبوع من هذه الهجمة الممنهجة الهمجية والشرسة على مأرب.

يا رواد الانتفاشة المحمومة!

ماذا انتم فاعلون لو تعاملت السلطات المحلية في مأرب بعقلية المليشيا واتخذت قرار رفع أسعار المشتقات النفطية والغاز مثلها مثل ما هو سائد في المناطق المحررة وغير المحررة؟ فرفعت من سعرها المعروف للجميع إلى ٥٠٠٠ ريال للبنزين و ٥٥٠٠ ريال للديزل و٢٥٠٠ ريال للغاز المنزلي؟! وكان هذا الاجراء معللا بالمبررات التالية:

سفلتة طريق العبر - مأرب- رداع.

 توسعة وسفلتة شوارع المدينة ومراكز المديريات مع البدء بمشروع الصرف الصحي.

 استكمال الربط الكهربائي للمحافظة وتشغيل المحطة الكهروغازية.

وغيرها من متطلبات محافظة عاشت خلال عقود الثورة الخمسة المنصرمة حياة بدائية تفتقر إلى أبسط الخدمات، على الرغم أنها تحمل في ظاهرها وباطنها ما يجعلها من أفضل المدن بحسب المواصفات القياسية لمسمى مدينة!

لكم أن تحسبوا هذه الفوارق فقط بحسب الانتاج والاستهلاك والإنتاج اليومي لهذه المواد فيما لو كانت واقع حال - طبقا لما تم ذكره - وسيكون المبرر انها ظلت محافظة محرومة ولها الحق في توفير هذه الخدمات وتطويرها، ولا وجه لمقارنة ذلك الإجراء بما يفعله الحوثيون في مناطق سيطرتهم من اختلاق الأسواق السوداء لتحقيق مكاسبهم الشخصية ولم تحقق أي مصالح خدمية تحت مبرر العدوان كما يتحججون.

ماذا كنتم ستفعلون يا جمهور سلام الله على عفاش أنتم ومن سايركم حيال ذلك وقد رأينا منكم هذه الانتفاشة السوداء حيال وشاية تم نفيها بعد أقل من نصف ساعة من ظهورها، وأين انتفاشتكم المماثلة أو الأقل درجة مما يحدث في تعز وما أدراكم ما تعز!

واين أنتم من كل ما يحدث ويدور ويحاك لهذا الوطن الذي تلهثون وراء خيراته ومغانمه ولا تعنيكم آلامه ومغارمه؟!

دعوكم من تساؤلي وتأملوا الواقع يا من تريدون وطنا يتحرر دون أن يكون لكم اي سوى هذه الانتفاشات الحاقدة والموجهة والتي تخدم الانقلاب بالمجان.

ف مأرب تحملت ولا تزال فوق طاقتها كونها استوعبت قرابة ال٣ ملايين نسمة في حين كانت قبل ذلك أقل من ١٠٠الف فقط، ومع هذا نجد البنزين متاح للجميع بمبلغ ٣٥٠٠ ريال والغاز المنزلي بمبلغ ١٤٠٠ ريال والأمن موجود والتوسع حاصل قدر المستطاع والتعليم والكهرباء هذا العام أفضل من العام الذي قبله ونتمنى أن يكون العام القادم أفضل.

صحيح أن هناك ملاحظات والكمال لله وحده ولكن ذلك لا يصل إلى درجة النكران لكل شيء بذلك الأسلوب الحاقد والمضلل الذي يضمر الشر ولا شيء غيره.

ستبقى مأرب النموذج الوطني المشرف الذي يسعى نحو المستقبل المنشود بخطى ثابتة ورؤية واضحة بعيدة عن الحسابات الضيقة والمرجعيات المشبوهة، وحتما ستظل منطلق الأحرار لاستعادة الجمهورية وتأسيس مداميك اليمن الاتحادي بحسب ما اتفق عليه اليمانيون في مؤتمرهم الوطني الجامع، ومهما حاول البعض النيل منها والاستمرار في تهميشها فقد أثبتت أنها أم اليمن بحق، وهي مستمرة بما تحمله على عاتقها تحت قيادة سلطانها الأمين على إستعادة ريادتها التي فقدتها منذ زمن سيل العرم، وجعلت منها الأنظمة المتلاحقة تعيش دوامة الضياع على توالي أسفار النهضة الحضارية حتى لاح فجر فبراير العظيم، فكان لها كالنجم الذي هداها سبيل الحق الواصل بين ماضيها العريق ومستقبلها المشرق.

#مأرب_عاصمة_اليمن 

#صمديات