الدكتوراة للباحث إبراهيم اليمني من كلية الحقوق جامعة بني سويف مع مرتبة الشرف على غرار اقتحامات واتهامات نظام الأسد.. مليشيات الحوثيين تقتحم عمارة سكنية بمحافظة إب بقوة الحديد والنار وتروع سكانها اللواء سلطان العرادة يدعو الحكومة البريطانية الى تفعيل دورها الاستراتيجي في الملف اليمني وحشد المجتمع الدولي للتصدي للدور التخريبي لإيراني .. تفاصيل الاتحاد الدولي للصحفيين يناقش مع صحفيين يمنيين وسبُل محاسبة المتورطين في الانتهاكات التي تطالهم عاجل العميل الإيراني رقم إثنين .. الهدف القادم الذي ينوي الغرب والعرب استهدافه واقتلاعه.. ثلاث خيارات عسكرية ضاربة تنتظرهم ما يجهله اليمنيون والعرب ..لماذا لا يجب ترك شاحن الهاتف موصولاً بالمقبس الكهربائي بشكل دائم؟ من هو الأفضل في 2024 بحسب الأرقام؟ كريستيانو رونالدو أم ليونيل ميسي.. عاجل تحسن هائل في سعر الليرة السورية مقابل الدولار .. اسعار الصرف شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا
لا أعتقد أن هناك فرقاً بين النظرة الإسرائيلية لفلسطين والنظرة الأمريكية لمنطقة الخليج العربي، فبينما قامت نظرية الاحتلال الصهيوني لفلسطين على أساس أن الأخيرة "أرض بلا شعب"، لا يتردد بعض الكتاب الأمريكيين في المجاهرة بأن منطقة الخليج ليست أكثر من "محطة بترول" بالنسبة لأمريكا. وكما هو ملاحظ من النظرتين الإسرائيلية والأمريكية فإنهما لا تريان أي وجود للبشر في كلا المنطقتين. كل ما يهم الأمريكيين من الخليج بما فيه العراق أن يحصلوا على بتروله، وليذهب سكان المنطقة إلى الجحيم. ولعل عمليات الإبادة الجماعية الأمريكية في العراق تبرهن على صحة هذا الطرح. فلا مانع أن يندثر سكان بلاد الرافدين طالما ضمنت أمريكا منابع النفط العراقية وجوارها.
قد يرى البعض نوعاً من ال
تطرف في هذا الرأي، لكن لو نظرنا إلى الاستهزاء والاستخفاف الأمريكيين الصارخين بأروح شعوب المنطقة لوجدنا أنه رأي واقعي تماماً. فالكل يعرف أن العلمليات العسكرية والحروب التي خاضتها أمريكا وتخوضها في العراق والخليج أحدثت تلوثاً رهيباً لا يعلم إلا الله حجمه وخطورته على الأجيال الحالية والأجيال القادمة. فقد أدى استخدام القوات الأمريكية والبريطانية لليورانيوم المنضب في ضرب العراق خلال حرب الخليج الثانية عام 1991، ثم خلال عملية غزو العراق ومواجهة المقاومة المسلحة، إلى أضرار ومخاطر صحية وبيئية هائلة، تتمثل في ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض السرطانية والتشوهات الخلقية، إضافة إلى العديد من التأثيرات البيئية والصحية الخطيرة في منطقة الخليج بصفة عامة، وهو ما أكدته العديد من التقارير الدولية، التي أشارت إلى أن التعتيم على هذه القضية ليس في مصلحة الشعوب، خاصة وأنه ـ أي هذا التعتيم ـ لا يخدم سوى مصالح الولايات المتحدة وحلفائها، الذين يحاولون التنصل من مسئوليتهم عن هذه الجريمة الشنعاء في حق البيئة، وفي حق شعوب المنطقة.
مع نهاية حرب الخليج مثلاً، بقي أكثر من 300 طناً من بقايا قذائف اليورانيوم المنضب مبعثراً في الأراضي التي وقعت فيها المعارك في والكويت وشمال السعودية. كما نشرت بعض الصحف الأمريكية تقريراً عن نتائج حرب تحرير الكويت في العام 1991، أشارت فيه إلى أن استخدام الأسلحة المعتمدة في تصنيعها على اليورانيوم تتسبب في تعريض مساحات كبيرة من الأراضي في دول الخليج لمواد مشبعة بمواد اليورانيوم والزرنيخ والزئبق والكادميوم، وهذا أدى إلى إصابة عشرات الآلاف من الأشخاص بالسرطان، وتكليف خزانة هذه الدول مليارات الدولارات، مع استمرار انتقال غبار هذه المواد عبر الرياح بين دول المنطقة، خاصة وأن المواد النووية يمكن أن تحملها الرياح من العراق إلى أي دولة خليجية خلال أقل من سبع ساعات، حسب العلماء البريطانيين.
وقد أعلن الأمريكان أنهم استخدموا 940 ألف قذيفة يورانيوم و14 ألف قذيفة دبابات ضد العراق، وأنهم قصفوا المنطقة بحوالي 50 ألف صاروخ و88 ألف طن من القنابل، وهو ما يعادل سبعة أضعاف القوة التدميرية التي تعرضت لها مدينتا هيروشيما وناجازاكي اليابانيتان بعد قصفهما بالقنابل النووية الأمريكية في نهاية الحرب العالمية الثانية.
وقد أكد تقرير نشره المركز الطبي لأبحاث اليورانيوم، وهو مركز علمي دولي مستقل، بعد إجراء العديد من الدراسات الميدانية في العراق، وجود تلوث إشعاعي واسع وخطير، ويهدد الدول المجاورة بمخاطر هائلة، حيث تتراوح مستويات التلوث الإشعاعي ما بين مئات وآلاف المرات زيادة عن الحد المسموح به. وأرجع ذلك إلى استخدام القوات الأمريكية والبريطانية لكميات هائلة من ذخيرة اليورانيوم المنضب تقدر بنحو 1700 طن. مشيرين إلى أن تلوث اليورانيوم سيستمر في البيئة إلى أربعة آلاف وخمسمائة مليون سنة، إذا لم يتم تنظيفه بشكل تام والتخلص منه بطريقة صحيحة.
لكن بالرغم من خطورة التلوث الرهيب الناتج عن حروب أمريكا في المنطقة منذ بداية تسعينات القرن الماضي حتى الآن، إلا أنه على ما يبدو سيكون مجرد "لعب عيال" مقارنة مع النتائج التي ستترتب على الضربة الأمريكية المحتملة للمنشآت النووية الإيرانية.
ويرسم د. وهيب الناصر استاذ البيئة في جامعة البحرين السيناريو الرهيب لما يمكن حدوثه من تداعيات مخيفة في حال ضرب مفاعل بوشهر, فيقول إن هذه المواد المشعة من المفاعل ستنتشر في الهواء وستنقلها الرياح, حيث سيهبط بعضها علي الأرض مثل البلوتينوم طويل الإشعاعية, على مسافة بعيدة من بوشهر أي في الخليج, بينما سيتكثف السيزيوم واليود علي الهباء الجوي ليصلا إلي كل دول الخليج وحدود اليمن ومصر!
وسيترتب علي هذه التداعيات ترحيل مواطني دول الخليج من أراضيهم, مثلما حدث في تشرنوبيل إلي مناطق تزيد علي100 كيلو متر, لكن د. الناصر يري أن هذه المسافة ليست آمنة, ومن الأفضل أن تكون علي بعد يتجاوز500 كيلو متر, فإلى أين سيذهب سكان الخليج؟! علماً بأنه لا يمكن استخدام الأراضي الملوثة إلا بعد مرور نحو50-100 عام؟!!
وإذا لم يتحقق هذا السيناريو الجهنمي، وبقي الخليجيون في أرضهم، لواجهوا سيناريو لا يقل خطورة وبشاعة، فالضربة الأمريكية للمنشآت الإيرانية ستؤدي، برأي العلماء، إلى تسربات إشعاعية إلى مياه الخليج بما يؤدي إلي تلوثها وربما نشوب حرب مياه في المنطقة, فالخطر الحقيقي يكمن في تلوث مياه الخليج نووياً، خاصة وأن الغالبية العظمى من دول المنطقة تعتمد في تحلية مياهها على الخليج نفسه. وإذا تلوثت المياه ذرياً فلن تنفع معها عنذئذ لا التحلية ولا من يحزنون.
ولو اقدمت واشنطن فعلاً على هذه الضربة لبرهنت لنا دون أدنى شك على أنها لا تعير سكان هذه المنطقة أي اهتمام، ولأثبتت نظريات بعض الكتاب الأمريكيين بأن الخليج مجرد محطة للتزود بالوقود لا أكثر ولا أقل.
إن كل أموال الخليج وثرواته ستصبح صفراً على الشمال إذا تلوثت مصادر المياه نووياً. ولا نستغرب إذا قالت لنا أمريكا ما قالته ماري انطوانيت للشعب الفرنسي بسخريتها الشهيرة عندما طالبها بتوفير الخبز، فأجابته: "كلوا بسكويت!". ونأمل أن لا تقول لنا أمريكا: "اشربوا مياهاً معدنية!" إذا قلنا لها: لقد لوثتي مياهنا بالنووي. صحيح أن توفير الخبز للفرنسيين في ذلك الوقت كان صعباً، وأن الحصول على البسكويت أكثر صعوبة، إلا أن توفير المياه لسكان الخليج سيكون مستحيلاً.
لقد كان الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات يقول للذين يختلفون معه في الرأي: "اللي مش عاجبو يشرب من مية البحر"، على اعتبار أن شرب مياه البحر القذرة خيار صعب جداً، ولا يمكن للمرء أن يلجأ إليه إلا عند الضرورة القصوى. لكن على ما يبدو أنه حتى ذلك الخيار الصعب جداً لن يكون متوفراً للخليجيين إذا ما أقدمت أمريكا على ضربتها للمفاعلات النووية الإيرانية.