إيران تطالب الحكومة السورية الجديدة بتسديد 30 مليار دولار ديون لإيران قدمتها لبشار مؤسسة وطن توزع الملابس الشتوية لمرابطي الجيش والأمن في مأرب هكذا تغلغلت إيران في سوريا ثقافيا واجتماعيا.. تركة تنتظر التصفية إيران تترنح بعد خسارة سوريا ... قراءة نيويورك تايمز للمشهد السياسي والعسكري لطهران إحباط تهريب شحنة أسلحة هائلة وقوات دفاع شبوة تتكتم عن الجهة المصدرة و المستفيدة من تلك الشحنة الحوثيون يجبرون رجال القبائل جنوب اليمن على توقيع وثيقه ترغمهم على قتال أقاربهم والبراءة منهم وتُشرعن لتصفية معارضي المسيرة القوات المسلحة تعلن جاهزيتها لخوض معركة التحرير من مليشيا الحوثي الاستراتيجية الأميركية التي ينبغي أن تتخذها إدارة ترامب المقبلة تجاه ملف اليمن؟ أميركا تتسلم مواطنها الذي كان معتقلاً في سجون الأسد بسوريا عاجل : قائد العمليات العسكرية أحمد الشرع : دخلنا مدننا وليس طهران وما حصل في سوريا هو انتصار على المشروع الإيراني
منذ الـ24 من فبراير "شباط" 2010, وماجد محسن فريد (17 عاما) معتقلا في سجن الفتح بمدينة التواهي عدن. ولما استبشرت أسرته بقرار العفو العام الذي أصدره رئيس الجمهورية علي عبد الله صالح عشية الاحتفال بالعيد العشرين للوحدة اليمنية, وهو القرار الذي أمر الرئيس صالح بموجبه بالإفراج عن كافة السجناء في الشمال وفي الجنوب, لم يظل استبشارها كثيرا, إذ ما زال ماجدا خلف القضبان, وهو الطالب الذي كان ينوي التقدم للدراسة في كلية الطب هذا العام.. لكن هناك من لا يريد له ذلك, بل ويتحدى قرار الرئيس بعدم الإفراج عنه. (هذا على اعتبار أن الرئيس صالح لا يعلم أن قراره لم ينفذ بعد).
حين اعتقل ماجد محسن فريد (الحوشبي) وهو ذاهب ليؤدي صلاة الفجر في أحد المساجد القريبة من منزله في منطقة الحمراء التابعة لمديرية تبن, شرق مدينة الحوطة بلحج, تم تلفيق تهمة سخيفة لا أريد التحدث عنها؛ إكراما للقلم الذي يكتب هذا المقال, ولم يعتقل "ماجد" اعتقالا, بل أخفي قسريا, وظلت أسرته لأسابيع تبحث عنه في كل (زغاطيط) الجهات الأمنية ولم تجد له أثرا, وبعد فترة عرفت أنه في سجن الفتح بمدينة التواهي .
ووالد ماجد هو محسن فريد- سكرتير الدائرة التنظيمية للحزب الاشتراكي اليمني بلحج, ولعلكم من هذا تدركون لم أخفي وأعتقل, بل وعذّب, وحرم من دراسته ولا يدري أحد ما هو مصيره طالما أن هناك من يقف حائلا أمام الإفراج عنه .
وتصوروا معي أن "ماجد" كان ذاهبا إلى المسجد ليصلي الفجر في 24/2/2010, وحين وصل إلى جانب المسجد أُطلق عليه النار من كل اتجاه, وتم اقتياده وربطه على سارية.. أي إنسانية هذه, وأي أخلاق, بل وأي مبادئ تحكم هؤلاء البشر؟, جرائم تربأ أن ترتكبها حتى إسرائيل التي توصم بأنها الدولة العنصرية في العصر الحديث .
وإلا ماذا نسمي هكذا جرم بحق طفل ولد في عام 1993م, أخفي, ومؤخرا كشف لأبيه أنه تعرض للضرب والإهانة, وقبلها سجن في سجن الأمن العام في محافظة لحج قبل أن يؤخذ إلى مكان غير معلوم؟ .
إذا كان هؤلاء الذين تصفونهم أنهم جيل الوحدة, يعاملون بهكذا طريقة وحشية, فأي وحدة هذه التي سيحبونها؟. أنتم الذين تقولون إن الحزب الاشتراكي كان يسحل الناس في الشارع وكيت وكيت,, فماذا تفعلون الآن؟, مع أن الحزب الاشتراكي لم يُسجَّل على مر تاريخه أنه فعل هكذا مع طفل لم يبلغ السن القانونية بعد.. صحيح كان يقتل الكبار أحيانا لكنه كان يربي صغارهم على العكس مما تفعلون حين تعتقلون الصغار وتعذبونهم لتكووا بذلك آباءهم وأسرهم لأنهم مختلفون معكم ..
تخيلوا طالبا تمر عليه اللحظات داخل معتقله أو ربما زنزانته وباله يحلق بعيدا حيث الكلية والدراسة الجامعية, يرى زملاءه يتقدمون للدراسة وهو في سجنه يعاني الويلات.. وويلات ماذا؟ ..
والأدهى من ذلك أن السلطة أفرجت عن قادة في الحراك الجنوبي, في حين لم تفرج عن طفل, رافضة العفو الرئاسي في هذا الخصوص .
إنني هنا لا أستجدي السلطة الإفراج عن ماجد, فـ"ماجد" أقوى منها وأنبل وأجمل.. وهو يريها مقدار حماقاتها وبشاعتها, ولكني أستطيع أن أقول إن ما جرى لـ"ماجد" ويجري يعطي الحق كل الحق لمن ينادي بأي دعوة, ومن كان غير مقتنع بهذه الدعوة بعد, فسيقتنع بها طالما يرى وحشية هستيرية على طفل صغير ما زال عمره أقل من 18 عاما .
وأريد أن أقول لـ"ماجد": لا تجزع ولا تخف, إنما هي أيام وليال وسترى نور الحرية الوضاء.. وكرر دائما: "إما فتحنا ثغرة للنور, أو متنا على وجه الجدار".. أنت في سجنك ليس وحدك فقلوبنا معك, وستبقى معك, فبك نفخر ونفاخر, من صمودك وكبريائك نعتز ونكابر.. صحيح إنك صغير السن وما زلت طفلا يافعا, لكنك تعطينا حِكما عجز عن تسجيلها الكبار, فنقشتها أنت بأحرف من نور ..
ولأسرة ماجد أقول: لا تهنوا ولا تحزنوا.. ولدكم إنسان عظيم, وستجدونه بينكم قريبا, إن شاء الله.. أعطوه الشعور بالاعتزاز ولا تبلغوه أنكم قلقون عليه وحزنون.. فـ"ماجد" أراه أكبر من أن يعامل هكذا.. أظهروا أمامه التجلد قدر الإمكان.. إنه طفل يعطي الجميع دروسا بليغة في هذه الحياة ..
وللسلطة أقول: الليل مهما طال فلابد من شعشعة الفجر وطلوع النهار. ذاك النهار الذي سيمتد عابقا بالحكمة والتاريخ من المهرة إلى حجة, ومن نشطون إلى المخا, بل ومن صنعاء إلى عدن .
وللرئيس علي عبد الله صالح أهمس: إن كنت تريد اليمن كلها تحت إمرة رجل واحد فاجعل قرارات هذا الرجل تنفذ وبعدل وإنصاف.. وليس جميلا أن تسمع عن معاناة طفل هو أصغر معتقل على ذمة الأحداث في الجنوب, وتظل ساكتا وتعلم أن قرار عفوك في 21/5/2010 كان شاملا للجميع ولا يستثني الأطفال.. ومن البذخ أن تتحدث عن أجيال الوحدة طالما أن "ماجد" لم يعرف النور بعد, على الرغم من أنه كان مرجو منك أن تجبر من اعتقله على أن يطلق سراحه, وتقديم الاعتذار الواجب وبشكل رسمي.. فللأطفال كما تعلم قدسية خاصة لا ينبغي هتكها أيضا .
وعلى مرأى ومسمع أقول: الحرية أغلى شيء في الحياة .
*نقلا عن صحيفة "القضية".