مساعد مدير فضائية «المجد» : لسنا قناة دينية
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: 17 سنة و 9 أشهر و 11 يوماً
الأحد 11 مارس - آذار 2007 11:44 ص

منذ أن انطلقت قناة «المجد» لأول مرة قبل 4 سنوات استطاعت لفت الانظار اليها بسرعة لافتة سواء كان ذلك من ناحية ايجابية أو سلبية، ولكن مهما كان الموقف من ه ذه القناة فإن الثابت هو انها من المحطات القليلة التي ظهرت أخيرا متمتعة برؤية وخط إعلامي واضح، وهو أمر بات نادرا في ظل «الفوضى» التي تعم عالم الفضائيات العربية. من جهته نفى عادل بن أحمد الماجد، مساعد المدير العام لقناة «المجد» الفضائية، أن تكون قناته «دينية» كما يردد كثيرون، مفيداً بأن هذا المفهوم لا ينطبق عليها لأنها تضم عشرات البرامج المتنوعة من إخبارية واجتماعية وطبية وتقنية وترفيهية وفكرية.

ويضيف في حواره مع «الشرق الأوسط» الذي تم في الرياض أن قناته ناجحة بأكثر من معيار، ملمحا الى انها حققت مركزا متقدما في تقرير احد مراكز الدراسات المتخصصة، اضافة الى نجاحها التجاري بحكم الدخل الاعلاني الذي تحققه. كما رد على بعض الانتقادات التي يوجهها كثيرون للقناة ومن ضمنها عدم استخدام الاصوات الموسيقية وعدم ظهور المرأة فيها، وفي ما يلي نص الحوار:

 > على أي أسس دشنت قناة «المجد»؟

ـ عندما قررنا قبل 4 سنوات إطلاق مشروع قناة «المجد» الفضائية كنا نعلم أنها مغامرة في ظل تحديات كبيرة لعل أهمها أن مبادئ ومنطلقات القناة تعد جديدة على الصناعة التلفزيونية التقليدية، إضافة إلى عدم وجود شركات إنتاج تمدنا بالإنتاج الإعلامي، ما جعلنا نصنع الفكرة ونصنع العناصر كاملة ثم ننتج كل المراحل، ومن ثم نقوم بعملية البث. وظهرت قبل نحو 5 سنوات شارة جديدة تقول: (قناة المجد.. قناة عربية شاملة.. ذات رسالة جديدة) وبقيت هذه الشارة معلقة عاماً كاملاً .. والحديث حولها يدور، وبعد عام من ذلك بدأت القناة فترة بثها التجريبي التي استمرت 6 أشهر، واحتوت الدورات البرامجية للبث التجريبي على عشرات البرامج المتنوعة، بل انها بدأت أول دقيقة من برامج بثها التجريبي ببرنامج على الهواء مباشرة، ومن ثم بثها الرسمي.

 > كثيرون يصنفون «المجد» بأنها قناة دينية، لكنك ترفض هذا التصنيف، لماذا؟

ـ أود أن اشدد على أن قناة «المجد» ليست قناة دينية بالمفهوم الإعلامي، كما روج لها البعض، فالقناة الدينية هي تلك التي تبث برامج دينية فقط ، وهذا المفهوم لا ينطبق على قنوات المجد الفضائية، وذلك لأنها تضم برامج منوعة، منها الإخبارية والاجتماعية والطبية والتكنولوجية والترفيهية والفكرية. بل ان قناة «المجد» العامة واحدة من عشر قنوات لشركة «المجد»، وإن كانت القناة تعتبر دينية، لأن مجلس الإدارة والعاملين يدينون بدين ما، فما أكثر القنوات الفضائية الدينية في العالم، بل ان القنوات والمطبوعات في العالم كلها دينية، وإن كانت قناة «المجد» دينية لأنها تسمي نفسها قناة إسلامية فإننا لم نسم أنفسنا يوماً من الأيام قناة «المجد» الإسلامية بل قناة «المجد» الفضائية.

> ذكرت ان 10 قنوات تابعة لكم، فما هي استراتيجيتكم الإعلامية إذا؟

ـ كنا نتحدث عن ضرورة تعدد قناة «المجد» لكي نلبي تطلعات مختلف شرائح المجتمع حيث كانت منهجيتنا التركيز على فئة معينة وننجز لها مشروعها ثم ننتقل إلى أخرى، فبدأنا بالأطفال وأُطلقت قناتهم في البدء، ثم أطلقت قناة «القرآن الكريم»، تلتها القناة «الوثائقية»، وبعدها انطلقت قناة «الحديث النبوي» وبعدها جاءت «العالم اليوم» وهي شبيهة بقناة «يورو نيوز» الأوروبية الإخبارية، حيث ليس فيها مذيعون لكنها تمد المشاهد بآخر الأخبار كل نصف ساعة... هذا ما كنا نسعى إلى استحداثه في الإعلام العربي، بالإضافة إلى قناة «المجد» التفاعلية لمسابقات الأطفال، كما أن هناك قناة «شدا» للإنشاد التي تعد أول القنوات المستضافة لدينا لأنها ليست ضمن قنوات المجد من الناحية الإدارية.

> وما هي المعايير التي تطلقون على أساسها القنوات؟

 ـ حرصنا أن تكون هذه القنوات جديدة لأننا لا نريد أن ننافس أحداً في نوعية واختصاص القنوات القائمة.. فمثلاً لن ننشئ قناة رياضية لأننا لسنا أهل اختصاص ولا أهل اهتمام، ولن نستطيع أن ننافس في هذا المجال، ثم أن الساحة الإعلامية العربية زاخرة بمثل تلك القنوات، نأتي نحن بقنوات يفتقدها المشاهد فعلاً، مثل الوثائقية التي توجد في الإعلام العالمي، لكننا نفتقدها في العالم العربي وإن كانت «الجزيرة الوثائقية» انطلقت أخيرا، صحيح أن القناة قد تبدو نخبوية وذات فوائد جاذبة، ولكن ثبت لنا من التجربة أنها مشاهدة خصوصاً من الشباب وأنها أسقطت الرهان على عبارة «الجمهور عايز كده» التي كانت تقال لتبرير وجود الفن السلبي. > ما هي رؤيتكم لمتطلبات المشاهد العربي؟

ـ لا شك أن الجمهور يريد التسلية والترفيه، ولكن أيضاً يحرص على الاستفادة، وقد تأكد لنا أن الشباب العربي ليس كما يصوره البعض سطحيا أو ساذجا يبحث عن التسلية كيفما جاءت .. أنهم متابعون بدقة وبوعي وفكر، ليس في السعودية وحدها بل في كثير من الدول العربية، لكن يظل الجمهور السعودي هو الأكثر تميزاً.

ولعل الدافع لقيام هذا التنوع الإعلامي في قناة «المجد» هو رغبة الجمهور وتأدية الدور الإعلامي بشكل متكامل، إضافة إلى أن الوطن العربي بصفة عامة والسعودية بصفة خاصة فيها من الطاقات ما يكفي لتشغيل عشرات القنوات من مختلف الكوادر التي تحتاجها القناة الفضائية، ولدينا في السعودية أكثر من 2000 مذيع في الانتظار وكلهم قادرون على أن يقدموا شيئاً للإعلام، فبإمكاننا إقامة «هوليوود» كاملة في السعودية.. وحقيقة نحن أمام شعب راقٍ وواعٍ ومثقف.. واليوم لدينا ألمع المخرجين السعوديين وهم صغار السن، ونفخر بوجودهم.

> من أين تأتي مصادر دعم قناة «المجد»؟

ـ قناة المجد مصدر أموالها أعضاء مجلس الإدارة والتسويق، فنحن في القناة لا نتلقى دعماً حكومياً ولا اشتراكات حكومية، التي تأتي بصفة دعم سنوي واشتراكات، كما أن لقناة المجد أكثر من 20 مصدراً للدخل يعتبر أقلها شريط ( SMS ) وكثير من المصادر المالية تعتبر القناة هي الأولى عربياً التي وقعت عقوداً في جميع دول العالم، فنهاك عقود كثيرة مع مشغلي الجوال ووسطاء الإنترنت وشركات الوسائط المتعددة والمنتجات الاستهلاكية.

> وماذا عن الإعلان في قناة «المجد» ؟

ـ تبث المجد يومياً ما بين 150 ـ 200 نشرة إعلانية، والذي يتابع الإعلان يدرك أن قناة «المجد» تعتبر من أكثر القنوات العربية استقطاباً للإعلان.. أما المعلنون فهم شركات سعودية وعربية وعالمية منوعة من مساحيق غسيل وعطور، وكثير من المعلنين قدم لنا إعلاناً خاصاً ينسجم مع شروط القناة.

أما رعاية البرامج فهي ميدان كبير، حيث حظيت قنوات «المجد» بعدد وافر من الرعاة لكل البرامج ونحن بصدد توقيع عقود لرعاية بعض قنوات «المجد» بأكملها، ثم أننا لا نقبل أي إعلان لا يكون له أثر إيجابي على المشاهدين، فنحن نحترم جمهورنا كثيراً بدرجة لا تخطر على بال أحد، فلا يمكن أن تعلن لشركة تبغ، لأننا نعلم أننا نخدع الجمهور بذلك.

> هناك تساؤلات بخصوص وجود مبالغة في عدد الموظفين لديكم؟

ـ موظفونا بما فيهم المراسلون تجاوزوا الـ 1000، وربما يتبادر إلى الذهن سؤال : كيف يتم تشغيل قناة بـ 1000 موظف، وقنوات أخرى يتم تشغيلها بـ 45 فقط ؟ ذلك لأننا مؤسسات إنتاج وقنوات فضائية كلها تشكل «المجد» لأنها عبارة عن عدة شركات إنتاج وقنوات فضائية، ولأن ما يزخر به السوق في الوطن العربي منذ عشرات السنيين لا يناسبنا، ونحن لا نبث مباريات، وإذا كانت هناك إحدى القنوات تبث سبع مسلسلات في رمضان فكل ما قامت به هو توقيع الشيك، بينما المجد لديها عشر قنوات ـ أي 120 ساعة بث يومياً ـ كلها من انتاجنا، لذلك جاء احتياجنا إلى هذا الكم الكبير من الكوادر. ولا شك أن هذا الأمر أتعبنا من الناحية المالية، لكن أفادنا من حيث التجربة.. كما أننا استطعنا السيطرة على المصروفات وأصبح مشروعنا الإعلامي يغذي نفسه، حيث لم نتلق ريالاً واحداً من أحد، وجاء الدعم من اعضاء مجلس إدارة الشركة ومن روافد الإنتاج والإعلان، وقد تم بيع أكثر من 200 ألف جهاز، متوسط من يستخدمونه 6 أشخاص ، أي حوالي مليون شخص يشاهد المجد فقط عبر الجهاز الخاص .

> إين تضعون أنفسكم من بين القنوات العربية ؟

 ـ الإجابة عن هذا السؤال في تقرير «ايبسوس» الأخير، حيث وضعنا التقرير في المركز الثالث بين أكثر من 300 قناة عربية.

> غياب الموسيقى في قناة «المجد» وتوابعها.. إلا يعد هذا ضعفاً فنياً؟ كيف عالجتم هذا الغياب وماذا بشأن حضور المرأة في القناة ؟

 ـ نجحنا في «المجد» بتحقيق هدف كان يبدو مستحيلاً عندما طرحنا مشروع البديل الصوتي الذي يهدف إلى إيجاد آلاف الخلفيات المؤسسة على الأصوات البشرية فقط، والتي تستفيد إلى أقصى الحدود من التقنيات الحديثة لتحصل في النهاية نتائج تعطي جميع التأثيرات الصوتية المطلوبة في الأعمال الفنية، واستطاعت «المجد» أن تعود بالناس إلى أصوات الطبيعة الخام، فتتفوق على الموسيقى من هذه الناحية وتحل مكانها وكأنها لم تكن من قبل إلى درجة انعدم معها أي رد فعل أو تساؤل عن غياب الموسيقى في برامج وفواصل القناة، أما بالنسبة للمرأة فالعمل الذي تؤديه عشرات النساء لقناة «المجد» يتفق مع قناعتنا ومع قناعتهن أيضاً ويمارسن عملهن بكل رضا وحماس. المرأة في قناة «المجد» تصنع الكثير من البرامج من حيث الإعداد والمشاركة ولها عدة برامج، وفي كل برامجنا هناك حضور للمرأة في التحليل السياسي والاقتصادي بل وكل شيء حتى صوتها موجود .. أما عن صورتها فلدينا تحفظ فقهي مبني عن رأي علماء.. ومن لديه رأي فقهي آخر فنحن نحترمه ونقدر رأيه في قناة «المجد».

* سيرة ذاتية

* عادل الماجد

* ولد عادل بن احمد الماجد في الرياض عام 1969 التي درس وتخرج منها قبل 15 عاماً من جامعة الملك سعود من قسم الرياضيات وعمل معلماً في ثانوية الامير سلمان ثم محاضراً في كلية الاتصالات والمعلومات ثم اصبح مديراً تنفيذياً لمشروع السرقات الادبية ومديراً لتحرير مجلة «مساء» ثم مساعداً للمدير العام لقنوات «المجد» الفضائية، وعضواً في مجلس عدة شركات تجارية، وعضوا في اللجنة التنفيذية للهيئة العالمية للإعلام. ألف واخرج اثناء دراسته عددا من المسرحيات، كما حصل على عدد من الدورات في مجالات الاعلام والمسرح والكومبيوتر واستخدامات الانترنت والتفكير والابداع والتطوير الذاتي والتطوير الاداري وقدم عدة ابحاث في مجال الاعلام والتعليم. وللماجد اهتمامات في دراسة العلوم من زاوية فكرية إضافة الى اهتمامات في مجال الاعلام والسياسة والتربية واصول الفقه في تطوير التعليم وفي مجال اصول الحضارات وتطويرها، وحضر عدداً من المؤتمرات وقدم فيها اوراقا علمية لعل ابرزها دور الاعلام في بناء الوسطية، والإعلام ووحدة الأمة، وصناعة الترفيه، والصوارف عن قول الحقيقة.