يا مسلمين يا عرب .. القدس.. بيت القصيد
بقلم/ احمد حرارة
نشر منذ: 14 سنة و شهر و 26 يوماً
الإثنين 01 نوفمبر-تشرين الثاني 2010 07:24 م

عقود أربعة والقدس ترزح تحت الاحتلال و تعاني الويلات من المحتل الغاصب.. والعالم كله يرى ويسمع صرخات ونداءات واستغاثات المدينة الأسيرة.

لمْ تصرخ القدس من قِلَّة .. فما يمارسهُ الغاصب المجرم من جرائم الاغتصاب العلني لكل ما هو مقدسي مًا عادً يُحتمَل.. ولو مورست هذه الجرائم في أي مدينة أخرى لانتهت وتلاشت خلال سنوات وليس عقود..

يسمع العالم ويرى .. ولكن عقب كل جريمة يتستر خلف مبادرة للسلام أو الترقيع لَيُبقي شيئاً من ماء الوجه وذلك عبر رعاية دولية أو أمريكية..

وتستمر مناورات التمييع والتضليل لكسب الوقت والمضي في عمليات التهويد وسرقة الأراضي وبناء المغتصبات وأخيراً لا آخراً قرار إزالة لحي سلوان الذي يضم 80 منزلاً يأوي 1500 إنسان مقدسي .. وهنا بيت القصيد فالمكتوب يقرأ من عنوانه و الموقف الصهيوني واضح وصريح ووقح لأنه يعتبر قضية القدس منتهية ومحسومة ويجاهر بقرار الضم الكامل والتهويد العشوائي الإجرامي الذي حول أجمل مدينة فلسطينية ومهوى أفئدة العرب والمسلمين إلى مدينة موحشة بشعة تخنق أنفاسها مربعات الأسمنت المرعبة وتشوه صورتها المقدسة وطبيعتها الروحانية الرحبة.

فالكيان الغاصب وعبر العهود المتوالية والحكومات المتعاقبة بين "يمين" و"يسار" و"ليكود" و"عمل"، أمعن في استخدام معاول الهدم، متمادياً في مؤامرة التهويد مستخدماً جميع أسلحة "الدمار الشامل" ووسائل الترهيب والترغيب والحصار والتنكيل والمصادرة والتهجير من أجل هدف واحد هو إحكام قبضته الوحشية على القدس، فمنذ عام 1967م وفور احتلال القدس تم وضع خطة متكاملة لتهويدها ونزع الطابع الإسلامي عنها بانتهاك المقدسات وسحب أوراق القوة لدى الأكثرية العربية وبناء أحزمة من المستعمرات وبمصادرة الممتلكات والأراضي العربية والبناء عليه داخل المدينة القديمة التي لم يبق منها سوى أحياء صغيرة محاصرة ومهددة في مصيرها وأساساتها، ثم أعد المحتل خطة أخرى لتهويد المسجد الأقصى المبارك الذي هو قلب ولب قضية الصراع وذلك من خلال الاستيلاء على حائط البراق وتزوير اسمه بـ "حائط المبكى" لحسم أمره باعتباره معلماً مقدساً لدى اليهود لا مجال للتنازل عنه أو التفاوض عليه ثم عمليات الاقتحام المتوالية وكذلك الحفريات المستمر، أيضاً بالإحراق في 21/8/1969م وذلك لجس نبض العرب والمسلمين والعالم في إطار هذه الصورة الواضحة عمد الكيان الغاصب إلى تأكيد رفض أي بحث يتعلق بالقدس بعد إصدار قانون الضم حتى تجميد بناء المستوطنات يعلن اليهود أن القدس ليست مستوطنة وإذا كان هناك أي قرار للتجميد لم يتضمنها ..

فإذا ما كانت هذه القضية عربية – إسلامية، فأين العرب والمسلمون منها ولماذا لا ينتفضون دفاعاً عنها وحفاظاً عليه وصوناً لمقدساتهم، فأين أصحاب النخوة والدين من كل ما يجري اليوم في حق القدس..

والسؤال المصيري: إلى متى يصبر العرب والمسلمين على الغيم ولماذا لا يتحركون جدياً للتركيز على القدس وإفهام العالم كله بحزم وحسم أن لا تهاون أو تفريط في قضية القدس المركزية.

وعلى العرب والمسلمين أن يبدءوا بالخطوة الأولى وهي الالتفاف حول شعار مطلوب ومُلح " لبيك يا قدس.. لبيك يا أقصى " علينا أن نعيد النظر إلى القبلة الأولى.. ولسوف نجد يقيناً معية الله سبحانه وتعالى عندها سوف نكون أهلاً لأن يتحقق على أيدينا وعد الله المبين بالنصر والتمكين..

(ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين)

مسؤول مؤسسة القدس الدولية - مكتب اليمن