مليشيات الحوثي تختطف مواطناً من جنوب اليمن للضغط على شقيقه عاجل .. دعم سعودي لحكومة بن مبارك ووديعة بنكية جديدة كأس الخليج: تأهل عمان والكويت ومغادرة الإمارات وقطر دراسة حديثة تكشف لماذا تهاجم الإنفلونزا الرجال وتكون أقل حدة نحو النساء؟ تعرف على أبرز ثلاث مواجهات نارية في كرة القدم تختتم عام 2024 محمد صلاح يتصدر ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي .. قائمة بأشهر هدافي الدوري الإنجليزي مقتل إعلامية لبنانية شهيرة قبيل طلاقها قرار بإقالة قائد المنطقة العسكرية الأولى بحضرموت.. من هو القائد الجديد؟ دولة عربية يختفي الدولار من أسواقها السوداء تركيا تكشف عن العدد المهول للطلاب السوريين الذين تخرجوا من الجامعات التركية
ظل أنور العولقي فترة طويلة من الزمن وهو في اليمن يتحدث ويصرح ويهاجم ويقوم بعمل اللقاءات الصحفية تحت مرأى ومسمع من الدولة التي تعرف جيدا أنه أحد أهم المطلوبين للولايات المتحدة الأمريكية ، ثم وبعد أن اختفى العولقي في الجبال نرى الدولة تبدأ بعملية مطاردة له ويبدأ أعلامها بالتحدث عن أن الجهات الأمنية جادة في محاربة الإرهاب ومطاردته.
هذا بالضبط النسق المعتاد في تعامل الدولة مع المنظمات أو الجهات المتطرفة إذ أنها تقوم بالتسويق لهم جيدا والتأكيد على أنهم موجودين في اليمن وأن خطرهم كبير جدا ، ثم تبدأ بعملية المساومة بين طلب الأموال والدعم السياسي للنظام الحاكم وبعدها يتم تحريك الجيش بقوة وعنف لهدم منازل المدنيين وتشريد المواطنين كبادرة حسن نية على جديتها في محاربة الإرهاب .
العولقي هو فقط نموذج بسيط وسهل لا يرتقي مثلا لقيادة تنظيم الجهاد المستوطنة في اليمن والتي أعلنت منذ فترة طويلة وجودها ، وكان لا بد من إمهالها لتقوم بعمليات تخريبية حتى تجذب انتباه العالم الذي سيبدأ بإرسال الأموال وربما الصواريخ أيضا .
أنه كمن يقول أعطوني مالا أو سأقوم بتدمير بلدي على رأس شعبي ، وحين أفعل هذا الشيء سيبدأ شعبي باعتناق الفكر الإرهابي وسيكون ضرر هذا على مصالح دول الجوار والدول العظمي .
لذا دائما وبداً نرى أن اليمن في حالة تردي شديدة وإنه دوما على شفير الهاوية ، ودائما تصف التقارير الدولية حال اليمن بأنها حالة خطيرة ودولة فاشلة ونظام سياسي لا يستطيع أن يحكم أجزاء كبيرة في البلاد ، وهذا الوضع بالذات يروق كثيرا للنظام الحاكم إذ انه يرى ومن خلال هذا التصور الدائم صنبور للدعم الذي لا ينتهي إلا بانتهاء كل هذه المشاكل .
لا يمكن لليمن أن تخرج من هذا الوضع وعقلية الحاكم الذي استوطن كرسي الحكم منذ ثلاثون عاما هي ذاتها ، كما أنه لدينا من القناعة الكافية بأن الحاكم لم ولن يغير طريقة وأسلوب حكمه الذي يشبه كثيرا إدارة البقالات في إدارة هذا البلد العظيم ذو الحضارة الضاربة في أعماق التاريخ ، لذا هذه الدوامة المستمرة من الأزمات هي نتاج طبيعي لعقلية فشلت في إدارة وطن كان بالإمكان له بأن يكون أفضل مما هو عليه الآن .
لم تعد هنالك وجوه كبيرة في البلاد تستطيع أن توقف هذا النزف والهدر الكبير في البلاد ، بل حتى وجوه المعارضة في اللقاء المشترك بدت لنا أكثر هامشية مما كنا نعتقد بعد أن بدأت حوارها في السلطة دون أن يؤدي هذا الحوار إلى أي تغير في أي مشكلة في البلاد سواء مع الحوثيين أو الحراك الجنوبي أو مع الحرب ضد القاعدة ، وإذا كانت معارضة مثل هذا النوع لا تمتلك أي تأثير على أهم أحداث البلاد أو على بعضها يا ترى ما هو تأثيرها وحجمها الحقيقي والفعلي سوى أنها ديكور يمكن استخدامه إذا اقتضت الحاجة أمام المجتمع الدولي ليروا كيف أن هذا النظام يتحاور مع معارضيه ويجتمع معهم دون أية مشاكل ، إنه يخبرهم بأن اليمن بلد ديمقراطي رائع .
- ما هو الإرهاب الحقيقي ؟
"الدولة" ومنذ شهر تقريبا تشن حربا رسمية وتقليدية بكل ما تمتلك من قوة ضد قرى ومدن الجنوب ، مما أنتج دمارا للمنازل وتهجير للمواطنين ونزوحهم بمئات الآلف من منازلهم بحجة وجود القاعدة بداخل تلك المدن مما يعطي انطباعا ومن حجم المعركة بأن تلك المدن قد سقطت تحت حكم القاعدة وأن الجيش يقوم باستردادها منهم ، بينما المواطنين النازحين سيظلون سنين طويلة يعانون من نتائج هذه المعارك الدنكشوطية دون أن يلتفت إليهم أحد ، كما أن هذه المعارك التي لا يعرف عنها احد جراء التعتيم الإعلامي المعتاد تحاول أن تخلط الأوراق بين الحراك " السلمي " وبين تصوير وجود مكثف للقاعدة مما سيسمح لها بتصفية الجميع ، وهذا تأكيدا للشكوك الأمريكية التي تنوي تقديم ما يزيد عن المليار والنصف للجيش اليمني وخشية بعض أعضاء الكونغرس من أن يقوم الرئيس بإستخدام هذا الدعم الهائل بالقضاء على كل معارضيه .
كل حروب الجيش هي خاسرة بالمعايير الأخلاقية ، ولا يمكن إغفالها كنوع من أنواع الإبادة الجماعية تجاه مواطنين عزل ونساء وأطفال ، وهذا يعتبر نوع من أنواع الإرهاب لا يقل إطلاقا عن إرهاب القاعدة ، كما أن خطف مواطنين من منازلهم وإخفائهم قسرا هو الآخر إرهاب حقيقي ومخيف ، وتشكيل لجنة دينية تكون مرجعية للقضايا السياسية احد أعضائها من المطلوبين دوليا في قضية الإرهاب هو إرهاب مزدوج المعايير .
لا فرق بين إرهاب وإرهاب آخر حتى وأن اختلفت المسميات ، وأسوء إرهاب هو ما يمارس بشكل رسمي ومعلن ضد المخالفين سياسيا .
العالم كله متفق على محاربة القاعدة باعتبار أنها تمثل الإرهاب ، وجزء من هذا التنظيم موجود بفعالية في اليمن نظرا لأن اليمن دولة رخوة وهشة ومفككة ومجتمع قبلي قابل لاستيعاب أفكار متطرفة دينية ومذهبيا كما أن القاعدة تدرك جيدا بأن النظام سيتغاضى عنها لحسابات تخصه هو ، وربما يحرص على بقائها كذريعة لابتزاز دول الجوار والعالم ، لكن كون أن القاعدة تسكن المدن في الجنوب وتحكمها فهذه مسألة فيها نظر لا تبرر إطلاقا ما يقوم به الجيش هناك ، فالقاعدة تسكن الجبال والأودية ولم تصل بعد إلى مرحلة دخول المدن والهيمنة عليها .
مشكلة اليمن الحقيقية ليست مع القاعدة أو مع دعاة الانفصال أو الحوثيين ، مشكلتنا هي مع شخص واحد فقط أدار البلاد بشكل بليد وأنتج حكمه كل المشاكل التي نعيشها الآن ، مشاكل عصية ومعقدة ، وأنه ورغم هذا الفشل إلا أنه يتاجر ويساوم بتلك المشاكل لكسب المزيد من الفوائد على حساب كل القضايا الوطنية .