طائرة وفد قطري رفيع المستوى تحط في سوريا لأول مرة منذ سقوط الأسد أحمد الشرع يُطمئن الأقليات: ''بعد الآن سوريا لن تشهد استبعاد أي طائفة'' مواجهات في تعز والجيش يعلن احباط هجمات للحوثيين قرار اتخذته أميركا مؤخراً يتعلق بمواجهة الحوثيين واتساب يوقف دعم هذه الهواتف بدءًا من 2025.. القائمة الكاملة صلاح يكتب التاريخ برقم قياسي ويتفوق على أساطير الدوري الإنجليزي أسطورة ليفربول يخضع لمحمد صلاح اعتراف الحوثيين بخسائر فادحة نتيجة الغارات على صنعاء الموساد يكشف تفاصيل صادمة حول عملية البيجر المفخخة ضد حزب الله ترامب يتعهد بإنهاء حروب أوكرانيا ومنع اندلاع حرب عالمية ثالثة
بداية أتمنى أن لا يقرأ مقالي هذا بمعزل عن مقال سابق بجزئين كان يحمل عنوان ( الشيخ والقديس ) لندرك أن مشكلتنا ليست فقط مع مجموعة من الشباب الذي يعاني من شيزوفرينيا الهوية ، المشدود للثقافة الغربية ، المهوس بها المغرم بمظاهرها ، المندفع نحوها ، المتنكر لثقافته ، المبتعد عن خصوصيات مجتمعه ، المصادم لعاداته وتقاليده ..
وأن مشكلتنا ليست فقط مع شباب يتبادلون الورود الحمر وبطاقات المعايدة وينغمس بعضهم في الليالي الحمراء الصاخبة ..
وهي ليست فقط كذلك مع شباب فهم الحب على إنه حب الجسد فسلك سبل الغواية رافعا وردةً حمراء ، وقلب أسود ،وجمجمة جوفاء .
ليست مشكلتنا معهم لسبب أنهم وفي اليمن تحديدا يبقون ظاهرة محصورة في بعض أبناء علية القوم الذين أتيحت لهم فرص الإطلال على حضارة الآخر فأطلوا عليها من نافذة المآخوذ بها ، المأسور بمحتواها ، إطلالة الفاغر فاه الفارغ رأسه ، ثم إندفعوا يحاولون جر سواهم إلى ما يظنون أنه سبق مسجل باسمهم حين إكتشفوا العالم المتحضر المتحرر المتمدن .. فاكتشفوا الحب الحقيقي بزعمهم ولكنه للأسف حب الجسد وحسب .
نعم إنها مشكلة قليل من الشباب الذين تعرفوا عليه من الإطلاع على وسائل الإعلام المختلفة التي تتناوله كل عام باهتمام واضح ومقصود .. ولكن يبقى ذلك كله محصورا دون أن يصبح ظاهرة جارفة كما هو الحال في دول أخرى ..
وتبقى مشكلتنا الكبرى في اليمن ليست في ذلك كله .
بل إن مشكلتنا الحقيقية هي في أعياد الحرب ، التي لا تقتصر على 14 نوفمبر ولكن على مدار السنة والتي أصبح علية القوم يحيونها باستمرار ودون توقف .
ان مشكلتنا الكبرى في اليمن والتي تحرق قلوب شبابنا وبناتنا هي أعياد الحرب التي لا يمر عام إلا وتقام إحتفالاتها الصاخبة والمدوية .
فتعصف بالأرواح وتفتك بالأجساد ، وتقتل الحب ، وتزرع البغضاء ، وتزيد عدد الفقراء والبؤساء .
نعم لم تكن مشكلة آلاف الشباب اليمني في حمل الورود وتبادل بطاقات التهاني أبدا فهل شباب لحج والضالع وأبين مشغولون الآن بتبادل الورود ومعسول الكلام ، أم بتبادل التعازي في القتلى الذين يسقطون كل يوم على أيدي إخوانهم بسبب أخطاء النظام ؟؟ هل شباب صعدة ، يتبادلون بطاقات المعايدة وعبارات الغرام ، أم يتبادلون صليات الرصاص والقذائف والموت الزؤام ؟؟؟ هل تسري بين أبناء قبائل مارب وشبوة والجوف الهدايا أم التهديدات بالقتل والثأر والإنتقام ؟؟؟ كم من آلاف الشباب اليمني لم يسمع بيوم فالنتين ولكنه يعيش الغلاء والبطالة والفقر والحرب كل يوم ..
كم من ملايين الشباب العاطلين الذين يدفعون ضريبة أعياد الحروب التي أرهقتهم وأرهقت ميزانية دولتهم وأفقرتهم وذرت مستقبلهم مع الريح في وادي سحيق ؟!!!
لذا فتمنياتي على مشايخنا الأفاضل أن
لا يخوضوا حربهم مع القديس فالنتين لأن هذا الرجل أصبح قديسا بعد أن أعدم في سبيل معتقداته ، وقناعاته ، وإيمانه بدينه على قول بعض الأساطير حين رفض الإنصياع لسلطة وقوانين الرومان ومغريات الإمبراطور ...
بل يجب أن نحي قيمنا الخاصة في التضحية لأجل قناعاتنا ، ومعتقداتنا ، وديننا ...
دين الحب ، دين السلام ، دين الأخوة ، دين الإعتصام ونبذ الفرقة ..
دين يعتبر الحب شرطا لدخول الجنة فقال نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم \"والذي نفسي بيده لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا ... \"
ويمتدح المحبين واهل الايثار .
فقال تعالى :
\"والذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ...\"
دين الحب الخالص لله ولدينه وللمؤمنين بل للبشرية جمعاء ..
فهل يستطيع مشايخنا أن يقفوا بحزم وصلابة ضد أعياد الحرب وقديسيها وكهنتها فهؤلاء القديسين أولى بالتصدي لأنهم هم أنفسهم من يشعل فتيل الحرب بيد و يشعل شموع فالنتين بيد أخرى فيجلب المغنين والمغنيات لأرض اليمن ليحييوا الإحتفالات وليرقصوا على أشلاء المحرومين من الحب والحنان والعطف والرحمة والشفقة . وهم من يشجع هذه المظاهر وينفقون عليها ببذخ ويحاولون أن يعمموها ويدفعون الشباب باتجاهها ...
ياسادة لن يحارب عيد الحب ، إلا بالحب !!!
حب الخير لأبناء اليمن والتضحية لأجلهم ، والوقوف ضد تجار الحرب ، الذين يريدوننا أن نتحول إلى مجموعة من البلهاء الذين يتبادلون الورود والتهاني في حين يسرقون هم الأحلام والأماني ...
تذكروا أن مشكلتنا ليست فقط مع كيوبيد الذي يحمل سهامه ليوجهها إلى صدور العشاق ، بل مع كيوبيد الذي يحمل القاذفات والراجمات والمدافع ليوجهها فوق رؤوسنا جميعا وليحرك مجنزراته كلما سنحت الفرصة لتسحق الورد والعشب ولتحرق الأخضر واليابس ولتدمي القلوب ولتدمر الحاضر والمستقبل ...
كونوا قوامين بالقسط شهداء لله وضحوا لأجل الشباب في كلمة حق أمام سلطان جائر وقفوا له وقفة جادة وأطروه على الحق أطرا وستكونون قديسين بنظرهم ( مع التحفظ على كلمة قديس ) يستمعون لكم بإنصات حين توجهونهم بعد ذلك إلى طريق الحق والرشاد وتبعدونهم عن سبل الغي ومعصية رب العباد ..