عٌلماء اليمن بأيديهم إزالة الفتن
بقلم/ مجاهد قطران
نشر منذ: 15 سنة و شهر و 20 يوماً
السبت 31 أكتوبر-تشرين الأول 2009 07:25 م

كثيرةً هي الآيات القرأنيه الكريمه التي إمتدحت العلماء ، وكثيرةً هي الأحاديث النبويه الشريفه التي أثنت على فضل وجلال علماء الدين ، فهم أهل الذكر وهم النجوم التي يهتدي بها الحيارى وهم محل ثقة الناس .

وأفضل ما قيل عنهم أنهم ورثة الانبياء ، وعندما نُمعن النظر فيما تركه الانبياء فأننا لا نجدهُ لا ديناراً ولا درهماً ، ولا ذهباً ولا فضةً ، ولا جاهً ولا منصباً ولا شهره ، وإنما نجدهُ علماً تبعهُ العمل بهِ .

فالأنبياء عليهم جميعاً سلام الله لم يُورثوا العلم لوحده بل ورثوا العمل بهِ ايضاً ، ولانهم قد عملوا بما علمهم الله فأنهم قد تعرضوا للضرب وللحبس وللتعذيب وللقتل .

نعم انهم قد تعرضوا لذلك كله لا لشي وإنما لانهم قالوا كلمة الحق التي لم تعجب افراداً او جماعات او حكاماً، ولكونهم قد عملوا ذلك فقد ساد المجتمعات الأمن وحل بالاوطان السلام وعاش الافراد الطمانينه ونعموا بالرخاء والاستقرار .

والان ها نحن في بلد الإيمان والحكمه نعيش المحن والفتن من حرب دمويه تُسفك فيها دماء أنبل وأشرف وأشجع رجال اليمن ، وما يُزامنها من صرف لمليارات الريالات التي كانت ستصرف فيما ينفع البلد ، ذلك في شمال الوطن .

أما في جنوبه فأن حدة الإنفصال تزيد ويتكاثر مُناصريها ومُؤيديها ، مع ما يفعله مناصري الانفصال من عمليات غادره بأفراد القوات المسلحه والامن من القتل غيله ، ناهيك عن نشرهم لثقافة الكُره والبُغض بين أفراد الوطن الواحد .

ذلك يحدث في البلدة الطيبه وحجة جماعة الحوثي الظلم الواقع عليهم بقولهم إن السلطه لا تحترم مذهبهم ، ولا الشعائر الخاصه به ، وهي نفس الحجه التي يتذرع بها حراك الجنوب بقولهم ان السلطه تمارس التمييز ضدهم ، وانها تحرمهم من أدنى الوظائف ، وأنها تترك الحبل على الغارب للمتنفذين ينهبون أراضيهم دون وجه حق او أدنى تعويض .

وبين هذهِ وتلك توجد المعارضه وهي بدورها تُلقي بالتُهم على السلطه قائلة بأنها تسخر أموال ومقدرات الدوله لصالح مرشحيها أيام الانتخابات وهو الامر الذي لم يُمكنها من الصعود الى السلطه .

والسلطه لم تقف موقف المتفرج بل هي بدورها القت التهم على تلك الاطراف قائلةً ان تلك الفئات لا هم لها غير نفسها كونها تلهث وراء المناصب وأموال الدوله ، وانهم يريدون العوده بالوطن الى سابق عهده من حكم إمامي قد عفى عليه الدهر ، ومشيخات وسلطنات قد صارت في عِداد الموتى .

ذلك هو يمن اليوم صاحب الارض الطيبه ، ومن قُرن بأهله الإيمان والحكمه ، ومن وصفت قلوبهم بالرقيقه ، وأفئدتهم باللينه .

 وعلماؤه الذين شهد بعلمهم وزهدهم وتُقاهم القاصي والداني لم يحركوا ساكناً ، ولم يفتحوا فاهاً ، وكأن الامر لا يعنيهم او يخصهم ، بل قل ان الجاري باليمن يعتبرونه في بلد أخر ، وبكل تاكيد ان صمت العلماء سيدخل اليمن في منعطفات خطيره ، تجعل الجميع يذوقون وبال امرها ، ويصيرون في وضع لا يُحسدون عليه .

وعليه فان الأمانه المُلقاه عل عاتقهم ، والعلم الموضوع في صدورهم ، والواجب الديني والوطني المحمول على أكتافهم يُحتم عليهم التدخل الان وبشكل فوري لا يحتمل تاخيراً او تريثاً ، ليس بشكل إنفرادي وإنما بشكل جماعي عن طريق جمعية علماء اليمن ليناقشوا الاوضاع ويتدارسوها ، ومن ثم يخرجون ببيان فيه العلاج الناجع لكل مشاكل اليمن ، يكون بياناً أشبه بالحكم غير قابلاً للنقاش او التفاوض او التبديل يكون موجهاً الى كلاً على حده بما يجب عليه فعله الى السلطه والى اللقاء المشترك والى الحراك والى جماعة الحوثي .

يا علماء الاسلام أنهُ يجب عليكم ذلك ، فلا تصغروا انفسكم وانتم كبارا ، يا علماء اليمن لا تهمشوا أنفسكم وانتم المتن والاصل والفصل ، يا ورثة الأنبياء ان حُبكم كبير ، وكلاً منكم بالثقه جدير ، فلماذا تنظروا الى أحوال البلاد بعين العاجز الضرير ، بل أنظروا اليها بعين المُبصر الخبير .

يا ورثة الانبياء ان إنقاذ اليمن بأيديكم ليس سواكم لأمور أهمها - وازعكم الديني وخوفكم من الله وتقواه ، فضلاً عن عدالتكم وحيادكم ، والثقه الكبيره التي تتمتعون بها من قِبل الشعب .

ولا يعني كلامي أني اٌقلل من شأن طرف أخر ، أو أُشكك في وطنيته كلا فحاشا لله أن أكون من الظالمين ، وإنما هي عدالة العلماء وثقة الناس بهم التي دفعتي لقول ذلك ، لان ما سيخرج بهِ العلماء سيكون ملزماً لجميع الاطراف ، ولن يكون أي طرف قادراً على التنصل مما اُلقي على كاهله من قِبل العلماء في بيانهم او حكمهم الذي سيصدرونه ، وهو الامر الذي لا يمكن تحققه لو كان الانقاذ الوطني مُوكولاً الى غير العلماء .

Man_mga@yahoo.com