اسقاط مقاتلة أمريكية فوق البحر الأحمر.. والجيش الأمريكي يعلق جيش السودان يسيطر على أكبر قاعدة عسكرية 8 قيادات بارزة ضمن قائمة بأهداف إسرائيلية في اليمن.. وقيادات حوثية تفر إلى صعدة فتح كافة المنافذ الحدودية بين السعودية واليمن هكذا تعمق المليشيات معاناة المرضى بمستشفى الثورة بصنعاء القائد أحمد الشرع : أعدنا المشروع الإيراني 40 سنة إلى الوراء طهران تعلن مقتل أحد موظفي سفارتها في دمشق عمائم إيران ترد على بوتين: لهذه الأسباب لم نقاتل مع بشار الأسد ؟ من جنيف أول منظمة حقوقية تطالب المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم تجاه الغارات الإسرائيلية للمنشآت الحيوية اليمنية إيران في ورطة.. طهران تقف عاجزة أمام كميات مهولة من النفط المُخَزَّنة في ناقلات راسية في البحر
مـا إن انتهت بريطانيـا من إحـراق عشـرات آلاف الأبقـار التـي قيـل إنهـا مصابـة بمـرض( تكهف النخاع .. جنون البقر) وحذت حذوها دول كثيرة .. ما أدى لارتفاع أسعار اللحوم بشكل جنوني.. حتى استفاق العالم على وباء جديد شمل كل العالم .. كل العالم باستثناء الأرض الجديدة .. بلاد العم سام.. ألا وهو إنفلونزا الطيور .. وتسابقت حكومات العالم في إحراق ثرواتها من الطيور الداجنة وغير الداجنة ..
فاستنفرت وزارات الصحة ووزارات الثروة الحيوانية ووزارات البيئة وحتى رؤساء الدول اجتمعوا للتباحث في الطاعون الجديد، طبعت عشرات ملايين المطبوعات .. عقدت المؤتمرات .. اتخذت أشد التدابير الاحترازية والأمنية لرصد العدو الجديد : الفيروس الذي لا يرى بالعين .. المطارات .. مراكز الحدود .. الموانئ ، لم يكن همهم سوى اقتناص هذا الفيروس، حتى الطيور المهاجرة التي اعتادت الانتقال من بلدٍ لآخر حاولوا قتلها .. أبيدت الثروة الداجنة تماماً في عدد كبير من الدول، وما هي إلا أيام حتى كان اللقاح جاهزاً ؟!! قُدر ثمن اللقاحات المباعة للدول الفقيرة بمليارات الدولارات ؟!! وكأن إنفلونزا الطيور هو طاعون العصر الذي سيقضي على السكان والحيوان.
ولم يكد يتوقف ذكر هذا الفيروس على شاشات الفضائيات وترتاح المطابع ووكالات الإعلام العالمية .. حتى ظهر على واجهة الأحداث مرض جديد قيل عنه : إنه بحق طاعون العصر .. إنفلونزا الخنازير ( H1N1) V الذي هو هجين من الإنفلونزا البشرية وإنفلونزا الطيور وإنفلونزا الخنازير، ومن جديد طغى خبره على أخبار الحروب التي يذبح فيها آلاف الأطفال الأبرياء بأقبح وسائل التدمير والقتل.. نسي العالم كل شيء تقريباً .. كل المخاطر.. وتسمرت عيونهم على شاشات التلفاز ترصد كل جديد حول هذا الوباء؟!! حتى إذا سعل المرء أو عطس .. خاف الناس منه وأوجسوا منه ريبة وهو أيضاً خاف على نفسه، غصت المستشفيات بالمراجعين، تحاشى الناس أن يتبادلوا القبل ، وبالغوا جداً في غسل الأيدي والأدوات.. واستنفرت وزارات الصحة .. البيئة .. الداخلية وكل الحكومات للتصدي ورصد هذا الوافد غير المرحب به .. خُفرت الحدود وأُغلقت المطارات .. ولكن من غريب الصدف أنه لم يُسمح بحرق الخنازير هذه المرة؟!! وإنما أُعتبرت حيوانات بريئة؟!! وهذا الأمر يستحق من أولي الألباب أن يتفكروا ولو لحظات.. حتى الحج .. الركن الخامس من أركان الإسلام تتأهب الأصوات في بعض الدول لمنع الكثيرين من أدائه .. ولولا بقية باقية من الحياء لمنع الناس كلهم منه ؟!! ولكن في الفترة الأخيرة تبرعت الولايات المتحدة باستخلاص المصل الواقي .. وحددت أنه سيكون جاهزاً في سبتمبر الجاري فتأمل يا رعاك الله ؟؟ وبالطبع ستبيع منه ما يقارب من ثلاثة مليارات عبوة لقاح لكل دول العالم وعليك بقية الحساب ؟!!
إنها تجارة أكثر ربحاً من صناعة السلاح ومن المخدرات؟!!!
لا أقلل في مقالي هذا من شأن الأمراض المعدية والوبائية .. ولكن أيهما أكثر خطراً وتدميراً .. هذه الأمراض .. أم المخدرات؟!! المخدرات التي تستنزف المال وتدمر الصحة وتهون لأجلها الأعراض وتسبى الحرمات وتنتهك .. المخدرات التي تنتج جيلاً مشوهاً ممسوخاً فاقداً للطموح .. غير مبالٍ بحاضر أو مستقبل .. ومع ذلك نجد صمتاً رهيباً مريباً حول خطرها وأضرارها .. وإنما محاولات خجولة من هنا وهناك لرفع العتب ليس إلا .. تتسابق الشركات الكبرى الغذائية والإعلامية وشركات الاتصالات بصرف المبالغ الطائلة وهدرها لتصوير فنان أو لاعب كرة.. يتهافت مشجعو الكرة على دعم هذا الفريق وذاك وهذه وسائل لهو؟! على أنّا لم نجد من هذه المؤسسات والوزارات والشركات أي دعم، وجدناهم يخجلون من المساهمة في التوعية ضد المخدرات .. يخجلون من وضع إعلاناتهم في المطبوعات الإعلامية التي تتبنى مكافحة هذه الآفة .. أي تناقضٍ نعيش.. أليس الكل شريكاً في المصيبة؟! فهل يجب أن يكونوا شركاء في التستر على الجريمة؟!
لماذا يجب أن تبقى الجهود فردية فقط ؟! لماذا استنفر الجميع وجيّشوا الجيوش ضد فيروس إنفلونزا الخنازير ؟!! بينما بقي فيروس المخدرات يتكاثر ويرتع ويصول ويجول ويفتك ويدمر ..
هذا الشهر غرة الشهور .. في هذا الشهر نزل القرآن في ليلة القدر , لا بد أن يكون لنا وقفة مع الذات، نراجع فيها نفوسنا ونسترجع فيها آدابنا مع المولى جل في علاه، في الامتناع عن الطعام والشراب والحلال الزوجي .. طلبنا الله في هذه الأمور البسيطة وهي من أجل الحلال ، فما بال الذين يصرون على الحرام ، ما بال المدخنين ، ما بال المتعاطين للمخدرات والمسكرات والموبقات.. أما آن لهذه القلوب أن تخشع وللعيون أن تدمع فما في هذه المدمرات إلا متاع غرور.. أما تشتاق النفس للقاء الخالق القدير دون ذنوب، ألا يهفو الفؤاد ويتوق للدخول من باب الريان حيث يدخل الصائمون جنات عدن في فراديس النعيم المقيم.
إن مسؤوليتي كإعلامي وإنسان غيور على بلده وعلى شباب بلده تحتم وتفرض علي أن أكون وكامل طاقم مؤسستي الإعلامية منبراً لكل من يشعر أن الوطن وطنه .. لكل من يؤمن أن السعودية بيته الأول ويشعر بالغيرة عليها ويبذل طاقته لحمايتها من المخربين والعابثين والراغبين بها سوءاً...