ارتفاع حصيلة هجوم ألمانيا إلى 4 قتلى و41 مصابا واشنطن توافق على بيع أسلحة ل دولة عربية بقيمة خمسة مليارات دولار قد لا تصدقها… 7 طرق لتقوية جهازك المناعي فى الشتاء شهداء في جباليا والاحتلال ينسف المنازل بجنوب غزة وشمالها الريال اليمني يحافظ على استقراره أمام العملات الاجنبية بايدن يوافق على تقديم مساعدات عسكرية بقيمة 571 مليون دولار لتايوان كتائب القسام تكشف عن عملية نوعية ومفاجئة في جباليا انطلاق بطولة كأس الخليج الـ26 في الكويت: مهرجان رياضي وثقافي يجمع الفرق العربية عاجل: الخارجية الأمريكية تعلن عن هدية خاصة لأحمد الشرع عقب لقاء شخصيات أمريكية رفيعه به في دمشق حصة تدريب على القيادة تتحول إلى كارثة مأساوية تفجع أسرة بأكملها في صنعاء
هل دخلت اليمن النفق المظلم الذي تحدث عنه الشيخ المرحوم عبد الله بن حسين الأحمر قبل أربع سنوات ، وقتها قوبلت كلمة الشيخ الأحمر بقسوة لم يعهدها طوال الفترة التي ارتبط فيها اسمه بعدد من الرؤساء اليمنيين كصانع ولاعب أساسي على الساحة السياسية اليمنية.
ما تشهده الساحة اليمنية من مخاضات تبدو صعبة ليست جديدة لكنها هذه المرة خطيرة وصعبة ، وهي وان كانت تأتي استمرارا للعبة الاستقصاء والإرضاء تبدو خطيرة هذه المرة لأنها بدأت تكتسب طعم الدم الذي سال دونما ضرورة ،وتشتم منها روائح كراهية طائفية ومناطقية كنت اعتقد ان يمن الوحدة سيتخلص منها،لكن ما حصل على الأرض كان عكس ذلك، فخطاب الكراهية والتحريض الذي لم يستطع صانع القرار السياسي تجاوزه عند مواجهته بأي مطالب حقوقية او سياسية إصلاحية،نقل ذلك الخطاب للشارع الذي على ما يبدو انه أصيب بحساسية تجاه قضية التعايش الوطني وسرعان ما ظهرت نعوت ونعرات مناطقية ومذهبية وغيرها.
إقحام الرئيس علي عبد الله صالح وخلفه جوقة الإعلام القابع في كهوف العصور الوسطى لقضية الوحدة والجمهورية والثورة في كل خطاب وفي أحيان كثيرة بدون مناسبة ،والتلويح بالصوملة والعرقنة واللبننة ،وإعادة التذكير بصراعات الماضي ، تلك أمور تعني الهروب من استحقاقات سياسية وحقوقية وتنموية على أرض الواقع كان يفترض انجازها بدلا من التفرغ لمصارعة طواحين الهواء والبحث عن عدو وهمي تعلق عليه الإخفاقات بهدف التنصل من المسئولية وهروبا من المسائلة.
لو تفرغ الرئيس وحكومة حزبه وكتلته النيابية الجبارة وجميع المؤسسات الرسمية لعملية البناء الايجابي وتم ترشيد الخطاب باتجاه الآخر- الذي يفترض انه جزء من النسيج الوطني ولم يأتي من خلف الشمس- وترسيخ الممارسة الديمقراطية والشفافية ومكافحة الفساد واعتماد الكفاءة والخبرة وليس النسب والقرابة كمعايير لشغر الوظيفة العامة( او على الاقل تنفيذ برنامج الرئيس الصالح الانتخابي) لكان الحصاد مغايرا للواقع الحالي ،ولما وجد النظام نفسه في حالة إستجداء غريبة للمواقف العربية والدولية للتأكيد الايجابي بأنهم مع الوحدة اليمنية وبقاء اليمن موحداً،الا يعد هذا إقحاما للغير في الشأن المحلي ،وفتح الباب لكل من هب ودب لدس أنفه في قضية يفترض انها محل إجماع وطني.
لماذا لا يتعلم النظام الحاكم من أخطائه(ربما لانه لايوجد نظام حقيقي)بالامس يشتكي الرئيس وكبار موظفيه من وجود مؤمرات اقليمية تستهدف وحدته وتدعم الانفصاليين واليوم يفاجئنا باخبار تفيد بوقوف نفس تلك الدول والقوى مع وحدة اليمن.
استبشر النظام الحاكم ومن ورائه الاعلام - الذي استطاع بنجاح منقطع النظير في تعزيز المناطقية والطائفية وزيادة حجم الاحتقانات في اوساط الناس – بدعوة بعض الصحف الخليجية لعقد قمة خليجية طارئة لمناقشة قضية الاحتجاجات التي شهدتها عدة مناطق يمنية واعتبرتها تهديدا خطيرا للوحدة اليمنية ،مبعث الاستغراب- بالنسبة لي على الاقل_ هو السماح بسهولة لتدويل قضية محلية بحتة تتعلق بمصير اليمنيين دون غيرهم وخيارهم الخاص ، من قبل قوى اقليمية ودولية ، تلك الموافقة قد تعني اننا أمام قضية خطيرة وصعبة تفوق قدرة الرئيس صالح وحكومته وحزبه وجميع الأطراف اليمنية على حلها والخروج بتوافق يمني حولها.
واذا كان ذلك هو ما يحصل فعلا فذلك يعني أن على الرئيس صالح وحزبه ترك السلطة فورا وإتاحة الفرصة للآخرين بمحاولة انتشال البلد من هذه الأزمة.
لكني أعتقد ان التبرير الأقرب هو ان هناك من يعتقد ان التلويح بانقسام اليمن وانهيار الدولة يعد فرصة حقيقة لابتزاز الآخرين بضرورة دعم اليمن وضخ الأموال لمواجهة الاستحقاقات الوطنية وشراء مواقف الناس وتأجيل الانهيار إلى حين.
بالتأكيد أن هناك أطرافا عدة قريبة من رأس النظام لها مصالحها الخاصة استطاعت حبك شباك وفخاخ حوله أفقدته القدرة على التركيز العالي والواضح وشكلت حوله سياجا عزله عن الوضع العام ،مما جعله يفقد الرؤية الواضحة وبات يتحرك فقط وفقا لخبرته وغريزته التي تعمل عند اقترابه من مناطق الخطر.
الوحدة اليمنية لن ينفعها إشادة الأشقاء والأصدقاء وادعاء الحرص عليها، هي بحاجة فقط لجهود حقيقة ومخلصة نابعة من استشعار جميع الأطراف المعنية في السلطة والمعارضة بان هناك اختلالات بحاجة لمعالجات جادة وإصلاح حقيقي بعيدا عن الإجراءات الشكلية وإعادة الروح الوطنية التي سلبتها الممارسات الخاطئة على مدى 19عاما من عمر وحدتنا الغالية.
الوضع ليس بحاجة لترقيع بل هو حاجة لاعادة بناء ومعالجات تنبع من رؤية صادقة بأهمية الحفاظ على هذا البلد موحدا برغبة جميع أطرافه محروسا بقوة العدل والقانون والمواطنة المتساوية.
وذلك يتطلب التخلص من عقلية الفيد وباحة الآخر ومقدراته ، وذلك لن يتحقق مالم يكن القانون الحقيقي سائدا على ارض الواقع ومالم يقدم الفاسدين والمسيئين للمحاكمة وتعاد الثروات المنهوبة .
Alzorqa11@hotmail.com