إنهيار المعبد
بقلم/ عزالدين سعيد الأصبحي
نشر منذ: 11 سنة و 10 أشهر و 13 يوماً
الثلاثاء 05 فبراير-شباط 2013 10:38 ص

أتذكر دوما تلك النكتة عن الإنسان البسيط الذي صادف في طريقه جماعة مسلحة وسألته المجموعة

- أنت معانا وإلا مع الناس الثانيين ؟؟

فرد ببساطة وهو يراهم مطبقين عليه ( طبعا معاكم )

- فردوا عليه بقوة - بس إحنا الثانيين !!!!

واسقط في يد صاحبنا البسيط ؟؟

* امام هذا السقوط في كل شيئ والذي يؤكد ان الكل خاسر لا ترى نفسك إلا مثل هذا الذي لا يعرف الأولين من الثانيين !!

* نحن في وطن لا يتقن غير الخسارة ومع مجاميع تعشق الخراب

اترك مصر في ليلة ماطرة والقاهرة نادرة المطر ونادرة الفوضى النادرة التي نراها الان!!

لا تدري كيف لا يرى الجميع كل هذا الخراب من حولهم ؟!

* ببساطة ما يحدث في مصر هو ان السلطة تقلد السابقين ولا تعرف ان تكون مثلهم ولا يمكن استنساخ سلطة زائلة !

والثورة بالشارع تقلد الثورة السابقة ولا تستطيع استنساخها ثانية بهذه الخفة !!

الكل يتقن ان يلغي الأخر ويدمر ولا يعرف كيف تكون عملية مد جسور البناء وصنع الرؤى !!

الأمر ذاته تراه من حولك من سوريا التي تغرق بدمار لا أخر له الى عراق يتشظى والى يمن حائر الخطى يمشي مملوكا للحزن والحيرة !!

الى خليج محاصر بالذعر من كل الجهات رغم كل ضجيج الظهور !

إنها مرحلة لا توصف بغير انها خارج الوصف وقهر لا يعرف له أهل القهر مثيل

* رأيت واحدا من من مسئولي الحكومات الثائرة خائرا مهزوما ومدمرا يقول انه فقد نفسه وشعر انه مكروه حتى من زوجته !!

ورأيت جاري البسيط الغاضب بالشارع المثابر على فضح الحكومات الخائنة والخائبة على حد تعبيره يقول الشيئ ذاته

أي حالة هذه التي تجعل الكل ضحايا وجلادين في مأساة مضحكة حد البكاء

أي حالة هذه التي تجعل الجموع الغافلة تتملق جلاديها وترفعهم على هامتها ثم تأكلهم كأصنام التمر ثم تعيدهم لتعبدهم !!

* ينسى الناس جلاديهم في لحظة ثم يصنعون جلادين جدد وطغاة جدد

ان ما يجري يشبه حالة سقوط المعبد على المصليين الكل يصرخ والكل ضحية والكل يرنو يطلب النجاة من نفس سقف المعبد المتساقط على الرؤوس !!

* نحتاج الى ان نخرج الى ساحة أوسع من الفضاء والحرية لنرى السماء الصافية لا ان نبقى نبكي تحت الأنقاض