شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا جدل بشأن عودة السوريين اللاجئين في أوروبا إلى بلادهم بعد سقوط الأسد وزير الدفاع التركي يكشف عن عروض عسكرية مغرية قدمتها أنقرة للحكومة السورية الجديدة ماذا طلب الرئيس العليمي من واشنطن خلال اجتماع عقده مع مسئول كبير في مكافحة الإرهاب؟ قرارات واسعة لمجلس القضاء الأعلى القائد أحمد الشرع يتحدث عن ترشحه لرئاسة سوريا أميركا تطلب من عُمان طرد الحوثيين من أراضيها مؤشرات على اقتراب ساعة الخلاص واسقاط الإنقلاب في اليمن.. القوات المسلحة تعلن الجاهزية وحديث عن دعم لتحرير الحديدة تعرف على ترتيب رونالدو في قائمة أفضل 100 لاعب في العالم
مأرب برس – خاص
عندما سقط ستة من أفراد قوة الانتشار الأمني الخاصة بتأمين الطرق الطويلة بوادي حضرموت، تذكرت خطابات مستشار رئيس الجمهورية عبدالقادر باجمال الحماسية التي يتعهد فيها بالقتال من أجل الوحدة، وتأكد لي كما تأكد لغيري أنه فقط يتبرع بدماء أبناء القوات المسلحة والأمن كي تسيل من أجل حماية سعادته وليس من أجل حماية الوحدة التي لا يهددها سوى الفساد والنهب والاستبداد.
ولا أدري سبب هذا الأهتمام المفاجئ الذي يوليه كبار المسؤولين المدنيين باخوانهم في القوات المسلحة والأمن بعد أن أهملوا القوات المسلحة منذ صيف عام 1994، فهل بدأ هؤلاء المدنيين يستشعرون الخطر؟!
لم يقتصر الاهتمام على المنطقة العسكرية الجنوبية والمنطقة العسكرية الشرقية، التي زارها باجمال مؤخرا، بل عقد قادة وحدات المنطقة العسكرية الوسطى ( المركزية) مؤتمرهم السنوي التقييمي العاشر الأسبوع الماضي، وخرجوا بعدد من القرارات والتوصيات التي تثير العجب وتدعو للتأمل.
من بين هذه القرارات الحفاظ على الجاهزية، والقضاء على الإختلالات، والتحصين النفسي للمقاتلين ضد الأنشطة الفكرية التي تستهدف أبناء القوات المسلحة والأمن.
لم يشر خبر وكالة سبأ إلى الجهة أو الجهات التي تسهدف القوات المسلحة بالأنشطة الفكرية، ولكننا نعرف جيدا الجهة التي ستقوم بتحصين الجنود والضباط من هذه الأنشطة.
إنها دائرة التوجيه المعنوي الذي يرأسها منذ ربع قرن العميد علي حسن الشاطر، الذي يملك مع أولاده نصف مدينة حدة في حين لا يجد معظم الضباط، وضباط الصف في القوات المسلحة والأمن حتى الرواتب التي تكفي لاستئجار مساكن تأوي أسرهم وتليق بآدميتهم. والسؤال هنا، كيف يمكن الجمع بين تحصين الضباط والجنود وإلحاق الظلم الفادح بهم في آن واحد. وفي ظل هذا التناقض العجيب، كيف يمكن أن تنطلي على الجنود والضباط الأبطال ألاعيب التوجيه المعنوي التي تستهدف تحويلهم من مدافعين عن مصالح الوطن إلى حراس شخصيين لمصالح المسؤولين الفاسدين أو بوابين لبيوتهم العامرة، وهؤلاء الحرس أنفسهم في وضع مزري لا يحسدون عليه.
أما ما يتعلق بـ"الحفاظ على الجاهزية، والقضاء على الإختلالات". فجميل جدا أن يعترف قادة المنطقة العسكرية الوسطى، بوجود اختلالات، وهو اعتراف يأتي لأول مرة عبر وكالة سبأ بمثل هذه الصراحة، ولكن كيف سنعالج الإختلالات دون أن ندرك حقيقة أن أكبر خلل هو الظلم الذي يقاسي منه أفراد القوات المسلحة اليمنية لأنهم أصبحوا من أكثر فئات الشعب اليمني معاناة في حياتهم المعيشية باستثناء " أشاوس الديجتال " حديثي النعمة أو كبار القادة القادرين على البسط والسلب والنهب.
فقبل مطالبة أبنائنا وأخواننا في القوات المسلحة بالجاهزية علينا أن نضاعف رواتبهم، ونحسن معيشتهم، وننقذهم من العوز والفقر والفاقة. كما يتحتم على دوائر شؤون الضباط والأفراد في وزارتي الدفاع والداخلي احترام الأقدمية، ومراعاة النظم والأعراف العسكرية وتوخي العدالة في الترقيات و التعيينات، والمساواة بين أولاد الذوات وأولاد الشغالات داخل صفوف القوات المسلحة والأمن حتى لا ينعكس الأمر سلبا على أداء الجنود والضباط، ويتحول النظام العسكري إلى فوضى تمنح فيها الرتب والمناصب العسكرية العليا لصبيان الأسرة الحاكمة دون مبرر دستوري أو قانوني سوى قربهم من الفندم وقدرتهم على الدخول عليه وقت صحوه أو منامه.
ويجب على القيادات العسكرية العليا أن تبدأ بنفسها في تصحيح اختلالات عدم احترام التسلسل في الرتب والمواقع. وعلى سبيل المثال فإن مؤتمر المنطقة العسكرية الوسطى كان يفترض أن يشرف عليه قائد المنطقة وهو اللواء الظاهري الشدادي إن لم يكن قد تم تغييره دون إعلان، ولكن الخبر الذي بثته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية ركز على وجود نجل الرئيس العميد أحمد علي عبدالله صالح قائد الحرس الجمهوري متجاهلا تماما قائد المنطقة العسكرية التي تضم في إطارها الحرس الجمهوري وليس العكس.
وظهر إلى جانب نجل الرئيس اللواء الجائفي قائد قوات العمالقة ولا ندري هل تم نقله إلى المنطقة المركزية دون إعلان أم ماذا؟! كما لا ندري متى ولماذا تم نقل محمد علي محسن من المنطقة الجنوبية إلى المنطقة الشرقية دون إعلان رسمي، ولا ندري من خلفه في منصبه، وكل ما ندريه هو أن هناك حلف قائم بين أحمد علي والجائفي مقابل حلف علي محسن والشدادي ينبئنا عن صراع مكبوت ناجم عن عدم احترام الأعراف العسكرية والأقدمية لصالح البنوة والقرابة التي لم تحمي أبدا رئيسا ولا ملكا ولا فاسدا من السقوط، ولنا في قصي صدام حسين وأخيه عدي أكبر عبرة لأنهما كانا أول الفارين قبيل سقوط بغداد.
كما أن ضباط وجنود الأمن المركزي ومشاة القوات المسلحة يدركون جيدا أنهم يدفعون من دمائهم الزكية ثمن عنتريات رموز السلطة، أما علي عبدالله صالح وعبدالكريم الإرياني وعبدالقادر باجمال فإنهم يتبرعون فقط بدماء أبناء القوات المسلحة في أحاديثهم عن الخطوط الحمراء والسوداء، ونتمنى أن يدفع هؤلاء ولو الشئ القليل من أرصدته في البنوك للحفاظ على ما تبقى من الوحدة الوطنية أما التبرع بدمائهم فليس ليدهم دم كي يتبرعوا به.