خفايا غياب برنامج سري للغاية من قناة الجزيرة
بقلم/ متابعات
نشر منذ: 15 سنة و 4 أشهر و 5 أيام
الأحد 09 أغسطس-آب 2009 04:21 م

قال الاعلامي المصري يسري فودة مصاحب البرنامج الشهير "سري للغاية" ان مغادرته فضائية الجزيرة جاءت بعد تغيير طرأ في سياستها وتبنيها أجندات خاصة ، بدأت تؤثر على مدى المهنية للمادة الإعلامية المقدمة على القناة ، والتي بدأت توجه لخدمة مصالح معينة ، ومحاولات فرض واقع آخر يتنافى مع القواعد والأصول التي كنا نعمل من خلالها ، وأذكر مقولة للكاتب الأمير الطاهري ، إذ قال §عندما تغربل ما تقدمه الجزيرة في نهاية اليوم ، ستجد رسالتها تقول إن الجماعات الأصولية في تصاعد والغالبية العظمى من العالم العربي يؤيدونها بشكل سري ، وهو ما أرفضه فقررت الابتعاد وتقدمت باستقالتي وبذلك انتهت علاقتي بقناة الجزيرة متمنياً لأصدقائي وزملائي بها ، هؤلاء فقط الصادقون المهنيون الذين يحترمون أنفسهم فيحترمهم الآخرون ، كل تقدم وكل إبداع ما وسعتهم الظروف. واضاف فودة الذي زار امس دار "الدستور" والتقى رئيس التحرير المسؤول الزميل الاستاذ محمد حسن التل واسرة التحرير أنني أحاول دائماً في عملي أن أرى الأمور من منظور المشاهد فقد أتاحت لي هذه الاستقالة أن أتابع قناة الجزيرة بعين المشاهد متخلصاً من صخب العمل. كما أتاحت لي فرصة عريضة كنت أتوق لها من زمن بعيد لاتخاذ مقعد خلفي يتيح لي منظوراً أعرض للتأمل في لحظة ماضية ومعايشة لحظة حاضرة واستشراف أخرى آتية.

واستعرض الاعلامي فودة تجربته في فضائية الجزيزة قائلا: لا شك أن تجربة قناة الجزيرة كانت من التجارب الصعبة والممتعة في نفس الوقت والتي مرت في حياتي ، ففي الأيام الأولى لظهور القناة كنا أمام تحد كبير لفرض أنفسنا علي ساحة مليئة بالأسماء الكبيرة على مستوى العالم ، لكن إصرارنا على النجاح واقتناعنا بالرسالة التي نحملها للمشاهد العربي كانت أعلى بكثير من كل الصعوبات التي واجهتنا لذلك كنا نكتسب يوميا مساحة أكبر عند الجمهور العربي ، إلى أن وصلنا لمكانه مميزة في هذا المجال.

وقال: منذ أن بدأت عملي في الصحافة سواء المكتوبة أم المرئية ، وأنا أبحث دائما عما يدور في ذهن القارىء أو المشاهد وماذا يجذبه حتى لا يغير القناة التي أمامه ، وبالفعل مع التحاقي بقناة الجزيرة فكرت في تقديم برنامح به مجموعة من عناصر التشويق يبحث عنها المشاهد في جميع أنحاء الوطن العربي ، لكن كانت العقبة التي تقف أمامي تتمثل في عنصرين أولا الميزانية الكبيرة ، ثانيا أن الحلقة الواحدة سوف يستغرق تصويرها والانتهاء منها ما يقرب من الشهرين وهذا زمن طويل في عمر البرامج عموما ، لكن إيماني بالفكرة جعلتني أستميت في شرحها لرئيس القناة الذي اقتنع بالفكرة ، وقال سوف ننتظر أول حلقة علي سبيل التجربة ، وهنا جاءت المفاجأة أن النتيجة كانت مبهرة واعيد بث الحلقة عدة مرات ، من هنا اقتنعت الجزيرة واهتمت بالبرنامج وقدمت لنا ميزانية مفتوحة وبدأت بالعمل.

ولفت الى ان فكرة البرنامج قائمة علي أسلوب المغامرة لذلك فكل حلقاته كانت صعبة ، لكنّ هناك تفاوتا في درجة الصعوبة أما أصعب المواقف التي لا تنسى فكانت حلقات القاعدة والتصوير في عمق التنظيم فأي حركة خطأ أو غير مدروسة كفيلة بالتعرض لأمور لا يحمد عقباها ، وبرغم النجاح الذي تحقق في الوصول للهدف فإنني تعرضت لمشكلة كبيرة بسبب القبض علي رمزي بن شيبة وخالد شيخ محمد بعد إذاعة الحلقات مما جعل البعض يربط بين توقيت الإذاعة والقبض على الاثنين لكن الحق دائما يظهر في النهاية فاصدر تنظيم القاعدة بيانا كان لي هو البراءة. وتحدث الاعلامي فودة عن مصداقية الصحفي التي تبنى طيلة سنوات لكنه اكد ان انهيار هذه المصداقية يتم في لحظات ، لافتا الى ان على الصحفي ان يكون محايدا في تغطية الاحداث ونقل الوقائع . واستعرض الظروف التي نشأت فيها فضائيات اخرى وصفها بانها وجدت لمجابهة "الجزيرة" التي دفعت الاعلام الرسمي في الدول الى رفع مستوى الحرية ، مشيرا الى ان فضائية الجزيرة كاي شركة او مؤسسة تبدأ بحماس وتصاب فيما بعد بالترهل. وقال ان الجديد الذي احدثته الجزيرة في الاعلام العربي انها فتحت الاتصالات الهاتفية المباشرة على الهواء وهي بذلك اعتمدت على حاجة الناس لذلك ، لافتا الى ان هذا الامر كان قرارا سياسيا . وتحدث الاعلامي فودة التحقيق الصحفي والاستقصائي ومدى اهميته والاسباب التي تدفع هذا النوع من التحقيق الى النجاح.

* صحيفة الدستور