اللواء محمد الحوري : جاهزون لتحرير محافظة ريمة
بقلم/ مارب برس
نشر منذ: 6 سنوات و 4 أشهر و 26 يوماً
الخميس 19 يوليو-تموز 2018 04:40 م

 محافظ ريمة اللواء محمد الحوري في حوار مع مأرب برس

قال محافظ محافظة ريمة إن السلطات المحلية وجميع أبناء المحافظة جاهزون ومستعدون لتحرير المحافظة من المليشيا الحوثية الانقلابية.. مشيرا أن محافظة ريمة التي أبلت بلاءً حسناً في كل جزء من الوطن في هذه المعركة الوطنية المصيرية هي الآن على أتم الاستعداد في الداخل للتحرر من سطوة التمرد والانقلاب وأن الجميع بات ينتظر ساعة الصفر للتخلص من الاستبداد وسطوة وكهنوت الميليشيات الحوثية.

وقال اللواء محمد علي صالح الحوري، في لقاء خاص مع موقع مأرب برس إن محافظة ريمة بقبائلها ومناضليها وشبابها وسلطتها المحلية جاهزة للتحرر الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى بأذن الله.. مؤكدا أن قيادة المحافظة تجري لقاءات ومشاورات مكثفة مع القيادة الشرعية ممثلة برئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير عبدربه منصور هادي، ونائبه الفريق الركن علي محسن صالح، ورئيس الحكومة الدكتور أحمد عبيد بن دغر، والقيادة العسكرية ومختلف الوزارات والجهات المعنية لاستكمال الاستعدادات لعودة الشرعية والمؤسسات الدستورية للمحافظة ورفع الظلم والمعاناة عن كاهل المواطنين الذين يرزحون تحت سطوة المليشيا الحوثية منذ أربعة اعوام.

مشيرا إلى أن هناك خطوات هامة تم انجازها في الجانب العسكري واجراءات كبيرة تسعى قيادة المحافظة لاستكمالها بالتعاون مع كل الجهات المختصة، والاستعدادات تجري على قدم وساق في الجانب الأمني لإعداد وتجهيز قوة أمنية للحفاظ على الأمن والاستقرار وتم اعداد خطة أمنية للمحافظة أثناء التحرير وبعده هي حاليا في إطار التشاور مع الجهات الأمنية المختصة لبلورة ذلك في الواقع. 

وأوضح اللواء الحوري أن الجانب الإغاثي يأتي على رأس أولويات السلطة المحلية، باعتبار ريمة محافظة ريفية جبلية وقد جاء التمرد الحوثي ليزيد من معاناة المواطن ويجعل غالبية المجتمع يرزح تحت خط الفقر وهو ما يتطلب من السلطة شرعية العمل وبوتيرة عالية في هذا المجال حتى يتجاوز المواطن هذه المحنة من خلال تقديم المساعدات الاغاثية والغذائية واستئناف صرف مرتبات موظفي الدولة التي نهبتها المليشيا الحوثية. إضافة إلى أن التمرد الحوثي يعمد إلى مصادرة الإعانات الاغاثية والإنسانية المعتمدة للمحافظة وتحويلها إلى مجهود حربي وتقوم المليشيا بابتزاز الأهالي من خلال تلك المساعدات.

تواجد الحوثي وحاضنته

يؤكد الشيخ الحوري عدم تواجد للحوثي في محافظة ريمة كقوة شعبية، وليست له حاضنة فيها.. مشيرا إلى أن المليشيا الحوثية سيطرت على الأرض بأدوات ومقومات الدولة فأصبحت سلطة امر واقع تقتل وتنهب وتختطف وتصادر الأموال وتفرض الإتاوات بقوة السلاح، ولذلك تعامل معها الناس كأمر واقع غير أن ذلك لا يعني الرضوخ والاستسلام بها فهناك حالة استعصاء قوية جابهت مطالب الميليشيات بالحشد لجبهاتها ضد الشرعية بالرفض بعكس ما يحدث من الالتحاق الطوعي للالاف من أبناء المحافظة في جبهات الشرعية رغم المخاطر التي يلاقونها ويغامرون من أجل الوصول للمناطق المحررة والالتحاق بالجبهات للدفاع عن الوطن ومكتسبات الجمهورية والثورة.

ويضيف أن الحوثي ومشروعه وفكره المتخلف دخيل وغريب على المجتمع اليمني ومعتقداته وعاداته وتقاليده، ودخيل على ريمة التي رفضت الفكر الكهنوتي الإمامي في مختلف المراحل التاريخية وأعلنت الحروب وقدّمت قرابين من التضحية والفداء، وليس هناك حاضن للكهنوتيين في ريمة حاضرا كما كانت ماضياً عصية على ميليشيا التمرد الكهنوتية، وأبناء ريمة معروف أنهم يرفضون المليشيا ومشاريع الخراب تحت أي لافتة كانت، وهم يتمسكون بالدولة والنظام وينشدون الاستقرار والمساواة، ولو كانت لهم حاضنة في المحافظة لما قامت بجلب محافظ أمر واقع من خارج المحافظة، وتعيين معظم المناصب الهامة من خارج المحافظة علّهم بذلك يطوعون الإنسان والأرض في ريمة ولكن هيهات لهم ذلك.

ويؤكد الحوري مجددا أن ريمة بكامل قبائلها وأحزابها ومكوناتها على قلب رجل واحد ضد الحوثية وأن من يعمل منهم حالياً هو يعمل فقط لدرء المخاطر عن نفسه وممتلكاته ويتعامل مع سلطة تتحكم بالأمر الواقع، والجميع في الداخل بانتظار ساعة الصفر لتحرير المحافظة وسيلتف الجميع حول الشرعية وجيشها الوطني والمقاومة الباسلة في حال انطلاق عملية تحرير المحافظة.. مبديا أسفه في أن المليشيا الحوثية لن تقبل بتجنيب المحافظة ويلات الحرب والدمار وأنها ستحتمي بالمدنيين ولا تبالي في تدمير اليمن وسحقها حجرا حجرا.

تحضيرات عسكرية حوثية

يفيد الشيخ محمد الحوري أن المليشيا الحوثية منذ سيطرتها على محافظة ريمة تعمل على الاستفادة من موقعها الجغرافي القريب من ساحل البحر الأحمر وتحصيناتها الجبلية وذلك من خلال استحداث مواقع عسكرية جديدة في عدد من الجبال المرتفعة، حيث قامت مؤخرا انشاء مواقع عسكرية ويتم جلب عتاد عسكري وحربي

وتخزينها في الجبال، وكذلك إنشاء وتعبيد عدد من الطرقات الموصلة إلى بعض المرتفعات الاستراتيجية والجبال الحاكمة لبناء قواعد عسكرية فيها.. وأكثر من ذلك قام المتمردون بنقل قواعد صاروخية إلى بعض المناطق في ريمة وقد تم من تلك المناطق اطلاق صواريخ قبل أسابيع على بعض المدن المحررة في محافظة الحديدة والساحل الغربي، كما قام المتمردون بإنشاء حزاماً مسلحا على حدود المحافظة من تهامة من خلال حشو الكهوف والمزارع بالآليات العسكرية المتنوعة واختطاف المواطنين في تلك المناطق، يترافق هذا التحشيد العسكري مع حملة تعبئة شاملة وسط أبناء المحافظة بهدف اقناعهم بأفكار هذه العصابة المتخلفة وبالتالي الانضواء للقتال تحت رايتها، وقد استخدموا كل صنوف الترغيب والترهيب لذلك لكنهم لم ينجحوا.

هموم وتطلعات

محافظ ريمة أشار إلى أن التنسيق والتواصل مع القيادة السياسية جار وعلى أعلى المستويات وتم ترجمة ذلك من خلال عدة لقاءات مع رئيس الجمهورية ونائبه تم خلالها طرح قضايا وهموم وتطلعات أبناء المحافظة، ولطالما ثمّن الأخ الرئيس ونائبه دور وتضحيات وبطولات أبناء ريمة في معركة الوطن ضد قوى الكهنوت والتخلف الحوثية، مشيرا أن ريمة إلى جوار الفريق علي محسن الأحمر في مختلف دروب النضال والتضحية وريمة تؤمل عليه بعد الله وجهد ونضال أبنائها في أن يكون عوناً لها في تحقيق ما تتطلع إليه.. مضيفا أن التواصل مستمر مع دولة الأخ رئيس الوزراء الذي يستحق الشكر والتقدير لاستدامة تجاوبه وتعاونه، وقد أصدر دولته مشكورا توجيهات بحل الكثير من الاشكاليات والطلبات، لكن للأسف هناك تلاعب من بعض الوزارات بتنفيذ التوجيهات. حد قوله.

ويوضح الحوري أن قيادة المحافظة تولي قضايا وشؤون الأفراد وكذلك الشهداء والجرحى اهتماما كبيرا.. مثمنا تفاعل القائم بأعمال وزير الدفاع الفريق الركن محمد المقدشي في تقدير تضحيات وأدوار ريمة ومبادرته لحل كثير من المشكلات

ويضيف الحوري أن المتابعة لا تنقطع مع وزراء الحكومة من أجل تبني وتلبية حقوق المحافظة وحصتها من التعليم العالي والصحة والجوانب الأخرى المتعلقة بشؤون المواطنين.. مبديا أسفه في أن كثير من التوجيهات والوعود لم تتحقق ولا تزال تذهب أدراج الرياح.

صعوبات ومعوقات

يقول المحافظ الحوري إن هناك صعوبات كثيرة تواجه قيادة السلطات المحلية في المحافظة، لكنه يعتبر أن الصعوبة الأكبر والأعقد هي الاحتلال الميليشاوي ومع زوال الاحتلال ستزول كل الصعوبات.. لكنه يستدرك قائلا أن صعوبات التنمية وإعادة الاعمار وتطبيع الأوضاع فهذه صعوبات دائمة وملازمة للأسف للمجتمع الريمي ولم تعمل أي سلطة أو حكومة سابقة للتخفيف منها. ويضيف أن قيادة المحافظة تعاني حاليا من عدم توفير ميزانية تشغيلية والمحافظة بدون اعتماد مالي، وهو ما يشكل بحسب تعبيره عائقاً كبيراً أمام إعادة تفعيل الهيكل الإداري والمؤسسي للمحافظة ومكاتبها وكافة مؤسساتها.. مشيرا أن المحافظ يتواجد خارج المحافظة بحكم وقوع المحافظة تحت سيطرة التمرد وهو ما يؤثر كثيراً على القيام بالواجبات التي تتطلبها المحافظة باعتبار سطوة التمرد أمراً واقعاً، أضف إلى ذلك زيادة أعداد النازحين من داخل المحافظة إلى المناطق المحررة وهذا ما يزيد الأعباء ويتطلب جهودا أكبر وتكاليف اضافية. حد قوله.

الأهمية الاستراتيجية

يوضح المحافظ الحوري أن ريمة لها موقع استراتيجي مهم يصلها بمحافظتي صنعاء وذمار من الشرق وبالحديدة من الغرب ويجعلها تطل على البحر الأحمر ما يمثل عامل مهم في التحكم بالملاحة في البحر الأحمر.

كما تأتي الأهمية لريمة من حيث مخزونها الحضاري الضارب في جذور التاريخ حيث كانت ريمة المنشأ الأول للإنسان الحميري كما تؤكد ذلك الدراسات التاريخية فضلا عن مخزونها البشري المعروف عنه الشجاعة والإقدام وسجلوا أروع التضحيات والفداء في مختلف مراحل النضال الوطني.

البقاء في الهامش

يُبدي المحافظ الحوري أسفه أن محافظة ريمة منسية في ذاكرة وواقع السلطات والحكومات منذ ثورة الـ 26 من سبتمبر الخالدة، مبديا أمله أن تأخذ ريمة مكانها الطبيعي كمحافظة لها من الحقوق كما لها من الواجبات، مثل بقية المحافظات، ومثلما هي حاضرة في الميادين والجبهات ينبغي أن يكون لها تواجد ومواقع على المستوى القيادي والعملياتي، في المجال العسكري والمدني ومختلف المجالات.

ويجدد الحوري العهد للقيادة الشرعية ممثلة بالرئيس هادي وللشعب بمواصلة النضال والمضي حتى تحرير كافة التراب الوطني وإقامة الدولة الاتحادية العادلة.

ويضيف مخاطبا الرئيس هادي: "ريمة أبلت بلائها الحسن، وبقي حقها في تجاوز الاقصاء والتهميش، وهي تأمل أن لا يستمر في عهدكم، راجين أن يسجل التاريخ أن ريمة تجاوزت مرحلة هظمها واقصائها في عهد الرئيس عبدربه منصور هادي، وثقتي المطلقة بحسب ما وعدكم لنا بأن التاريخ سيسجل أن أبناء ريمة نالوا الكثير من الحقوق التي حرمها منها من قبلكم".

ويضيف أن محافظة ريمة لن تقبل بعد اليوم وبعد كل العطاء والتضحيات بأن ت

ظل في الهامش، وستكون رقم صعب في سجل الوطن وستأخذ حقها من المشاركة الفاعلة في السلطة وصناعة القرار في ظل الدولة الاتحادية.