آخر الاخبار

اللواء سلطان العرادة يدعو الحكومة البريطانية الى تفعيل دورها الاستراتيجي في الملف اليمني وحشد المجتمع الدولي للتصدي للدور التخريبي لإيراني .. تفاصيل الاتحاد الدولي للصحفيين يناقش مع صحفيين يمنيين وسبُل محاسبة المتورطين في الانتهاكات التي تطالهم عاجل العميل الإيراني رقم إثنين .. الهدف القادم الذي ينوي الغرب والعرب استهدافه واقتلاعه.. ثلاث خيارات عسكرية ضاربة تنتظرهم ما يجهله اليمنيون والعرب ..لماذا لا يجب ترك شاحن الهاتف موصولاً بالمقبس الكهربائي بشكل دائم؟ من هو الأفضل في 2024 بحسب الأرقام؟ كريستيانو رونالدو أم ليونيل ميسي.. عاجل تحسن هائل في سعر الليرة السورية مقابل الدولار .. اسعار الصرف شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا جدل بشأن عودة السوريين اللاجئين في أوروبا إلى بلادهم بعد سقوط الأسد وزير الدفاع التركي يكشف عن عروض عسكرية مغرية قدمتها أنقرة للحكومة السورية الجديدة

الشرشف قصة تراث يطمس معالمها العبايات والبراقع !
بقلم/ سوسن الجوفي
نشر منذ: 17 سنة و شهر و 3 أيام
الأحد 11 نوفمبر-تشرين الثاني 2007 07:43 ص

  عندما يكتسح التجديد حياتنا ضافيا عليها بصماته القوية والمؤثره فيمس أصالة القديم وتراثه وقدسيته تحت شعار مواكبة التغيير والتطور وفجأة نجد أننا نزيح ذلك التراث بأيدينا ونعلن البحث عن الجديد حتى لا نتهم بالجمود وفي قراءة بسيطه لزي تراثي وشعبي نلحظ اختفاءه بهدوء من حياتنا تساءلت سطور سبأنت عن واقع الشرشف وماضيه وما وصل إليه اليوم أمام زحف العبايات والبراقع التي اكتفت الأغلبية بارتدائها .

افساد الذوق العام

تحتفظ آسيا عبدالرحيم بشرشف اسود تتوسطه كسرات متوسطة الحجم مكون من ثلاث قطع هي (الفوطه/ الجناح / الخنه ) اسماء بذلك الشرشف منذ سبعة عشر عاما لانه كان آخر هدايا شقيقتها الكبرى التي توفت منذ أعوام وقد تخلت عن لبس الشرشف منذ فترة بسيطه ... تقول آسيا أن العباية زاد ارتداؤها بين أوساط النساء بعد عودة كثير من المغتربين أثناء أزمة الخليج ومع تعاقب السنوات بدأ لبس الشرشف يشح تدريجيا أما اليوم فمن النادر أن نجد مجموعة من النساء يداومن على لبس هذا الغطاء ولا تجد آسيا فرقا كبيرا بين العباية والشرشف إلا أن الاخير يحكي عن تراث وعادات وتقاليد للأسف بدأ التخلي عنها وعلى كل حال فإن الهدف واحد هو الغطاء والحشمه .

ترى كلا من سماح وسميرة أن سلمى رجعية وأفكارها تعود دوما إلى الوراء ولا تقبل التجديد والسبب أن سلمى تحب كل شيئ قديم وتهوى ممارسته فهي تعتز بلبس الأزياء القديمة وتحتفظ بكثير منها وعلى رأسها الشرشف الذي لم تتخلى سلمى عن لبسه حتى اليوم وترى أن فيه أناقة وأصالة اكثر بكثير من العباية التي تنوعت موديلاتها واشكالها وتطاريزها ولأن لبسها اصبح ممل فالقائمين على خياطتها يحاولون تجديدها بين الحين والاخر حتى افسدوا الذوق العام بارتداء اشكال وموديلات تبدي سلمى استغرابها على المقبلين على شراءها .

تقول سلمى أنها ستظل تلبس الشرشف حتى وان تفردت هي بلبسه وخلى الشارع اليمني من وجود امرأة تتغطى بذلك الغطاء التراثي الذي لا يقدر جماله من يتركه .

لم تكن تعلم جميله أن البحث عن شرشف جاهز سيكلفها البحث في أحد اسواق العاصمة يوم بأكمله عند أغلب الخياطين الذين يعلن الكثير منهم ان خياطة الشرشف اختلف وضعها اليوم وانها لن تجد شرشف جاهز ولا بد من الانتظار الى حين يتم تجهيز طلب جميله التي ذهبت الى باب اليمن حسب مصادر احدى جاراتها بأن هناك عددا محدود من الخياطين لم يتخلوا عن مهنة خياطة الشراشف وستجد طلبها هناك .

العباية تتصدر قائمة الشراء

وتعتقد كلا من سعاد وأمل وعبير طالبات جامعيات أن ما يجعل الكثيرات التخلي عن الشرشف أن لبسه متعب وأن العباية والبرقع لبسها اسهل كما أن السبب في التغيير ومواكبة التجديد يدفع بكثير من الفتيات الى البحث عن الجديد مهما كانت ميزة القديم واصالته وتلاحظ سعاد ان العباية لم يعد يقتصر لبسها على الفتيات فقط بل ان كثير من النساء الكبار في السن بدأن في ارتداء العباية في الفترة الاخيرة بشكل ملحوظ بعد ان تمسكت مجموعة لا بأس بها بالشرشف ومع ذلك تخلين عنه ؟!

يظل الشرشف الغطاء الأنيق والجميل عندما تستحضر ذاكرة اشراق مدرسة اللغة الانجليزية /الاستاذه ناديه / عندما كانت في المرحلة الثانوية حيث حاولت اشراق تقليد مدرستها في لبس الشرشف لكن ذلك الترتيب والاناقه لم تكن تنفرد بها سوى مدرسة اللغة الانجليزية قبل اثنى عشر عاما وغير تلك الصورة الجميله لم ترى اشراق !! تقول اشراق انها كلما سنحت لها الفرصه في ارتداء شرشف والدتها كي تقلد مدرستها فإنها لا تستطيع وانها احبت الشرشف كثيرا بسبب المظهر الجميل الذي كانت تظهر عليه مدرستها لكنها اليوم لا تتخيل نفسها بذلك اللبس كما انها لم تعد ترى تلك الصورة الجميله التي كان عليها الشرشف بالأمس .

تقول الأستاذه / امة الرزاق جحاف / مدير عام البيوت اليمنية التقليدية في الهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية ان:" الشرشف جاء مع الاحتلال العثماني وقد مر بمراحل مختلفة حتى وصل الى الشكل الذي نراه اليوم وقد كانت المرأه الحديديه تلبس الشرشف في أول الأمر حيث كانت فوطته قصيره اما في صنعاء فقد كانت ترتدي المرأة الستاره المزخرفه وجاء بعدها الشرشف وكان هو الغطاء الرئيس الى جانب الستاره في صنعاء حتى بداية التسعينات بعد ذلك قل لبسه والسبب هو ظهور العبايه ومن ثم الجلباب الذي ترجح جحاف ان اصوله صحراويه لانه في هيئته كالخيمة" .

يقول عبدالسلام أحد العاملين في محلات الخياطة الخاصة بالعبايات أن طلب خياط الشراشف نادرا جدا وان العبايات بجميع انواعها واشكالها تتصدر قائمة طلب الأخوات وأن المحل الذي يعمل فيه لا يقوم بتجهيز شراشف بل ينتظر العامل الى حين طلب الزبون ذلك على العكس من العبايات التي يتم توفير كميات كبيره منها بسبب تزايد الطلب عليها خاصة الموديلات الحديثه ..وعندما سألناه عن مصدر تلك الموديلات والتطاريز المنوعة أجاب أنها من الخليج وأن هناك أنواع منها مكلفه وتختلف اسعارها باختلاف نوعية القماش والتطريز فقد تصل القطعة الواحده في المحل الذي يعمل فيه الى ثلاثين الف ريال وهذا بالطبع ليس كثيرا امام اسعار تلك الطلبات الخاصة في المحلات الاخرى بينما لا يتجاوز سعر الشرشف الاربعة آلاف ريال على الرغم من انه يتكون من ثلاث قطع معلقا // انه الغطاء الرسمي للمرأة اليمنية والذي يشح وجوده اليوم

اختفاء مبرمج

اقتربنا من عدد من المحلات التي تتنوع أسماؤها بين الاناقة / لمسات لارين / السيدة الزرقاء وغيرها من المسميات التي توحي بحداثة المحل ويفصح اصحابها بأنهم الوحيدون في عالم التميز والتجديد وعندما حاول عاملا في واحد من تلك المحال ان يعرض بضاعته التي يعلن انها الاحدث في عالم الصرخات والصيحات وانها جاءت خصيصا لتوديع الماضي وفتح صفحات جديده في عالم العبايات والبراقع ...قطعنا عليه اسطوانة العرض بسؤال واحد هل يوجد لديك شرشف ؟؟فغطت وجهه ابتسامة ساخره ليجيب عن السؤال بسؤال اخر شرشف من حق أي عصر الحجري ام الكاريبي ؟؟واكتفينا بإجابته التي تغني عن أي توضيح اخر ..

اما بالنسبة لجاره في المهنه الذي يدعى اللورد فيقول ان جميع ما يحوي المحل عروض خاصة وتأتي بطلب خاص ايضا من الزبائن ولا يقل سعر العباية الواحده عن الخمسين دولار وقد تتجاوز الثلاثمائة دولار فهي مميزه من حيث الخامة والتطريز وبلد المنشأ؟!

كثير من الأزياء الشعبية التي جرت عليها عادات وتقاليد الناس في بلادنا بارتداءها تهول نحو الاندثار ولكن يظل السؤال الذي يفرض نفسه هل الجديد يستحق ان يحل مكان القديم ويبرمج الجميع انفسهم على اتباعه ؟؟

سبانت