ياسر العواضي
بقلم/ صحيفة الشارع
نشر منذ: 17 سنة و 3 أشهر و 23 يوماً
الثلاثاء 21 أغسطس-آب 2007 06:27 م

قال إن الحزب الذي يحكم البلد الآن إن لم يسلم السلطة سلمياً اليوم للمؤتمر فلن يسلمها لغيره أبداً

ياسر العواضي: المؤتمر مقصي من السلطة والرئيس يحكم البلد بحزب تقليدي تجمعه الجغرافيا والمصالح

< تعرض المؤتمر إلى ما تعرضت له جبهة الإنقاذ في الجزائر: حصل على أغلبية في البرلمان، لكنه لم يحكم

< نشعر أن هناك مناطق معينة تُعطى امتيازات كثيرة، والمشائخ الذين يستلمون رواتب من الخارج يكافأون أكثر هنا

< الرئيس يتحكم في توجيه أغلب الاستثمارات والتجارة والشركات ويحرص على أن تكون أغلب الثروة في يد أبناء قبيلته والقريبين منه

< أنا ضد مبدأ أن أبقي أي مسؤول يشكو منه الناس ولا أغيره.. هذه عزة بالإثم

< الرئيس يتعصب لحاشد ويعطيها أولوية اهتماماته

يجيد ياسر أحمد سالم العواضي الدفاع عن السلطة، وتقديم نفسه كشخصية ليبرالية حديثة. إنه شيخ غير تقليدي، وسياسي ذكي لديه علاقات جيدة مع الناس.

كان في الـ 15 من عمره يوم اختارته قبيلة "آل عواض" الكبيرة زعيماً لها. في المقبرة بايع "آل عواض" ياسر؛ خلفاً لخاله، الذي تسلم زعامة القبيلة؛ منذ مقتل أحمد سالم العواضي عام 1986. كان جد ياسر لأمه في المقبرة محاطاً بآلاف الرجال، حين أعلن تنصيب نجله اليافع زعيماً لقبيلة لديها أكثر من 5 آلاف رامٍ.

شب ابن الـ 15 عاماً مبكراً: درس في أمريكا، ثم علاقات دولية في الأردن. ومبكراً أيضاً دخل مجلس النواب وتدرج في السلم القيادي للمؤتمر الشعبي العام، حتى وصل إلى صفوفه الأولى.

يتكئ ياسر العواضي على ذهنية حديثة، وقبيلة كبيرة كان لها دور رئيسي في فك حصار السبعين عن صنعاء، وقتال قوى الملكية. يعرف كثيرون الشيخ أحمد عبدربه العواضي، الشخصية الوطنية الكبيرة، الذي قاد أبناء البيضاء و"آل عواض"، إضافة إلى عدد من أبناء تعز وإب، في حصار السبعين، ثم دُبرت مؤامرة لقتله في صنعاء، مطلع سبعينيات القرن الماضي. ولاشك أن كثيرين يعرفون الشيخ أحمد سالم العواضي، الذي كان له دور في القتال مع الثورة ثم قُتل عام 86 وهو محافظ للمحويت. ياسر العواضي يأخذ اليوم مكان هؤلاء في زعامة قبيلة عُرفت بالقوة والإقدام.

يقول ياسر العواضي أشياء كثيرة وهامة في هذا الحوار الذي كان مقرراً نشره الأسبوع الماضي.

> حوار: نائف حسان

< كان لك موقف في المؤتمر، طالبت فيه بتسليم السلطة للمؤتمر الشعبي العام.. هل بالفعل المؤتمر لا يحكم؟

- المؤتمر صاحب أغلبية في البرلمان، ولكنه لا يحكم. وحتى يستقيم المعنى؛ فأنا أتحدث عن المؤتمر كمؤسسة تنظيمية بهيئاتها وتكويناتها، لا كأفراد أو كأشخاص. انطلاقاً من هذا أستطيع أن أقول: إن المؤتمر مؤسسة تنظيمية محكومة وليست حاكمة، ونحن نسعى من خلال جهودنا داخل المؤتمر، خصوصاً في ظل وجود قيادات جديدة في المديريات والمحافظات وفي القيادات العليا هنا، إلى أن يصبح المؤتمر حزباً حاكماً بشكل فعلي يتحمل مسؤوليته في إدارة الحكم والسلطة في البلاد وتنفيذ برامجه.

< من يحكم إذاً؟

- الذي يحكم البلاد ويدير السلطة الآن هو حزب غير معلن. حزب غير معلن يقوده الرئيس طبعاً مع تحالفات تقليدية قديمة جمعتها الجغرافيا والتاريخ وكونت مصالح حولها.

< يعني أن الرئيس يستخدمكم ويستخدم المؤتمر كديكور تتطلبه "العملية الديمقراطية"؟

- الرئيس لم يعد الوضع بالنسبة له كما كان في الماضي. حاجة الرئيس الآن للمؤتمر ربما أكثر من حاجة المؤتمر للرئيس؛ كمؤسس وقائد دولة. في الحقيقة الرئيس يستخدم المؤتمر أحياناً. وفي هذه الجزئية يمكن القول أن السبب عائد إلى ثقافة الرئيس، التي هي جزء من ثقافة عامة موجودة حتى لدى "المشترك". مثلاً: "المشترك" استخدم "بن شملان" في الانتخابات الرئاسية، وأنت تعلم أنه لو فاز "بن شملان"، فإن "المشترك" هو الذي كان سيحكم البلد، وليس "بن شملان" المرشح المستقل. هذا بالضبط ما يفعله الرئيس: يقدم المؤتمر للانتخابات، وعند فوز المؤتمر يحكم الرئيس بحزبه القديم غير المعلن.

< طبيعة تكوين المؤتمر كحزب يجمع أصحاب المصالح والنفوذ، أسهمت في عدم تحوله إلى مؤسسة فعلية حاكمة. جميع قيادات المؤتمر تتسابق اليوم لإرضاء الرئيس. بمعنى أن هذه القيادات لا تستمد قوتها، المعول عليها تحويل المؤتمر إلى قوة فعلية للحكم، من مواقعها، بل من رضى الرئيس عنها.. أنت نفسك تمدح الرئيس بشكل مفرط.

- لا شك أن علي عبدالله صالح، كرئيس للبلد ولهذا الحزب، يجب أن يحترم. هناك حقيقة يجب أن لا نغفلها: الرئيس هو من أوجد المؤتمر وليس المؤتمر هو من أوجد الرئيس. وكمؤسس وكرئيس للمؤتمر، يحب الرئيس كثيرون ويشعرون تجاهه بالرضى، لكن يختلف الرضى الشخصي أو الرضى عن سير الأداء. بعض قيادات المؤتمر تريد الرضى الشخصي فيما تفعله لشخص الرئيس، لكن كثيراً من قيادات المؤتمر، خاصة بعد إعادة الهيكلة والانتخابات الداخلية التي حدثت في المؤتمر، يسعون إلى إرضاء الرئيس وقيادات المؤتمر العليا كمرؤوسين، في تنفيذ برامج المؤتمر التي يتم الاتفاق عليها.

< أقصد أن الهدف عندما يكون فقط إرضاء الرئيس.. يؤدي إلى تكريس سلطة الرجل، ولا يصبح هناك أي معنى لسلطة الحزب. هذا الأمر أنتم كقيادات عليا للمؤتمر، سبب فيه.

- أن يكون الهدف هو إرضاء الرئيس فقط.. هذا فعلاً مشكلة، وهو أمر غير منطقي، لكن إذا كان الهدف هو تحقيق البرامج والرؤى التي نتفق عليها داخل المؤتمر، وإرضاء الرئيس، في هذا السياق، يكون بمثابة تأكيد لأهمية ما يقوم به الفرد، هذا أمر عادي ومقبول.

< ما الذي يعيق تسليم السلطة إلى المؤتمر؟

- الثقافة التي انتجت هذا الوضع القائم. الثقافة السياسية لدينا تدور حول الفرد وتمجده. ربما الرئيس نفسه هو ضحية لهذه الثقافة. هذه الثقافة، ثقافة تمجيد الفرد، من الأسرة إلى السلطة، والحكم الصارم، أعاقت ظهور المؤسسات المدنية، التي من المفترض أن تحل مكان المؤسسات التقليدية في المجتمع. هذا ما يفسر غياب الأحزاب، مقابل استمرار المؤسسات التقليدية؛ سواء كانت قبلية أو عسكرية. وربما هذا أحد الأسباب الرئيسية المعيقة لتطور المجتمع وتقدمه.

< يعني أن الرئيس هو الذي يقوي الحزب التقليدي الحاكم، ويعيق تسلم المؤتمر للسلطة.

- صراحة: الرئيس يقف بين حزبه التقليدي القديم وبين المؤتمر الشعبي العام، لكنه يقف بشكل كبير مع حزبه القديم الذي يحكم البلد الآن. نحن نسعى، كقيادات جديدة، إلى استمالة الرئيس إلينا.

< المؤتمر نشأ كأداة بيد الحاكم. لا أعتقد أنكم كنتم تحكمون في أي مرحلة تاريخية.

- المؤتمر نشأ كضرورة؛ اقتضتها المعطيات السياسية في تلك المرحلة (1982): كان لابد من حوار بين الأحزاب، وكان لابد أن يلتقي الناس على قواسم مشتركة، وعلى هذا جاء المؤتمر، وشيء طبيعي أنه حافظ على هذا البناء والوجود إلى ما بعد الوحدة وإعلان التعددية. في مطلع التسعينيات خرج كثير من الأشخاص من إطار المؤتمر، وعادوا إلى أحزابهم.

حرب 94 كنكسة بالنسبة للمؤتمر

< سمعتك تقول إن المؤتمر فقد السلطة بعد 94.

- كنت أتحدث عن الحزب الاشتراكي الذي يقول إن حرب 94 أخرجته من السلطة. طبعاً مؤكد أن حرب 94 كانت من أجل الوحدة، لكن الحقيقة أن الاشتراكي خرج من السلطة في 93؛ عندما لم يحصل على الأغلبية في تلك الانتخابات النيابية، التي تمت ذاك العام. في انتخابات 93، حصل المؤتمر على أكثرية، لكن بعد حرب 94 وبعد انتصار الوحدة، تغيرت المعطيات وبدأنا، كمؤتمر، نفقد السلطة تدريجياً.. إلى يد الحزب القديم. وفي انتخابات 97 حصل المؤتمر على أغلبية، ولكني أعتقد أنه في تلك المرحلة حصل للمؤتمر نفس ما حصل لجبهة الإنقاذ في الجزائر: حصل على أغلبية في البرلمان، لكنه لم يحكم. السلطة ذهبت باتجاه حزب الرئيس القديم.

< يعني نستطيع أن نقول إن حرب 94 كانت تدشيناً لعودة العسكر إلى الحكم.. وتهميش للمؤسسات المدنية والحزبية بما فيها المؤتمر.

- مش بهذا القصد، لكن الثقافة السياسية التي نشأت في الـ 4 السنوات التالية للوحدة، تراجعت، والثقافة السياسية التقليدية للسلطة والحكم عادت بقوة إلى ما كانت عليه قبل الوحدة.

< تريد أن تقول إن المؤتمر ضحية أيضاً لحرب 94؟

- حتى لا يفهم أن حرب 94 كانت من أجل سلطة؛ أقول إن حرب 94 كانت من أجل الوحدة. المؤتمر حصل على أكثرية في 93، لكنه لم يحصل على أغلبية مطلقة تمكنه من تشكيل الحكومة وكان مضطراً للائتلاف مع الاشتراكي والإصلاح وبعدها مع الإصلاح، لكن بعد 97 تحديداً، فاز المؤتمر بأغلبية، وما يراه الناس أن السلطة في يد المؤتمر وهذا غير صحيح. الحقيقة أن المؤتمر لم يستلم السلطة.

< لا يعقل أنكم تضررتم من حرب 94 كالاشتراكي، أو أكثر منه كما تريد أن تقول.

- نحن، كمؤتمر، تضررنا من تلك الحرب. لقد تعرضنا إلى إقصاء كبير. الاشتراكي خرج من السلطة وهو أقلية في البرلمان، نحن أقصينا منها رغم أننا أغلبية. وإذا لم تقف المعارضة مع المؤتمر لتمكينه من السلطة، فإن المؤتمر لا يستطيع أن يسلم السلطة لها في حال فازت في أي انتخابات فرضاً، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، ولن نقف معهم حينها إذا لم يقفوا معنا الآن وسنقول لهم حينها "أُكلتوا يوم أكل الثور الأبيض". وإذا الحزب الحاكم في البلد الآن لم يسلم السلطة للمؤتمر الشعبي العام سلمياً، فلن يسلمها لغيره أبداً.

< إذا لم يسلمكم الحزب الحاكم التقليدي السلطة.. ماذا ستفعلون؟

- سنناضل سلمياً للوصول إلى حقنا في الحكم وقد نوسع جبهة التحالف إلى الشارع وربما مع المعارضة.

- أنتم كقيادات داخل المؤتمر؟

- نحن كمؤتمر.. كحزب..

< هناك تصور عام لدى الناس أن المؤتمر لا يحكم. مثلاً: الجميع يعرف أنكم، في قيادة المؤتمر، لم تتخذوا قرار إقالة حكومة باجمال ولا قرار تشكيل حكومة مجور. ما الذي دفعكم الآن إلى التنبه أنكم لستم الحزب الحاكم.. ما الذي استجد ودفعك للمطالبة بتسليم السلطة للمؤتمر؟

 

هذا ما نسعى إليه. نحن نسعى إلى تسليم السلطة إلى المؤتمر كي يستقيم الأمر، لأن أول خطوة في تأكيد التداول السلمي للسلطة هي أن يتم تمكين المؤتمر الشعبي العام، صاحب الأغلبية في البرلمان، من تَسلُّم السلطة.

كنا نتمنى أن يكون هذا الفهم (المؤتمر لا يحكم) موجوداً عند الناس، لكن هذا الفهم غير موجود أصلاً. كل من يقابلك من عامة الناس في كل مناطق اليمن يحملون، قيادات المؤتمر وأعضاءه، مسؤولية ما يجري.

في مواجهة الرئيس

< أنتم الآن تواجهون الرئيس.

- مش الرئيس فقط. نحن نواجه، تحديداً، حزب الرئيس القديم. الذي يضم كثيراً من شخصيات وقيادات أحزاب رئيسية في المعارضة. هناك قيادات في المعارضة تشارك في اتخاذ القرار أكثر منا نحن قيادات المؤتمر. نحن نسعى إلى أن يقف الرئيس في صفنا؛ أن يغادر القوى التقليدية باتجاه الحداثة، وأن يقف فعلاً مع حزبه الجديد: المؤتمر.

< هل الرئيس يتقبل المسألة أم أنه يعتبرها خصومة شخصية له؟

- الرئيس يسمع عندما تتكلم، ولكنه عندما لا تتكلم لا يطلب رأيك. هو يسمع ما لم يكن لديه موقف مسبق من القضية التي تطرح أو من الشخص الذي يطرح هذه القضية.

< أيش الفرق بينك وبين الآخرين في قيادة المؤتمر.. ما الذي يدفعك إلى تبني هذا الطرح؟

- هناك آخرون يطرحون هذا الكلام. ربما الفرق بيننا وبينهم، أنهم يطرحون هذا الكلام في غرف مغلقة أو يهمسون به في الآذان. ونحن نطرحه بشفافية: نتكلم به في الجلسات العامة ومع الصحفيين في الجرائد. 

< هناك امتيازات، وهنالك مصالح، وهنالك خوف من الإقصاء.. 

- ( مقاطعاً) ربما قد يكون يأس. 

< ألا تخاف أنت من الإقصاء؟

- لا. لا أخاف، لأن المؤتمر ليس "دكان" ملك لأحد سيقفله متى أراد وسيمنع من لا يعجبه من دخوله. هذا حزب مفتوح ساهمنا في بنائه وأهلنا شاركوا في تأسيسه وقدمنا تضحيات من أجله.

< ممكن الرئيس ينزل بثقله ضدكم.

- هذا موضوع آخر، لكني أعتقد أن الرئيس سيظل يحافظ على الروح الديمقراطية التي يحاول أن يكرسها. صعب أنه يتراجع ويعود إلى الوراء.

< الرئيس ما زال ممسكاً بالمصالح التي يحصل عليها قيادات المؤتمر.. وهذا يضعف تحركاتكم لمشاركته الحكم والسلطة. هناك امتيازات تحصلون عليها مقابل لعبكم هذا الدور الذي تظهرون فيه كديكور.. أعتقد أن مهمتكم صعبة.

- الرئيس لا يتحكم في مصالح قيادات المؤتمر فقط. مصالح غالبية القيادات السياسية والاجتماعية والقبلية في البلد ما زالت تحت يده، ولكنه في هذا الجانب يتمتع بإنسانية عالية.

< أسألك كقيادي في المؤتمر، ما هي المصالح والامتيازات التي يحصل عليها أعضاء اللجنة العامة للمؤتمر؟

- أعضاء اللجنة العامة لا يستلمون أي مبالغ مطلقاً. عملهم طوعي، باستثناء رؤساء الدوائر في الأمانة العامة الذين يقومون بأعمال تنفيذية، هؤلاء لديهم حوالي (50) ألف ريال في الشهر.

رواتب دار الرئاسة

< هنالك رواتب شهرية من دار الرئاسة.

- أعضاء اللجنة العامة لا يوجد لديهم رواتب من دار الرئاسة.

< أنت تقود قبيلة كبيرة، أليس لديك مرتب شهري من الرئاسة؟

- أنا أستلم (49) ألف ريال أُعتمدت لي عام 98.

< 49 ألف فقط؟

- فقط. أُعتمدت من الرئيس قبل أن أكون عضواً في اللجنة العامة.

< طيب أيش اللي يخليك تنتمي للمؤتمر وتكون تابعاً للرئيس؟ أنت شيخ لك ثقلك، كان بإمكانك أن تكون مستقلاً وتحظى باحترام الناس!

- أولاً أنا من أسرة وسطية معتدلة ووالدي رباني على هذا المنهج، بالإضافة إلى أنه كان من الـ 10 المؤسسين للمؤتمر الشعبي العام. أيضاً أنا أنتمي إلى المؤتمر نتيجة قناعات، لأني أرى أنه البديل الأفضل من كل الأحزاب الموجودة، ويجب أن يُعطى فرصته للحكم وهو حتى الآن لم يُمنح هذه الفرصة.

< إلا ترى أنك دفعت الكثير من سمعتك... أنت تدافع كثيراً عن المؤتمر وسياسة الرئيس..؟

- أنا أناضل من أجل قناعاتي ولا يهمني إن خسرت في سبيل ذلك. فعلاً نحن في كثير من الأحيان، نقدم تنازلات، لكن نحن نشعر أنها تنازلات إيجابية لأن هدفنا تحقيق جزء مما نسعى إليه حول برامجنا. وليس من المنطقي أن نستعدي الرئيس. الطبيعي أن نستميله ونكون معه. بالعكس علينا أن نجعله يقودنا وهذا ما نسعى إليه.

< أن تكون شخصية مستقلة لا يعني أنك تستعدي الرئيس.

- تغيرت الثقافة السياسية، والاستقلال الذي تتحدث عنه قد يحصرنا. ومن أراد أن يحقق مشروعاً للناس كلها أعتقد أنه صار عليه لازماً أن يكون في حزب.

بين "مطلع" و"منزل": قيمة مختلفة للمشائخ

< مش مساعدته للناس.. ربما يتعلق الأمر بالمواطنة المتساوية: أنتم مشائخ "منزل" تستلمون رواتب شهرية متدنية جداً مقابل مشائخ "مطلع" الذين يستلمون مبالغ كبيرة، وهذا أمر معروف.

- لست مع هذا التصنيف. لكن دعني أؤكد حقيقتين: أن المشائخ الذين يستلمون مرتبات من الخارج يستلمون مبالغ مضاعفة هنا، يكافأون أكثر، والأشخاص الذين لا يستلمون مرتبات من الخارج يحصلون على امتيازات ورواتب قليلة جداً من الرئيس. لا يتعلق الأمر بالمشائخ فقط، فالسياسيون والأكاديميون الذين يستلمون مرتبات من الخارج يكافأون ويستلمون من هنا أكثر. ولا شك أيضاً أن مشائخ المحافظات والمناطق التي حول صنعاء يحصلون على مصالح كبيرة من الرئيس بحكم قربها، وبحكم احتكاكها بمصدر القرار بشكل دائم ومباشر.

< هذا ليس مبرراً. أنت تتزعم قبيلة كبيرة ولديها تاريخ معروف في الدفاع عن الثورة.. مع ذلك هناك مشائخ من "مطلع" يستلمون مبالغ كبيرة جداً مقابل ما تستلمه أنت. بصراحة: ألم تفكر بالأمر؟ وألا تشعر بغبن؟

- من المؤكد أننا نشعر بالغبن والظلم، لكن نحن نشخِّصه، ونرى أنه لا يجب أن ندس رؤوسنا في التراب ويجب أن نمضي إلى الأمام، وأن لا نجعل قضايانا الشخصية أو القبيلة معيقة لاشتراكنا في الحياة السياسية. لا أخفي عليك أننا نشعر أن هنالك مناطق معينة تُعطى امتيازات كثيرة، ومناطق أخرى تهضم.. حتى من الجانب القبلي. وهذه ليست قضيتنا حتى لا يُفهم أن الأمر مسألة شخصية، لكن على سبيل المثال: البيضاء فيها قبائل كبيرة جداً ويتكلمون عنها هنا على أساس أنها بيوت وهي قبائل من 5 آلاف رجل ومن 10 آلاف رجل.. يقولوا بيت "فلان" وبيت "فلان" يصغرونا.. وهنا عندما تأتي قبيلة، من هذه المناطق والمحافظات التي حول صنعاء، يتكلموا عن قبيلة "كذا" وقبيلة "كذا"، حتى "فخوذ" داخل هذه القبائل يتم تكبيرها.. وهذا جزء من ثقافة موجودة.

< أنتم كمشائخ ووجاهات اجتماعية، هل انتماؤكم للمؤتمر تم بسبب الخوف من السلطة أومن الرئيس؟ بعيداً عن الامتيازات والمصالح، هل يستطيع الرئيس تقليص مصالحكم حال عدم انضمامكم للمؤتمر؟

- والله أنا لا توجد هذه الرؤية عندي، ولم أشعر بخوف مطلقاً في أي مرحلة من المراحل. بالعكس، لو كانت المسألة مسألة معارضة فأنا أعتقد أن الرئيس أحياناً يكافئ معارضيه أكثر من الذين معه.

أبناء قبيلة الرئيس وتجار تعز

< ماذا عن توزيع الرئيس غير العادل للثروة وللمشاريع.. نعرف جميعاً أن السنوات الـ10 الأخيرة شهدت صعود عدد كبير من التجار الذين ينتمون لـ"مطلع"؛ تم دعمهم لمنافسة تجار تعز وبقية المحافظات.

- الرئيس يتحكم بتوجيه أغلب الاستثمارات الكبيرة والتجارة والشركات.. وهو يحرص على دعم أبناء قبيلته، وخصوصاً المنتمين إلى حزبه القديم، لأنه يعتقد أن هؤلاء إذا امتلكوا المال فهو دعم له، أما إذا امتلكوه أبناء القبائل الأخرى فهو قد يتحول ضده.. طبعاً الواقع أثبت العكس، فهؤلاء الذين امتلكوا المال وعملوا في التجارة من قبيلته، وجهوا أموالهم ضده، بينما رجال الأعمال الآخرين سواء في تعز أو البيضاء أو حضرموت أو لحج أو صعدة أو الحديدة أو غيرها، دعموه وسخروا مالهم من أجل خدمته.

< هذا ليس معياراً؛ فمثلاً الشيخ حميد الأحمر أصبح اليوم أكبر من حاشد. أصبح شخصية وطنية يحبه أبناء تعز والضالع.. كنت أتحدث عن تجار صغار تم دعمهم بقوة السلطة فسطوا على المشاريع والأموال. ثم إن الجميع يعرف أن دعم تجار تعز والمحافظات التي ذكرت دعموا الرئيس بدافع الخوف والجبن من مواجهته.

- أعتقد أن هذا الكلام غير صحيح.

< هل يعني كلامك أن لدى الرئيس عصبية؟

- نعم، الرئيس لديه قليلاً من عصبية.. تأتيه الغيرة والحمية ويتعصب لقبيلته سواء سنحان أو حاشد؛ (قبيلته الصغيرة أو قبيلته الكبيرة). وهو يرى أن يعطي حاشد أولوية اهتماماته رغم أن مناطق وقبائل اليمن الأخرى قدمت تضحيات في الثورة والجمهورية والوحدة أكثر مما قدمته قبيلة الرئيس. عموماً اليمن أكبر من حاشد وبكيل وأكبر من الزمرة والطغمة، لئن هناك تقسيمات تقسم الشمال إلى حاشد وبكيل وتقسم الجنوب إلى الزمرة والطغمة بينما اليمن أكبر من هذا التقسيم.

< هل حاشد أقرب إلى الرئيس من المؤتمر؟

- نعم.. هو يحرص على أن تكون أغلب الثروة في يد قبيلته والقريبين منه.

< أنت من المقربين منه. 

- إحنا من الحزب الجديد.

< يعني من أولاد الشغالات كما قلت مؤخراً؟

- نعم. ونحن لا نسعى أبداً إلى امتلاك المال أو التجارة وليس هذا هدفاً لنا.

البلد مُفصل على الرئيس

< أنتم تتغنون كثيراً بالرئيس وتمدحونه بشكل مفرط.

- (مقاطعاً) الرئيس كشخص فيه الكثير من الصفات التي تستحق الإحترام والتقدير، فهو إنسان لديه إحساس بالمسؤولية وشجاع وصاحب قلب رحيم ومتسامح مع ذلك نحن ندرك أنه بشر، وندرك أن هناك أخطاء يجب تصحيحها.

 

< الواقع أنكم تتعرضون إلى تهميش وإقصاء، ويبدو أنكم تتقبلون كل شيء حتى تصغيركم.

- نحن لن نقبل ولن يقبل أي حر أن تصبح أسرة أو قبيلة أو منطقة أو شلة أو طائفة هي الأصل أو هي الحدث الهام والبقية مجرد تفاصيل، ومن العار علينا أن تُفصَّل الأمور في البلد على مقاس شخص أو أسرة دون أدنى اعتبار لبقية مكونات المجتمع أو بقية أبناء الشعب.

< لكن هذا حاصل، يتم تصغيركم وتهميشكم وأنتم قابلون وساكتون.

- مش قابلين.. نحن نقوم بما نعتقد أنه واجب علينا لإرساء مبدأ العدالة.

< ما زلتم تراهنون على الرئيس لإصلاح أوضاع المؤتمر وأوضاع البلاد.. ألاَّ تعتقد أن هذا نفاق؛ أصبح كموضة: تقولون إن الرئيس طيب وإن الذين حوله هم السيئون..؟

- الرئيس ليس كل شيء.. وصراحة: الرئيس ليس المؤتمر كما يطرح الآخرون، وليس صحيحاً أن لولا الرئيس لما نجح المؤتمر في الانتخابات. لولا عمل أعضاء وقيادات وشعبية أعضاء المؤتمر الذين في الميدان وشغلهم، لما فاز لا المؤتمر ولا الرئيس. أنا لا أقلل من شعبية الرجل، لكن ليس من المنطقي أن تُختزل الصورة كلها في شخص.

< الرئيس يقول إنه مظلة لكم. هو يتحدث، ولديه قناعة راسخة، أنكم تحتمون في ظله.

- يا أخي الرئيس يرى أنه مظلة للكل حتى عندما يتكلم مع المعارضة ينطلق من هذا.

متقاعدون سياسياً

< ما رأيك في المؤتمر الذي عقده مجلس التضامن القبلي بزعامة حسين الأحمر، والمؤتمر المضاد الذي عقد بقيادة الشيخ ناجي بن عبدالعزيز الشائف؟

- من حق الناس أن يعبروا عن آرائهم وانفعالاتهم وأفكارهم، وهذا تطور. أن ينظم القبائل والمشائخ عملهم في أطر تنظيمية ومؤسسات، أفضل من قطع الطريق أو رفع السلاح في وجه الدولة.

لكن على بعض القائمين على هذه اللقاءات، أن يعوا جيداً أن كثيراً من أبناء الشعب يعتقدون أنهم جزء من المشكلة وليسوا جزءاً من الحل أساساً.

< يعني هم جزء من منظومة التخلف التي تعيشها البلاد.

- مش جزء من التخلف. هناك أشخاص يكونون دائماً جزءاً من الحل، وهناك ناس هم بالأساس جزء من المشكلة.

< أين يقف الرئيس من ذلك.

- الرئيس كان دائماً، وما يزال، جزءاً من الحل، لكن ما نخشاه أن تأتي مرحلة لا يظل كذلك.

< بعد انعقاد مجلس التضامن سمعت منك توصيفاً للمنضوين فيه.

- نعم أنا قلت إنهم متقاعدون سياسيون، وهذا تعبير مجازي.. في عدن والضالع قام المتقاعدون العسكريون باعتصامات واجتماعات، وهنا أيضاً مجموعة من المتقاعدين السياسيين، الذين يشعرون أنهم أقصوا أو خرجوا من الحياة السياسية، عملوا مؤتمر يسعون من خلاله العودة إلى الساحة.

< ليش دائماً مشائخ "منزَل" يصطفون خلف مشائخ "مطلع".. لماذا حسين الأحمر.. ألا يستطيع شيخ من "منزَل" تنظيم هذا المؤتمر؟

- قضية "مطلع" و"منزَل" قد لا تكون دقيقة.. لكن، حتى وإن تعامينا عن ذلك، فالحقيقة تؤكد أن السلطة كرست، عبر عقود من الزمن، هذا الوضع. لقد تم وضع مشائخ مناطق معينة في الخطوط الأمامية للدولة. كثير من أبناء المناطق الأخرى الذين يرون أنهم رعية يتعاملون مع هؤلاء المشائخ على أنهم جزء من الدولة والسلطة. وهذا هو الذي رسخ الوضع القائم.. والحقيقة أن هناك مشائخ أكبر من هؤلاء المشائخ، أكبر سواء في الجانب القبلي أو في المساحات الجغرافية أو في التعداد السكاني، أو حتى في الأعراف القبلية. هنالك أقيال في اليمن أكبر من هؤلاء الذين يظهروا أو الذين أظهرتهم السلطة.

< الصورة الشائعة الآن تقول إن المؤتمر حزب مجموعة من الفاسدين، يحد من فسادهم الرئيس.

- أعتقد أن الفساد لا يوجد في المؤتمر. الفساد موجود في أماكن أخرى.

< قيادات المؤتمر لا تسعى إلى تحويل المؤتمر إلى أداة فعلية للحكم.. كيف للرئيس أن ينقل السلطة لأشخاص لا يستحقونها؟!

- صحيح هناك مصالح ربطت قيادات المؤتمر بقيادات الدولة، لكن الأكيد اليوم أنه من غير الممكن أن يستمر المؤتمر خارجاً عن الحكم لأن ذلك غير منطقي ومسيء لليمن ولنظامه الديمقراطي. واليوم هناك توجه حقيقي لدى قطاع كبير من المؤتمريين لاستلام السلطة..

< تقولون دائماً إن الرئيس صاحب منجزات.. هذا ربما أحد أسباب إقصاء المؤتمر من الحكم.

- تحققت منجزات كثيرة وهامة في عهد الرئيس ولم تتحقق مع غيره ولا ينكرها إلا جاحد، لكن للأسف الشديد أنه إلى هذه اللحظة لم يصنع النظام الذي يحافظ على هذه المنجزات. وإذا لم يتحقق هذا النظام لن يستمر أي منجز.. ستندثر كلها.

ثقافة الأغلبية هي مشكلة

الأنظمة الموجودة في اليمن

< قبل فترة حذرت مما يجري في الجنوب..؟

- أنا حذرت من الممارسات السيئة التي تمارس في كل اليمن، وبشكل خاص والممارسات التي تجري في الجنوب. وصراحة هذه الأخطاء موجودة في اليمن كله وليست مقتصرة على الجنوب فقط، لكن الأخوة في المحافظات الجنوبية ربما ينظرون لها بحساسية مختلفة نتيجة الواقع الاجتماعي ونتيجة البيئة التي تربوا عليها. أنا دائماً أقول أن الأنظمة في اليمن مشكلتها أنها تحكمها ثقافة الأغلبية. الأغلبية التي لا تراعي مصالح الأقلية: الجمهوريون أغلبية في اليمن لم يراعوا مصالح الملكيين الأقلية، العاملون هم الأغلبية لم يراعوا عند وضع بعض القوانين واللوائح مصالح المتقاعدين الأقلية، كما أن الحزبيين أغلبية لا يراعون مصالح المستقلين في برامجهم. والوحدويون هم الأغلبية الآن في اليمن، لكن إذا لم يراعوا مصالح الانفصاليين فسنواجه مشكلة أخرى.

< الاحتقان الحاصل في الجنوب له أسباب كثير: هناك شعور بغياب المواطنة المتساوية، وهو الأمر الذي تعانون منه أنتم أصحاب "منزَل"، هناك ظلم، هناك مصادرة ونهب للأراضي..

- أدعوك إلى أن تتصور لو أن اتفاقية الوحدة أفضت إلى أن تكون العاصمة عدن، وكان الرئيس من عدن، تخيل ماذا ستكون ردة فعل هذه المناطق والمحافظات التي حول صنعاء، التي تعودت أنها عند أي مشكلة، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، تأتي إلى القصر الجمهوري، وحلت المشكلة وعادت الظهر إلى بيتها. عندما يبعد صنع القرار عن هؤلاء؛ أعتقد أن ردة فعلهم ستكون أكثر مما هو حاصل الآن في الجنوب. أنا لا أبرر مطلقاً الدعوة إلى الانفصال. الوحدة أكبر مشروع إصلاح سياسي حدث في تاريخ اليمن الحديث، ولابد من الحفاظ عليه بأي وسيلة كانت وسنحافظ على الوحدة بدمائنا، لكن أنا أتحدث عن واقع موجود أججه شعور الناس بالظلم. صاحب الضالع وصاحب لحج وصاحب أبين، الذي كان يذهب إلى عدن، إلى المكتب السياسي أو اللجنة المركزية، ويحل مشكلته. وحتى إذا كانت لم تحل مشكلته، المهم أنه كان يذهب إلى هناك ويجد أحد أبناء محافظته أو منطقته في هذه المناطق الخاصة بصنع القرار.. عندما يصعب عليه الآن، عند أبسط مشكلة، الوصول إلى صنعاء لمسافتها الطويلة.. أو حتى إذا تكبد عناء السفر ووصل هنا، إلى القصر الجمهوري، ولا يجد أحداً من أبناء منطقته أو محافظته ولا يجد الإنصاف أو الحل. يشعر وكأنه غريب. وهذا أمر يولد عند الناس الشعور بالظلم والشعور بالغربة داخل الوطن.

< من المسؤول عن هذا الغليان الحاصل في الجنوب؟

- الجميع.. الذين وافقوا على هذه السياسات وسكتوا عليها. ولكن بدرجة رئيسية يتحمل مسؤوليتها من يحكم البلاد. أتحدث عما يجري في اليمن بشكل عام.. للإنصاف هناك ناس آخرون مسؤولون عما يجري في الجنوب.. السماحة الزائدة لدى الرئيس وعدم الحزم وعدم محاسبة المخفقين في أعمالهم أو سيء الإدارة والعمل.. هذا هو الذي يجعل الرئيس مسؤولاً عن كل ما يجري.

< ألا تعتقد أن الوضع الآن يحتاج إلى تغيير جذري في المسؤولين والسياسات؟

- لا أعتقد أننا بحاجة إلى تغيير جذري. نحن بحاجة إلى حراك سياسي. أنا قلت في اجتماع اللجنة العامة الأخير، إنه لابد من حراك في كثير من المحافظات: تغيير محافظين، تغيير رؤساء هيئات، مدراء مديريات، وكلاء، مدراء مرور.. أصحاب النسق الأول للدولة الذين على احتكاك مباشر مع الناس، لابد أن يكونوا جيدين حتى يعكسوا صورة جيدة.. وهؤلاء هم سبب نقمة الناس على السلطة.

< هناك محافظون ومسؤولون الناس مستاؤون منهم جداً، مع ذلك الرئيس مصر على بقائهم في مواقعهم.. هل الرئيس لا يحترم إرادات الناس ؟

- الرئيس رجل مسؤول وعنده إحساس عال بالمسؤولية. عنده إحساس بالمسؤولية إلى درجة مفرطة، تُصوِّر للناس أنه لا يوجد مسؤول إلا هو.

< لكن عدم تغييره للمسؤولين والمحافظين غير الجيدين؛ يؤكد أنه لا يحترم الناس ولا يمارس مسؤولياته كما يجب عليه أن يمارسها.

- ليس بالضرورة أنه لا يحترم إرادة الناس. لديه سياسة، وهي، في هذه الجزئية، سياسة تقليدية. صراحة: أنا ضد مبدأ أن أبقى أي مسؤول يشكو الناس منه لا أغيره.. هذه عزة بالإثم. بقاء المسؤولين الذين على احتكاك مباشر بالناس، خاضع لرغبة الناس. مؤكد أن كل شكوى ليست صحيحة.. لهذا علي الرئيس التأكد من تلك الشكاوي كي لا يكون بعضها كيدية.

< هناك إجماع واستياء ينصب تجاه عدد من المسؤولين.. لا يعقل أن يكون هذا الإجماع كيدياً.

- هنا نطلب دور المؤسسات. هنا نريد أن يصبح المؤتمر مؤسسة حاكمة، وتفعل دور المؤسسات والهيئات الأخرى كي تقوم بدورها في الرقابة. كم يستطيع شخص واحد أن يراقب!! أنا في بيتي، إذا أنا عندي 5 أولاد، لا أعرف، أحيانا، ما يقوم به بعض أولادي ما بالك ببلد ومئات المسؤولين.

< يرى كثيرون أن المؤتمر لا شيء بدون الرئيس.. اليمن ما بعد الرئيس، أو المؤتمر ما بعد الرئيس.. هل تعتقد أن رحيل الرئيس سيعمل على تقوية المؤتمر كحزب أم أنه سيضعفه؟

- أنا أسألك سؤال: هل تعتقد لو كان الرئيس رئيس والسلطة في يد حزب الأغلبية هل سينظر الناس إلى المؤتمر على أنه ليس شيئاً بدون الرئيس؟!

< أعتقد لا.

- إذن هذه النظرة إن صحت عند كثير من الناس فهم ينظرون لها بسبب شخص الرئيس.. بصفته صاحب السلطة.

< لكن هذا يقتضي أن يكون المؤتمر حزباً حقيقياً مش مجموعة من المتمصلحين الباحثين عن مواقع للتكسب والنفوذ.

- يجب أن يكون المؤتمر حزباً حقيقياً وهذا ما تحقق بشكل كبير حتى الآن، لكن هو لا يمارس دوره كحزب حاكم مطلقاً عبر مؤسساته وهيئاته.

< هل ستكونون أقوياء بدون الرئيس؟

- الرئيس قوة إضافية لنا.. هذا أمر لا ننكره. هو قائد يلتف الناس حوله، لكن المؤكد أن وجود السلطة بيد الرئيس هي التي كونت الجزء الأكبر من هذه النظرة نحو الرئيس. الرئيس السلال، مثلاً، كان ينظر إليه الناس كصمام أمان للجمهورية لهذا كانوا يعتقدون أنه لو غاب أو حدث له شيء ستنهار الثورة وستنهار الجمهورية، لأن السلطة كانت بيده، وإن كانت سلطة محدودة، لكن بعد أن ذهبت السلطة من، كان ينظر إليه الناس أنه شخص عادي..

> لمناقشة الضيف حول ما ورد في المقابلة:

yaser420@hotmail.com