شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا جدل بشأن عودة السوريين اللاجئين في أوروبا إلى بلادهم بعد سقوط الأسد وزير الدفاع التركي يكشف عن عروض عسكرية مغرية قدمتها أنقرة للحكومة السورية الجديدة ماذا طلب الرئيس العليمي من واشنطن خلال اجتماع عقده مع مسئول كبير في مكافحة الإرهاب؟ قرارات واسعة لمجلس القضاء الأعلى القائد أحمد الشرع يتحدث عن ترشحه لرئاسة سوريا أميركا تطلب من عُمان طرد الحوثيين من أراضيها مؤشرات على اقتراب ساعة الخلاص واسقاط الإنقلاب في اليمن.. القوات المسلحة تعلن الجاهزية وحديث عن دعم لتحرير الحديدة تعرف على ترتيب رونالدو في قائمة أفضل 100 لاعب في العالم
مأرب برس - خاص – عمان - علي الكاش
الجذور التأريخية
أن من يتحدث عن براءة أيران من الأحداث في العراق أشبه ممن يتصرف كالنعامة عندما يداهمها الخوف فتدفن رأسها في الرمال ظنا بأنها أنقذت نفسها من الأعداء في الوقت الذي تهيؤ لهم مستزمات إفتراسها؟ فالتدخلات الأيرانية في شؤون العراق قائمة منذ زمن سحيق و من خلال إستعراض تأريخي بسيط نجد أن لأيران علاقة مباشرة في الأحداث التي مر بها العراق، وإذا تركنا التأريخ البعيد سنجد أنه منذ عام 1514 عندما ضم العراق للأمبراطورية العثمانية، قام الفرس بمحاولات متعددة من أجل سلخ ال عراق من العثمانيين والأستيلاء عليه، وكانوا احياناً يفشلون وأحياناً يستولون على أجزاء حدوية قريبة ولكن سرعان ما يستردها منهم العثمانيون، وكانت معظم المناوشات تتم على المناطق الحدودية، مما أستدعى عقد عدد من الأتفاقيات لرسم الحدود، وكانت معاهدة (اماسيية) عام 1555 ومعاهدة عام 1590 وتلتها ومعاهدة سراد عام 1618 ومعاهدة زهاب عام 1639، وتعتبر هذه الأخيرة من أهم المعاهدات الحدودية بين الطرفين إذ أنها حددت المنطقة الممتدة من مدينة القرنة في جنوب العراق شمالاً حتى مصب شط العرب جنوباً للدولة العثمانية، بما معناه أن شط العرب ينتمي للعراق وليس لبلاد فارس.
وجاءت معاهدة كردن عام 1746 التي اعترفت بالنصوص التي تضمنتها إتفاقية زهاب، تلتها معاهدة ارضروم الأولى عام 1823 التي أعترفت بدورها بأتفاقية كردن، وبضغط كبير من بريطانيا وروسيا وبسبب ضعف الأمبراطورية العثمانية التي أنهكتها الحروب لترامي أطرافها البعيدة، إضافة الى حروبها المستمرة مع محمد علي فقد عقدت إتفاقية ارضروم الثالثة عام 1847، وقد تنازل العثمانيون بموجبها عن مدينة المحمرة وعبادان والضفة اليسرى من شط العرب الى السيادة الفارسية، لكن الأتفاقية ألزمت الأطراف على إعتبار الضفة الشرقية لشط العرب كخط حدودي بين الدولتين وأنه نهر عراقي أقليمي، وبالطبع كان التقسيم قد أعتمد على توزيع وإنتشار العشائر العربية والفارسية على المناطق الحدودية، وقد رفض الشعب العربستاني الاعتراف بهذه الأتفاقية ففي عام 1857 أستقل الشيخ جابر بالأمارة وقد أعترف شاه أيران رسمياً بذلك الأستقلال، كما اعترفت بريطانيا عام 1902 بأستقلال المحمرة ووقعت إتفاقية اقتصادية مع شيخها خزعل، وعام 1914 عقدت اتفاقية أخرى مع الشيخ خزعل تضمنت عدم تجاوز الحكومة الفارسية على سيادة الأمارة0
وكان المخطط الفارسي التوسعي قد بدأ عام 1925 بالأتفاق بين الحكومتين الفارسية والبريطانية بأحتلال عربستان ودمجها ضمن الدولة الفارسية ونفي شيخها بسبب إكتشاف النفط وبكميات كبيرة فيها.
وبعد إستقلال العراق وتأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1921 إلتزم العراق بكافة المعاهدات التي ورثها من الدولة العثمانية والتتي عقدتها مع الحكومة الفارسية وذلك حسب إتفاقية لوزان عام 1923 ورغم أن بعض المعاهدات كانت مجحفة بحق العراق لكن بسبب ضعفة آنذاك واستقلاله الجديد فأنه رضا بها على مضض ولم يتمكن من معارضتها أو الأعتراض عليها، ولكن الأطماع الفارسية لم تتوقف رغم الأمتيازات المغالى بها التي حصلت عليها الحكومة الفارسية بدون وجه حق، ففي عام 1935 تجلى الغدر الفارسي في أبشع صوره، عندما ألغت الحكومة الفارسية إتفاقية أرضروم الثانية عام 1847 ومعاهدات عام 1911 وعام 1913 وعام 1914 وأضطر العراق الى رفع شكوى الى عصبة الأم المتحدة التي اوصت بدورها بحل الخلاف بشكل سلمي عبر التفاوض بين الطرفين، مما ادى الى التوقيع على معاهدة عام 1937 والتي أجرت تغييراً في خط الحدود بين البلدين، فقد حصلت الحكومة الفارسية على مساحات جديدة من أرض العراق مقابل عبادان بسبب ضغط الأنكليز على حكومة بغداد، لكن الجشع الفارسي ليست له حدود فما لبث أن ألغى شاه ايران معاهدة عام 1969 من طرف واحد منتهكاً نصوص المعاهدة نفسها والقانون الدولي وكان ذلك كرّد فعل أيراني تجاه ثورة عام1969 الفتيه في العراق ووجود معظم قوات الجيش العراقي على الحدود العربية بعد عدوان إسرايل عام 1967، وكان ذلك دليل واضح على التعاون بين ايران وإسرئيل تجاه إستغلال ظروف الحرب، حيث ينفذ كل منهما مخططه التوسعي بعد أن يشغل الآخر المنطقة بأعتداء ؟ وكان المثلث الأيراني الصهيوني الكردي يسير في أتجاه واحد، فكل منهم كان في وضع تربص لتحقيق المكاسب على حساب العراق، وكان شاه ايران المحرض الأكبر للتمرد الكردي في شمال العراق، كما أن إنشغال الجيش العراقي بمعالجة هذا التمرد وفر الفرصة الذهبية للشاه للتفرد بسياسته كشرطي للخليج ونقض إتفاقات بلاده مع العراق، وبالفعل قدمت الحركة الكوردية للشاه ما كان يحلم به لتحقيق حلمه الكبير في التوسع على الحسابين والعراقي والعربي، ولم يكن الأكراد يراعون المفهوم القومي لحركتهم أو يجرؤن على التحدث بموضوع كوردستان الكبرى، فقد كانوا يغضون النظر عن الأنتهاكات الجسيمة التي يرتكبها الشاه تجاه أخوانهم في القومية والعرق ؟؟
في عام 1971 أتخذ النظام الأيراني منحى جديداً في توسعه الاستيطاني فقد تحول الى الأستعمار المباشر من خلال إحتلال الجزر العربية طنب الصغرى والكبرى وأبو موسى، والتدخل العسكري في الأراضي العراقية عام 1974 وقد اطلق الشاه تصريحات بليدة لتبرير هذه الأنتهاكات معترفاً بصحتها، وكان الرئيس الجزائري هواري بومدين عام 1975 قد جمع بين نائب رئيس مجلس قيادة الثورة صدام حسين وشاه ايران، وتمخض اللقاء عن صدور بيان مشترك في 6/3/1975 ضم عدد من النقاط المهمة أبرزها موافقة الجانبين على إجراء تخطيط لحدودهما البرية وتحديد الحدود النهرية وفقاُ لخط التالوك وضبط الحدود لمنع أعمال التسلل بين البلدين وتكون هذه الشروط قاعدة لحل المشكلة بشكل نهائي، وان الأخلال بأي شرط يتنافى وروح الأتفاق كما اتفق الجانبان، وبالفعل تمت الأجتماعات بين الطرفين وعقدت معاهدة الحدود الدولية وحسن الجوار وثلاثة برتوكولات تتعلق بالحدود البرية والنهرية وأمن الحدود، وكانت الخديعة الأيرانية الجديدة تجاه العراق، ففي الوقت الذي حصلت فيه على نصف شط العرب، فأنها إمتنعت عن التنازل كما نص الأتفاق عن المناطق البرية لصالح العراق.
ولى النظام الشاهنشاهي غير مأسوفاً عليه وجاءت الثورة الأسلامية في أيران واستبشر العرب بشكل عام والعراقيون بشكل خاص بالخير من النظام الجديد الذي أتخذ من الدين الأسلامي نهجاً دينياً ودنيويا في دستوره ونظام الحكم، وأمل الكثير ان الحكومة الاسلامية الجديدة ستنصره تجاه السياسيات الشاهنشاهية التعسفية التي تتنافى والعلاقات الدولية ومباديء حسن الجوار على إعتبار ان النظام الجديد سيمد جسوراً من المودة وعلاقات حسن الجوار مع العرب والأشقاء في الدين، على أساس انه كان يعارض سياسات الشاه القمعية والتوسعية في الداخل والخارج ، وكانت القنبلة الأسلامية الأولى التي فجرتها الحكومة الأسلامية تجلت في إعترافها بأن خط التالوك هو ملك لها بموجب الأتفاق الأخير، رافضة الألتزام بباقي البنود التي كانت تصب في صالح العراق، بأعتبار إنها غير ملزمة لأنها عقدت في زمن الشاه المقبور؟ ولم تكلف نفسها بتبرير الأعتراف بخط التالوك ورفض بقية البنود في أتفاقية عام 1975 !! وقد وصف وزير العمل الأيراني درايوش فروهر الأتفاقية بأنها " مشؤومة" ؟ والغريب أن وزير الخارجية قطب زادة قد صرح بأن الوسيط في أتفاقية الجزائر هو أسرائيل معتبراً " أن أتفاق الجزائر أنجز أساساً من اسرائيل " ، أما صادق روحاني فقد قلب ظهر المجن عندما اعلن بأن الشاه " تنازل للعراق عن مناطق واسعة في جنوب ايران بموجب اتفاقية الجزائر" وفي 14/9/1980 أعلن الجنرال فلاحي نائب رئيس أركان الجيش الأيراني بأن " ايران لا تعترف بأتفاقية الجزائر بشأن الحدود البرية" وهذا قبل ان يقوم العراق بألغاء الأتفاقية من جانبه .
والمفاجأة الثانية للثورة الأسلامية، كانت الأصرار على إحتلال الجزر العربية الثلاث، معتبرة الأمر حقاً مشروعاً ولم توضح المقصود إن كان من الناحية السياسية أم الشرعية او القانون الدولي، فقد أختلطت علينا الأمور، والغريب أن يرافق هذا الأصرار تهديد واضح وغير مبطن فلا تقية ولا خوف هذه المرة من انه في حالة أصرار العرب على إستعادتها أو حتى المطالبة بالتفاوض بشأنها" سيجعل الثوار المسلمون الجدد يوكدون على أن دول الخليج والعراق فارسي" ؟؟؟ والغريب أن يصرح آية الله منتظري بأن " الجيش الأيراني بأمكانه أن يحتل بقوة أي بلد مجاور" وهو تهديد واضح علماً ان ميثاق الأمم المتحدة يعتبر التهديد بأستخدام القوة معادلاً لأستخادمها الفعلي ؟"
ان التصرف بعنجهية صفة ملازمة للفرس منذ فجر التأريخ ولحد الآن سواء أتخذ النظام شكل علماني كما كان في وقت الشاه أو إسلامي كما هو الأمر عليه في الوقت الحاضر، في 13/12/1979 سلم العراق مذكرة الى نائب رئيس الوزراء الأيراني لشؤون العلاقات أمير عباس إنتظام تضمنت رغبة العراق في بناء علاقات حسن جوار طيبة تقوم على أساس الأحترام المتبادل للسيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، مع عبارات طيبة تبارك النضال التحرري الذي تقوده الشعوب الأيرانية والنصر الذي واكب هذا النضال، معتزاً بهذا الأنجاز الكبير للثورة الأسلامية، وبعد شهر واحد وجه الرئيس العراقي صدام حسين برقية تهنئة للأمام الخميني بمناسبة إنتصار الثورة الأسلامية، معبراً عن رغبة العراق في ان يقوم النظام الأسلامي الجديد بخدمة السلام والعدل وبناء عهد جديد من علاقات الصداقة مع الدول العربية والعراق، ووجهت دعوة الى السيد مهدي البازركان لزيارة العراق، كما التقى الرئيس العراقي على هامش مؤتمر القمة في هافانا لدول عدم الأنحياز بوزير خارجية أيران آنذاك ابراهيم يزدي وتم التأكيد على نفس الجوانب التي ذكرها العراق، وفي عام 1980 نقل السفير العراقي في طهران برقية تهنئة للرئيس الأيراني أبو الحسن بني صدر بمناسبة توليه المنصب الجديد.
خارج حدود اللياقة والبروتوكول والأخلاق الأسلامية، لم يرد الأيرانيون على كل ما قدمه العراق من تهاني وتبريكات، بأستثناء الرسالة الجوابية التي ارسلها الخميني الى الرئيس العراقي، وكان من الأجدى لو اكتفى بالصمت ولم يرسلها حالها حال بقية المذكرات فقد ختمها بجملة شاذة في علاقات البروتوكول والمجاملات وهي " السلام على من أتبع الهدى" وهي الصيغة التي كان الرسول العربي (ص) يختتم فيها رسائله الى الكفار ويدعوهم لأعتناق الأسلام، وكان هذا أول مسمار في نعش العلاقات الأيرانية العراقية، ومن المدهش ان يشبه الأمام الخميني اايران بالنبي والعراق بأبي جهل بقوله" موقف العراق تجاه الثورة الأسلامية شبيه بالموقف بين النبي وأبو جهل"؟؟
وكان المسمار الثاني في النعش هو ما يسمى بتصدير الثورة الأسلامية الى دول الجوار، فقد قال الخميني في كلمة أقاها في 21/3/1980 " يجب أن نبذل قصارى جهدنا لتصدير ثورتنا الى الدول الأخرى من العالم ونترك فكرة إبقاء الثورة ضمن حدودنا" وفي تصريح آخر " إن مهمة علماء الدين هي إعادة رسالة الأسلام وهذا يتحقق من خلال التحريض على الثورة في الجزيرة العربية والعراق وبلاد الشام وافريقيا ودول العالم الأخرى" وكان الكلام عام مع الأشارة الى العراق بشكل ضمني، وفي حديث لقطب زادة في أبوظبي في 1/5/1980 ذكر بأن " رسالة ثورتنا هي القضاء على الأنظمة الفاسدة، وان كنتم تسمون هذه الأمور تصدير للثورة فأنا موافق " كما شن منتظري هجوماً عنيفاً على القادة العرب " لتخاذلهم في معركتهم تجاه الأمبريالية العالمية" ووصفهم " بالأذلاء" كما أنتقد آية الله الطالقاني الأنظمة العربية " لأنها لا تفي بالشروط الأسلامية مثل العراق والسعودية " اما صادق روحاني فقد طالب من البحرين احترام القواعد الأسلامية وإلا فأنه سيواصل مطالبتة بالبحرين؟؟ وأخيراً ذكر ابراهيم يزدي "بأن الخميني يؤيد روحاني في حركته لتصدير الثورة الى الدول المجاورة".
المسمار الثالث في النعش كان التدخل في الشؤون العراقية الداخلية، وقد أتخذ هذا التدخل مسارات غريبة وبدون مبررات، ومنها ما ذكره الجنرال رحيمي " ان الجيش العراقي بالمقارنة مع الجيش الأيراني هو" مثل دودة أمام تنين" والغريب ان التشبية كان على العكس فقد تبين ان الجيش الأيراني هو الدودة بعد أن قهره الجيش العراقي واذله إذلالً لم يشهده الفرس منذ الفتح الأسلامي على يد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب (رض) ، وذكر الأمام الخميني بأن " ايران ستطالب بفرض سيادتها على بغداد" وذكر محافظ عربستان أن البعثيين فشلوا في سياستهم ولم يحققوا للشعب العراقي تقدماً في الميادين الأقتصادية والأجتماعية" ووصل التمادي الى قيام علماء الدين في طهران بمناسبة يوم القدس بأصدار فتوى تحرض الشعب العراقي على تأجيج نار الثورة، بل لقد حذر الأمام الخميني الشعب العراقي بقوله " احذروا من البعث الغادر وثورة حتى النصر" وكان تدخلاً سافراً في شؤون العراق الداخلية، وفي حديث آخر للخميني " ان البعث ضد الأسلام، ويجب أن يتخلص الشعب العراقي النبيل من مخالب البعث" وفي تصريح لقطب زادة " ان الحكومة العراقية مجرمة تمارس السلطة دون إرادة الشعب العراقي، وأنها ارتكبت جرائم عديدة وخنق وكبت الحريات والمجازر الكبيرة" وحث الرئيس أبو الحسن بني صدر على الأطاحة بالحكومة البعثية في العراق، واعلن الخميني " يجب على الجيش الأيراني أن يظهر قوته ليقضي على القوى الكارتونية مثل صدام حسين " ولا يمكن لأي منظمة دولية أو خبير في القانون الدولي أن لا يفسر هذه الأقوال بأنها تمثل إنتهاك لسيادة دولة أخرى وتدخل سافر في شؤونها الداخلية، وأنها لا تتفق مع نصوص ميثاق الأمم المتحدة بأعتبار أن من مقاصد الأمم المتحدة هو صيانة السلم والأمن الدوليين وإتخاذ التدابير الجماعية لمنع أسباب تهديد السلم وإزالتها وقمع أعمال العدوان وغيرها من وجوه الأخلال بالسلم، كما أوردت المادة الأولى من تعريف العدوان " بأنه استعمال القوة المسلحة من قبل دولة ضد سيادة دولة أخرى وسلامتها الأقليمية وإستقلالها السياسي ."
المسمار الرابع في نعش العلاقات الأيرانية العراقية، هو تشبيه العراق وامريكا واسرائيل بأوجه الهرم الثلاثي ضد الثورة الأسلامية، رغم التباين المدهش في الأتجاهات وخاصة علاقة العراق بأمريكا وإسرائيل ولا شك ان الحوادث اللاحقة قد كشفت زيف هذه الأدعاءات التي تنم عن تخبط الثورة الأسلامية في إتهاماتها، ومن ثم أنكشفت الحقيقة المعاكسة في فضيحة أيران غيت، وان العراق كان هو المستهدف من المؤامرة الأمريكية الأسرائيلية وليس الثورة الأيرانية، والدليل كما اعترفت أيران بأنه لو لا أيران لم أستطاعت الولايات المتحدة من غزو العراق، وظهرت حقيقة الصفقة الأمريكية الأيرانية الأسرائيلية ضد العراق، ولنرجع الى تصريحات قادة الثورة الأسلامية، فقد صرح صادق خلخالي في 17/6/1979 بأن " الحكومة العراقية آلة بيد الأمبرياليين والصهاينة"، اما آية الله منتظري فقد ذكر " أن صدام حسين يتعاون مع إسرائيل والأمبريالية"، واضاف رفيقهم في النضال الأسلامي قطب زادة " ان الحكومة العراقية متواطئة مع الحكومة الأسرائيلية فهم عملاء للأمبريالية والصهيونية" متابعاً " أن العراق هو أمريكا، بل هو إمتداد لأمريكا والصهيونية في المنطقة" وفي تصريح آخر" ان النظام العراقي منحازا لأسرائيل"، اما آية الله محمد صديقي فقد ذكر " إن نظام البعث نصب بمساعدة الأمبريالية العالمية وخصوصاً امريكا" واخيراً نستشهد بتصريح الخميني " ان الرئيس العراقي يجب أن يحاكم وكذلك الرئيس كارتر" ؟
الغريب ان الأيرانيين منذ الثورة الأسلامية كانوا بمنأى عن المخططات الأمريكية والصهيونية، وكان العراق الذي يدعون بأنه عميل لأسرائيل وامريكا هو الضحية، فكيف يمكن تفسير هذه الظاهرة الغريبة؟
الدعاية الأيرانية حول شيعة العراق
لقد كانت إيران في جميع مراحلها التأريخية في علاقتها مع العراق مصدراً مستديماً لهمومه ومشاكله وإضطراباته الداخلية والعبث بأمنه وإستقراره وعرقلة أسباب نهوضه الحضاري، وقد اعتبرت نفسها الوصي على شيعة العراق، من خلال ترويج مظلومية شيعة العراق واستهدافهم من قبل الطائفة السنية وأن جهادهم في ثورة العشرين كان بلا فائدة فقد استحوذ السنة على مقدرات البلاد السياسية والأقتصادية والثقافية، وأمسوا يمثلون هامشاً بسيطاً في هذه المقدرات، وبالفعل نجحت أيران في هذا المسعى وهذا ما نلاحظه في الطروحات السياسية لبعض المسؤولين العراقيين الذين جاءوا على ظهور الدبابات الأمريكية وأهم المحطات التي يمكن التوقف بها بهذا الصدد:-
1-تكفير أبناء طائفة السنة
ان الأيرانيون يقودون حافلة العراق ولكن من المقعد الخلفي الى طريق الهاوية، وهم يسيرون عكس الأتجاه، مسلطين أضواء عجلتهم الخلفية الى ما قبل 1400 عام، فهم في الحقيقية يكفرون كافة المملل والنحل الأسلامية وغير الأسلامية و ليس السنة فحسب وإنما الخلفاء الراشدين (رض) بأسثناء الأمام على كرم الله وجهه، وقد وردت في تصريحات منظر الثورة الأسلامية الأمام الخميني ومن دلى من دلوه مايميط اللثام عن هذه الحقيقة، ففي كتابه (كشف الأسرار) يوجد فصلين الأول بأسم مخالفة أبي بكر الصديق – طبعاً الصديق لم تذكر- لنصوص القرآن، والثاني مخالفة عمر بن الخطاب لكتاب الله، متهماً أياه بوضع حديث " اننا معشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة" ويشير الى " ان هذه الفرية صدرت من أبن الخطاب المفتري، ويطلق الخميني على الخليفتين تسمية " الجبت والطاغوت" ويسميهما " صنمي قريش" ويرى "ان لعنهما واجب، وأن من يلعنهما ويلعن أمهات المؤمنين عائشة وحفصة له فضل وأجر عظيمين" ونشر الخميني في كتابه "تحفة العوام" الذي طبع في لاهور دعاء مايسمى "دعاء صنمي قريش" جاء فيه" اللهم العن صنمي قريش وجبتهما وطاغوتهما وإفكيهما وابنتيهما00 اللذين خالفا أمرك، وأنكرا وحيك، وجحدا إنعامك، وعصيا رسولك وقلبا دينك، وحرفا كتابك، واحبا أعدائك وجحدا آلائك، وعطلا احكامك، وابطلا فرائضك، واحدا في آياتك، وعاديا أولياءك، وخربا بلادك وأفسدا عبادك، اللهم العنهما واتباعهما - يقصد السنة- واولياءهما واشياعهما ومحبيهما – يقصد عموم المسلمين من غير الشيعة. "والحقيقة أن من يطلع على هذا الدعاء يرى ان الموبقات التي لصقها الخميني بالخليفتين (رض) لم يرتكبها أنس أو جن منذ بداية الخليقة وحتى نهايتها، فهو لم يبق صفة منكرة إلا ولصقها بهما وهناك من الصفات ما لا يمكن السكوت عنه مثل تحريف القرآن وقد جاء في القرآن الكريم "إنا انزلنا الذكر وإنا له لحافظون" وفي ذلك شك في قدرة الباري عز وجل، ولا أظن ان هناك مسلم يلفظ أسماء هؤلاء الصحابة الذين عايشوا الرسول ونهلوا من علمة وتدربوا في حضرته وأستقوا من معارفه في شؤون الدين والدنيا دون أن يقشعر جسمه وهو يسمع كلمات ليست صادرة من رجل شارع لا يفقه من الدين شيئا وإنما مرجع إسلامي كبير يدير شؤون دولة إسلامية، وله مريدين ومقلدين في العديد من دول العالم العربي والأسلامي يعدون بالملايين، وكذلك كان الحال مع الخليفة عثمان بن عفان فقد اتهمته مجلة الشهيد الأيرانية بأنه " كان طاغية يعذب صحابة رسول الله ظلماً " لا غرابة في الأمر ففي رسالةالخميني المسماة " التعادل والترجيح " قلل من علم الأنبياء المرسلين جميعاً، مستوحياً فكرة الطبرسي " بان الأمامة أرفع درجة من النبوة" فقد ذكر ان العلم مقصوراً على الأئمة "ان لأئمتنا مقاماً محموداً ودرجة سامية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون، لهم مقام لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل " ولقد شكك الخميني في قدرة الرسول الكريم عندما ادعى بأنه " جاء الأنبياء من أجل إرساء قواعد العدالة في العالم ولكنهم لم ينجحوا حتى النبي محمد لم ينجح في ذلك " وحتى الوحي لم يسلم من تهم الخميني، ففي خطاب له في 2/3/1986 بمناسبة مولد السيدة فاطمة (رض) ذكر بأن الوحي لم ينقطع بموت النبي (ص) بل ظل جبرائيل ينزل على فاطمة ويبلغها بالأمور التي ستقع، وأن الأمام علي كان كاتب الوحي، وان فاطمة كانت بعد وفاة والدها حزينة وكان جبرائيل الأمين يأتي اليها لتعزيتها وموآنستها، وانه من المحتمل أن يكون جبرائيل قد أوحى الى فاطمة بقضايا أيران 00ياللهول
من المؤسف ان كتب الأمام الخميني لاقت رواجاً كبيراً في العراق رغم الأخطاء الكبيرة التي تضمنتها من كافة النواحي ، والمدهش ان تسكت المراجع الدينية العظمى عن الأهانات التي لحقت بالأنبياء والرسول والملائكةوالصحابة والكتب المقدسة والأسلام جراء التهجم عليه من قبل الخميني، وان كانت المراجع الأيرانية الأصل تسكت لدوافع عنصرية فارسية وطائفية، فما بال المراجع العراقية التي خيطت أفواهها بخيوط التستر والتغاضي عن هذه الأهانات بأعتبارها المسؤولة عن حماية الدين وححفظه كما تدعي ؟
لقد أدى تداول هذه الكتب التي كانت أيران تروج لها بشكل كبير وتباع بأسعار مدعومة من النظام الأيراني -تكاد أن تكون مجاناً- وغصت بها المكتبات العراقية، اثراً في جعل الكثير من أبناء الطائفة الشيعية من السذج الذين يجهلون اصول الدين والتأريخ الى الأخذ بنظرة التكفير هذه، فكما وصف البروفيسور حنا بطاطو" ان سكان الجنوب العراقي غير دقيقين في شيعتهم، وغير متمكنين من عقيدتهم، فقد تكيفوا طبقاُ لطقوس تقليدية " كما وصفهم الكاتب حبيب شيحا الذي عاش طويلاً في العراق " ان اغلبيتهم لا يعيرون أهمية للصلاة وتعاليم الأسلام الأخرى، فهم على دين شيوخهم " وجاء في مذكرات الملك فيصل الأول عام 1933 " بأن الشيعة بعيدون عن الحكومة، لأنهم يرون علماء السنة وهم يمتلكون الأموال والممتلكات المحرومين منها، وان الحسد بين رجال الدين معروف جيداً " لذلك فقد مهد رجال الدين الفرس الطريق لخلق الفتنة الطائقية في العراق، ولا سيما ان شيعة العراق ، كانوا معظمهم من الفرس محسن الحكيم الطبطبائي والخوئي والسبزواري والسيستاني.
ونشر الايرانيون التشيع الصفوي وفكرة أنهم الفرقة الناجية وأولوها بأعتبار بقية الفرق كافرة ومأواها النار، ففي خطاب للخميني في 21/6/1982 أكد بأن اتباعه فقط هم الفرقة الناجية وأن جميع المسلمين في النار، وروج الخميني لفكرة مخالفة السنة في كل شيء، بل اعتبر مخالف السنة هو مقياس صحة الخبر، مستنداً في ذلك الى رواية شاذة ليس لها سند في أي من مصادر التأريخ والدين وتتنافى مع العقل، وهي ان الصحابة (رض) كانوا يسألون الأمام علي (رض) عن مسائل عديدة، وبعد ان يجيبهم عليها، فأنهم يضعون ما يناقضها؟؟ وينتهي الخميني في استنتاجاته البليدة بالقول " المرجح المنصوص هو موافقة الكتاب والسنة وكذلك مخالفة العامة – السنة- ومن الغريب أن لا يستشهد الخميني بأشارة الأمام علي (رض) الى الخليفة عمر بن الخطاب (رض) لعدم الخروج بنفسه لمحاربة الفرس، ثم يوضح له نفسية الفرس الأعاجم في حالة خروجه بنفسه لقتالهم " أن الأعاجم أن ينظروا اليك غداً يقولوا هذا - أي عمر- اصل العرب أي رمزهم وقائدههم" وفي كتاب تحرير الوسيلة يقول الخميني "ان مبطلات الصلاة احدها الحدث وثانيهما وضع أحد اليدين على الأخرى، على نحو ما يصنعه غيرنا، ولا بأس به في حالة التقية، وهي أحد الطرق التي يتبعها أبناء الطائفة الشيعية فيظهروا على وجوههم عكس ما في قلبوهم تحت حجة المحافظة على الدين والنفس".
لقد ألقت هذه الأفكار الحاقدة ظلالها على الطائفة الشيعية في العراق ممن انجرفوا مع تيارها من الجهلة والسذج، ووجدت افكار الخميني ومن سبقوه كالطوسي والكليني والمجلسي والطبرسي صاحب كتاب " فصل الخطاب في إثبات تحريف كلام ربّ الأرباب" وكذلك الكتاب المحدثين كالتيجاني الذي روج مثل هذه الأفكار الهدامة بكتبه وأشهرها " ثم اهتديت" معتبراً نفسه " كلب لآل البيت" وكنت اظن انه كان على غير دين وأهتدى بنور الأسلام، وإذا به تحول من المذهب السني الى المذهب الشيعي ؟؟ لقد وجدت هذه البذور الهجينة غير الملقحة بالمعرفة والعلم في العراق تربة صالحة لتنمو وتكبر وتنضج وتأتي بثمارها الناضجة قبل الغزو الأمريكي للعراق، ولكنه تم تسويقها بعد الغزو، على أيدي المراجع الدينية عن سابق إصرار، لذلك وجدنا محمد باقر الحكيم الذي نثر الله جسدة أشلاءًا في الدنيا قبل الآخرة، واخيه عبد العزيز الحكيم الذين كانوا بحق أتعس خلف، يسمون السنة بالمروانيين، وذلك لأستثارة غيظ الشيعة على أبناء السنة ونرى أنه من الضروري أستعراض بعض المقولات التي تشير الى تكفيرأبناء الطائفة السنية، مثلاً ورد في كتاب بحار الأنوار للفارسي محمد باقر المجلسي وهو من الكتب الشيعية المشهورة وينقل عن الأمام محمد الباقر (ع) قوله "يوم القيامة تبدل سيئات شيعة أهل البيت، بحسنات الناصبة والمخالفين، فثواب صلاة الناصبة وزكاتهم وصومهم وحجهم وصدقاتهم، وكل ما يفعلونه من الخير، يعطى لمحبي آل البيت".
2-أكثرية العراقيين شيعة
من المعروف ان الثورة الأسلامية في ايران قد روجت مظلومية الشيعة في العراق وبأنهم الأكثرية بعد ان كانوا في البداية يعتبرونهم نصف المجتمع العراقي مع بداية الثورة الأسلامية، رغم أنه لا توجد أحصائيات تتعلق بالمذهب طوال تأريخ العراق، حيث خلت الأستمارات الأحصائية منها، كما روج الفرس بأن نسبة الشيعة في العراق حوالي 85% من مجموع سكان العراق،وهي نسبة تدل على جهل كبير في علم الحساب والأحصاء، فأن كانوا كذلك والأكراد يمثلوم 12% وبقية الأقليات 3% فأن هذا يعني عدم وجود سنة عرب في العراق ؟؟ كما بالغوا بعدد سكان المناطق الجنوبية وبغداد، خصوصاً مدينة الثورة ومعظمهم من سكان الجنوب الذين هاجروا الى العاصمة وملكهم الزعيم السابق عبد الكريم قاسم مساحة صغيرة من الأرض لأستبدلها بالصرايف التي كانوا يعيشون فيها مع حيواناتهم وقدروا عددهم (2) مليون في حين أن إحصائيات وزارة التجارة العراقية وهي أفضل الأحصائيات وأجددها، وتعمل الحكومة العراقية بموجبها في الوقت الحاضر، بالأعتماد على الحصة التموينية تشير الى ان عددهم (900 ) الف نسمة، إضافة الى المبالغة في حجم زوار العتبات المقدسة في ذكرى إستشهاد الأمام الحسين (ع) الى (12) مليون نسمة، ولا يوجد عاقل يستوعب هذا العدد في منطقة محدود المساحة والأمكانات من حيث الفنادق والخدمات الأساسية، كما أن الزيارة مقتصرة على شيعة العراق فقط، بعد ان امتنع الأيرانيون عن حضورها خوفاً من الهجومات بعد التفجير الذي استهدف محمد باقر الحكيم، في حين ان زوار مكة المكرمة من مختلفف الملل والنحل الأسلامية وجميع الدول الأسلامية لا يزيد عن (3) مليون حاج تكتظ بهم المدينة، رغم ان المدينة مهيئة أصلاً لهذا العدد الكبير !!وإذا اعتبرنا ان المحافظات السنية هي (نينوى والسليمانية واربيل ودهوك وديالى والأنبار وصلاح الدين والتأميم) فأن المحافظات الشيعية (البصرة وبابل والناصرية والنجف وكربلاء وواسط والقادسية وميسان والمثنى) على اعتبار ان بغداد مناصفة بين المذهبين، ومن الملاحظ ان البصرة اكبر المدن الشيعية تبلغ نسبة الطائفة السنية فيها 30% من السكان وهناك أقضية مثل ابو الخصيب والزبير مغلقة على السنة، علاوة على أن المحافظات السنية اكثر كثافة من الشيعية، فمحافظة نينوى (1،900،000) تعادل في عدد سكانها محافظات كربلاء (740 ألف) وميسان (590 ألف) والمثنى (414 ألف) مجتمعة، ولكن بغض النظر عن هذه النسب فأنها لا يجوز ان تعني وفق منظور المواطنة الصالحة إنفراد الأكثرية بالحكم والأمتيازات والحقوق على حساب بقية القوميات والمذاهب والأقليات، المواطنون فجميع دساتير دول العالم ومنها الدستور العراقي السابق نص على المساواة في الحقوق والواجبات بين أبناء الوطن الواحد في ظل المساواة والعدالة. ومن الغرائب ان يتحدث قادة الشيعة عن هذه الاكثرية بطريقة غريبة فهم يخرجون الأكراد من الحسابات المذهبية مدعين بأنهم ليسوا عرب وفي ذلك غبن كبير فالتقسيم اما يكون حسب الطائفة وعند ذلك يقسم السكان الى سنة وشيعة ومذاهب اخرى ويكون بموجبها الأكراد حسب المذهب السني كاكثرية او يكون قومياُ بمعنى ان يقسم الى عرب أو اكراد وبيقية الأقليات اما ان تستخرج الأكراد من التقسيم الطائفي وتضم الأكراد الفيلية الى الأئتلاف الشيعي مثل العرب كما جرى في الأنتخابات الأخيرة فهذا أمر يدعو الى الغرابة ؟
وفي الوقت الذي نصب فيه النظام الأيراني نفسه وصياً على شيعة العراق، كان الأولى به أن يتحدث عن معاناة الأقليات القومية والمذهبية في إيران نفسها، والسياسات العنصرية والطائفية التي ينتهجها أزاء بقية المذاهب والقوميات، ولغرض إقرار الحق، من المناسب تسليط الضوء على أوضاع السنة في إيران وهل قامت الثورة الأسلامية بمنحهم حقوقهم الدينية والمدنية أسوة بأبناء الطائفة الشيعية؟ وهل اعطت بقية القوميات كالعرب كالأكراد والبلوش حقوقهم؟
من المعروف أنه خلال عام 624 م إنتصر المسلمون في معركة نهاوند على الفرس وأنهوا بذلك الحكم الساساني، وبقيت أيران على المذهب السني لغاية القرن العاشر الهجري حيث أسس أسماعيل ميرزا الدولة الصفوية وأختار المذهب الشيعي الأثنى عشري مذهبا رسمياً للدولة ليحول أيران الى المذهب الجديد وبالنار والحديد واللجوء الى أعنف الأساليب الوحشية كما هو مثبت تأريخياُ ، وأكمل أبنه طهاسب ما بدأه أبوه ولكن بشدة أقل, وتبلغ نسبة الفرس من مجموع السكان في إيران حوالي 45% والبقية من أذرية وتركمان وعرب وأكراد وبلوش وترفض الحكومات الأيرانية المتتالية مناقشة موضوع القوميات الأخرى، معتبرن ان الأمر لا يعدو أكثر من مؤامرة خارجية تستهدف تفتيت البلاد، وسبق ان عبر رفسنجاني عن هذه الحقيقية وأبدى قلقه من "تنامي ظاهرة القوميات غير الفارسية في إيران "مؤكداً بأنها" تستهدف الوحدة الوطنية الأيرانية" في الوقت الذي تنثر الحكومة الأيرانية بذور الأقليات الطائفية والعنصرية في العراق من شماله الى جنوبه، ويتجلى ذلك بوضوح من خلال دعمها للكرد في شمال العراق في إنشاء دولة مستقلة، لكنها ترفض بالأعتراف بأكرادها وحقوقهم القومية؟ و في الوقت الذي تصرح فيه الحكومة الأيرانية بأن عدد السنة في ايران لا يتجاوز الـ3% فأن الحقيقية تنقض هذا الهراء إذ تشير الأحصائيات لعام 2006 بأن الأكراد فقط يشكلون حوالي 7% من السكان البالغ عددهم (69) مليون نسمة بمعنى أن عدد الأكراد يقارب (6،2) مليون نسمة، ويقدر السنة الأيرانيون أنهم يشكلون ثلث السكان اي حوالي (12-15) مليون نسمة، لكن المصادر المستقلة تقدر نسبتهم بحدود 15-20% من مجموع السكان، ومن المعلوم ان السنة يرجعون الى ثلاث قوميات رئيسية هي الأكراد والبلوش والتركمان الى جانب العرب في اقليم عربستان والمناطق الحدودية مع باكستان وافغانستان ويحرم على السنة بناء الجوامع ، ويحدثنا العلامة محمد عبد القادر آزاد رئيس مجلس علماء باكستان إن الأمام الخميني وعده بتقديم أرض يقام عليها مسجد للسنة في طهران وتم دفع ثمنها، ولكن بعد مدة نكث الخميني وعده وأغتصب المبلغ المدفوع وسجن المساهمين بالتبرع، ويقول آزاد بأن فوجيء بأنصار الخميني يقولون له " لو أعطينا قطعة أرض ليقام عليها مسجد لأهل السنة فأنه يصبح مسجداً ضراراً "، علماً انه يوجد في طهران من السنة اكثر من نصف مليون، ومن الطرائف ان المرجع الشيعي مصباح الأزدي برر عدم السماح بإقامة جوامع للسنة "متى ما سمح لنا ببناء حسينية في مكة، سنسمح ببناء مسجد في طهران" والغريب أنه يوجد في طهران معابد وكنائس وأديرة للزرادشتيين واليهود والنصارى لكن لا يجوز بناء مساجد للطائفة السنية ؟
ناهيك عن المضايقات التي يتعرض لها أئمة السنة من قبل أجهزة الأمن الأيرانية ومنعهم من إلقاء الخطب والمواعظ ونشر كتب المذهب، ومن المدهش أن الدستور الأيراني ساوى بيبن أهل السنة بمنزلة المجوس واليهود والنصارى، فقد نص ان يكون رئيس الدولة " فارسي الأصل يحمل الجنسية الأيرانية " ومؤمناً بالمذهب الرسمي أي المذهب الجعفري فقط، واجزم ان الدستور الأيراني الفريد من بين دساتير العالم الذي نص في المادة 12 منه على المذهب " الدين الرسمي لأيران هو الأسلام والمذهب الجعفري، وهذه المادة غير قابلة للتغير الى الأبد". ويكاد ان يكون تمثيل النواب السنة في البرلمان الأيراني لا يذكر، فهم (14) نائباً فقط وهم أشبه بالحبر على ورق من حيث نشاطهم وفعاليتهم بسبب الضغوطات عليهم.
ويكفي إلقاء نظرة سريعة على التقارير التي تنشرها المنظمات غير الحكومية والمستقلة ومنها مراقب حقوق الأنسان ومنظمة العفو الدولية لمعرفة الظلم الفارسي الواقع على أهل السنة، وخاصة في مناطق سيستان وبلوشستان وعربستان، وتأتي الحركة المسرحية للرئيس أحمد نجادي مؤخراً بدعم حقوق السنة وتحقيق العدالة الأجتماعية في ظل الأزمة النووية الحادة التي تعيشها أيران لكسب ودهم وتأمين جانبهم في حالة شن الأمريكان هجوماً على أيران 0
3- مظلومية شيعة العراق
صور الأيرانيون شيعة العراق بأنهم المظلومين في تأريخ هذا البلد وعلى مر الزمان، وان الصفحة السوداء في هذا السجل كانت في عهد النظام السابق، بينما الحقيقة غير ذلك سواء كان في زمن نظام صدام حسين أو قبله، فمن المعروف أن الرئيس عبد الكريم قاسم كان على علاقة طيبة من المراجع الشيعية في النجف وخاصة السيد محسن الحكيم الطبطبائي، وان الزعيم قاسم مثل أول أنعطافة تأريخية خاطئة في تأريخ العراق الحديث بقضائه على الأسرة المالكة بطريقة وحشية، وكان يتحمل الوزر الأكبر في التغيير الذي شهدته بغداد في تركيبة السكان، بعد الهجرات المتتالية من الجنوب، وتشير المعلومات الى أن 85% من إجمالي صافي الهجرة من محافظات العراق عام 1956 قد تركزت في بغداد بسبب الحصول على دخل أفضل والأنخراط في الجيش والشرطة والنزاعات العشائرية والهروب من الأقارب ولأغراض الدراسة والحصول على خدمات افضل، وكانت مدينة الثورة هي المركز الأول في تجمع المهاجرين من الجنوب، و كان سكان هذه المنطقة النواة التكوينية للحزب الشيوعي العراقي، ومن بعدها حزبي الدعوة والمجاهدين كما يحدثنا حنا بطاطو " يتضح أن الأحوال المعيشية لشيعة الثورة تؤدي دوراً فاعلاً في توليد الأستعدادات للتأثر بأفكار ونفوذ حزبي الدعوة والمجاهدين، وكان الحزب الشيوعي قد أستمد معظم قوته في الأربعينيات والخمسينيات والستينيات من هذه المدينة بالذات " وعرفت هذه المدينة بالتقلبات السياسية والتملق للحكام وتوجهاتهم السياسية بحكم التخلف الثقافي والأجتماعي فيها، كما انها بحكم هذه الظروف كانت لقمة سائغة بيد المراجع الدينية والسادة يتلاعبون بهم حسب أهوائهم ورغائبهم للحصول على الخمس بما يعادل 20% من دخلهم القليل! وكان الخطأ الجسيم الذي ارتكبه عبد الكريم قاسم بتوطين هؤلاء في مدينة بغداد وتحويل صرائفهم الى بيوت مستملكة، حيث وزع علهم مساحة صغيرة من الأرض تبلغ 65 م2 لكل عائلة، وقد أدى هذا الى تدمير مدينة بغداد التي تعاني لحد اللحظة من مشاكلهم، فقد أضافوا عبئاً على الخدمات التحتية كالماء والكهرباء والأتصالات والخدمات الأخرى، كما انهم ضغطوا على الخدمات الثقافية والصحية في العاصمة، إضافة الى ما جلبوه من فوضى بسبب معتقداتهم الدينية وتخلفهم الثقافي، كما ارسوا عدد من العادات القبيلة والعشائرية السيئة كالقتل والثأر والدية والنهوة، وأخلوا بالنظام العام بسبب إنتشار الجريمة والسلب والنهب بين صفوفهم فمعظم المجرمين والقتلة من هذه المدينة، وكان لتركهم الريف العراقي أن تحول العراق من دولة مصدرة للمحاصيل الزراعية الى مستورد كبير لها، وكان من الأجدى بقاسم ان يملكهم الأرض في محافظاتهم الجنوبية بدلاً من بغداد، لذلك فقد أستفاد الشيعة من الأراضي السكنية التي أستملكوها مجاناً دون السنة، وفي زمن قاسم وأهوائه الشيوعية انتشر الحزب الشيوعي بين صفوفهم كما تنتشر النار في الحطب بأعتباره يعني بالطبقات الكادحة ويتناغم مع احلامهم الوردية في بناء المستقبل، أما في العهد العارفي فقد كان رئيس الوزراء طالب مشتاق من الشيعة إضافة الى عدد كبير من الوزراء، وقدم عارف طائرته الخاصة للمراجع الدينية في النجف وعلى رأسهم المرجع الكبير محسن الحكيم للتوجه لأداء مراسم الحج، وكان الشيعة في زمنه يشكلون اكثر من 80% من منتسبي الجيش والشرطة من المتطوعين، وفي زمن صدام حسين كان الشيعة حالهم حال بقية فئات المجتمع فكما هو معروف ان الرئيس العراقي وحزبه أتصفا بالعلمانية وفصل الدين عن السياسة، ولم يفرق بين السنة والشيعة وبقية الأقليات سواء في إنتسابهم للدولة أو الحزب، فبقدر تعلق الأمر بالحزب كان الشيعة يشكلون الأكثريةفي عضويته وكان فرع صدام " مدينة الثورة وحالياً الصدر " تضم اكبر فرع للحزب في العراق من حيث عدد الحزبين، وحوالي 70% من اعضاء الفرق الحزبية بكافة المستويات كانوا من الشيعة، وكذلك الأمر بالنسبة الى الوزراء فقد كان عدد كبير منهم من الشيعة وان رئيسي وزراء العراق في زمن صدام حسين كانوا من الشيعة وهم محمد حمزة الزبيدي وعبد الزهرة ملولح "سعدون حمادي" وكانت قائمة المطلوبين الأمريكية من الـ(55) عنصرا " ورق اللعب" تضم الأكثرية من الشيعة، لذا يمكن الجزم ان نطلق على حزب البعث انه ميال الى الشيعة اكثر من السنة بحكم العدد والهيكل التنظيمي الذي يشغل الشيعة معظمه والذي يتحدث عنه الشيعة بأنهم ظلموا بسبب نهج البعث فهذا غير حقيقي فمن المعروف ان كافة الأنظمة السياسية في العالم الثالث تحافظ على وضعها السياسي وتسمح بقدر قليل من المعارضة، وان الذي حدث انه عند إندلاع الحرب العراقية الأيرانية روجت الجمهورية الأسلامية مباديء ثورتها الى العراق واستقطبت عدد من الشيعة وخاصة ذوي الأصول الأيرانية الى صفوفها، وقام هؤلاء بأعمال شغب ضد الحكومة وبسبب إندلاع الحرب ولمقتضيات تماسك الجبهة الداخلية ضربت الأحزاب الشيعية التي كانت تحاول زعزعة الأمن الداخلي بقوة ومنها حزبي الدعوة والمجاهدين والحزب الشيوعي، وقد كانت محاولة أغتيال صدام حسين في منطقة الدجيل عام 1982 بداية مطاردة منتسبي حزب الدعوة الذي اعلن من ايران مسؤوليته عن الحادث، ولكن الأمر لم يتعدى الحزب المذكور فقد ساهم معظم الشيعة بالحرب ضد ايران بعد أن تبينوا زيف افكار الخميني ودعواه الطائفية ومطامعه التوسعية وعنجهيته الفارسية، فرغم معرفته الجيدة باللغة العربية، فأنه رفض التكلم بها منذ تسلم السلطة لغاية موته، وبعد إنتهاء الحرب ساهم النظام البعثي نفسه بأحياء مراسم عاشوراء من خلال التبرعات بالمال بعد ان كان قد منعها خلال الحرب العراقية الأيرانية، والحقيقة كما يعلم العراقيون جميعاً إنه لغاية ما يسمونها بالأنتفاضة عام 1991والتي تكلمنا عنها في الحلقة الثالثة فان الأحزاب الشيعية لم تكن تشكل خطراُ على النظام العراقي، وما قبل الأحتلال كانت الأحزاب السلفية" الوهابيين" هي التي تشغل النظام وتهدده وليس الأحزاب الشيعية .
كان الشيعة من ابرز المدافعين عن حزب البعث وكان منهم أعضاء القيادة وأعضاء الفروع والشعب، و هم يشكلون النسبة الأعلى من اعضاء الفرق والأعضاء العاملين في الحزب، اما على الصعيد الرسمي فأن كبار القادة في الجيش العراقي ورؤساء الجامعات وكبار العلماء والمسؤولين الحكوميين كانوا من الشيعة، ولم تكن الدولة العراقية قبل خلال حكم البعث تعتمد المذهب فكافة الوثائق الرسمية تخلو من حقل المذهب، كما ان كافة الأحصائيات السكانية خلت من المذهب ومنها إستمارة الأحصاء السكاني لعام 1987 كذلك لم تتضمن إستمارات التعيينات في دوائر الدولة حقل خاص بالمذهب ونفس الأمر اعتباراً من الحصول على شهادة الميلاد والدراسة الأولى ولغاية التخرج من الجامعة والوظيفة والتقاعد واعداد شهادة الوفاة لم يدخل المذهب في جميع وثائق هذه الجهات ! أن القبول في الكليات العسكرية والمدنية والمعاهد والمؤسسات الأمنية، والزمالات الدراسية وغيرها بعيدة عن المذاهب، كما ان البطاقة التموينية كانت توزع بموجبها المواد الغذائية بشكل عادل على كل المواطنيين العراقيين سنة وشيعة وأقليات عنصرية ومذهبية، وكانت عمليات التزواج بين السنة والشيعة في أوج قوتها ولم نسمع في يوم من الأيام ان إختلاف المذهب كان سبباً لحالة طلاق بين زوجين، كما ان الأدوية وخاصة لذوي الأمراض المزمنة كانت توزع مجاناً على كافة فئات المجتمع العراقي بلا فوارق وان معاملات المواطنين لدى دوائر الدولة لم تكن تميز على الأساس الطائفي، لذا فأن إشاعة مظلومية الشيعة على ممر العهود وخاصة في عهد صدام حسين كانت خرافة يتمشدق بها الخونة والعملاء وروجها القادمون على الدبابات الأمريكية.
4-انفراد السنة بالحكم
إن مسألة إنفراد السنة في الحكم في زمن الرئيس السابق صدام حسين، أمر يدل على الحمق والغفلة، لأن الرئيس العراقي وحزبه أتصفا بالعلمانية، وانه لا يوجد في أي من مفاصل الدولة ما يؤخذ على اساس المذهب سواء في القبول بالمدارس أو الجامعات أو التعيينات في وظائف الدولة، وأتحدى أي عراقي يستطيع ان يجلب إستمارة تعيين أو طلب وظيفة أو قبول في جامعة او زمالة دراسية فيها فقرة تتعلق بالمذهب، وهو عكس ما يحصل في الوقت الحاضر حسب نظام المحاصصة الطائفية، فأن التعيين في أي وزارة يرأسها وزير شيعي يتطلب منك أحضار ورقة تزكية من حزب الدعوة او المجلس الأعلى للثورة الأسلامية كما أشرنا سابقاً .
بعد إنهيار النظام العراقي كان لأيران دور بارز في هذا الأنهيار، فقد اعلن احمد نجادي "ان الله وضع ثمار أحتلال البلدين المجاورين لأيران وهما العراق وأفغانستان في سلة أيران " ثم أستطرد" علينا الأستعداد لأدارة العالم" وأعلن وزير الداخلية الايرانية "ان شعارات الشعب الأيراني المسلم تخرج من صناديق الأقتراع في بغداد والمحافظات الجنوبية" واعتبرها ظاهرة تأريخية تؤكد تنبؤ الخميني " كما أعترف ابطحي نائب الرئيس خاتمي في مؤتمر الأستراتيجيات الذي عقد في الأمارات العربية بأن بلاده ساعدت الولايات المتحدة الأمريكية على غزو العراق، وكان وزير الداخلية الأيراني أكثر وضوحاً عندما صرح "ان الصوت الذي يسمع في بغداد وبقية المحافظات هو صوت الثورة الأسلامية عام 1979، وان رسالة الأمام الخميني قد وصلت، لقد تبنى الشعب العراقي وقيادته المميزة أفكار الثورة والنموذج الأيراني".
ومن المعروف ان للمرجعية دورها في مباركة الأحتلال، وهي تؤتمر بأوامر مباشرة من أيران لأسباب عنصرية وطائفية معروفة، ففي الوقت الذي أفتت المرجعية بعد الغزو بعدم التعامل مع الأحتلال، أستحسنت هذا التعامل وباركته بعد إستقدام الأحزاب الشيعية في أيران وتسلمها زمام الحكم في العراق، ولا تزال المرجعية على موقفها من قوات الأحتلال وجرائمه التي لم يسلم منها عراقي بغض النظر عن طائفته وقوميته، ولم تحرك فضائح سجن ابو غريب وقصف الفلوجة بالقنابل الفوسفورية وقتل الأبرياء في تلعفر وبعقوبة والموصل ومذابح الأسحاقي وحديثة والأعتداء من قبل القوات الأمريكية على مرقد الأمام (علي) والمذابح اليومية التي تشهدها المدن العراقية وعصابات الموت والمليشيات الطائفية وجرائمها المنكرة ونهب ثروات العراق والتهجير القسري ونزوح اكثر من (4) مليون عراقي الى خارج وطنهم بسبب العنف الطائفي أو مقتل وهجرة الكفاءات العلمية، أو انتهاك أعراض الماجدات العراقيات من عبير وصابرين وواجدة لم تحرك شفاه المرجعية بكلمة تشفي جروح العراقيين وتعطيهم الأمل ولو بارقة من الأمل وهذا امر يستدعي التوقف عنده .
في مقال كتبته عن ظاهرة الأغتيالات في العراق ونشرته أحد الصحف العربية عام 2004 نبهت من أخطار هذه الظاهرة وآثارها المستقبلية، ولا سيما ان العادات والتقاليد العشائرية لا تزال ذات مفعول مؤثر في العراق، فبعد الغزو اعلمني احد المقربين من السيد عبد العزيز الحكيم، بأنه في إجتماع مع المندوب السامي بريمر طلب منه الحكيم السماح بتصفية الحسابات مع بعض الرموز البعثية، ورد بريمر حسناً !على أن يجري الأمر بهدوء، فوعد الحكيم بذلك، وكانت تلك بمثابة الكارت الأخضر للميليشيات وعملاء أيران بتصفية الآلاف من البعثيين وأمتد الأمر الى الضباط العراقيين الذين شاركوا في الحرب ضد أيران وتلاها الطيارين والعلماء بقية الفئات وكانت التصفيات غير معقولة فلا توجد منطقة في العراق إلا وفقدت العشرات من الضحايا، وكان للقوات المسلحة العراقية ووزارة صولاغ المشاركة الفعلية في عملية الأبادة هذه إذ أن المخابرات الأيرانية المعروفة بدهائها دفعت قوات بدر وبقية الميلشيات الشيعية الى الأنضواء تحت الجيش والشرطة، فكانت نعم السند في التصفيات الجسدية، وأن مآثر صولاغ العتيدة ليست بعيدة، وقد كرمه الأئتلاف بالأئتمان على مال العراقيين بعد إئتمانه على ارواحهم فتولى وزارة المالية بعد الداخلية ولا عجب ؟ ويبدو ان الرئيس الطالباني حاول ان يعالج أوضاع الطيارين العراقيين الذين دكوا مرابض الفرس وجعلوها تهوى فوق رؤسهم الحاقدة فطلب مام جلال من الطياريين العراقيين التوجه الى شمال العراق حفاظاً على ارواحهم، ولم يطلب فتح تحقيق بشأن الموضوع بأعتباره رئيسا للجمهورية لأنه على معرفة تامة بالجهة التي تقف وراء ذلك؟؟
ان إستهداف البعثين امر مستهجن وبداية لحرب أهلية فالذي يقتل اباه او اخاه او ابنه بطريقة غادرة سوف لا ينسى الأمر، وسينتظر الفرصة المناسبة للأخذ بثأره وهذه عادة عراقية وتقليد معروف ومستقبل منظور سيكون مشوب بالعنف، وربما هناك من الميليشيات من يبرر الموضوع بأنهم تعرضوا الى نفس الطريقة في النظام السابق، وسوف لا نناقش هذا الأمر، رغم قناعتنا ان البداية الصحيحة تقتضي نسيان الماضي بحلاوته ومرارته وبداية مرحلة جديدة تتصف بالتسامح والمغفرة والأخلاق الأسلامية التي تدعي هذه الأحزاب انها من مبادئها ونهجها وهي تحمل اسم الأسلام، ولكن كيف يمكن تعليل أصطياد رجال الدين وهم يهمون بالدخول أو الخروج من بيت الله لأداء الفروض، او وهم داخل بيوت الله يصلون أو يقرأون من الذكر الحكيم؟ أية بشاعة وأية سموم تنفث من هذه الأفاعي الرقطاء، وأية دعاوي هذه تدفع الميليشيات المسلحة المنضوية تحت المظلة الأيرانية لتدمير أكثر من (100) مسجد وتقتل اكثر من (4000) سني يحملون قاسما مشتركا واحدا وهو ان اسمهم "عمر" وتحرق بيوت الله وتنهبها وتدنس وتدوس على المصاحف بأقدامها النجسة؟ وأي تبريرات هذه بدعوى ان ذوي الملابس السوداء لم يتمكنوا من ضبط عواطفهم ففعلوا ما فعلوا؟ وكيف تدفع المرجعية بأمر أيران ابناء الطائفة لأخذ الثأر، وأي شعار هذا الذي رفعوه " يا لثأرات الحسين " ؟ لقد سمعت احد الشيعة المثقفين وهو يقول إذا كان جيش المهدي يعيث مثل هذا الفساد ويقتل الأبرياء بهذه الطريقة البشعة والاأنسانية ويدنس وينهب بيوت الله فلا عجل الله بفرجه؟؟
ولم تكتف أيران بذلك فقد اوحت الى قيادي المجلس الأعلى للثورة الأسلامية وحزب الدعوة الى المطالبة بالفدرالية في الجنوب، وهي عملية تمهيدية لألحاقها بأيران بأعتبارها منطقة غنية بالنفط، وما بين آونة وأخرى يجدد الحكيم المطالبة بالفدرالية بعد أن ضمنها في الدستور الجديد، وتم تمرير الموضوع بمجلس النواب بطريقة مضحكة؟ لقد عملت أيران على إثارة الفتنة الطائفية في العراق من خلال الأحزاب التي تعتاش كالطفيليات على فتاتها لتثبت بأن من المستحيل ان يعيش السنة والشيعة معاُ من خلال العديد من الحوادث ومنها تفجيرات سامراء، وذلك لغرض ذكي وهو تأجيج المطالبة بالفدرالية في العراق رغم انها لا تؤمن بهذه الفدرالية عندما يتعلق الأمر بالأقليات الأيرانية.
ومن المفارقات الغريبة أنه في الوقت الذي كان فيه الأمريكيون يضغطون على الدول الدائنة للعراق لأطفاء ديونها أو تخفيضها أو إعادة جدولتها ينبري الحكيم للمطالبة بتعويض أيران بـ (100) مليار دولار عن الحرب العراقية الأيرانية، ليثبت ان الولاء لأيران وليس العراق، ويعتذر رئيس الوزراء المالكي لأيران عن الحرب العراقية الأيرانية وهو لا يدرك ان كلفة هذا الأعتذار ستكبد العراقيين ظلما (100) مليار؟ وكانت آخر الفصول المسرحية دعوة الحكيم للولايات المتحدة بعد أشتداد الأزمة النووية الأيرانية بالتفاوض مع أيران بشأن الملف العراقي، وتصفية الخلاقات بينهما على حساب العراق، مؤكداً بذلك كل الدعوات التي تحدثت بها جهات وطنية عن الدور الأيراني الخبيث في العراق، وكما يقول المثل " من فمك أدينك" .
دور ايران في دعم وإحتضان الاحزاب الشيعية
العامل السياسي : وهو العامل السياسي حيث مد الأخطبوط الأيراني اذرعة الطويلة في العراق من خلال العراقيين ذو التبعية الأيرانية وكذلك الأحزاب السياسية المعارضة للنظام العراق والتي وجدت في أيران الحضن الدافيء الذي يؤمن لها الدعم المادي واللوجستي والمعنوي، وأقنعت أيران هذه الأحزاب بأن تلجأ اليها لعدة أعتبارات منها العامل الديني، إذ ان هناك توافق في العقيدة بين طروحات الثورة الأسلامية الأيرانية وأحزاب المعارضة العراقية، فهذه الأحزاب ذات صبغة شيعية بحتة، وان ايران هي الدولة الأسلامية الوحيدة الشيعية في العالم والتي تنتهج المذهب الأثنى عشري والذي يعتنقه شيعة العراق، كما ان ايران هي المفقس الطبيعي لكافة الحركات الشيعية سواء كانت في العراق أو الدول العربية والأسلامية، ومن الأولى ان يتم التنسيق بهذا الشأن، وان الشعارات التي ترفعها الثورة الأسلامية وخاصة فيما يتعلق بفلسطين وأن تحريرها يتم عبر كربلاء يتلائم مع الغطاء السياسي لهذه الحركات لأستقطاب أكبر عدد من مؤيديها بدعوى ان النضال سيستمر لغاية تحرير القدس، وهو الشعار الذي رفعه الخميني .
العامل التأريخي: حيث ان معظم التراث الشيعي في العراق يرجع الى أصول فارسية، فالكتب التأريخية والدينية التي يعتمدها شيعة العراق مؤلفوها من الفرس، وأن اصول المذهب الشيعي يرجع الى الكليني والطوسي والطبرسي وابن طاووس والمجلسي والقمي وجميعهم من الفرس المغالين والمتطرفين، كما ان الشعائر الحسينية التي استقاها عباس الصفوي خلال جولاته في اوربا واطلاعه على الشعائر المسيحية من لبس السواد وإقامة المراسيم الخاصة بالعزاء والمواكب والتطبير والضرب بالسلاسل الحديدية، استحسنت ناظره وجلبها معه الى ايران والعراق، وان الحوزة العلمية في قم رغم محاولة علماء العراق التقليل من شأنها لكنها بالفعل تنافس الحوزة العلمية في النجف وهي ذات تأثير على الطائفة الشيعية في العراق، وللمراجع الشيعية في أيران تأثيرهم الروحي الكبيرعلى شيعة العراق منذ بداية الحكم الصفوي في ايران، ولحد الوقت الحاضر، فمثلاً اليوم الأول للصيام لشيعة العراق تقرره أيران وليس مراجع العراق وحكومته المركزية، وكذلك عيدي الفطر والأضحى المباركين، إضافة الى ان المراجع العظمى الذين تزعموا الحوزة العلمية معظمهم ايرانيون، وكانوا يوجهون اتباعهم ومقليدهم الى ايران بأعتبارها الفردوس الشيعي ، لقد تظافرت هذه العوامل في جعل الحركات الشيعية في العراق ترى في الثورة الأسلامية إمتداداً لنهجهم الفكري وإستمراراً لتبعيتهم لأيران.
والعامل الثالث : كان العامل الجغرافي حيث ان الحدود العراقية الأيرانية تمتد الى اكثر من (1200) كم من شمال العراق الى جنوبه، وان إمكانية التسلل الى العراق والقيام بعمليات تخريبية وإستهداف رموز الحكومة العراقية يكون أسهل عندما تنطلق من ايران، والتي يمكن ان توفر لهم الغطاء العسكري عند الضرورة، كما ان منطقة الأهوار في جنوب العراق وتقدر مساحتها مع الأمتدادات الصحراوية بما يعادل (20000) كم2 تعتبر موقعاً أستراتيجياً تتمكن بواسطته حركات المعارضة العراقية من تغطية نشاطاتها وتوجيه ضربات عنيفة للقوات العراقية، ويمكنها الأنسحاب بسهولة بعد اتوجيه الضربات، ويمكن للقوات الأيرانية أن تدعم القوات المنفذة عند وصولها للمياه الأقليمية الأيرانية، علاوة على أن بعض الأهوار تمتد الى مناطق محاذية لبعض المدن العراقية والطريق الرئيسي الذي يربط وسط العراق بجنوبه، وتقسم مجموعة الأهوار الى ثلاث أقسام وهي مجموعة اهوار دجلة وتمتد من البصرة الى الكوت بين نهر دجلة والحدود الأيرانية ومن اهم اهوارها الحويزة والعظيم، والمجموعة الثانية أهوار الحمار، وتمتد من كرمة علي الى سوق الشيوخ والشطرة واهم اهوارها الحمار، ومجموعة اهوار الفرات وتمتد من الخضير الى الجفل، وفعلاً كانت القوات المرتزقة غالباً ما تقوم بتسليب المسافرين العراقيين من والى الجنوب وسرقة ممتلكاتهم والأنسحاب عن طريق الهور، وأثناء الحرب العراقية الأيرانية، قامت القوات الأيرانية بالتوغل في الأهوار العراقية يساعدها الأدلاء من احزاب المعارضة الشيعية، وكانوا يقومون بهجومات شديدة على معسكرات القوات العراقية وينسحبون بهدوء، مما حدا بالحكومة العراقية على تفويت الفرصة على الأيرانيين بالأستفادة من اهوار العراق بتجفيف البعض منها رغم الخسائر الأقتصادية الكبيرة الناجمة عن ذلك، لكن كما يقول ان للحرب متطلباتها واحياناً يتم التضحية وفق المفهوم السوقي بالمهم لغرض الحفاظ على الأكثر أهمية، او ما يسمى بالخسائر الهامشية، مع الأخذ بنظر الأعتبار ان سكان هذه الأهوار كانوا نعم الولي للأيرانيين خلال الحرب العراقية الأيرانية وما بعدها . وقد ساعد فرض الحظر الجوي الأمريكي على شمال العراق وجنوبه من فعالية هجمات الأجنحة العسكرية للأحزاب الشيعية وخاصة فيلق بدر وظهيره فيلق القدس الأيراني .
العامل العسكري: فمن المعروف ان الأحزاب السياسية المعارضة والتي تؤمن بالكفاح المسلح لتحقيق أهدافها، تحتاج الى تدريب عسكري وتعلم فنون القتال وإمتلاك الأسلحة والذخيرة التي تؤمن لها النجاح في تحركاتها، إضافة الى التجهيزات العسكرية والعدد و تهيئة الخطط العسكرية التي تتطلب الحصول على معلومات مخابراتية متطورة، وكانت كل هذه المستلزمات قد وفرها قبل الجانب الأيراني لأحزاب المعارضة العراقية، إضافة الى رفد هذه الأحزاب بالمزيد من العسكريين من الأسرى العراقيين- التوابين - الذين يقعون في قبضة القوات الأيرانية ويعلنون التوبة والبراءة من النظام العراقي .
العامل الأيدلوجي : كانت الحكومة الأسلامية في أيران تكفر حزب البعث العراقي، وكذلك الأحزاب الشيعية العراقية تأخذ بنفس نظرية التكفير، مستوحية هذا التكفير من دعوة الخميني كما لا حظنا و كذلك في الأعتماد على كلمة للمرجع الديني محمد باقر الصدر لم تثبت صحتها، وهي دعوى لم يتمكن أي من احزاب المعارضة العراقية أن يثبتها، كما ان الطرفين الايراني والعراقي المعارض يعتبران نفسهما من أكبر المتضررين من سياسة نظام الحكم العراقي، وتجمعهما مصلحة واحدة وهي إسقاط النظام العراقي، حتى لو جرى ذلك بالتحالف مع الشيطان نفسه، وكذلك يجمعهما هدف مشترك وهو إقامة نظام سياسي جديد على أنقاض النظام البعثي وعلى غرار النظام الأسلامي في أيران .
الدور الأيراني في إحتضان احزاب المعارضة العراقية
ويمكن ملاحظة الخارطة السياسية للأحزاب العراقية المعارضة لنظام صدام والتي دعمتها أيران وهي خارطة مدهشة تختلف فيها الرؤى السياسية للأحزاب وتتباين فيها اجنداتها وتنظيماتها وتوجهاتها فمنها الديني والعلماني والألحادي ومنها ذي طابع الأسلامي وآخر مسيحي ومنها احزاب قومية كالتركماني والكردي والآشوري، ورغم ان هناك تعارض كبير وإختلافات عديدة بين هذه الأحزاب وتوجهاتها الايدلوجية لكنها تشترك في بوتقة واحدة وهي كراهية النظام العراقي وإلعمل على إسقاطه، والملاحظة الثانية أن معظم هذه الأحزاب بأستثناء عدد قليل جداً تأسس خلال فترة حرب الخليج الأولى والثانية ( 1980 -1991 ) مما يقدم الدليل البين على الدعم الأيراني لها، ومن الأحزاب التي تأسست في ايران أو احتضنتها سواء كان بشكل منفرد أو بالتعاون مع بعض الأنظمة العربية والأجنبية المعادية للعراق .
- حزب الدعوة / تأسس عام 1958 من قبل عارف البصري ومرتضى العسكري وعبد الهادي الفضلي وعلي الكوراني ومحمد مهدي الحكيم، ويدعى أن تسميته اطلقها السيد محمد باقر الحكيم مستوحياُ من الآية الكريمة " وأدعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة" وهناك خلافات حول الفترة التأسيسية للحزب فالكاتب صلاح الخراسان يعتقد انه تأسس عام 1957 وحسن السعيد يعتبره عام 1962 وعلي الشمراني عام 1958 وطالب الرفاعي عام 1959 وحسن بركة عام 1956، وهناك اختلاف أيضاً حول مؤسسي الحزب حيث يرى البعض أن محمد باقر الصدر كان قد ترأس الأجتماع التأسيسي، في حين يفند حنا بطاطو هذا الأدعاء بقوله ان محسن الحكيم والخوئي والصدر لم يرتبط أي منهم بحزب الدعوة، ويشارك بطاطو هذا الرأي الكاتب د.هيثم الناهي حيث يذكر في كتابه ( خيانة النص) بأنه لا يوجد دليل على انخراط الصدر في الأحزاب السياسية، كما انه لم يذكر حزب الدعوة في كتبه وخطاباته، ويدعي بعض اعضاء الحزب ان المرجع محسن الحكيم قد بارك الحزب، وهذا ماذكره الخميني لعدة مرات في خطاباته، ويشير الكاتب شمران العجلي في كتابه " الخريطة السياسية للمعارضة العراقية " بأن الحكيم طلب أن يكون الحزب مخفياً، ولكن لا يوجد مثل هذا الأثبات، والظاهران الخميني روج هذه المباركة المزعومة لكسب الشيعة الى صفه، ويشير د. الناهي بأن السيد محسن الحكيم نوه للسيد مهدي الحكيم ومحمد باقر الصدر، بعدم رضاه على التدخل في الأمور السياسية، (الحقيقة لقد تمكنت من الحصول على وثيقة مهمة بهذا الصدد، فيها يسأل السيد حسين الصدر( الكاظمية) المرجع الكبير محمد باقر الصدر عن جواز عمل رجل الدين في السياسية، وفي هامش الورقة ثبت الصدر بأنه لا يجوز لرجل الدين أن يعمل في السياسية، وإنما يقتصر عمله على النصح والأرشاد والوعظ، وختمت الورقة بختم المرجع، واحتفظ بهذه النسخة في العراق، واعتقد ان سماحة السيد حسين الصدر لا يمكن أن ينكر كتابه ورد المرجع عليه) . وكان للحزب عدة واجهات في لندن ونيويورك وكراجي والأمارات وبيروت ودمشق .
- منظمة العمل الأسلامي/ وتأسست عام 1964 في النجف من قبل محمد مهدي الشيرازي، وانتحلت في البداية أسم " الحركة المرجعية" وكان من ابرز منظيريها الأيرانيان محمد تقي مدرسي ومحمد هادي مدرسي، وتغير اسمها الى " حركة الرساليين الطلائع " على يد الشيرازي الذي هرب الى الكويت عام 1971 وأسس مدرسة الرسول الأعظم، ونقل مقر المنظمة بعد الثورة الأسلامية في أيران الى قم، وتغير اسمهما الى منظمة العمل الأسلامي، وللمنظمة واجهات متعددة في السويد ولندن ودمشق .
- حركة المجاهدين/ وتأسست عام 1979 وقد أنشقت عن حزب الدعوة الأسلامية بسبب الأختلاف في اسلوب المواجهة مع النظام العراقي والكفاح المسلح، واسسها الحكيمين محمد باقر وعبد العزيز ومن اهم رموزها همام باقر حمودي زوج ابنة محمد باقر الحكيم، ومحمد صالح الحيدري، وللحركة واجهات متعددة في ايران ودمشق .
- المجلس الأعلى للثورة الأسلامية / تأسس عام 1982 أبان الحرب العراقية الأيرانية في أيران ويرتبط بنهج ولاية الفقيه فكراً ومنهجاً، أسسه محمد باقر الحكيم ابن المرجع الكبيرالسيد محسن الحكيم وقد هرب الى أيران عام 1980، إضافة الى محمود علي أكبر هاشمي وهو ايراني درس في الحوزة العلمية في النجف، وعبد العزيز الحكيم ومحمد مهدي بحر العلوم، ومحمد مهدي الآصفي وصدر الدين القبنجي، وتركز نشاط المجلس في التحرك على المنظمات الدولية كالصليب الأحمر ومنظمة العفو الدولية ومنظمة حقوق الأنسان، ويمتلك المجلس ذراعاً عسكرياُ وهو فيلق بدر الذي يشرف عليه فيلق القدس الأيراني والمخابرات الأيرانية بشكل مباشر، وهو ذو تسليح وتدريب جيدين، وكان للمجلس بث إذاعي من ايران من خلال محطة صوت الثورة الأسلامية وصوت العراق الثائر.
- حركة جند الله / وتأسست عام 1975 منشقة أيضاً عن حزب الدعوة، أسسها سامي جبر البدري والذي هرب الى الكويت عام 1975 ومنها الى سوريا وكذلك غالب الشابندر . .
- المجلس العراقي الحر / وتأسس عام 1991 بعد عقد المؤتمر التأسيسي الأول للمعارضة العراقية في بيروت، وتزعمه السيد حسين الصدر ومن بعد سعد صالح جبر، وصادق عبد الكاظم العطية وسامي فرج علي ، وله واجهات في السعودية ولندن وسوريا، وصدرت عنه صحيفة صوت العراق الحر .
- الحزب الشيوعي العراقي / تأسس عام 1934 برئاسة يوسف سلمان الملقب ( فهد) وعام 1946 أنتخب عزيز محمد سكرتيراً عاماً للحزب، وهو من أعرق الأحزاب العراقية، ودخل مع حزب البعث في الجبهة الوطنية وتخلى عنها، وتعرض الكثير من أعضائه الى السجن والنفي والقتل، ومن ابرز عناصره القيادية عبد الرزاق جميل الصافي وفخري كريم زنكنة وتوما صادق توماس وحميد مجيد موسى .
- قيادة قطر العراق/ أنتخبت قيادتها الجديدة عام 1987 برئاسة متعب شنان ومن رموزها القيادية عبد الجبار الكبيسي الذي طرد لأدانتة العدوان الأيراني على العراق، وفاضل رؤوف الأنصاري واسماعيل غلام القادري وحامد سلطان سوادي .
. مجموعة المنبر / تأسست عام 1985 بزعامة باقر إبراهيم الموسوي واحمد كريم طه
. حزب المتحد العراقي / تأسس عام 1990 ومن عناصرة هانيء الفكيكي واحمد الحبوبي
- الهيئة العراقية المستقلة / تأسست عام 1991 بزعامة حسن النقيب كان معاون رئيس اركان الجيش العراقي عام 1970 وشغل منصب سفير في السويد، وطالب حسين شبيب وكان وزيراً لخارجية العراق .
- الوفاق الوطني / تأسس عام 1991 ومن عناصره القيادية صلاح عمر العلي، وكان ممثل العراق الدائم في الأمم المتحدة، وتحسين معلة وكان أستاذاً في كلية الطب وأياد علاوي .
- حركة الأصلاح الوطني / تأسست عام 1991 برئاسة سامي المعجون، ومن عناصرها القيادية العميد الركن أشرف أبو صالح ونزار صاحب وعبد العزيز الياسري .