ما يجهله اليمنيون والعرب ..لماذا لا يجب ترك شاحن الهاتف موصولاً بالمقبس الكهربائي بشكل دائم؟ من هو الأفضل في 2024 بحسب الأرقام؟ كريستيانو رونالدو أم ليونيل ميسي.. عاجل تحسن هائل في سعر الليرة السورية مقابل الدولار .. اسعار الصرف شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا جدل بشأن عودة السوريين اللاجئين في أوروبا إلى بلادهم بعد سقوط الأسد وزير الدفاع التركي يكشف عن عروض عسكرية مغرية قدمتها أنقرة للحكومة السورية الجديدة ماذا طلب الرئيس العليمي من واشنطن خلال اجتماع عقده مع مسئول كبير في مكافحة الإرهاب؟ قرارات واسعة لمجلس القضاء الأعلى القائد أحمد الشرع يتحدث عن ترشحه لرئاسة سوريا
ما أن تطأ قدماك على ساحة التغيير التي تتوسع يوميا لتصل اليوم إلى مساحة تقدر بأكثر من ثلاثة كيلومتر وعبر كافة شوارعها المتفرعة في العاصمة صنعاء لتتحول إلى أكثر من مجرد مسمى ساحة لتصبح مساحة جغرافية تحت مسمى أرض الحرية " .
في مقدمة أحد الشوارع الممتد من جهة الشمال لساحة التغيير علقت يافطة حرارية كبيرة كتب عليها " مرحبا بكم في أرض الحرية " .. الزائر إلى تلك البقعة الجغرافية يشعر تلقائيا أنها أول مساحات العاصمة صنعاء التي تعلن استقلالها الكامل عن سيطرة الرئيس علي عبد الله صالح وفي عمق تلك الساحة تتصدر منصة ارض الحرية التي تحولت إلى محطة إذاعية ممتدة عبر شبكة واسعة من الصوتيات العملاقة من مكبرات الصوت التي تلهب حماس كل الزائرين عبر الأناشيد والأغاني الوطنية لأشهر فنافي الغناء اليمن وفي مقدمتهم الفنان الكبير أيوب طارش .
الرئيس المخلوع :
على أرض الحرية ينال الرئيس أكبر قدر من الأوصاف الساخرة التي يمطرها معارضوه, وهناك يرتفع سقف ليس له حدود في أن تصف الرئيس بما شئت , وفي تلك ألأرض علقت لوحات كبيرة تكشف كل ما يقال أنه فضائح خاصة بالأسرة الحاكمة في اليمن كما يطلق عليها سكان أرض الحرية .
كما تجد مئات الملاصقات الساخرة من الرئيس صالح وتصويره في أوضاع مزرية توضح كيف ستكون نهاية الرئيس المخلوع كما يقولون إما بجوار بن علي في جدة أو بجوار مبارك في أي " حتت أرض في سيناء " أو تصويره في وضيعة مع عدد من الزعماء العرب على صورة شحاتين أو غيرها من ألأوصاف الساخرة .
إذاعة تشدو غضبا وحرية :
المنصة التي وضعت بجوار نصب رمزي أمام جامعة صنعاء ومكتوب عليها بفن معماري أصيل عبارة " الإيمان يمان والحكمة يمنية " ويديرها مجموعة من الشباب الذين تنهال عليهم طلبات المشاركة في فقرات الإذاعة على مدار الساعة من كلا الجنسين , إضافة إلى تحولها إلى منبر لإعلان الاستقالات والأخبار العاجلة التي يتلقاها المشاركون في أرض الحرية بهتافات حماسية وتصفيق حار .
كما تتحول تلك المنصة خاصة في المساء إلى أستديو يستضيف المفكرين والسياسيين وكبار الشخصيات التي من خلالهم يتم عرض المحاضرات والندوات .
كما يسهم الشباب المتفجر حماسة للتغيير والإطاحة بنظام صالح في تقديم جديد أغانيهم وأناشيدهم الوطنية التي تهتز الجماهير لها طربا ونشوة , وترى أللآلاف من الشباب قد افترشوا الأرض وتجد ملامح وجوهم كأنهم جالسين على عروش الحرية والكرامة , وفي نظراتهم شوق وتعطش لرحيل النظام , وتظهر تلك ألأماني الدفينة في صدورهم أثناء هتافاتهم الحماسية وانفعالاتهم التي تطالب برحيل النظام .
إلى ذلك سمحت الشبكة العملاقة للصوتيات التي يتم من خلالها نقل كل ما يبث على منصة إذاعة " ارض الحرية لتغطي كل متر على ساحة التغيير التي يبدو أنها تتوسع كل ساعة وليس كل يوم .
أرض الحرية مركز إشعاع فكري :
لا يمكن أن تتقدم أكثر من مائة متر في شوارع ساحة الحرية بالعاصمة صنعاء إلا وتجد المحاضرات والندوات السياسية التي يقمها أكاديميون ومختصون في شتى المجلات, كما ترى طلبة الجامعة وحاملي الماجستير والدكتوراه في كل مكان يبرزون وبقوة في طرح أفكارهم ومناظراتهم التي وصل النقاش فيها إلى طرح تصورات اليمن ما بعد نظام صالح .
كما تجد المئات من الخيام قد نصبت الصحون اللاقطة بجوار خيامهم وترى العشرات أمام أجهزة التلفزيون يتجمعون لسماع ما تعرضه تلك القنوات الفضائية حول اليمن والاستماع إلى تحليلات الساسة ورجال الإعلام , ليتحول ذلك الطرح إلى مساحات من النقاش بين المستمعين .
أرض الحرية تمتلك وزارة إعلام خاصة :
أستطاع إعلاميو أرض الحرية التماشي مع تقنيات العصر , وتطوير أدائهم الإعلامي عبر عدد من الوسائل الإعلامية التي تسعى لتقديم خدمة إعلامية لساكني أرض الحرية أو لكل من يحب ان يطلع على أي جديد على واقعهم الذي يعيشوه .
فهم يمتلكون إذاعة خاصة وصحيفة يومية وموقعا إلكتروني وعدد من الصفحات الإخبارية على صفحات الفيس بوك ..
أرض الحرية تحولت إلى معلم للزائرين :
رغم كل الهجمات والعنف التي تطال أطراف أرض الحرية من قبل بلاطجة وأزلام النظام إلا أنها ومنذ الصباح الباكر في كل يوم تجدها تتحول إلى أشهر معلم سياحي في اليمن يعج يوميا بعشرات ألألوف من الزائرين من كلا الجنسين , بل أنه في وقت العصر تأتي أسر بكاملها لترويح على النفس واستنشاق عبير الحرية كما يصف ذلك البعض .
سالم أحمد " مواطن بصحبته زوجته وثلاثة من أولاده الكبير منهم لم يتجاوز العاشرة والصغير في الثالثة من العمر , يقول إننا نأتي إلى هنا عدة أيام في الأسبوع لقد تحول هذا المكان إلى ساحة نجد فيه الراحة والأنس أكثر من الملاهي أو الحدائق حتى أن أولادي الصغار يرفضون الذهاب إلى الحديقة أو أي مكان أخر ويقلون بل نريد ان نذهب إلى ساحة الحرية " ونقضى طوال فترة العصر في الاستماع إلى الفقرات التي تقدم من على منبر الساحة والتنقل بين جدرانها التي تحولت هي أيضا إلى مكتبة مصورة , تضم في تعابيرها وصورها مكنونات شعب وألم أمه ومتنفس للحرية .