الاتحاد الدولي للصحفيين يناقش مع صحفيين يمنيين وسبُل محاسبة المتورطين في الانتهاكات التي تطالهم عاجل العميل الإيراني رقم إثنين .. الهدف القادم الذي ينوي الغرب والعرب استهدافه واقتلاعه.. ثلاث خيارات عسكرية ضاربة تنتظرهم ما يجهله اليمنيون والعرب ..لماذا لا يجب ترك شاحن الهاتف موصولاً بالمقبس الكهربائي بشكل دائم؟ من هو الأفضل في 2024 بحسب الأرقام؟ كريستيانو رونالدو أم ليونيل ميسي.. عاجل تحسن هائل في سعر الليرة السورية مقابل الدولار .. اسعار الصرف شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا جدل بشأن عودة السوريين اللاجئين في أوروبا إلى بلادهم بعد سقوط الأسد وزير الدفاع التركي يكشف عن عروض عسكرية مغرية قدمتها أنقرة للحكومة السورية الجديدة ماذا طلب الرئيس العليمي من واشنطن خلال اجتماع عقده مع مسئول كبير في مكافحة الإرهاب؟
(هذا الحوار سجل مع الشيخ ناجي بن احمد مهيوب الطهيفي قبل وفاته باسبوعين)
من قلب معركة التغيير يبرز صوت الشيخ / ناجي بن أحمد مهيوب الطهيفي منادياً بإسقاط النظام الذي يتهاوى ولم يعد أمامه إلا الرحيل على حد تعبيرة .. وفي ثنايا الحوار التالي يستعرض الشيخ ناجي هول الصدمة التي أصيب بها الرئيس المصاب بجنون العظمة وغيرها من القضايا المتعلقة بالأحداث التي تشهدها الساحة اليمنية..فإلى نص الحوار:
حاوره / علي الغليسي
*كيف تقرأ الأوضاع الراهنة في اليمن؟
- الوضع العام في بلادنا الحبيبة اليمن حالة ثورية راقية أعادت لليمن اعتباره ومكانته، وتاريخه العريق ، أعادت للثورة اعتبارها وأعادت للوحدة ألقها، وأعادت للقبيلة مدنيتها، وأعادت للأحزاب دورها، واستوعبت بقيمها ومثلها كافة شرائح المجتمع، بعد أن مر المجتمع بمعاناة كبيرة وأصيب فيها باليأس والإحباط. خاصة بعد شخصنة السلطة عقب حرب صيف 94م وفصلت اليمن بإمكانياتها وثرواتها ومواردها ودولتها على شخص الرئيس وأفراد أسرته ولكن اللقاء المشترك الذي آمن بقبول الآخر ، والتقى فيه أقصى اليمن مع أقصى اليسار ومنذ تشكيله وإعلان قيامه استطاع توحيد نضال الشعب اليمني وترسخ مبدأ القبول بالآخر والتداول في قيادته استطاع أن يكون نموذج فريد على مستوى الوطن العربي لمواجهة الاستبداد والدكتاتورية، وكشف زيف وخداع هذا النظام ولا أنسى أن أشكر أبناء المحافظات الجنوبية الذين استلهمنا منهم الاعتصامات السلمية والصبر والمثابرة، كما أشكرهم في الحراك السلمي الجنوبي على توحيد نضالهم السلمي مع بقية أبناء المحافظات الأخرى في إطار الشراكة الوطنية.
* يستمر النظام في انتهاك حقوق الإنسان وارتكاب المجازر بحق المتظاهرين سلمياً..كيف تنظر إلى ذلك؟
- ما يقوم به النظام من المجازر في صنعاء وعدن وتعز والحديدة وغيرها ليس غريب على مثل هذا النظام الدموي المستبد الذي فقد شرعيته ويريد إظهار نفسه قوياً للخارج وذلك بعد سقوط أوراقه التي كان يراهن عليها وأعتقد أنه يحاول أن يجر الثوار السلميين إلى مربع العنف ، إلا أن الشباب في ساحات وميادين الحرية لم ولن يحققوا له ذلك، وقد تكون المبادرة الخليجية المدعومة من الأوروبيين وأمريكا بما تضمنته من ضمانات من عدم ملاحقته قضائيا أحد أسباب هذه المجازر.
* برأيك..لماذا طالت الثورة في الين مقارنة بثورتي تونس ومصر؟
- تونس ومصر لم تفصل فيها الدولة على أسرة واحدة كما في اليمن وهناك مؤسسات دولة والمؤسسة العسكرية هناك سواء في تونس أو في مصر مبنية على أسس وطنية وكان للمؤسستين العسكريتين في البلدين كلمة الفصل والحسم في سرعة إنجاح الثورة، أما المؤسسة العسكرية في اليمن مبنية على أسس أسرية باستثناء الوحدات التي انضمت وأيدت ثورة الشباب السلمية، وفي مقدمتهم اللواء الركن علي محسن صالح الشخصية العسكرية والوطنية ذات الثقل الكبير وبانحيازه إلى الثورة استطاع إسقاط خيار الثورة العسكرية القوية لدى النظام.
* هل هناك تشابه بين تلك الثورات وإلى أي مدى استفاد ثوار اليمن من تجربتي تونس ومصر؟
-لا شك أن أدوات الأنظمة المستبدة وتبرير بقائها في السلطة كانت متطابقة فالكل استخدم بعبع الإخوان المسلمين والقاعدة والحرب الأهلية والتضليل الإعلامي، والشباب الثائر في اليمن كان يرد على جميع الفزعات أعلاه كما تم في تونس ومصر، النظام كذلك استفاد من التجربتين وخاصة المصرية فهو يطالب عدم ملاحقته بالضمانات بعد ما رأى رئيس النظام وأزلامه يتحاكمون لما اقترفوه في تلك البلدان وخاصة بحق المتظاهرين سلميا، كما استفاد الثوار في اليمن من التجربتين بتجنب العنف والتخريب وكانوا أكثر رقياً وصبراً وتحملا ًمن المصريين والتونسيين، فضلا عن تخلي أغلبية الواقفين مع النظام عنه وانحيازهم للثورة ، وهذا ما لم يحدث في تونس ومصر كما أن الذين ما زالوا مع النظام وهم قلة حذرين من التورط في المشاركة في سفك دماء المتظاهرين سلمياً والكثير منهم يتواصلون مع الثوار لمراعاة ظروفهم ولما من شأنه خدمة الثورة.
* أعلن الشباب المراحل النهائية لثورتهم وحددوا خطوات التصعيد التي بينها الزحف ..كيف تنظر إلى ذلك؟
- وجهة نظري بخصوص التصعيدات وخصوصاً الزحف لست من المتحمسين على الأقل في الوقت الحالي لهذا الرأي ، طالما والنظام قد سقط جوهراً وبقي شكلاً فقط ويتداعى يومياً ولم يعد قادراً على اتخاذ أي قرارات أو إجراءات وربما في الأيام القليلة القادمة لن يستطيع إيجاد الأموال التي تمكنه من الاستمرار الشكلي.
* يهدد صالح بالحرب الأهلية ..هل يمكن اندلاع تلك الحرب التي يروج لها النظام؟
-الحرب الأهلية إحدى فزعات الأنظمة المتداعية مع غيرها من الفزاعات لتبرر طول بقائها في السلطة. ونحن يتم تخويفنا بالحرب الأهلية بانفصال الجنوب وبإقامة دولة إمامية في صعدة وبحروب اهلية. ولكن ما يحدث حاليا أن الثورة استطاعت دحض تلك الحجج فالأسبوعين الماضيين فقط تم تجسيد الوحدة اليمنية من خلال ثلاث نقاط: أولاها وقوف أبناء البيضاء إلى جانب يافع في مواجهة النظام. والثانية تسمية جمعة الوفاء للمحافظات الجنوبية. والثالثة منع قبائل نهم لقوات الحرس الجمهوري من الذهاب إلى حضرموت وتم رفع علم اليمن الواحد في جميع محافظات ومناطق اليمن وأثبت اليمنيون جميعا توحدهم وتماسكهم تحت شعار واحد وعلم واحد حتى توقفت الحروب بين القبائل نتيجة لسمو الهدف فلا خوف على اليمن من المخاطر والحرب الأهلية.
* الاستقالات التي توالت من السلطة والحزب الحاكم..ألا تعتقد أنها أحدثت شرخاً وخلخلة داخلية كان بالامكان استغلالها للتعجيل برحيل النظام؟
- الاستقالات من الحزب الحاكم والسلطة بحجمها الكبير أكدت أن النظام هو علي عبدالله صالح فليس هناك دولة إلا علي عبدالله ولا حزب إلا علي عبدالله والاستقالات أثبتت حرص اليمنيين جميعا بما فيهم المؤتمر على إنجاح الثورة وفعلا سقط النظام ونجحت الثورة ولم يبق إلا كيفية الرحيل.
*إذاَ..لماذا يصر الرئيس على البقاء والتمسك بالكرسي؟
- يصر الرئيس على التمسك بالسلطة نتيجة لطول بقائه في الكرسي لمدة 33 عاما متوجاً بلباس جمهوري فهو إلى الآن لم يستوعب الصدمة وانقلاب الحال وهو مصاب بجنون العظمة فهو طول هذه المدة الآمر الذي لا منازع له يقتل من يشاء ويعفو عمن يشاء ويهب لمن يشاء ويمنع عمن يشاء ويضرب من يشاء ويبعد من يشاء يهب المكانة لمن يشاء ويسحبها ممن يشاء غير مسائلا ً عما يفعل فكيف لا يتشبث بالسلطة رغم ما وصلت إليه الأمور ورغم تخلي الأقرباء عنه.
* هذا الإصرار يقابله الإفراط في استخدام العنف ضد شباب الثورة السلمية؟
- الإفراط في استخدام القوة ضد الشباب هو دليل على الإفلاس ونوع من الانتقام من ساحات وميادين الحرية والتغيير التي استطاعت إسقاطه بصورة سلمية وحضارية وغاية في المدنية والرقي إضافة إلى ركونه للحصول على ضمانات عدم ملاحقته قضائيا أو أنه سيعتمد سياسة مسئولية ما يحدث من أعمال عنف على كباش فداء لصيانته وأسرته من المسئولية.
*هناك الكثير من أبناء القبائل تركوا سلاحهم واتجهوا الساحات للاعتصام سلمياً..ما دلالات ذلك التحول؟
- يا أخي المجتمع اليمني سئم الفوضى والاقتتال الذي كان يغذيه علي عبدالله صالح بين القبائل.. وتخلي القبائل عن القتال وحضورهم إلى ساحات وميادين الحرية تاركين أسلحتهم في منازلهم إن دل على شيء فإنما يدل على حضارة ورقي هذا الشعب وإيمانهم بمثل وقيم الثورة وأهدافها.
* يعني ..هل ستشارك القبائل بفاعلية في تحقيق أهداف الثورة التي منها ضمان بناء دولة مدنية حديثة؟
-ولم لا تشارك القبائل والمشائخ بصورة فاعلة في بناء الدولة اليمنية الحديثة دولة مدنية قائمة على الشراكة في السلطة والثروة .. من الآن فصاعدا سيكون المنصب تكليف وليس تشريف خاضع للمساءلة من قبل الشعب وليس على قاعدة حاكم ومحكوم بل على أساس الشراكة فالرئيس سيكون موظف مع الشعب وليس حاكماً عليه وكما شارك المشائخ بقبائلهم في ساحات وميادين الحرية سيشاركون بفاعلية أيضاً في بناء الدولة المدنية الحديثة.
* بمعنى أن المشائخ لن يقفوا حجر عثرة في طريق الحكم المدني بحثاً عن النفوذ؟
-لا خوف من أن يقف المشائخ حجر عثرة في وجه الحكم المدني ونفوذ المشائخ يجب أن يبقى بقدر إسهامهم في إسقاط النظام وإنجاح الثورة ، وكذا إسهامهم في بناء الدولة المدنية الحديثة.. ألا ترون أن مشائخ اليمن وفي مقدمتهم أبناء الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر هم في مقدمة الصفوف في هذه الثورة مؤكدين عدم سعيهم إلى السلطة مطالبين بالدولة المدنية الحديثة القائمة على الشراكة الوطنية والعدالة والمساواة.
* ما هي قراءتك لمستقبل اليمن بعد إسقاط النظام ورحيله عن السلطة؟
-قراءتي للمستقبل اليمني بعد رحيل النظام .. وفقاً لمعطيات الثورة التي يتلاحم حولها جميع أبناء وشرائح وفئات الشعب اليمني ونتيجة لما عاناه اليمنيين طيلة الحكم الأسري المسبتد يستطيعون أن يديروا مستقبلهم ويبنون دولتهم التي تستطيع تفجير طاقات وإبداعات المجتمع دون إقصاء لأي مكون من مكوناته فلدينا مقومات بناء المستقبل الذي يليق بماضي ومستقبل اليمنيين.
* رسالتك إلى من علي عبدالله صالح ومن تبقى من مؤيديه وإلى شباب الثورة ؟
-الرسائل التي أوجهها أولا ًإلى علي عبدالله صالح أقول طول فترة حكمك لك الكثير من الإيجابيات ولك الكثير من السلبيات وقد حان الوقت لتمسح إحداهن فاختر ما يليق بك.
الرسالة الثانية إلى من تبقى مع النظام أقول لهم انتصروا لإرادة عشرين مليون يمني وليس لشخص ولتعلموا أنكم بوقوفكم إلى جانب النظام تتحملون جزءاً كبيراً من مسئولية قتل وإراقة دم أبنائكم وطول معاناة هذا الشعب الذي أنتم جزء منه.
الرسالة الثالثة إلى الشباب في ساحات وميادين الحرية أقول رحم الله شهدائكم وجبر الله مصابكم.. يا من تبذلون أرواحكم ودماءكم نيابة عن الشعب اليمني.. نشكركم ونحييكم يا من أعدتم لليمن اعتباره، نشكركم ونحييكم يا من وحدتم اليمن بعدما عجز النظام عن إدارة وحدته نشكركم ونحييكم يا من أعدتم للوحدة اعتبارها ولليمن كرامته استمروا واصبروا ونحن معكم حافظوا على سلمية ثورتكم لتعيدوا لليمن تألقه.