شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا جدل بشأن عودة السوريين اللاجئين في أوروبا إلى بلادهم بعد سقوط الأسد وزير الدفاع التركي يكشف عن عروض عسكرية مغرية قدمتها أنقرة للحكومة السورية الجديدة ماذا طلب الرئيس العليمي من واشنطن خلال اجتماع عقده مع مسئول كبير في مكافحة الإرهاب؟ قرارات واسعة لمجلس القضاء الأعلى القائد أحمد الشرع يتحدث عن ترشحه لرئاسة سوريا أميركا تطلب من عُمان طرد الحوثيين من أراضيها مؤشرات على اقتراب ساعة الخلاص واسقاط الإنقلاب في اليمن.. القوات المسلحة تعلن الجاهزية وحديث عن دعم لتحرير الحديدة تعرف على ترتيب رونالدو في قائمة أفضل 100 لاعب في العالم
كثيرة هي الأحداث التي تتقاطع وسنين العمر , فمنها ما نتوقع حدوثها ومنها ما لا يخطر على بال أحدنا ولا يستشرف نوعها وحجمها حتى حدسنا ...فعندما إندلعت شرارة ثورة الحادي عشر من فبراير في مدينة تعز على سبيل المثال , كان يومها المرجفون والمشككون بحدوث الثورة وانبلاج فجرها يدعون أن ما يحدث لا يعدو أكثر من تقليعات وتقليد للثورة المصرية , كما أن أحداث كهذه حسب إعتقادهم حينها ليست سوى إحتفالية بسقوط هبل مصر وما ستلبث أن تنفظ بمجرد إنتهاء نشوة الإحتفاء بالحدث وتداعياته ,كانوا ساعتها يقولون أن ما يحدث في تعز لن يكون له أي تأثير لا على مستوى مدينتنا الحالمة ولا على مستوى تراب الوطن إجمالآ ....قالوا يومها أن الثورة لابد لها من إمتدادات وحواضن شعبية , وإن تجاوب وتناغم كهذا في حالتنا اليمنية أمر ميئوس منه تقريبآ , قالوا وقالوا.... , وقالوا في ثورتنا الفتية ما لم يقله مالك في الخمر ,وما إن إنبثقت غرة أيام هلال ثورة فبراير في تعز حتى تداعت لها أشعة شمس حريتنا في صنعاء المجد والتاريخ , وما أن عانقت أولى قطرات دماء أبناء تعز الأبرار في جمعة البداية ثرى ساحة الحرية حتى كادت قلوب أبناء عدن تتفطر ألمآ وحزنآ على هذه الدماء اليمنية الزكية , وحينما زمجرت أسود إب الخضراء صداحة بصوت الحق تناغمت وإياها الحناجر في أرجاء خور المكلا وأفيائها....,ولكل ذلك لم يجد ضعفاء النفوس وأعداء الحياة من بد غير التشكيك بمدى عمومية وشمولية إلتفاف الشرائح والأطياف بالثورة الشبابية الشعبية السلمية والالتحام بها ....., حتى كانت يوم مجزرة جمعة الكرامة الشنعاء الحاقدة الجبانة والتي جعلت من الصمت على الحق أكثر من مجرد فعل شيطاني مطلق ,وصار عار أكثر من أي وقت مضى ألا تنهض مرؤة الشعب وقيم الخير فيه وكبرياء الإنسان , فانبرت كل أفواه الشعب لاعنة للحظات الصمت ومشعلة لقناديل الكرامة في الدروب الحالكة العتمة , وأنفرطت من حينها عقود توازنات الحاكم المتعجرف بالقبلية أمام أقدار التاريخ التي لا ترحم المتخاذلين في لحظات صنع مستقبل الأوطان , وتأهبت أصابع أشاوس الرجال على الزناد إن إقتضت ذلك فقه ضرورات الثورة والدفاع عنها وما تحقق لها من مكتسبات , وتبدلت أحوال ثورتنا من غير حال إلى أحسن الأحوال , فأرتبكت أيادي القتلة والسفاحين وتلعثمت ألسنتهم في خضم الأحداث المزلزلة لعروشهم والمبشرة بزوال حكمهم المقيت, إلتف الشعب حول ثورته فيما كانت الجموع تفر من الحاكم وعار التمترس خلف أراجيفه وأباطيله .... ويومها كانت أيظآ مفاجأة هي الأخرى لهم ولنا وللعالم الذي أظهرت الأيام أنه آخر من يعلم أو قد يعلم طريقآ للحقيقة وإحقاقها ....فتوالت أحداث ثورتنا المظفرة وتوالت إنتصاراتها , فبينما كانت ثورة فبراير تحصد النقاط تلو النقاط , كانت فلول النظام وبقاياه وزبانيته يتجرعون مرارة هزائمهم المتلاحقة ويلفظون الأنفاس , وعندما كنا نمضي على دروب الأمل كانوا يجازفون في المنزلقات ودهاليز اليأس والإحباط , لكنهم مع كل ذلك ظلوا متشبثين بآخر أوراق التوت ورهانهم الذي أعدوا له العدة طويلآ , ألا وهو رهان الإحتماء خلف ألوية الحرس الجمهورية عددآ وعتادآ ,حتى أنهم ظنوا أن لا مجال للحديث عن شعب وتطلعاته مادام هناك جيش من حرس يؤمر فلا يحق له إلا أن يلبي دون نقاش ....
راهنوا على أن حرسنا الجمهوري قد صار مجرد حرس للعائلة ومشاريعها البائسة , بينما كنا نحن عامة الشعب نعول على أبطال الحرس يومآ ويقتلنا طول إنتظارنا في الحقيقة أياما , نتململ من دون أدنى شك في ساعات يقتلنا فيها الألم لكننا لم نفقد يومآ من الأيام الأمل في إخوان لنا في قوات الحرس الميامين ولا في قدرتهم على التمييز بين الغث والسمين, راهنا أحيانآ على بن عمر فأرادها الله عزة بإذنه لا على يدين مبعوث إشر لا يجيد سوى فن العبارات المنمقة والكاذبة, ورجونا حلآ من مجلس للأمن عله ينفس عنا كربتنا يومآ, غير أن قناعتنا كانت تتعزز بخداعهم ومجلسهم الذي لا يعنيه إلا مصالح الأقوياء من شقيق أو صديق , لجأنا إلى الله ليستجيب لمضطر إذا دعاه , وكان لنا من الله ما أردنا ,إنها مشيئة الخالق وعبقرية أهل اليمن وحكمتهم وعظمة ثورتهم السلمية.. ,لقد كانت مفاجأة بحجم الحدث ومن نوع آخر هذه المرة ...إنها ثنائية اللواء الثالث حرس وصدق إنتماء أحرارة الشجعان للوطن , أراد الحاكم أن يكون هذا اللواء حاميآ لرقابهم المسلطة حسام السيوف على رقابنا البريئة المنهكة , فأراد أحرار اللواء ألا يكونوا إلا سيوف للحق في مواجهة الباطل , إعتقد الطغاة أن ألوية شبت وشابت في ظل تبعيتهم وتعبئتهم المعنوية والقتالية الخاطئة المشوهة للحقائق لا يمكن لها إلا أن تكون إمعة وتابعة لهم إلى ما لا نهاية , فكانت كلمة الفصل لجيش الشعب وهي تعلو في الأرجاء ومفادها أنه لا عاصم لكم اليوم ولا لرقابكم منا إلا بوجه حق ,أرادوا إذلالنا بحرسنا فأذلهم الله بمن كانوا يعتقدون أنهم لن يكونوا إلا حرس لهم , علموهم كيف أن الهتاف والولاء لا يكون إلا للزعيم والزعيم الأوحد فقط ,وعندما دعاهم داعي اليمن كان هتافهم وولائهم للوطن ...,
نعم قد أثلجتم صدورنا يا أبطالنا في اللواء الثالث حرس جمهوري وأثبتم للعالم أنكم تستحقون منا أيضا إجلالآ وإكبارآ وكل عرفان كإخوانكم الذين إلتحقوا بركب ثورتنا المباركة من قوات الفرقة الأولى مدرع وصقور الجو الأشاوس ....فلكم منا التحية والسلام وعظيم الامتنان ولنهتف جميعا لليمن ولليمن فقط .