العُديْن تثور: لا مشايخ لا تسلط بعد اليوم
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: 12 سنة و 10 أشهر و 22 يوماً
الأحد 22 يناير-كانون الثاني 2012 05:22 م
 
 

إستطلاع: محمد أبو راس

لا شيء ينافس سمعة القات والبن في مديرية (العُدّين) سوى المشايخ والنافذين المتسلطين، لا صوت يعلو صوت أغاني "من العدين يالله بريح جلاب، ولا سحاب تندي علوم الأخبار"، "والاخضري من العدين بكر، مشدته حمرا ومشقره أخضر" إلا صوت رجال الشيخ الغاضبين أمام منزل مواطن قرر الدفاع عن حقه.

الأرض والبقرة والحياة الكريمة للشيخ ويكفي المواطن البسيط أن يرضى عليه الشيخ.. في العدين للباشا الفرد مثل حظ المواطنين جميعا .

تلخص مهمة المشايخ في حياتهم "بشرى الجعوش" إبنة المجني عليه أحمد محمد الجعوش وأخت المجني عليه "عيسى" المقتولان على يد أحد المشايخ "علي الجمالي" ، "المشايخ أهانوا كرامتنا وتسببوا في يُتمنا".

أدت قضية مقتل "الجعوش" إلى ثورة ضد الظلم، واستحدث متضامنون "ساحة العدين" يعتصمون فيها للأسبوع الثاني ويتظاهرون بشكل شبه يومي بمدينة العدين في محافظة إب-وسط اليمن- كما أحيوا جمعتين لـ"نصرة المظلوم" في مدينة كانت غالبا خاضعة لسلطات نافذين هم الدولة والقانون وملاك غالبية الأرض – بحسب ما يصفها أبناؤها-.

في القضية تدخل الشيخ "جبران باشا" عضو المجلس المحلي بالمحافظة ممثلا عن مديرية العدين، بعد فشل الأمن في احتواء المشكلة" مجددا وعده بحل بتسليم الجاني، مدافعا عن سمعته ضد المرجفين الذين يتهمونه باستغلال القضية "وليس من اجل الهيمنة او غير ذلك "، فيما تنفي بشرى ابنه المجني عليه قائلة لـ"مأرب برس" تعهد لنا بماء وجهه أنه سيسلم القتلة واعترف بتستره عليهم وقال ان الجناة في طريقهم للعدالة لكن الى الآن لم يتم شيء ولم تعرف اين الجناة ولا حتى الثلاجة التي وضعت بها جثتي والدها وأخيها.

شهود عيان: مهمة الشيخ قتل "الرعية"

أختلف الأمر بعد الثورة، والصبر على الظلم تحول إلى ثورة لا يمكن بعد اليوم السكوت على الظلم فقد عرف الضحية طريقة يقول: خطيب جمعة "نصرة المظلوم" أمس في رسالة الى القتلة "العدين ليست كما كانت في الأمس فقد صبرنا كثير على نهب أراضي وبيع ممتلكات وأهانتنا ولكنا اليوم لن نصبر على القتل والتنكيل بحق أبناء العدين.

قام"مأرب برس" بإجراء استطلاع ميداني في القضية التي وقعت في مدينة العدين- غرب مدينة إب على بعد حوالي 30كيلو متر مربع والاستطلاع شمل أسرة المجني عليه الجعوش ومن تواجد في مسرح الجريمة ومقربين من الشيخ الجمالي المتهم بالقتل مع أبنائه وشمل الاستطلاع أراء المتواجدين في الساحة للاعتصام والمتضامنين مع القضية.

وقد قابلنا بداية أسرة الجعوش وابنته "بشرى" التي قالت أنها تطالب بدم أبيها وأخيها ولن تنساه ما دامت حية وناشدت العدول والواجهات الاجتماعية وكل الأحرار في العدين واليمن الوقوف الى جانب قضيتهم العادلة ومظلمتهم الكبيرة و إذا كان لدى أبيها أي شيء فهي مستعدة لسداد ما عليه بحسب ما ادعى الجاني الشيخ على الجمالي على حد وصفها" .

وحملت بشرى الشيخ "الجمالي" وأولاده والمتسترين على الجناة وقالت إن الشيخ "جبران باشا " تعهد لها بماء وجهه أنه سيسلم القتلة واعترف بتستره عليهم وقال ان الجناة في طريقهم للعدالة لكن الى الآن لم يتم شيء ولم تعرف اين الجناة ولا حتى الثلاجة التي وضعت بها جثتي والدها وأخيها".

وتعهدت "بشرى"-التي قابلتنا وهي تحمل البندقية - بأن لا تدفن الجثث إلا مع جثث الجناة في يوم واحد بعد القصاص و المحاكمة للجناة أمام القضاء اليمني وقالت انها ترفض أي تحكيم قبلي مع أسرتها إطلاقا ولا بد أن يمثل الجناة أمام المحاكمة".

وناشدت الدولة وكل المنظمات الإنسانية والحقوقية التدخل لإنصافهم وحيت شباب وأهالي العدين الذين تداعوا إلى ساحة في المدينة للاعتصام وإخراج المسيرات وإحياء جمعتي نصرة المظلوم .

وفي مسرح الجريمة قال شهود عيان لـ"مأرب برس" منهم المواطن "محمد عبد سيف " الذي كان متواجدا أثناء الحادثة "أنه سمع الشيخ الجمالي يتشاجر مع المواطن احمد الجعوش على ضمان الأرض التي يزرعها الجعوش وتعود ملكيتها لأسرة الشيخ الجمالي وسارع لفك النزاع وسمع الشيخ الجمالي يتوعد المجني عليه الجعوش بالقتل وبعد انصراف الطرفين سمع إطلاق النار بشكل عشوائي وعاد الى المكان ووجد الجعوش ونجله عيسى سقطا قتلى على الأرض وشاهد الجناة أبناء الجمالي يهربون من مسرح الجريمة وقال ان الشيخ الجمالي لم يصب بأي طعنات من قبل الجعوش وبأنه رآه يسيرا سليما معافى ".

 وقال المواطن "صادق فرحان" الذي كان متواجدا في مكان الجريمة يوم 7يناير بمدينة العدين انه "شاهد إبن الجمالي يصوب الرصاص الحي على نجل الجعوش "عيسى" أثناء قدومه وهو يحمل "كريك خشبي" وشاهد بالمقابل اشتباك بالأيدي بين الجعوش الأب والشيخ الجمالي وكان ابن آخر للشيخ الجمالي يطلق النار على الجعوش الأب أصابت الطلقات في الرأس والصدر بحسب ما قال"صادق فرحان".

مقربون من القاتل: الجمالي دافع عن نفسه

وحتى يكتمل استطلاعنا للموضوع قال لنا مقربون من الشيخ الجمالي ان الشيخ الجمالي وأولاده قد قاموا بعملية القتل دفاعا عن أنفسهم بعد أن قام المواطن احمد الجعوش بالتهجم على الشيخ الجمالي وسبه مما أدى للتشاجر وقام الجعوش بطعن الشيخ الجمالي بجنبيته بعد أن تمكن من أخذها منه فاضطر نجل الجمالي ليدافع عن والده وينقذه من الموت وأطلق النار على الجعوش".

وأضاف المصدر المقرب من الشيخ الجمالي أنهم علي استعداد للمثول أمام القضاء ولديهم تقارير طبية تؤكد صدقهم بخصوص الطعنات التي أصيب بها الشيخ الجمالي , وأضاف المصدر أنهم مواطنون كما هو الجعوش مواطن أيضا ويحترمون النظام والقانون".

جبران باشا: سأسلم الجناة وسلوكي مشهود

يشغل جبران باشا عضوية المجلس المحلي بالمحافظة ممثلا عن مديرية العدين ويرأس إحدى لجان المجلس، ويستمد جبران أهميته من كونه ابن الشيخ "صادق باشا"، جدد جبران وعده لآل الجعوش بالقبض على القتلة بعد "فشل الأمن" في أداء هذه المهمة، كما دافع عن سمعته ضد المرجفين، ونقل مراسل "مأرب برس" عن"جبران" حول ما اتهم به من التستر وتهريب الجناة بما يلي نصه:-

"الإخوة الأعزاء احيي فيكم وقوفكم الى جانب قضية احمد محمد الجعوش وولده عيسى رحمهما الله وأريد هنا التوضيح حول موقفي من القضيه حيث لا يعلم مافي النوايا والسرائر الا الله "

اولا: كان وصولي الى مستوصف ابوسليم مكان حصار الشيخ الجمالي واصحابه الساعة الواحدة والنصف ظهرا بعد فشل الامن في احتواء الموقف وقد كان الموقف مهيأ للأنفجار بأي وقت لحيث وجود مجاميع مسلحة من جماعة الشيخ الجمالي. في مفرق وادي الدور بغرض اخراج اصحابهم من المستوصف وبالمقابل مجاميع مسلحة من أبناء العدين محاصرة للمكان.

فكان تدخلي لتدارك الموقف وعمل حلول تحول دون حدوث مواجهة بين الطرفين ونظرا لفشل الأمن في احتواء المشكلة فقد وضعت في موقف لا أحسد عليه وذلك لثقة الطرفين بي ".

عموما ولعدم الإطاله أؤكد للجميع بان ما وعدت به ال الجعوش هو دين في وجهي ورقبتي واجب السداد وفي القريب العاجل واما السبب في تأخير تسليم الجاني هو سبب قاهر خارج عن ارادتي وليس من اجل الهيمنة او غير ذلك .

وان أبناء العدين التي لي شرف الإنتماء الى أرضها وناسها خير شهود عن أخلاقيات وسلوكيات جبران باشا وليس غيرهم من المرجفين واصحاب تصفية الحسابات ".

المعتصمون: العدين تغيَّرت

وأحيا أبناء العدين بمديرياتها الأربع (الحزم ومذيخرة والفرع والعدين ) جمعة "نصرة المظلوم" للأسبوع الثاني في ساحة مدينة العدين وكان قد تداعى عشرات الآلاف للتنديد بمقتل المواطنين الجعوش ونجله وإدانة المشايخ الذين عاثوا في أرض العدين فسادا وظلما بحق المواطنين العزل –بحسب المتظاهرين - حيث وجه خطيب الجمعة الشاب المحامي "محمد عبد الباقي المساوى " عدد من الرسائل منها رسالة الى القتلة حيث قال "العدين ليست كما كانت في الأمس فقد صبرنا كثير على نهب أراضي وبيع ممتلكات وأهانتنا ولكنا اليوم لن نصبر على القتل والتنكيل بحق أبناء العدين" .

ورسالة ثانية إلى أبناء العدين قاطبة والشرفاء منهم خاصة الذين لم تتلطخ أيديهم بالقتل والنهب الى تشكيل تحلف كبير لنصرة المظلوم في العدين.

كما وجه رسالة إلى أسرة الجعوش والأسر التي طالها ظلم المشيخ والضحايا سواء كانت ضحايا القتل أو المظالم ومن تم التنكيل بهم بأن قضيتهم ليست لوحدهم بل هي قضية عامة تمس كل أبناء العدين والشرفاء وكل الأحرار في اليمن . وأكد الخطيب مواصلة الاعتصام والتظاهر السلمي حتى تسليم الجناة إلى يد العدالة .

وبعد صلاة الجمعة ردد المتظاهرون هتافات التحرر من المشيخ والظلم وخرجوا في مسيرة حاشدة، وانطلق المتظاهرون في مسيرة بالآلاف جابت شوارع مدينة العدين مرددة الهتافات المنددة بجرائم القتل ضد المواطنين وإنهاء عهد المشايخ الذين يسيطرون على المنطقة رافعين صور للضحايا .

ومن الشعارات التي رددها المشاركون"صحي النوم صحي النوم لا مشايخ لا تسلط بعد اليوم "" وشعار ""من العدين أعلنا ضد المشيخ ثورتنا ".