اللواء سلطان العرادة يدعو الحكومة البريطانية الى تفعيل دورها الاستراتيجي في الملف اليمني وحشد المجتمع الدولي للتصدي للدور التخريبي لإيراني .. تفاصيل الاتحاد الدولي للصحفيين يناقش مع صحفيين يمنيين وسبُل محاسبة المتورطين في الانتهاكات التي تطالهم عاجل العميل الإيراني رقم إثنين .. الهدف القادم الذي ينوي الغرب والعرب استهدافه واقتلاعه.. ثلاث خيارات عسكرية ضاربة تنتظرهم ما يجهله اليمنيون والعرب ..لماذا لا يجب ترك شاحن الهاتف موصولاً بالمقبس الكهربائي بشكل دائم؟ من هو الأفضل في 2024 بحسب الأرقام؟ كريستيانو رونالدو أم ليونيل ميسي.. عاجل تحسن هائل في سعر الليرة السورية مقابل الدولار .. اسعار الصرف شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا جدل بشأن عودة السوريين اللاجئين في أوروبا إلى بلادهم بعد سقوط الأسد وزير الدفاع التركي يكشف عن عروض عسكرية مغرية قدمتها أنقرة للحكومة السورية الجديدة
هذا الإقبال على النبتة الخضراء، دفع اليمنيين إلى زراعتها على حساب الأشجار المثمرة والخضار وعلى حساب المياه الجوفية، لأنها تحتاج إلى كميات كبيرة من الماء. الجديد أيضاً، تكاثر مجالس القات النسائية التي تقتصر في أغلب الأحيان على الطبقات الاجتماعية المرفهة. فالقات أغلى من اللحم لدى الفئات الاجتماعية الفقيرة. وهو أغلى من الذهب عند الفئات التي تعرف الأصفر الرنان. وبالتالي إذا سلمنا أن هذه النبتة هي من ضروريات الرجال القوّامين على مرافق الحياة الاقتصادية، نستنتج أنها تبقى من الكماليات عندما يتعلق الأمر بالنساء اللواتي لا يحصلن عليها إلا إذا استطعن إلى ذلك سبيلا بوسيلة أو بأخرى.
وتندرج جلساتهن لهذا الغرض في إطار «التفرطة». تعاطي القات في اليمن علناً، كان يقتصر على الرجال خلال قرون طويلة، إلا أن المرأة اليمنية كسرت هذه القاعدة في السنوات الأخيرة، وباتت مجالس القات النسوية أحد مظاهر الحياة الاجتماعية في اليمن. وفي حين يتساوى الرجال أياً كانت مستوياتهم الفكرية والاجتماعية في المواظبة على «التخزين»، نجد أن المتعلمات أكثر تعاطياً للقات من الأميات. تقول إحداهن، وهي صاحبة طموح يصل حد الترشيح لرئاسة الجمهورية: «القات يسهم في تشكيل شبكة علاقات تخدم مصالحي، كما أنه مصدر معلومات لا ينضب». السيدة التي رفضت الإفصاح عن اسمها أو التقاط الصور لها، أكدت أنها تعرف ما يدور في كواليس السياسة من زوجات المسؤولين اللواتي يلبين دعوتها إلى «تفرطة» يتم خلالها تخزين القات وتدخين النارجيلة وشرب الزنجبيل المخلوط بالحليب. وبالطبع تحرص المدعوات على ارتداء الملابس الأنيقة والجريئة، التي لا نشاهد مثلها في الشارع. وكأنهن مدعوات إلى سهرة غنائية أو حفلة زفاف.
وغالباً ما ترتبط هذه المجالس بالرقص والغناء، وكأن النسوة مهما كانت مواقعهن المهنية والاجتماعية، لا يخرجن من إطار «البسط والانشراح» عندما يكن بمعزل عن الرجال. وفي حين تصنف بعض النساء الإقبال على هذه الظاهرة بأنها موضة، وأمر عادي لا عيب فيه، ترى أخريات أنها وسيلة باتجاه المساواة. إحدى الصحافيات تؤكد أن التحقيق الذي كان يستوجب منها أياماً لإنجازه ينتهي خلال جلسة واحدة إذا كانت «تخزن». هذه الزميلة تتعاطى القات البلدي «القوي» على حد تعبيرها.
وتنصحني بتجربة قات أقل منه حدة على اعتبار أني «أخزن» للمرة الأولى. شرحت لنا صاحبة الدعوة إلى «التفرطة»، أهمية القات للسعادة الزوجية، وقالت: «بما أن القات منشط جنسي، لا بد للزوجة أن تجاري زوجها حتى لا ينصرف عنها إلى أخرى جراء خلل في الرغبة».
إحدى المدعوات ترفض الاكتفاء «بالبسط والانشراح» خلال «التخزين»، وتقول إنها تعمل على إرساء نظرية جديدة للانتخابات تؤمّن العدالة للأقليات. لكن جو الهرج والمرج يحول دون استيعاب أبعاد نظريتها. في رسالة الدكتوراه التي أعدتها الدكتورة نجاة خليل، الأستاذة المساعدة في علم الاجتماع بجامعة صنعاء والتي ألفت كتاباً حول الظاهرة، نقرأ «إن الرجل نفسه هو أحد أسباب إدمان المرأة القات، ودخولها هذا العالم جاء كنوع من المساواة بعد خروجها إلى العمل واستقلالها المادي». كما اعتبرت «أن هذه النبتة هي جزء من الثقافة اليمنية والهوية.
وأن للانفتاح والتغير في نمط الحياة في المجتمع اليمني دورهما، فقد كان خروج المرأة في الماضي محدداً من وقت العصر إلى قبل المغرب، والآن تلاشت هذه العادة بسبب خروج المرأة إلى العمل وتزايد الوعي والدراسة الجامعية. لذا تعتقد المرأة أن العطلة الأسبوعية، يومي الخميس والجمعة، هي مناسبة للراحة والترويح عن النفس، وبالتالي تقصد هذه الجلسات من بعد العصر إلى بعد العشاء، وأحياناً قد تتجاوز جلساتها إلى ما بعد الساعة التاسعة من دون التزام أو خوف». وتشير خليل إلى «أن القات أفقد الأسرة اليمنية وظيفتها، الجميع يذهبون إلى مجالس القات وبالتالي يعودون في الليل مجرد نزلاء في البيت». أما النتيجة لهذا الواقع فهي انتقال العدوى إلى بقية أفراد العائلة. فالجولة الميدانية في بعض المناطق تظهر أن المراهقين الذين لم يتجاوزوا الخامسة عشرة «يخزنون» عندما تتوافر لهم الإمكانات. من أين يؤمّن المال للتخزين؟ الجواب يأتي تلقائياً: «إنه رزق القات».
* الشرق الإوسط