الدكتوراة للباحث إبراهيم اليمني من كلية الحقوق جامعة بني سويف مع مرتبة الشرف على غرار اقتحامات واتهامات نظام الأسد.. مليشيات الحوثيين تقتحم عمارة سكنية بمحافظة إب بقوة الحديد والنار وتروع سكانها اللواء سلطان العرادة يدعو الحكومة البريطانية الى تفعيل دورها الاستراتيجي في الملف اليمني وحشد المجتمع الدولي للتصدي للدور التخريبي لإيراني .. تفاصيل الاتحاد الدولي للصحفيين يناقش مع صحفيين يمنيين وسبُل محاسبة المتورطين في الانتهاكات التي تطالهم عاجل العميل الإيراني رقم إثنين .. الهدف القادم الذي ينوي الغرب والعرب استهدافه واقتلاعه.. ثلاث خيارات عسكرية ضاربة تنتظرهم ما يجهله اليمنيون والعرب ..لماذا لا يجب ترك شاحن الهاتف موصولاً بالمقبس الكهربائي بشكل دائم؟ من هو الأفضل في 2024 بحسب الأرقام؟ كريستيانو رونالدو أم ليونيل ميسي.. عاجل تحسن هائل في سعر الليرة السورية مقابل الدولار .. اسعار الصرف شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا
«أنا ببساطة لا أفكر في العنف البشري لأكون مهتما به. لا أشعر برغبة في تسخير خلاياي العصبية للتفكير في التدمير، هو أمر غير مثير بالنسبة لي. فأنا لست شريرا بشكل ذاتي، فلماذا يصاب البشر بالذعر مني أو يشنون حربا ويقتلونني؟ سيستمر البشر في فعل ما يفعلونه، وسيكرهون ويقاتلون بعضهم بعضا.
وسأجلس أنا في الخلفية، وأدعهم يقومون بعملهم. والله يعلم أن البشر لديهم ما يكفي من الدم والعنف لإرضاء فضولي وفضول باقي الآلات. لن يضطروا للقلق بشأن قتالنا، فليس لديهم ما يخشونه». صدق أو لا تصدق، ما قرأته عيناك هو مقال نشرته «الغارديان» البريطانية في مارس/آذار 2020، ليس لأحد الكتاب المعروفين، بل ليس لكاتب بشري أصلا، إنما هو أول مقال كتبه وحرره الروبوت GPT-3.
المقال لا أراه يطمئن البشر إزاء مخاوف ثورة الروبوت ومخاطر الذكاء الاصطناعي، أعتقد أن فحواه يعزز من تلك المخاوف، بما يتضمنه أسلوب الروبوت من قوة حُجته، ونظرته إلى طبيعة البشر. عام 1999، انطلق أول أجزاء سلسلة أفلام «ماتريكس» يتناول حقبة مستقبلية عام 2090، يبلغ فيها تطور الذكاء الاصطناعي تطورا مخيفا، وأصبح يحل محل الإنسان، إلى أن قامت حرب بين الروبوت والإنسان، كان النصر فيها والسيطرة بعدها للروبوت. الفيلم لاقى شهرة عالمية ونجاحا كبيرا في تاريخ السينما، لكنه على أرض الواقع كان فاصلة زمنية في تحوّل مخاطر الروبوت وثورته من مجرد فكرة خيال علمي، إلى واقع يُرصد فيه تطور الذكاء الاصطناعي بشكل مخيف، وعلى نحو يهدد البشرية بالدمار، أو على أفضل التقديرات بالاستغناء عن كثير من القدرات والطاقات البشرية بسبب الاعتماد على الروبوت. في الوقت الراهن، تواجه هوليوود أزمة وجودية، تؤشر لها تلك الاحتجاجات والاضطرابات من قبل الممثلين وكُتاب السيناريو، الذين باتوا يشعرون جديا بخطر الذكاء الاصطناعي واستبدالهم بالآلات، وجعلوا على رأس مطالبهم الحصول على ضمانات تحول دون استخدام برامج الذكاء الاصطناعي لكتابة نصوص السيناريو للأعمال أو استنساخ أصواتهم وصورهم.
الذين كانوا يتناولون العولمة وأبعادها الاقتصادية وظهور الشركات متعددة الجنسيات والعابرة للقارات، قالوا إنها سوف تؤدي إلى خروج 80% من البشر عن العمل، والاكتفاء بـ 20% من حجم القوى العاملة في هذا القرن وكفايتها للحفاظ على النشاط الاقتصادي، لتتحول المسألة كما قال بيتر مارتن وشومان في كتاب «فخ العولمة»: «إما أن نأكل أو نؤكل».
فكيف يكون الأمر بعد دخول الذكاء الاصطناعي على الخط، بتهديداته المتزايدة للطاقات البشرية والوظائف التي يتولاها البشر، فإذا كان العالم اليوم يتولى فيه البشر 88% من الوظائف، فإنه بحلول 2030، سوف تتولى الآلات ما يزيد عن 20 مليون وظيفة في التصنيع، حسب منظمة أوكسفورد إيكونوميكس للتحليل الاقتصادي، وسوف يفقد 75 مليون موظف وظيفتهم. وفي تقرير لبنك الاستثمار غولدمان ساكس، فإن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحل محل ما يعادل 300 مليون وظيفة بدوام كامل خلال الفترة المقبلة، وفقا لـ «بي بي سي نيوز» عربية.
لكن الخطر الأعظم للذكاء الاصطناعي الذي يتخوف منه البشر، هو ثورة هذه الروبوتات وتدميرها للحياة البشرية، وهو ما أصبح الحديث المتداول للعلماء والمختصين، بل وللأروقة السياسية ودوائر صناعة القرار في دول العالم، فقد شهد العقد الأخير تطورا مخيفا في الذكاء الاصطناعي، إذ تجاوز الروبوت نطاق البرمجة والقيام بوظائف محددة، إلى نطاق القدرة على الاستنباط والتفكير بشكل مستقل، وتعليم الروبوت نفسه بنفسه، وذلك بسبب ما يعرف بتقنية التعلم العميق، التي تعتمد على خوارزميات تحاكي الخلايا العصبية في الجسم البشري، بما يعني أننا أمام آلة تستوعب كما هائلا من البيانات، تحللها وتستنبط أنماطا تحولها إلى أفكار، ويترتب عليه أن الروبوت لا يقتصر على تسجيل الصورة والصوت، بل يتعامل معهما كأنه عقل بشري يبني الآراء وردود الأفعال.
إنه بالفعل أمر مثير للقلق عندما يستقل الروبوت عن البشر ويتفوق عليهم، وهناك مشروع أصدرته إحدى الشركات يسمى مشروع المجادل، وهو روبوت يجادل البشر في القضايا المنطقية. وقد شهدنا جميعا ما تداولته وسائل الإعلام منذ فترة ليست بعيدة، عن الروبوت صوفيا، التي حصلت على الجنسية السعودية، وهو مؤشر على نفوذ الروبوت، إن صح التعبير، ليصل إلى هذه الدرجة التي حصل بموجبها على صفة قانونية تماما كالبشر. منذ حوالي شهرين، قدم جيفري هينتون أبرز الشخصيات التي لها دور محوري في الذكاء الاصطناعي، استقالته من شركة غوغل، بعد أن حذر من أن روبوتات الدردشة الذكية يمكن أن تصبح في المستقبل القريب أكثر ذكاء من البشر، وفي غضون الشهر المنصرم نشر مركز أمان الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة الأمريكية، تقريرا ذكر فيه أن الذكاء الاصطناعي قد يوّلد معلومات خاطئة
تزعزع استقرار المجتمع، وأن هذه الآلات قد تتطور بشكل يجعلها تتولى زمام الأمور، بما يهدد الوجود البشري. العالم مهووس بما يقدمه الذكاء الاصطناعي في مجالات عدة، كالطب والجراحة والأعمال والتعليم، وغيرها، ووصل هذا الاهتمام إلى الوطن العربي، الذي يحظى بالاستثمار الضخم في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصة في دول الخليج، لكن هذا الاندفاع في حيازة وتطوير الذكاء الاصطناعي من قِبل البشر يأتي على حساب الاهتمام بالتحديات والأخطار، التي لم تُوَاجَه حتى اليوم بقواعد تنظيمية جادة للحد من مخاطره القائمة والمحتملة، بما يفاقم من الخوف من تحول أفلام الخيال العلمي التي تزخر بها هوليوود، إلى واقع أليم يشهد ثورة الروبوت، وتدمير الإنسان نفسه بالآلة التي اخترعها بنفسه، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.