ما يجهله اليمنيون والعرب ..لماذا لا يجب ترك شاحن الهاتف موصولاً بالمقبس الكهربائي بشكل دائم؟ من هو الأفضل في 2024 بحسب الأرقام؟ كريستيانو رونالدو أم ليونيل ميسي.. عاجل تحسن هائل في سعر الليرة السورية مقابل الدولار .. اسعار الصرف شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا جدل بشأن عودة السوريين اللاجئين في أوروبا إلى بلادهم بعد سقوط الأسد وزير الدفاع التركي يكشف عن عروض عسكرية مغرية قدمتها أنقرة للحكومة السورية الجديدة ماذا طلب الرئيس العليمي من واشنطن خلال اجتماع عقده مع مسئول كبير في مكافحة الإرهاب؟ قرارات واسعة لمجلس القضاء الأعلى القائد أحمد الشرع يتحدث عن ترشحه لرئاسة سوريا
حينما أحرق الشاب التونسي (محمد البوعزيزي) جسده في إحدى نهارات ديسمبر المنصرم، لم يكن ليدرك بأن ما أقدم عليه سيكون الشرارة الأولى التي أوقدت الزمن والأفئدة في مدن وبلدات تونس وساحاتها، ولم يكن ليدرك بأن جسده المشتعل سيكون سبباً لتحول الفصل القارص البرودة إلى شتاء ساخن وحار ..حتماً ترك هذا الحدث التونسي الخطير ،ولسوف يترك – شئنا ذلك أم أبينا- أثراً في نفوس الناس، وعقولهم، وسلوكهم، على امتداد الوطن العربي، من المحيط إلى الخليج ،فهنالك ألف ألف عربة خضار تُصادر، وألف ألف روح يُغمطُ حقها،وألف ألف سلوك سلطوي يضيَّق سبل العيش على الشباب، ويغلق أبواب الأمل في وجوههم، وهنالك الكثير من الممارسات المهينة ،التي تنتهك حق الإنسان في الحياة ،وحقه في التعبير عن أرائه، وحقه في الكرامة ،وغير ذلك الكثير..
فهل نحتاج إلى أجساد محترقة كي نلتفت إلى حقوق الناس،ومعاناتهم ؟؟..العاقل الحكيم من اعتبر بغيره، والدرس التونسي مازال طازجا أمام الجميع، فصبر الناس لن يستمر إلى الأبد، خاصة بعد أن رأوا، وشاهدوا بأم أعينهم ثورة نقلت إليهم عبر الهواء، لحظة بلحظة وعلى مدار الساعة، بفضل حداثة الاتصالات، وتقنية المعلومات، وقنوات البث الفضائي المفتوحة على العالم ،،
ومع أن الثورات لا يمكن تصديرها،غير أنها معدية كفيروسات الأنفلونزا يمكن لها الانتشار عبر الهواء الملوث بشيوع الظلم وغياب العدالة الاجتماعية ، وانتهاك الحريات العامة،،
إن المراهنة على العصا الغليظة ،والحلول الأمنية، وعسكرة الحياة المدنية،كل ذلك لن يجدي نفعا حينما يضطر الناس إلى تقديم التضحيات، فالجياع والفقراء ،وهم وقود الاضطرابات الاجتماعية، لن يكون لديهم ما يخسرونه سوى قيودهم وآلامهم ومعاناتهم، فليحذر، وليعتبر أولي الألباب !!
ما قد يقبل اليوم ويعتبر مكرمة وشهامة ،بل بطولة وجسارة يشكرُ عليها الحكام، وتحسب لهم وترفع من قدرهم، ورصيدهم في قلوب مواطنيهم، لربما لن تقبل منهم غداً، وستعتبر تنازلاتهم حينئذ ضعفاً، وتوبة مغرغر ،ووعوداً في الهواء،وتلك كانت قصة رئيس تونس ،فما كان يمكن قبوله من (زين العابدين بن علي) قبل شهر فقط، لم يقبل منه في اللحظة الحرجة،،كان الأوان قد فات،إذ أزفت ساعة الرحيل !!..
* نائب برلماني
baridughaish@yahoo.com