آخر الاخبار

اللواء سلطان العرادة يوجه إنتقادات لاذعة للإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي لتعاملهم الناعم مع المليشيات الحوثية ويضع بين أيديهم خيارات الحسم - عاجل السلطة المحلية بأمانة العاصمة تحذر مليشيا الحوثي من تزوير ونهب الممتلكات العامة والخاصة من الأموال والأراضي والعقارات أول رئيس يدعو لرفع هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب ويعرض مساعدات عسكرية لسلطة سوريا - عاجل طلاق شراكة جديدة: 30 شركة بولندية تعتزم فتح مقرات في دولة عربية وزارة الأوقاف والإرشاد تكشف عن قائمة أسعار وتكاليف الحج للموسم 1446هـ مأرب برس يكشف أساليب وطرق المليشيات الحوثية في عسكرة جامعة صنعاء وطرق تحويلها الى ثكنات ووقود للأجندة الطائفية مؤسس الجيش الحر يكشف السر الحقيقي وراء إنهيار وهزيمة جبش بشار خلال معركة خاطفه أول بيان للمخلوع بشار الأسد بعد هروبه الى روسيا.. ماذا قال؟ واشنطن تدرس إعادة الحوثيين إلى قائمة الإرهاب ومبعوثها يكشف سبب زيارته الى جيبوتي انعقاد مؤتمر إطلاق الاستراتيجية المحلية للنساء بمأرب.

إن غيبني الموت..
بقلم/ حميد شحره
نشر منذ: 18 سنة و شهر و 15 يوماً
الثلاثاء 31 أكتوبر-تشرين الأول 2006 06:03 ص

"هاهي ذي رؤياي، أقصصها على صاحبي وأعدائي، فيفسرونها بالموت، فهل كانت الحياة في يوم من الأيام لنا؟!!

إذ أرى نفسي عجوزا في إهاب غض، أجرجر الخُطى في صحراء قاحلة، مترامية الأطراف، تتشقق تحت قدمي العاثرتين فتتناثر خطواتي في غير اتجاه، لا السماء سماء ولا الشمس المحترقة... شمس كالشمس.. والريح التي لا تحرك شيئاً.. ساكنة ليس منها إلا الرائحة الخانقة.."

أركض في الصحراء الموحشة ولا أركض، اصرخ:" يا أبتي... من يتحمل وزر الآخر.. هل أتحمله عنك وأنا متشطر، محني القامة؟ أم تتحمل عني وزري، وأنت بعجزي محني الجبهة."

فكأني لا أصرخ...

عبثاً أتسمع صوتي، وصداه يبلعه الصمت، أنتزع قدمي، أتعثر في ركضي، متلاحقة أنفاسي، لا أشعر أني أركض، لا أشعر أني أسمع، هذا الكابوس يثقل قلبي المطفأ كعين أطفأها الموت... هل أطفأني الموت...؟

"لست سوى لحظة تائهة أغفلها تاريخ الملوك والسراة ضيعها الآباء والأجداد، فاستعصت على الاندثار، وتاهت في فضاء لا يحد، تشهد احتضار السلالات فهل تشهد يوماً... مصرعها؟!!"

أجثو.. تومض في أعمالي ومضة، تعبرني كشهاب مشتعل، أسأل نفسي وماذا يتبقى بعدُ، ماذا يتبقى بعد..؟

أتلفت حولي، لا شيء يتحرك غيري حتى ظلي اضمحل في شقوق الصحراء الفاغرة كجراح الشهداء في حروب داحس والغبراء..

أرفع رأسي، أجد السماء، معتمة والشمس المحترقة كرغيف لم ترحمه النار، توشك ان تنفرج عن نافذة كثقب الإبرة، تدخل منه ألف قافلة يحدو حاديها بأناشيد تشبه صوت النسيان..

هل هذا ركبٌ يقصدني، أم عرضٌ أول لفلم بالأبيض والأسود، ماتت كل عناصره حتى الألوان.

هل يعقل أن يحدث هذا، يا هذا الكرب؟

تقترب قافلة مني تنطق حرفاً، قافلة أخرى، ثالثة حتى الخمسين تنطق حرفاً حرفاً... لا أفهم إلا أن الصوت غدا كأنين الناي.. يقول: " لم يتبقى شيء.." "لم يتبقى شيء..".

-حتى اللحظة التائهة... مهما أتعبها الدوران فلها قرار...

أتنسم عرق أبي يعبق في الأرجاء.. يأخذني حنيني لأبي في الأحضان... أتهادى في قلب أبي، يغمرني التحنان...

ألمح من ثقب الإبرة، غيمة جاءت تتهادى، قلتُ أبوح بسري لهذي الغيمة.ـ أنا لا أدري، هل كان قدري أن انطق وقت الصمت وأصمت وقت النطق: إني أيتها الغيمة أستفتح باباً إن أوصد دوني أوجعني القلب، وإن يُفتح لي يتشظى القلب.. فماذا أفعل.. هل أقرع هذا الباب... أم...

همست في أذني الغيمة همساً كوشوشة المطر في ربيع لن يأتي قط:" فات الأوان أيهذا التائه، سابقت نفسك ومضى ما كان، فعلى جبينك مكتوب هذا.. أفلا صلبت رغائبك على جبين أبيك؟

-كلا.. فجبين أبي منحيّ بالصمت ، لم ينبس وقت النطق، لأن سيفه من خشب منخور.. ليتني لم أرث هذا السيف يا أبتي.

وأمد يدي، أتشبث بالغيمة، استنهض نفسي، فتتناثر بين يدي، شعراً أبيض، هل رأسي هي هذه الغيمة اشتعلت بالشيب، أم شابت الغيمة من سري؟!

ما أسرع ما عجلتُ بثقب الابرة فضاق وتلاشى قدامي وأنا أرقبه، حتى الصرخة لم أصرخ كان الأمر قد أمن به حتى ألجمني الصمت..

أركض ولا أركض:" هذا التيه، من يصنعه في أحلامك يا سابق عمره... يا من تستفتح أبواب الأوجاع بيديك ورجليك، ثم تبكي لمرأى جبهة محنية، أو ذكرى جبهة كانت محنية..".

إني أتصلب في هذه اللحظة، تتشقق الصحراء من تحتي، تصبح فِرْقاً فِرْقاً، يتسع الطودُ، يفتح شدقيه كالبحر في زمن موسى، يبتلعنَي فأهوي.. أهوي.. أهوي .. ربما كنت عصا موسى.. وربما كنت مجرد لحظة تائهة، شهدت مصرعها.. في صحراء كالبحر..".

"حين يوقظني إرهاقي.. وإجهادي.. أكون ما زلت أهوي حتى الآن...".

هذي رؤياي أقصصها على صحبي وأعدائي فيفسرونها بالموت.. فهل تملك أنت تفسيراً آخر يا هذا المحجوب يا مستوراً بألف ستار، كسر من أسرار الكون، أجهله ولا يجهلني هل تملك تفسيراً غير الموت.

إن كان ولا بد الموت، فأنا أتقبله، لإني لا أرهبه، لكني أتألم على صحبي وأعدائي، من ذا يحبهم كما أحبهم إن غيبني الموت، من يحب كمن أحبُ.. إن غيبني الموت في عالمه الأجمل.

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
فضل حنتوس
سجن صيدنايا: المسلخ البشري لآل الأسد.
فضل حنتوس
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
عبدالكريم ثعيل
قبيلة أرحب عنوان للتضحية والصمود والنصر
عبدالكريم ثعيل
كتابات
اليمن بين عصرين الاحابيش والدحابيش
عبد الله علي
قراءة في العلاقات اليمنية الأميركية
كاتب/مهدي الهجرإلى أجندة المشترك في المرحلة القادمة
كاتب/مهدي الهجر
كاتب/رداد السلاميأمة تقتل مبدعيها
كاتب/رداد السلامي
د.رياض الغيلينظام يستخف بسيادته الوطنية
د.رياض الغيلي
مأرب برس والتميز الملحوظ
مشاهدة المزيد