وزير المالية السوري يزف البشرى للشعب السوري بخصوص موعد زيادة رواتب الموظفين بنسبة 400% عاجل السعودية تكلف وفدا بالنزول الميداني في دمشق لتقييم الاحتياجات السورية براغماتية الشرع أمام اختبار التوازنات: هل تنجح سوريا في صياغة معادلة الاستقرار الجديد؟ وزير الخارجية السوري يحط رحاله في ثاني عاصمة خليجية وينشر بشائر المستقبل إغتيال عبدالملك الحوثي وأخيه سيحدث انهيارا كليا في جماعة الحوثيين .. صحيفة بريطانية تناقش الانعكاسات تقرير بريطاني: إيران زودت الحوثيين بالأسلحة بعد انهيار وكلائها لمواصلة حربها لسنوات ولديهم ورش لتجميع الطائرات المسيرة بخبرات إيرانية تحذير أممي بخصوص تدهور الأمن الغذائي في اليمن متفجرات تخرج أحد مصانع الحديد والصلب بحضرموت عن الخدمة جرائم القتل اليومية تنتعش في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي .. مقتل مواطن وإصابة أخرين بينهم إمرأة اللجنة الأمنية بتعز تجتمع وتناقش قضية مقتل المواطن الشرعبي في عصيفرة
مأرب برس ـ خاص
ربما كان من المناسب لوزارة الداخلية فك القيود المفروضة على تغطية الصحافة للحرب في صعدة من بوابة «رازح» حيث تشعر هناك بنشوة الإنجاز..
ويبدو أن الطريق لإيصال الصحافيين الى مديرية « رازح» يحتاج الى السير في محافظات عده حتى يبدو الأمر أشبه بالمباغته لبلدة تكسوها الخضرة رغم ما لحق بها الدمار.
انها الحكمة الأمنية أو لنقل اليقظة التي تختفي خلف النهر في « صعدة» وحينما تريد الظهور برباطة جأش وصرامة تذهب الى غرف النوم لإعتقال الصحافيين.
مالاحظته في رازح حضور باهت للمواطنين وهو مايعني أن النزوح مازال.. وان تدمير طال مباني تقدم المشاهدات دلائل على ان قذائف الجيش طالتها وان المجمع الحكومي في المديرية ربما كان الوحيد الذي تعرض للتفجير من الحوثيين.
وبعد مايزيد عن خمسة أشهر من المواجهات العسكرية وسقوط مئات القتلى والجرحى من الجيش الرسمي و« الحوثيين» يبدو أن مصير (14) مديرية أخرى في صعدة بحاجة الى مزيد من الوقت لتكون قادرة على إيصال باص الصحافة بطريقة آمنه اليها.
غير أن الواضح أن البدء من «رازح» كان يقف وراءه عديد رسائل تريد إيصالها.. لعل
أولاها: ابراز القدرات العسكرية لقوات (العمالقة) التي قدمت من البيضاء و«أبين» نحو مديرية (رازح) حيث كان انصار الحوثي يسيطرون عليها وقد اقاموا فيها النقاط وحفروا الخنادق وباشرو بتعيين المسؤولين فيها من انصارهم الذين يتراوح عددهم بين (400-600) شخص.
وثانيها : فقد كانت الرسالة واضحة للعميد علي محسن الأحمر القائد الميداني في صعدة وبقية المديريات الــ(14) الأخرى،والتعريض به كونه فشل في تحقيق الحسم العسكري.
والملاحظ أن تحقيق الإنجاز والاحتفاء به رسمياً كان يسير معه لهجة تصريحات لقادة عسكريين هناك تدعوا الى القلق وإحتمال فشل مساعي الوساطات والتهدئة.
والواضح أن لجنة الوساطة اليمنية - القطرية التي تقيم في فندق (رحبان) بمدينة صعدة تسير في إتجاه فيما تصريحات قادة عسكريين تسير في إتجاه آخر.
لعل الاستشهاد بتصريحات قائد لواء العمالقة العميد علي ناصر للصحفيين يقدم صورة في هذا الجانب:« سنطارد الإرهابيين في كل مكان، لإنهم ليس لهم عهد ولامواثيق».
هي تصريحات لاتنسجم والوساطة والاتفاق والتهدئة.. وربما الملاحظ أيضاً أن تصريحات مسؤولين حكوميين ووسائل إعلام رسمية توحي بأن التحريض ما زال مستمر وأن هذا الإحتقان الذي يظهر على إفتتاحية صحيفة « الثورة» قد يكون خلفه عود كبريت جاهز للإشتعال وتلك إشارة على انه ما زال للبعض أجندة خاصة به في صعدة.
إن معالم الحرب واضحة في «رازح» ومن هناك يمكن تصور المشهد المأساوي لباقي مديريات صعدة، خاصة إذا ماأخذنا في الحسبان أن مديرية «رازح» لم تشهد طلقة نار واحدة في الحرب في المواجهات السابقة ومن «رازح» نستطيع أن نقرأ رسائل اضافية: أن حرب صعدة كانت على جبهتين .. الأولى في مديرية (رازح) بقيادة العمالقة وفيها كانت الدولة تقاتل بجيشها بعيداً عن الحسابات .. فيما الثانية أن خليط قوات ومتطوعين وشبكات مصالح كانت تهدر الوقت والمال وكان زمام التحكم عليها يبدو صعباً على الدولة، وقد كانت تقاتل في الاولى بجبهة موحدة وفي الثانية بجبهات مفككة.
لقد تاهت الخطوات في صعدة .. وضاعت العلامات المرشدة الى الخروج من نفق الحرب المظلم .. وماتبقى جروح تتناثر في الأمكنة والجبال، وترميمها يحتاج اولاً لنشر التسامح وإشاعة التصالح بدلاً من الاستمرار في السير في الطريق الخطأ.
والنتيجة إن إنهاء الحرب في صعدة يعني معالجة الأسباب التي أدت اليها، وان حقن نزيف الدم الذي سال في كل سهل وجبل يعني محاسبة من كانوا سبباً في إشعالها ولوحفاظاً عن بقايا كرامة الدولة التي لاحقتها الإهانات في صعدة.