آخر الاخبار

المليشيات الحوثية تقتحم مجمع أبو بكر الصديق التربوي بحملة مسلحة وتعتقل أحد التربويين اللواء سلطان العرادة يطالب الشركاء الإقليميين والدوليين إلى تصحيح مسار العملية السياسية في اليمن والتحرك العاجل لردع المليشيات الحوثية مليشيا الحوثي تفرض حراسة مشددة على جثث الأسرى بعد تصفيتهم جنوب اليمن والأهالي يطالبون الأمم المتحدة بالتدخل العاجل اللواء سلطان العرادة يوجه إنتقادات لاذعة للإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي لتعاملهم الناعم مع المليشيات الحوثية ويضع بين أيديهم خيارات الحسم - عاجل السلطة المحلية بأمانة العاصمة تحذر مليشيا الحوثي من تزوير ونهب الممتلكات العامة والخاصة من الأموال والأراضي والعقارات أول رئيس يدعو لرفع هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب ويعرض مساعدات عسكرية لسلطة سوريا طلاق شراكة جديدة: 30 شركة بولندية تعتزم فتح مقرات في دولة عربية وزارة الأوقاف والإرشاد تكشف عن قائمة أسعار وتكاليف الحج للموسم 1446هـ مأرب برس يكشف أساليب وطرق المليشيات الحوثية في عسكرة جامعة صنعاء وطرق تحويلها الى ثكنات ووقود للأجندة الطائفية مؤسس الجيش الحر يكشف السر الحقيقي وراء إنهيار وهزيمة جبش بشار خلال معركة خاطفه

وداعا بي بي سي
بقلم/ أحمد الشلفي
نشر منذ: سنة و 10 أشهر و 19 يوماً
الجمعة 27 يناير-كانون الثاني 2023 06:29 م
 

عندما توفي ماجد سرحان المذيع الشهير في الـ"بي بي سي" وجدتني أكتب مقالا تحت عنوان (وهذا ماجد سرحان يرحل عنكم) بحثت عن هذا المقال في أرشيفي لكنني لم أعثر عليه لكنه باختصار عزاء للصوت الجميل الذي كنت أجيد تقليده في طفولتي عندما كان يبث عبر أثير إذاعة لندن فيقول قبل قراءة نشرة الأخبار "وهذا ماجد سرحان يحييكم ويقرأ عليكم نشرة الأخبار..".

قبل أيام أعلنت البي بي سي إغلاق مجموعة من إذاعاتها وبينها الناطقة بالعربية فوجدت رثاء ودموعا يملأ المواقع والمنصات، فلم أكن العاشق الوحيد لهذه الإذاعة الفريدة التي شكلت جيلي وأجيالا قبله وأجيالا بعده ورسمت في ذاكرتنا أسماء وشخصيات وبلدانا وحروبا وأدباء ونساء ورياضيين وأحداثا لا حصر لها ولا عد.

وجدت وأنا أقلب بين المعزين لإغلاق "بي بي سي" تشابها في تجربة العلاقة العاطفية مع هذه الإذاعة الآسرة للقلب.

كنت وأنا طفل صغير في قريتي التي تتوسط محافظتي تعز وإب أنتظر بشغف الساعة الثامنة صباحا حيث الأجواء الصحوة والخضراء وكانت ساعة بيغ بن تعلن بدء يوم جديد بالنسبة لي وموعد نشرة الأخبار بتوقيت لندن الخامسة فجرا. ما زالت "بيغ بن" ترن في أذني بصوتها الجميل وقبل ذلك أو بعده كان الإفطار لا يفوتني وأنا أتتبع نشرة الأخبار وأحداث السياسة العربية والدولية

كان موعدا إخباريا لطفل صغير. لم يكن والدي مهتما بالأخبار كثيرا لكنه كان يستمع للراديو وكانت البي بي سي أحد موارده للاستماع لأخبار العالم أو حين يكون في اليمن حدث كبير وكان جدي أيضا وفيا للراديو بشكل حميم سواء بي بي سي أو الإذاعات المحلية وبالخصوص إذاعة القرآن الكريم من مكة المكرمة.

لاحقا عندما أصبحت شابا في خريف الشهادة الثانوية كانت علاقتي بالبي بي سي الإذاعة سواء في الريف أو في المدينة أكثر من علاقتي بأي شيء آخر وتورطت في حب إذاعات أخرى مونت كارلو وصوت أميركا وصوت ألمانيا وهولندا وإذاعات أخرى تبث من دول غير عربية وكانت إحدى وسائلي لتلقي الثقافة والعلوم والموسيقى بالإضافة إلى الكتب والأدب.

كانت هذه الإذاعات وخصوصا البي بي سي منهلا للتعلم والتثقف فبرامجها غنية بكل ما هو مفيد وجديد والأسماء التي تشتغل على ذلك على قدر من المعرفة. إذاعة البي بي سي حفزتني وغيري في العالم العربي لسلوك طريق

الصحافة وكم تمنيت أن أعمل في إذاعة محلية وفي البي بي سي نفسها لكنني وجدت طريقي إلى الصحافة المكتوبة والتلفزيون قبل ذلك وما زالت رغبتي حتى الآن قائمة للعمل في الإذاعة في شكلها الجديد البودكاست رغم مرور عشرات السنوات.

بغض النظر عن كل هذا فإن رحيل (بي بي سي) عنا جسدا لا روحا يعيد سؤالا مهما حول التأثير وليس فقط الانتشار لوسائل الإعلام ولماذا بقيت الإذاعة الشهيرة كدرس قيم لكل صحفي عربي وظلت كفكرة أيضا وكأدوات مهنة ومنها تخرج وتعلم الكثيرون وبكوادرها تأسست وسائل إعلام كبيرة، الجواب ببساطة لأن البصمة الأولى للعمل المهني شكلتها مدرسة البي بي سي المتميزة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى حرية وقيما مهنية.

هل سنرثي بعد 84 عاما رحيل صرح إعلامي أو منصة كان لها نفس الأثر والتأثير في عالمنا العربي المضطرب والمكتوم فضاؤه بآلاف المنصات ووسائل الإعلام، أشك في ذلك لأن الزمن قد تغير والناس تغيرت ولم يعد شيء بسحر القديم وتألقه، والقديم جميل ولا يتكرر.