أمن الخليج يبدأ من اليمن
بقلم/ عارف أبو حاتم
نشر منذ: 8 سنوات و 4 أشهر و 22 يوماً
السبت 30 يوليو-تموز 2016 06:04 م
إذا كانت دول خليجية ستستهين بخطورة الحوثي وتهول من خطر الإخوان مثلا فهي دول تساهم في حفر الخندق الشيعي تحت قصور حكامها دون أن تعي.
فالسعودية مثلاً تعرف أنها تخوض معركة الألف سنة المقبلة، وأنها تحاط بخندق شيعي يحفر أراضيها من الجهات كلها العراق البحرين اليمن.
وتعرف أن في اليمن فقرا وشعبا مسلحا وبطالة وأموالا تتدفق لمقاتلين بالإيجار ستدفعهم قوى خارجية لإيذاء المملكة مستقبلاً ولن تكون اليمن أكثر من منصة انطلاق ومعسكر تدريب له وظيفة واحدة استنزاف المملكة عسكرياً وفي أحسن الأحوال إقلاق أمنها الحدودي، وفتح ممرات التهريب أمام تجار السلاح والمخدرات إلى أسواق الخليج.
أعتقد جازماً أن الغرب وتحديداً أميركا يدركون مكانة السعودية في قلب العالم الإسلامي، باعتبارها عاصمة المشاعر المقدسة ويريدون تفتيتها وهذا مستحيل، ولذلك أوكلوا أمر الحرب عليها إلى المسلمين أنفسهم: القاعدة وداعش والحشد الشعبي من الشمال، والحوثيين من الجنوب، وشيعة الخليج على ضفاف سواحلها الشرقية، خاصة في البحرين، وليس أمام السعودية إلا إعادة بناء تحالفاتها الاستراتيجية وتطوير منظومة دفاعاتها، والانتباه لقضايا أمنها القومي وعمقها الاستراتيجي، ولا يزال في الوقت متسع.
لابد من تحالف سعودي قطري تركي باكستاني مصري، يكون تحالفا صادقا وفاعلا وهو كفيل بتغيير خريطة المنطقة، وهذا أمر قد يأخذ مدى زمنيا، والمملكة الآن تتجه شرقاً لاستكمال مسيرة الانفتاح على روسيا والصين والهند التي بدأها الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز.
جانب آخر ومهم هو أن قيادة الخليج العربي لم تعد بحاجة لتوضيح موقف واشنطن وكل العواصم الغربية من الحركة الحوثية، فقد تبين لهم بالقطع أنهم أمام مشروع أميركي إيراني يستهدف أمن وسيادة كل الخليج، والمهم الآن لدى المجتمع الغربي هو تثبيت قواعد هذا المشروع المتمثل بتمكين الحركة الحوثية في اليمن، وشرعنة انقلابها والحيلولة دون نزع سلاحها أو تجريمها.
أما شريكهم صالح فقد تأكد له يوم بعد آخر أن حلفاءه الحوثيين أكثر خطرا عليه من خصومه في الخارج.. من خلال إقصائهم الشهر الماضي لكوادر مهمة وكبيرة محسوبة عليه وإحلال أفراد من ميليشيا الحوثي مكانهم، حيث تم استبعاد كثير من كوادر الدفاع والداخلية والاستخبارات والأمن القومي والقضاء وإحلالهم بموالين حوثيين.
صالح يدرك تماماً أنه يقف وحيداً في معركة متعددة الوجوه ويعرف أنه كبش المحرقة القادم، ولا سبيل لبقائه كقيمة سياسية إلا باستمرار الحرب، أو اتفاق يحفظ له ولحزبه شيئا من القوة ويضمن لهم شيئا من المستقبل السياسي.
لابد أن يكون الخليج العربي قد استوعب الدرس جيداً بعد أن غضت بعض دوله الطرف عن التمدد الحوثي في صعدة ثم احتلال عمران ثم اقتحام العاصمة وإسقاط شرعية الحكومة والنظام الجمهوري، والإعلان الفوري عن الولاء لإيران وكان من بين أهم القرارات عقب الانقلاب التوقيع على تسيير 14 رحلة جوية أسبوعياً بين صنعاء وطهران، وهي العاصمة التي لا يوجد فيها يمني واحد مغترب أو مقيم.
ومخطئ من يظن أن إصغاء الخليج العربي لنصائح الأميركان ستستمر، لأنها نصائح تطمئنهم اليوم لتدمر أمنهم القومي غداً، وهذه لحظة مفصلية لا يمكن التوقف عندها لأنها متعلقة بمستقبل أوطان وشعوب وأجيال متعاقبة.
عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
دكتور/ فيصل القاسم
أيها السوريون: لا تصغوا لهؤلاء المحرضين المفضوحين
دكتور/ فيصل القاسم
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
د . عبد الوهاب الروحاني
بين صنعاء ودمشق.. حتى لا تقعوا في الفخ
د . عبد الوهاب الروحاني
كتابات
البيان الإماراتيةانقلاب جديد في اليمن
البيان الإماراتية
عبد الله بن بجاد العتيبياليمن.. الحاجة لاستراتيجية جديدة
عبد الله بن بجاد العتيبي
ابو الحسنين محسن معيضصدقوني !! راح فيها الحوثي
ابو الحسنين محسن معيض
قرأة في بيان انقلاب تأكيد الإنقلاب الجذور والمسببات والمواجهة
د. عبده سعيد مغلس
مشاهدة المزيد