طيف .. وأد الإنسانية وموت الرجولة
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: 8 سنوات و 5 أشهر
الجمعة 22 يوليو-تموز 2016 04:24 م
طيف الرفاعي , برعم تفتح منذ عامين , قمر في ليلة تمامه , ضحكة تذهب غم المهموم , وبراءة تزيل كدر المغموم . بنت مديرية جردان , طفلة تماثل عسله شفاء , وتسبق ماءه صفاء , وتفوق نسيمه نقاء . يوم الاثنين11/7/2016 , في أيام عيد وفرح لبست أحلى ثيابها , أصلحت خصلة شعرها لتبدو في قمة جمالها . وبكل سعادة طفولية أخذت تشارك أهلها في عرس جماعي لأبناء مديريتها . ولكن هناك نفوسا لا تحتمل الخير والسلام , وتغرس الشر والإجرام , تسارع لوأد الفرحة , واغتيال البراءة . في غمضة عين خطفت يد الحرام الطفلة الصغيرة . وذهب كل قريب وغريب , وكل مخاصم وحبيب يبحثون عنها , وبعد 10 أيام عجاف , وُجِدت " طيف " مقتولة . 
يا أيها المجرم الجبان .. إن كان الدافع خصومة خاصة أو تنازعا عاما , وبلغ حجم حقك فيها أعلى مستواه , فذلك لا يبيح لك مطلقا أن تجعل من ذلك الوجه البريء وسيلة لشفاء غيظك وحقدك . يا أيها القاتل الحقير .. كيف طاوعتك نفسك على خطفها ؟ , هل أغمضت عينك حين قتلتها ؟ . ويحك ! كيف ستنظر إلى وجهك في المرأة كل يوم ؟ , ويلك ! بأي وجه ستلقى رب الناس غدا ؟ . لقد ماتت فيك كل ذرة من الإنسانية والرجولة . 
وقبل " طيف " كم أطفال كانوا محل انتقام الخصوم , ولحق بهم الأذى , قتلا وخطفا وتعذيبا , لأسباب مختلفة . قبلية , سياسية , تجارية , ثارات وانتقامات وتصفية حسابات , وغيرها من حجج العنف اللا أخلاقي ولا إنساني . وبعيدا عن الخلافات السياسية , والمشاكل القبلية , والنزاعات المختلفة , لماذا لا تجتمع الأمة لتأخذ عهدا على نفسها . أن لا يكون الطفل محل هذه الأفعال الشنيعة , وأن لا يمس له بدن ولا تروع له نفس في أي خصومة أو مقاضاة . ومن يفعل ذلك فليس له ولاية ولا حماية ولا رعاية , حتى ينال القصاص العادل . هكذا يجب أن يكون الناس جميعا في مواجهة قضايا المصالح الخاصة والعامة , وما يترتب عليها من حفظ وحماية للكليات الخمس . لا يكفي أن نتأثر ساعات ونتعاطف أياما , بل يجب أن يكون لنا موقف فعلي حاسم صادق تجاه هذه الظاهرة وغيرها من أعمال التخريب القبيحة , كي يتحقق لنا مجتمع متكاتف , ينطلق أبناءه بكل قوة لمحو كل شر وضر , دون النظر إلى وجه هذا ونسب ذاك . فهل من مجيب ؟. 
ـ صبرا واحتسابا آل الرفاعي . لا تجعلوا اليأس يسيطر عليكم , قاوموا هواجس النفس وهمزات الشيطان , رددوا : " إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون , لا حول ولا قوة إلا بالله , حسبنا الله ونعم الوكيل " . ولينتقم الله من كل ظالم معتد أثيم .
 طيف أحبها المولى , ومن حبه لها حفظها عنده في الدرجات العُلا , فاجتهدوا ـ صبرا وطاعة ـ على أن تلحقوا بها , فهي تنتظركم بشوق لتأخذوا بيدها نحو الفردوس الأعلى .

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
دكتور/ فيصل القاسم
أيها السوريون: لا تصغوا لهؤلاء المحرضين المفضوحين
دكتور/ فيصل القاسم
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
د . عبد الوهاب الروحاني
بين صنعاء ودمشق.. حتى لا تقعوا في الفخ
د . عبد الوهاب الروحاني
كتابات
الإمامة والوصية وأهل البيت فقه ورأي لا دين
د. عبده سعيد مغلس
الإنقلابيون والرهانات الخاسرة ورهانهم الأخير
د. عبده سعيد مغلس
عارف أبو حاتمرباعية اليمن الخائبة
عارف أبو حاتم
ياسين التميميعن اجتماع لندن الرباعي حول اليمن
ياسين التميمي
مشاهدة المزيد