عاجل :إسرائيل تستعد لتوجيه ضربات وصفتها بالقاضية للمليشيات الحوثية في اليمن المليشيات الحوثية تقتحم مجمع أبو بكر الصديق التربوي بحملة مسلحة وتعتقل أحد التربويين اللواء سلطان العرادة يطالب الشركاء الإقليميين والدوليين إلى تصحيح مسار العملية السياسية في اليمن والتحرك العاجل لردع المليشيات الحوثية مليشيا الحوثي تفرض حراسة مشددة على جثث الأسرى بعد تصفيتهم جنوب اليمن والأهالي يطالبون الأمم المتحدة بالتدخل العاجل اللواء سلطان العرادة يوجه إنتقادات لاذعة للإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي لتعاملهم الناعم مع المليشيات الحوثية ويضع بين أيديهم خيارات الحسم - عاجل السلطة المحلية بأمانة العاصمة تحذر مليشيا الحوثي من تزوير ونهب الممتلكات العامة والخاصة من الأموال والأراضي والعقارات أول رئيس يدعو لرفع هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب ويعرض مساعدات عسكرية لسلطة سوريا طلاق شراكة جديدة: 30 شركة بولندية تعتزم فتح مقرات في دولة عربية وزارة الأوقاف والإرشاد تكشف عن قائمة أسعار وتكاليف الحج للموسم 1446هـ مأرب برس يكشف أساليب وطرق المليشيات الحوثية في عسكرة جامعة صنعاء وطرق تحويلها الى ثكنات ووقود للأجندة الطائفية
ما قبل البداية:
وها أنا ذا ماضٍ !
أحمل فوق أكتافي بعض من أحلام الكادحين ..
ويحمل الكادحون على أحلامهم بعض من أكتافي !
إنني راحلٌ إلى حياة الموت ..
إنهم قادمون من موت الحياة !
عاهدتهم على أن نلتقي على مفترق حياة !
أخذت شيء من حلم يكاد يفلت.. أخبرته أن هذه الأرض ليست صالحة لممارسة حياته ..
حاولت أعادته إلى مكانه حيث بقية الأحلام التي تعيش آمنة بعيداً عن الاستخدام فوقعت جميعها ..
لم أشاهد يوماً أحلاماً مبعثرة على قارعة طريق مليء بالمارة !
البداية:
يحمل الطالب بين كتفيه أعلى مراتب الطموح في سنته الثانوية الأخيرة، وليس أمّرُ عليها من أن يحملها على كتف وَهْن لم يسبق استخدامه من قبل في حمل الأشياء الثقيلة.
أمسكت حبل الحديث حفاظاً مني على ممارسة عادة قتل فضولي قبل فوات الأوان ، أو ربما خوفاً من أن تَفتِك بي الأحلام ؛ فالأحلام تلقي بحامليها عندما لا يمسكون حبال الحديث !
يتحدث صديقي عن ذكرياته في مرحلته المدرسية الأخيرة يقول:
- استقبلنا بدر شاكر السياب على ضواحي كتاب البلاغة بقصيدته يا غربة الروح في دنيا من الحجر.. المسافات فيها بلا سفر وكانت النار فيها تلقي به في أحاديث من ماض يقتله قبل موعد البدء في الحياة ! .. تلك اللحظة مع السياب لم تكن هي ما ابحث عنه في بداية عامٍ جديد!
ينادينا صلاح عبد الصبور- من بعيد - :
يا صاحبي ، إني حزين
طلع الصباح ، فما ابتسمت ، ولم ينر وجهي الصباح
ثم ما ندري ما الذي يلتهم العالم بين سطور عبد الصبور الحزين حتى ننتهي على مشهد جنائزي و "الحزن يفترش الطريق" !
وفي الحين الذي يستسلم صلاح عبد الصبور لحزنه الضرير الصموت الطويل الذي يحمله من الجحيم إلى الجحيم .. مضينا نحن نحو البارودي نراه عالقا في عيون المها يعاني الشوق والغربة وغبن الدهر لكنه – وبرغم حزنه - كان يلقي علينا كم هائل من الأمل مع كل حرف في قصيدته كنا نردد معه:
فيا قلبُ صبراً إنْ جزعتَ؛ فربما .. جرتْ سنحاً طيرُ الحوادثِ باليمنِ
يقول صديقي:
- كنت أشعر أنني مع البارودي على نفس الرحلة في طريقنا نحو جزيرة سرنديب، أعيش مأساته وربما حلمت بذلك حتى في المنام!
أخبرته أنني كنت أعيش مع البارودي وحيَدين في تلك الجزيرة طوال سنتي الثانوية الأخيرة .. وأخبرت البارودي أن لدينا مشاكل كثيرة ليس من بينها الصبر وأنه لا يوجد لدينا أي مشكلة مع الصبر نفسه!
لم يكن صديقي يذهب إلى الفقه كثيرا، لكني كنت استمتع بوجودي مع القاضي شريح رحمة الله عليه كان يمثل لي رمز القوة والعدل كنت على ثقة كبيرة أنه من الممكن أن نعيش في اطمئنان بوجود قاضٍ كماه .. ثقة بالعيش بلا خوف من الأمام علي رضي عنه أو أي أحد من أحفاده.
لا أدري كيف بنيت في ذهني أن القاضي شريح كان يمتلك حانوتاً ! .. ولكنني لا أزال حتى يومنا هذا أمارس عادتي في انتظاره على باب حانوته الذي ظل مغلقاً على الدوام بناء على أوامر عليا من أحفاد الأمام علي كرم الله وجهه !
وحينما كنا نشعر بحاجتنا إلى العزاء كنا نمضي نحو البردوني ينشدنا بعض من :
نحن اليمانين يا " طه " تطير بنا .. إلى روابي العلا أرواح أنصار
نجح البردوني في طمس كل هزائمنا السابقة .. لكننا ما نكاد أن نعود إلى الحلم في رحلة نحو السياب وصلاح عبد الصبور والبارودي نتلقى هزائم أخرى نعود بها نحو البردوني يواسينا هزائمنا الجديدة!
في العام 2011 فكرت بالمشاركة في الثورة إنقاذاً لحلم كان يحمله البارودي أو ربما شغفاً مني برغبة الرحيل نحو سرنديب، وحينما انتهينا من حلمنا نفيت إلى مكان آخر فيه كل شيء إلا البارودي.
تذكرت - معاناة البارودي - الآن :
فإن أكُ فارقت الديار فلي بها ... فؤاد أضلته عيونُ المها مني
ثم أما بعد:
أيها المارون على الرصيف القديم ، لا تدوسوا شيئاً من تلك الأحلام الملقاة أمامكم فإنها لشعب لا يموت..!