آخر الاخبار
إلى الأعزاء في الإصلاح..أما بعد:
بقلم/ بلال الجرادي
نشر منذ: 10 سنوات و شهرين و 30 يوماً
الثلاثاء 23 سبتمبر-أيلول 2014 08:19 ص

ما حدث ويحدث بصنعاء ليس انقلاب فالسلطة المنقلب عليها-منطقيًا- يجب أن لا تكون مشاركة فيما حدث إذا ما اعتبرناه انقلابًا ،لكن الحاصل اليوم هو إعادة تشكيل وترتيب المشهد السياسي اليمني وفق أجندات داخلية وخارجية ، وذلك بإزاحة إطراف ومحاولة جرها للعنف مقابل تحقيق انتصارات وهمية لأطراف أخرى ما تزال تعيش مرحلة المراهقة السياسية ،ويشوب تصرفاتها الكثير من أعمال الطيش والانحراف .
لقد أثبتم -أي الاصلاحيين- عِظم مشروعكم السلمي وطريق النضال الذي دأبتم عليه ،ويحسب لكم في هذا الظرف تحديدًا تفويتكم الفرصة على المرجفين في المدينة والذين أرادوا إدخالكم في مواجهات دموية لا تبقي ولا تذر.
نعم استهدفتم بشكل منظم وبرعاية رسمية من الدولة ،ونعم اقتحمت مقاركم ووسائل إعلامكم ،لكنكم أظهرتم قوة تحمل وجلدة عجيبة وغريبة بدى فيها العدو قبل الصديق مندهش من هذا الثبات الذي انتم عليه.


ما حدث بصنعاء هو سقوط للدولة وليس للإصلاح ،فهذا الحزب عظيم بعظم قواعده العريضة فوزارة الدفاع "العرضي" لم تكن يوم من الأيام مقرًا لاجتماعاتكم حتى يقول الجاهل فينا أن الحوثي تمكن من القضاء عليكم،وقيادة القوات المسلحة لم تكن ايضًا مسرحًا تقيمون عليه ندواتكم ونشاطاتكم الأسبوعية،ورئاسة الوزراء ليست مكتبًا للهيئة العليا للحزب وكذا البرلمان،ومقر الفرقة الأولى مدرع ليست جناحكم العسكري كما يروج لذلك السحرة والمنجمون، فاللواء محسن لم يحضر اجتماعًا تنظيمًا واحدًا معكم ،هو عضو في المؤتمر الشعبي العام –أكبر الأحزاب السياسية في اليمن- ،كل ذنبه ومعه القشيبي انهم انحازوا لخيار الشعب الذي اطاح بصديقه القديم صالح،لتطالهم يد الخيانة لتقتل الأول وينجو منها الثاني بإعجوبة،وكل ما نهب وينهب هو من أملاك الدولة الرخوة ولا حق لكم فيه.

لا تقلقوا على مستقبلكم ولا  تحزنوا على شريحة من المجتمع احتفلت بسقوط صنعاء، وبينما هي تحتفل كانت الصحة تعلن عن انتشال نحو 200 جثة قتلت ،بعضها قدم كقرابين للسيد ،وبعضها استشهد وهو يؤدي واجبه الوطني ،وكثير منها سقط في حرب لا ناقة لهم فيه ولا جمل.

أعزائي الإصلاحيين: لا عزاء على دولة هشة رئيسها ظل يتحدث عن الخطوط الحمراء ،وهو يقود مؤامرة رخيصة توسع إمبراطوريته، وتعيد إنتاج نظام بائد في عملية أشبه بتدوير علب البلاستيك.
لا عزاء لدولة كان وزير دفاعها يتفقد مشاريع الصرف الصحي في الجنوب، بينما مقربين منه في الشمال يقدمون التسهيلات تلوا الأخرى، لتلتهم الجماعة المسلحة ما تبقى من جسد الدولة المهتز، وبدلا من نزع سلاح المليشيا المسلحة نزعت تلك الجماعة سلاح الدولة تحت يافطة "تنفيذ مخرجات الحوار"


استمروا في مشروعكم السلمي واستمعوا لأفكار شبابكم الصاعد وجددوا دماء الحزب ولا تلتفوا لدعاة الحرب مشعلي الفتن فالوطن للجميع.