بعد محاولة استهداف وزير الدفاع شعرت أن هويتي الدينية تتعرض لهجوم سببه أقلية فهمت الدين على طريقتها ،وتريدنا ان نفهمه على طريقتها، ونمارسه على طريقتها

لقد اختار القتلة وزير الدفاع محمد ناصر احمد بعناية شديدة فإغتياله رسالة ذات أبعاد عدة ولا أدل على ذلك من طريقة ومكان اغتياله أمام رئاسة الوزراء بعيدا عن ساحة المعارك التي كان يقودها ، وليس أقلها أهمية هو أن وزير الدفاع كان رمزاً للحرب الجادة على الإرهاب ، وانه حقق بحق انتصارات مشهودة على القاعدة والتنظيمات المتطرفة التي زرعت في جنوب وطننا.

وفيما لاتزال الشبهات تحوم حول أنصار المخلوع نظير علاقاتهم بجماعات التطرف والإرهاب وتغذيتهم وتهريبهم من السجون الحصينة .. ونظير تمرد محمد ناصر احمد على المخلوع وظهر هذا جليا منذ توليه منصب وزير الدفاع في حكومة الوفاق و موقفه الحاسم من انسحاب وزراء المؤتمر من جلسة مجلس الوزراء احتجاجاً على تصريحات لرئيس الوزراء وصف فيها الرئيس المخلوع بالخرف، ورفض حينها وزير الدفاع الانصياع لأوامر صالح وحضر الجلسة، كل هذه المؤشرات تدل على ولاء قوي للرئيس هادي تؤهله لأن يستحق لقب نائب الرئيس غير المعلن وذراع هادي اليمين

يقدم وزير الدفاع أنموذجاً مثاليا للمدافع الحقيقي عن الوطن والمحارب الأصيل عن بؤرة التطرف والإرهاب التي يدرك جيداً أنها مقحمة على الجنوب الذي عرفه وعاش في ربوعه وهو عنوان للسلام والانفتاح والتسامح في كل تاريخه .

اشعر كمسلم بحرج مع كل عملية إرهابية: ومايحز في نفسي أن ما يرتكب يتم باسم الإسلام

أيها الإرهابي إذا ولدت مجرما قاتلاً و أردت ان تقتل الأبرياء فهذا شأنك ولك العقاب والقصاص في الدنيا من قبل العدالة و في الآخرة ممن له كل السلطات في الأرض والسماء ،ولكن لا ترتكب هذه الجرائم باسم الإسلام، فالإسلام ليس لكم وحدكم أيها الإرهابيين ،انه لنا أيضا ،انه ديننا مثلما هو دينكم، فلا تسرقوه (منا) نحن المسلمين المعتدلين

لو أن النبي محمد(ص) قبل ألفا وخمسمائة عام سن النهج الذي يسير عليه الإرهابيون اليوم لسفك دماء جميع أهل مكة وبرر فعلته بإسم الإسلام ، كما بررها بما تعرض له هو شخصيا عندما عذب وشرد وطرد من وطنه، لكنها سماحة الإسلام ورحابه صدر نبي الإسلام منعته من ذلك .

أيها الإرهابي ،لك دينك ولنا ديننا، لك إسلامك المتطرف ولنا إسلامنا المعتدل، لك قلبك الأسود ولنا قلوبنا البيضاء، إسلامنا رحمة وسماحة وصفح ،وإسلامكم عنف وقتل وذبح ،إسلامنا في (ضميرنا) الإنساني وإسلامكم في (أحزمتكم الناسفة) ، إسلامنا في (عقلنا المنفتح) ،وإسلامكم في (أدمغتكم المغسولة(

افعلوا ما تشاؤون، تعبدوا كما تريدون، امنوا بما تؤمنون ،ولكن لا تفعلوا هذا باسم الإسلام، لأنكم بذلك لاتخدمون الدين ،وإنما تؤلبون قلوب الآخرين وعقولهم على الإسلام .

قتل من يحمون الوطن ليس جهادا قتل الأطفال ليس جهادا، قتل النساء ليس نضالا ، قتل من لا يؤمنون بما تؤمن ليس (ثورة) ،ولا إكراه في الدين ،ولا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء .

باستخدام اسم الدين في القتل فانك تسطو على سلطه الله، الله وحده الذي يهب الحياة، والله وحده من يأخذها ، أن تقتل باسم الإسلام فأنت تسرق الدين من أتباعه الآخرين .

حين تقتل نفسا فانك تسرق حق هذه النفس بالحياة، وحين تكذب فانك تسرق حق الأخر بمعرفة الحقيقة، وحين تغتصب تسرق جزءا من الأخر،جزءا جسديا وجزءا نفسيا ،وبالعودة إلى القتل فأنت عندما تقتل فأنك تسرق حق (الله)في قبض الروح، وان سرقت حق الله فأنت لا تؤمن به .

لا أفتي ،ولكن هؤلاء الإرهابيين الذين قضوا في كل التفجيرات الإرهابية في أي مكان قتلة (كانوا)،وقتلى (أضحوا) ،إن صنفتهم ك(شهداء)فأنت إنما تدعمهم وتؤيد ما قاموا به، كونهم مسلمين لا يجعلهم (شهداء) ،الأبرياء المسالمين الذين قتلوا في التفجيرات هم الشهداء ، سواء أكانوا مسلمين ،مسيحيين،يهود،الذي يقتل ( بضم الياء) بلا سبب ضحية شهيد الذي يقتل ( بفتح الياء) بلا سبب مجرم قاتل.