آخر الاخبار

عاجل :إسرائيل تستعد لتوجيه ضربات وصفتها بالقاضية للمليشيات الحوثية في اليمن المليشيات الحوثية تقتحم مجمع أبو بكر الصديق التربوي بحملة مسلحة وتعتقل أحد التربويين اللواء سلطان العرادة يطالب الشركاء الإقليميين والدوليين إلى تصحيح مسار العملية السياسية في اليمن والتحرك العاجل لردع المليشيات الحوثية مليشيا الحوثي تفرض حراسة مشددة على جثث الأسرى بعد تصفيتهم جنوب اليمن والأهالي يطالبون الأمم المتحدة بالتدخل العاجل اللواء سلطان العرادة يوجه إنتقادات لاذعة للإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي لتعاملهم الناعم مع المليشيات الحوثية ويضع بين أيديهم خيارات الحسم - عاجل السلطة المحلية بأمانة العاصمة تحذر مليشيا الحوثي من تزوير ونهب الممتلكات العامة والخاصة من الأموال والأراضي والعقارات أول رئيس يدعو لرفع هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب ويعرض مساعدات عسكرية لسلطة سوريا طلاق شراكة جديدة: 30 شركة بولندية تعتزم فتح مقرات في دولة عربية وزارة الأوقاف والإرشاد تكشف عن قائمة أسعار وتكاليف الحج للموسم 1446هـ مأرب برس يكشف أساليب وطرق المليشيات الحوثية في عسكرة جامعة صنعاء وطرق تحويلها الى ثكنات ووقود للأجندة الطائفية

حركة الإخوان المسلمون والمنعطف التاريخي
بقلم/ د. عبدالعزيز سمران
نشر منذ: 13 سنة و 4 أشهر و 5 أيام
الخميس 11 أغسطس-آب 2011 07:18 ص

منذ قيام الحركة في عشرينيات القرن الماضي وهي تنهج النهج الوسطي في كل شؤونها، وتعتبر أن الشريعة الإسلامية أساس لكلِّ شيء، بدايةً من الحكم وانتهاءً بسياسة التعامل مع الآخر. وبالرغم من الحركة قد دعت للتحرر من الاستبداد منذ بدايات القرن الماضي (يمكن ملاحظة ذلك من خلال أدبياتها)، إلا أنها هُوجمت واُعتقل الآلاف من أعضائها وقُتل آلافٌ آخرون، ولكنها ظلت متمسكة بخيار التحرير ورفع الظلم، والوسطية في التعامل، والانحياز لمطالب الشعوب.

وإذا ما أمعنا النظر اليوم في ربيع ثورات العالم العربي (كما في مصر، سوريا، اليمن، تونس، ليبيا) سنجد أن الحركة ساهمت بشكلٍ فعال في هذه الثورات، أفرادها ينتشرون في ساحات التغيير والتحرير، ينظمون هذه الثورات ويتصدرون المقدمة في أصحاب الصدور العارية تجاه الرصاص الحي، يقدمون كل ما يملكون من أجل تحرير الأوطان من الاستبداد والظلم الذي ظل ردحاً من الزمن مهيمناً على هذه الشعوب. بل وفوق ذلك برهنوا قبولهم بالآخر فلم يقيموا أي وزن للانتماء السياسي أو الطائفي أو المذهبي، وإنما كان هدفهم الأكبر هو انتصار هذه الثورات ونيل الحقوق والحريات. فكانوا بحق رسل حضارة وأصحاب مبادئ كسبوها من خلال تجاربهم مع حكامهم لردحٍ من الزمن. وأتذكر هنا موقف لمرشد الحركة في مصر في ساحة التحرير عندما سئل عن هدفهم من ذلك، فكانت إجابته: نريد رضاء الله تعالى.

وهاهي الحركة اليوم تثبت وتبرهن من جديد (عكس ما يصوره الآخرون عنها) أنها الأقرب إلى قلوب الناس، وأنها مع مطالبهم في سبيل نيل الحريات التي كفلها الشرع للجميع (دون استثناء)، هذه الحريات التي اُنتزعت من هذه الشعوب في ظل وجود أنظمة لا هم لها سوى إذلال هذه الشعوب وتركيعها والدوس عليها بدون رحمه، مع سرقة مقدرات هذه البلدان والتنافس المحموم في رفع أرصدتهم في بنوك الخارج على حساب أقوات الناس. هذه الأنظمة لم تخشَ من أي تياراتٍ أو أية تنظيماتٍ قدر خشيتها من تيار الإخوان المسلمون، لذا قامت هذه الأنظمة بضرب الحركة بيدٍ من حديد (كما في مصر وسوريا وتونس)، بل وفوق ذلك كله سخرت الكثير من امكانياتها للفتك بالحركة، واتهموها بالكثير من التهم، كالعمالة والتطرف والإرهاب والفساد والسعي للسلطة على حساب الشعوب وووو إلخ، في حين اتضح للجميع أن جميع هذه التهم تخص هذه الأنظمة: فمن يدعم الإرهاب ويغذيه هي هذه الأنظمة، ومن اتصف بالعمالة وقَتَل مواطنيه بأيدي أجنبية هي هذه الأنظمة، ومن يستورد الأسلحة المختلفة من أجل ضرب هذه الشعوب هي هذه الأنظمة، ومن يطلب السلطة على حساب الشعوب هي هذه الأنظمة. لم تحرك هذه الأنظمة ساكناً تجاه أعداء الأمة الاسلامية والعربية، ولكنها تحركت بكل ما أوتيت من قوة من أجل ضرب شعوبها لمجرد أنهم طالبوا بالإصلاح وإيقاف العبث بمقدرات بلدانهم.

واستغرب عندما أسمع من البعض قولهم بأن الإخوان هدفهم من ذلك كله هو الوصول لكرسي السلطة فحسب، وهنا أقول بأن السلطة لدى الإخوان وسيلة وليست غاية، وما المانع من أن ينافس الإخوان للوصول إلى الحكم، وتحكيم شرع الله الذي كفل الحقوق للجميع مسلمين وغير مسلمين، فقراءً وأغنياءً، صغاراً وكباراً، إناثاً وذكوراً. أم أن الأفضل أن يستمر الحكم في ظل أنظمه لا تعترف بشرع الله، وإن اعترفت فيظل ذلك حبراً على ورق، يتدخل الحاكم في كل صغيرةٍ وكبيرة، يعفو عمن يشاء ويعذب من يشاء والعياذ بالله. وفوق ذلك كله أثبتت هذه الأنظمة المستبدة (العلمانية منها والقومية والاشتراكية) فشلها في الحكم، فمعظم الحكومات العربية لا تمتلك سياسات واضحة تخدم أبناء هذه البلدان على كافة الأصعدة. فالتعليم متراجع، وسياسات داخلية وخارجية فاشلة، واقتصاد منهار او هش (حتى في الدول التي تعتبر ذات مدخول فرد عالي تعتمد فقط على المنتوج النفطي الذي في حال نضوبه ستدخل هذه الدول في متاهات من الفقر والبطالة).

وهنا فإن الحل هو العودة للنبع الصافي كما سطرته الحركة، وأسست له كشعارٍ لها وكمنهج حياة: الإســـلام هـو الحـل.

aasamran@gmail.com