شمال غزة يباد.. والصحة العالمية تكشف عن وضع مروع في مستشفى كمال عدوان انفجار يقتل أرفع مسؤول نووي في الجيش الروسي تحرك تركي عسكري سريع ومكثف في الساحل يباغت الدول المجاورة شاهد ما يشبه انفجار قنبلة ذرية في جزيرة بمساحة قطاع غزة مقتل قائد قوات الدفاع الإشعاعي والكيمياوي بالجيش الروسي ومساعده بانفجار في موسكو ضربة جوية أميركية تستهدف منشأة قيادة وسيطرة للحوثيين في صنعاء الكشف عن مقبرة جماعية جديدة في سوريا تحوي 100 ألف جثة على الأقل عاجل :إسرائيل تستعد لتوجيه ضربات وصفتها بالقاضية للمليشيات الحوثية في اليمن المليشيات الحوثية تقتحم مجمع أبو بكر الصديق التربوي بحملة مسلحة وتعتقل أحد التربويين اللواء سلطان العرادة يطالب الشركاء الإقليميين والدوليين إلى تصحيح مسار العملية السياسية في اليمن والتحرك العاجل لردع المليشيات الحوثية
المخدرات من أعظم الأمراض فتكاً بالمجتمع؛ لأنها تفقد الإنسان عقله، وحينها يتحول الإنسان السميع البصير العاقل إلى حيوان بهيم وإلى وحش مفترس، وقد انتشر داء المخدرات بين شبابنا، فاشترك هو والإرهاب في تدمير الشخصية الإسلامية وتشويه الصورة الجميلة للشاب المسلم ونتج عن المخدرات إعدام العقول وضياع الأسر والقتل والمنكرات والفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأصبح للمخدرات عصابات إجرام ومافيا إفساد، وحمل أصحاب المخدرات السلاح يهددون به أمن الناس ويبتزون أموالهم ويهتكون أعراضهم، وكم من عقل ذكي وذهن عبقري تحوّل صاحبه إلى ثور بليد، ولص عنيد، وشيطان مريد، فصار خلف القضبان بعدما فقد إنسانيته وخسر مستقبله ودمّر ذاته ومجتمعه. ونحن أمام المخدرات نحتاج إلى سلاحين قويين: سلاح التوعية والتربية وسلاح القوة، أي: الحجة والبرهان والسوط والسِنان، فلا بد من أن يشارك المجتمع كله في حرب المخدرات، فالأب برعايته، والداعية بتوجيهه، ورجل الإعلام بتحذيره، والجندي بمراقبته، والشاب بتحصينه، والمخدرات بل المسكرات بأنواعها هي أم الخبائث؛ لأن كل جريمة ومعصية سوف تحصل بعدها، فمن رضي بإذهاب عقله وضياع رشده فسوف يفعل كل ما يعيب وما يشين. وفي المجتمع أسر تهدّمت وذهب استقرارها بعدما وقع المسؤول عنها في المخدرات فأصبحت العائلة فريسة للجهل والمرض والفقر والجريمة، ولله كم من عبقرية مرّغتها المخدرات في التراب! وكم من ذهن وقّاد حوّلته المخدرات إلى مزبلة! وكم من قلب كبير وهمّة عالية صارت بعد التخدير لعبة في يد الشيطان! صاحب المخدرات غدة سامة في جسم الأمة، وعضو مشلول في بدن الوطن، وعين عوراء في وجه المجتمع، صاحب المخدرات عدو للأمن والعلم والاستقرار والتقدم والفضيلة، صاحب المخدرات بهيمة في مسلاخ إنسان ودابة في هيئة رجل؛ لأن الله عز وجل شرف الإنسان بالعقل وميّزه بالإدراك وخصه بالوعي، ولكن صاحب المخدرات لا عقل ولا إدراك ولا وعي، فهو مسلوب الإرادة منزوع الرشد ذاهب البصيرة فاقد التمييز، صاحب المخدرات كان يُنتظر أن يكون على كرسي التدريس وعلى منبر التوجيه وفي نوادي العلم والمعرفة وفي صروح المجد والعطاء، ولكنه رفض ذلك كله وتحول إلى مفسد شرير وإلى عضو فاسد وفرد منبوذ وإنسان حقير رخيص تافه فاشل، فتبرأت منه المساجد وطُرد من الجامعة وحورب من الأمة وسُخِط عليه من الوالدين ونبذته القرابة وأدانته المحكمة وأهانه الرجال «وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ»، إن صاحب المخدرات تحول من عالم الاحترام والتبجيل والتقدير والإكرام إلى سجن المهانة والمذلة والضرب والزجر والتهديد، فسبّه الرجال وحكم عليه القاضي وجلده الجندي ودعا عليه الوالد وتبرأت منه الوالدة وصار نقمة على الأسرة ومسبّة للقبيلة ولعنة على نفسه وخيبة لمستقبله.
إن الواجب علينا أن نقف صفاً واحداً أمام طوفان المخدرات حمايةً لأمننا وبيوتنا وأعراضنا وشرفنا وإسلامنا ومستقبلنا، وقد حاول بعض الآباء عبثاً أن يدركوا أبناءهم بعدما وقعوا في المخدرات ولكن هيهات، فات الأوان، وقضي الأمر الذي فيه تستفتيان؛ لأن الإهمال وتضييع الأسرة والتفريط في التربية مع القدوة السيئة أنتجت ابناً عاقاً شريراً فاسداً مفسداً انتهى به الحال من المسجد والجامعة والنادي والمصنع والمؤسسة إلى قاطع طريق إرهابي محارب للمجتمع لص محترف، تجده في عصابة يخطط في البوادي ويهرب من وجه العدالة ويختفي في المغارات والأودية ورؤوس الجبال يُطارد كما يُطارد الثعبان ويُقتل كما تُقتل الحيّة ويُسحب كما تُسحب الشاة، وقد أصبح جثة مليئة بالدنس والرجس والنجس، فلا وضوء ولا طهارة ولا غسل ولا نظافة ولا قداسة «إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ