آخر الاخبار

اللواء سلطان العرادة يدعو الحكومة البريطانية الى تفعيل دورها الاستراتيجي في الملف اليمني وحشد المجتمع الدولي للتصدي للدور التخريبي لإيراني .. تفاصيل الاتحاد الدولي للصحفيين يناقش مع صحفيين يمنيين وسبُل محاسبة المتورطين في الانتهاكات التي تطالهم عاجل العميل الإيراني رقم إثنين .. الهدف القادم الذي ينوي الغرب والعرب استهدافه واقتلاعه.. ثلاث خيارات عسكرية ضاربة تنتظرهم ما يجهله اليمنيون والعرب ..لماذا لا يجب ترك شاحن الهاتف موصولاً بالمقبس الكهربائي بشكل دائم؟ من هو الأفضل في 2024 بحسب الأرقام؟ كريستيانو رونالدو أم ليونيل ميسي.. عاجل تحسن هائل في سعر الليرة السورية مقابل الدولار .. اسعار الصرف شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا جدل بشأن عودة السوريين اللاجئين في أوروبا إلى بلادهم بعد سقوط الأسد وزير الدفاع التركي يكشف عن عروض عسكرية مغرية قدمتها أنقرة للحكومة السورية الجديدة

ليس معروضاً للبيع ولا مسموحاً السطو عليه!!
بقلم/ أ.د سيف العسلي
نشر منذ: 17 سنة و 6 أشهر و 18 يوماً
الأحد 27 مايو 2007 04:52 م

* - لا تعرض الأوطان للبيع فلا يوجد أسواق لبيع الأوطان أصلا فالسوق يوجد عندما توجد سلعة أو خدمة معروضة للبيع ولا يتحقق ذلك إلا بوجود شخص يملكهما ويرغب في بيعهما طوعاً مقابل ثمن معقول وكذلك إلا بوجود شخص أخر يرغب في شرائهما منه مقابل ثمن معقول أيضا.

ولذلك فإن الأوطان ليست سلعا أو خدمات معروضة للبيع لعدم وجود البائع والثمن.. صحيح أن هناك من يريد أن يشتري الأوطان لكن مثل هذا لا يلتفت إليه أحد.

لأن الأوطان تعني لمواطنيها الأمن بكل معانيه ومستوياته وأبعاده ولان الأوطان تعني لمواطنيها الكرامة والعزة والانتماء ولأن الأوطان تعني لمواطنيها الفرص غير المحدودة والإنسانية، ولأن الأوطان تعني لمواطنيها الحب ولأن الأوطان تعني لمواطنيها الحياة.

لأن بيع الأوطان يعني القبول بالخوف ولأن بيع الأوطان يعني القبول طوعا بالذل والإهانة ولأن بيع الأوطان يعني القبول بالعبودية ويعني القبول بتخلي الإنسان عن إنسانيته والقبول بالتعامل معه ليس كالحيوان بل كسلعة ولأن بيع الأوطان يعني القبول طوعا بتخليه عن حقه في اختيار عمله وموطنه ويعني تخليه عن استخدامه لمواهبه التي وهبه إياها الله وأتمنه عليها، ولأن بيع الأوطان يعني القبول طوعا بالظلم الذي يعني التسليم بأحقية سلالة أو طائفة أو مجموعة في احتكار الحكم والاختصاص بالثروة والسلطة ولأن بيع الأوطان يعني القبول بالتفرقة والتعصب بدون سبب ولان بيع الأوطان يعني استبدال الحب بالكراهية ولأن بيع الأوطان يعني القبول بالموت وأن ظل البائع حيا.

فكل من يحاول الاستحواذ على السلطة أو الوصول إليها على طريق استخدام الفهم غير الصحيح للدين أو السلالة والمذهب أو المنطقة هو في الحقيقة يحاول شراء الوطن فالوطن حينئذ سيصبح فقط وطنا لأتباع هذا الفهم المغلوط من الدين وهذه السلالة وهذا المذهب وهذه الطائفة بل أنه سيصبح فقط وطنا لمن تأجر بالدين أو السلالة أو المذهب أو الطائفة وسيحرم من خيراته الآخرون.

من المؤكد أن لا يتنازل أي مواطن واع عن وطنه لأي سبب من الأسباب إذ انه لو أعطي مال الدنيا كلها ما عوضه ذلك عن وطنه، ففي حال تنازله عن وطنه فسوف لن يجد مكانا يمكنه من الانتفاع بهذا المال بطريقة كريمة فقد لا يسمح له ببناء القصور ولا الحصول على السيارات ولا اقتناء الطائرات ولا الاستمتاع بسلع استهلاكية أخرى حتى لو سمح له بذلك فإنه سيكون بثمن باهظ وفي هذه الحالة فإنه سوف لن يشعر بالطمأنينية والرضا .

فالأوطان نادرة ولذلك لا يسمح في الغالب بتعددها لأنه ببساطة لا يوجد سوق لبيع الأوطان.

ونتيجة لذلك فإن بعض الجشعين والطامعين يحاولون انتزاع أوطان الآخرين باستخدام المكر والخداع والتضليل وفي الأخير القوة إن هؤلاء لا يقنعون بمشاركة الآخرين المواطنة بطريقة متساوية.

وكل من يتقاعس عن الدفاع عن الوطن فهو يشجع الآخرين على بيعه حتى في إقصائهم عن حقوقهم، أن ذلك قبح والأقبح منه تعللهم بأن الرئيس حفظه الله تسامح مع الآخرين، الحقيقة أنهم يعتقدون بأن إضعاف الوطن سيسمح لهم بالسيطرة عليه واحتكاره لأنفسهم إنهم لم يقنعوا بأن لهم نصيبا من الوطن مساويا لغيرهم فدفعهم حقدهم وحسدهم وجشعهم للسعي لضم نصيب الآخرين حتى يتمكنوا من ممارسة الظلم المتمثل في التفرقة والاستعلاء والسطو على ثروات وحقوق الآخرين.

لقد حاول في البداية ما يسمى بالحوثيين ممارسة التضليل لشراء الوطن فعندما أدرك الشعب ذلك وأفشل خططهم أدركوا أن مشروعهم البغيض لا يمكن أن يقبل به الناس طوعا من خلال صناديق الاقتراع ولذلك لجأوا إلى استغلال الحرية والديمقراطية المتاحة لكل مواطن للاستعداد للاستيلاء عليه بالقوة، وعندما افتضح أمرهم مرة ثانية لجأوا إلى العنف كوسيلة للسطو على الوطن بدون أي مبرر.

فهذه الفئة تعتقد أنها خلقت لتحكم بأمر الله أما غيرهم فقد خلقوا ليحكموا فقط وكل من يعارض فكرهم فهذا هو في نظرهم يعارض الله وبالتالي فإنه يستحق القتل والتعذيب، إن هذا الفكر ليس فكرا نظريا ينبغي عدم إدانته مسبقا والانتظار إلى حين الشروع في تطبيقه بل إنه فكر قد طبق على أرض الواقع.

فمن منا لا يتذكر الاقصاء والتجهيل والإذلال والقهر الذي تعرضت له قطاعات واسعة من أفراد الشعب عندما حكم اليمن أجداد من يعتنق مثل هذا الفكر.

وعلى الرغم من اتضاح أمر هؤلاء واستفحال شرهم فإن موقف ما يسمى بأحزاب اللقاء المشترك(المعارضة في اليمن) المراوغ يثير الاستهجان.

أنهم وإن لم يجرؤا على تأييد الحوثيين مخافة من الشعب فإنهم لم يجرؤا على إدانتهم صراحة لأنهم ربما ينوون ممارسة نفس الأسلوب في المستقبل أن ذلك يثبت أن ما يجمع بين الطرفين هو السعي لمصادرة حقوق المواطنين غير الموالين لهم لقد كان على أحزاب المعارضة أن تقف مع الدولة ضد من يحاول الاعتداء على حقوق الآخرين بما فيهم أحزاب المعارضة فإذا لم تقف أحزاب اللقاء المشترك مع الحكومة في هذا الأمر الذي يهدد وجودها كما يهدد وجود الآخرين فمتى ستقف معها؟

ولكن بفضل وفطنة وحكمة فخامة الأخ علي عبدالله صالح فقد اتضح مشروعهم في وقت مبكر ففخامة الأخ الرئيس فرق بين ممارسة حقوقهم كمواطنين فسمح لهم بها فقد سمح لهم بممارسة حرية التعبير لكن عندما حاولوا أن يفرضوا فكرهم على الآخرين بطريقة تؤدي إلى اغتصاب حقوق المواطنين ألآخرين لم يتردد في إيقافهم عن ذلك.

ولذلك فإننا نقول لهم أن اليمن ليس معروضا للبيع ولا للتنازل مهما كان الثمن فاليمن اليوم غير اليمن بالأمس.

فالشعب اليمني قد وقف وسيقف لهم بالمرصاد ومعه قواته المسلحة والأمن الذين ضحوا بأنفسهم من أجل حماية حقوقهم كمواطنين ومن أجل حماية حقوق الآخرين فلهم منا ومن كل يمني شريف لا يفرط بحقوقه كل التقدير والاحترام ولهؤلاء الذين يحاولون أن يغتصبوا حقوق إخوانهم المواطنين أو من يؤيدهم أو من يبرر تصرفاتهم أو حتى من يسكت على أفعالهم المشينة كل الخزي والعار.

*الثورة