ضربة قوية تهز الهلال.. 6 نجوم على أعتاب الرحيل اسقاط مقاتلة أمريكية فوق البحر الأحمر.. والجيش الأمريكي يعلق جيش السودان يسيطر على أكبر قاعدة عسكرية 8 قيادات بارزة ضمن قائمة بأهداف إسرائيلية في اليمن.. وقيادات حوثية تفر إلى صعدة فتح كافة المنافذ الحدودية بين السعودية واليمن هكذا تعمق المليشيات معاناة المرضى بمستشفى الثورة بصنعاء القائد أحمد الشرع : أعدنا المشروع الإيراني 40 سنة إلى الوراء طهران تعلن مقتل أحد موظفي سفارتها في دمشق عمائم إيران ترد على بوتين: لهذه الأسباب لم نقاتل مع بشار الأسد ؟ من جنيف أول منظمة حقوقية تطالب المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم تجاه الغارات الإسرائيلية للمنشآت الحيوية اليمنية
يعاتبني بعضُ الأحبةِ حين أكتبُ محذرا من نسخ تجربة السبعينيات الأليمةِ ولصقها بالحاضر , مؤكدين بأن ما حدثَ حينها من أخطأ وجرائمَ لن يتكررَ اليوم . فقلتُ : " بل الدلائل تؤكد أنَّ جميعَ اللاعبين والرعاة ـ بقصد أو باستغفال ـ يسيرون بجنوب اليمن نحو تكرار المشهد . وبمشابهة أحداث ما بعد 69 م بأحداث اليوم يتأكد هذا " . فتمعنوا :
1ـ ما بعد 69م , قام النظامُ بتصفيةِ العلماء وأهلِ الجاه ورجالِ الأعمالِ , وطالت يدُهم ثوارا وكوادرَ وطنيةٍ مخلصة . وذلك للتخلص من أي معارضة قوية تتصدى لما أرادوه من توجه سياسي يعتنق الاشتراكيةَ وتعاليمَها ووسائلَها .
ـ واليوم تتمُ تصفيةُ العلماءِ والدعاة , وكوادرَ أمنيةٍ وعسكريةٍ وسياسيةٍ مخلصة , وأبطالٍ من المقاومة , ومن هنا وهناك . من أجل وطن بلا منغصات تحول بينهم وبين مخططاتهم الهادفة لتحقيق مصالحهم وأطماع رعاتهم .
2ـ ما بعد 69 , قام الرفاقُ بعملية التضييق التجاري والاقتصادي على البلد , وشملَ ذلك التأميمَ لشركاتٍ عالمية ومصانعَ ومشاريعَ تجاريةٍ خاصة , مما جعل رجالَ الأعمالِ تفرُ برؤوس أموالها إلى الخارج .
ـ اليوم هاهم يبسطون على أراضٍ استثمارية ومخططات مدنية وملكيات خاصة , ويخيفون المستثمرَ من العمل في وطن لا أمان فيه . وهاهم يجعلون عدنَ مدينةَ قتلٍ ودماء , وميناءَها خرابا يبابا , يعرقلون عمليةَ التفريغ والشحن , والتخليص الجمركي , فيخسر التاجرُ وقتا ومالا فلا يعود . بينما يظلُ ميناءُ دبي حيويا فاعلا .
3ـ ما بعد 69 , تدنت الخدماتُ الضرورية , وشحت الموادُ الغذائية , وتعطلت حركةُ التجارةِ , وكسدت اليدُ العاملة . فهاجر الشعبُ فارا إلى سعة العيش والعمل , نحو الشمال أو دول الخليج , وأصبح المواطنُ مطواعا بيد حاكمه , مشغولا بقوته وما يسد رمقَه ويستر بيتَه , غير أبه بمن يحكمه , وما يقرره ويفعله بالبلاد .
ـ واليوم يسعون إلى هذا , فمن انشغالِ الناس بالكهرباء والوقود والماء , وتأخرِ الراتب , وتدهور الريال , وارتفاع الأسعار . وغيرها من أمور الترهيب كالخطف والاغتيالات , كي يصلوا بنا إلى مرحلة الصمت القهري , أو الفرار للخارج , أو اللامبالاة فيمن يحكمنا ويقرر مصيرنا , ولو كان قاتلَنا أو مستعبدَنا بالأمس .
4ـ ما بعد69 تولى حكمَ البلادِ أهلُ الجهل السياسي والعلمي والإداري , المتشبعون بنظريات مخالفة , فأطلقوا شعارَ الأممية ووجوب محاربة الرأسمالية التي أذلت الشعوب , والكهنوتية التي جعلت الشعبَ متخلفا والوطن متأخرا , وانطلقت أصواتُ الغوغائية ومظاهراتُ الفؤوس لتخرسَ أيَّ صوت يستنكر ما يجري من عبث . وهذه الجهالةُ منهم سَهَلت على الرعاة والخبيثين التحكمَ بهم وفقا لما يخططون له .
ـ واليوم هناك من هم يماثلون السابقين في الجهل وانعدام الفهم , قد تشبعوا بالكراهية والتعصب , ونبذِ المخالف وتصفيته . تحت شعارات الهوية والحرية , لا عودة لباب اليمن , لا مكان للإصلاح الذي أفتى بقتلنا , ولا للشمالي الذي نهب خيرنَا , وغيرها .. . وما يشهده الجنوبُ من تعصب وتنازع وانقسام وتخوين , هو نتاج تلك التعبئة في عقول خالية وأنفسٍ خاوية . وهو مما جعلهم مطيةً منقادة للسائس الخبيثِ .
5ـ ما بعد 69 تم تفضيلُ أبناء الحركات اليسارية والشيوعية في العالم على الشعب , ومُنِحَ اللاجئون منحا حكومية لم يحصل المواطنُ على مثلها . وأصبح للجبهة الوطنية الشمالية القرارُ المؤثرُ في المكتب السياسي الجنوبي . وتم تمكين السوفييت من السيطرة على سياسة البلاد عامة , ووصل حد التبعية إلى دعم أثيوبيا ضد الصومال المسلمة .
ـ واليوم يتم السماحُ لبقايا صالح وحرسه الجمهوري ممن حارب الجنوبَ وقتل أبناءَه بالتنعم بالعيش والحكم في عدن , بينما يتم طردُ مواطني الشمال منها , والاعتداء على النازحين إليها . ويتم قهرُ أبناء عدن بالقتل والتعسف . وأصبحت دولٌ خارجية وأنظمةٌ فاسدة تتحكم في سيادة بلادنا وخيراته وثرواته , ولها من التوابعِ عملاءُ يقومون بتنفيذ مخطط ترويع الشعب , واستئصال جماعات دعوية وخيرية مسلمة .
6ـ في 69 تم الانقلابُ على الرئيس قحطان الشعبي , في خطوة أسموها تصحيحية , وهي في حقيقتها تخريبية . وأصبح جهازُ أمن الثورة والمليشيا قوةَ بطشٍ تفعل ما تشاء , من إجبار وخطف واعتقال وقتل . ولما فرغوا من خصومِهم عادوا لتصفية بعضهم , حتى تمايزوا عام 86 م إلى فئتين ( طغمة وزمرة ) , وأصبحَ القتلُ بينهما حسب البطاقة والمحافظة , ليخسرَ الوطنُ الآلاف من خيرة أبنائه . وليعاني الشعبُ هما وألما ونواحا في كل بيت .
ـ واليوم مدعوما من الإمارات , يتمردُ المجلسُ الانتقاليُ بالسلاح على الشرعية , بحجة الانفصال , ولعله الاستئصالُ , وأصبحت النخبةُ والحزامُ قوةً ضاربة , لا تخضع للشرعية ولا لضوابط الجيش والأمن . وظهرَ تعصبٌ مناطقي ( مثلث الدوم , حكومة دثينة , الجعاربة , الصقالبة , دنابيع أبين ) . وتقفُ الشرعيةُ مدعومةً من السعودية موقفا سلبيا أمام الأحداثِ الإجراميةِ المتعددة , وكأنها تسيرُ على خطٍ تم رصفه لها مسبقا , يؤدي بالبلاد وأهلِها إلى ما لا تحمد عقباه . وغدا سيقطع الجسدُ الغالبُ جزءا من جوارحه في تصفية جديدة .
ـ اليوم ومن خلال الحدث على الواقع , بدأ عددٌ غيرُ قليلٍ من أبناء الجنوب يراجعون حساباتهم , وسقفَ مطالبهم . فقد كانت حساباتهم تطرح فكَ الارتباط , لا قطع النياط , ومطالبهم تنشد حرية أكيدة , لا تبعية جديدة .
ومع شروق شمس وغروبها يترقب الناسُ بتوجس وقلق ! هل عاد الحزنُ والخوفُ ـ مجددا ـ ليسكنَ قلوبَهم ؟ .