أيهما سيختار الرئيس ..الوحدة أم بطانته؟
بقلم/ ورده العواضي
نشر منذ: 17 سنة و شهر و 7 أيام
الثلاثاء 13 نوفمبر-تشرين الثاني 2007 05:19 م

مأرب برس – واشنطن- خاص 

الأحداث ساخنة وملتهبة في جنوب اليمن ...والانفصال أصبح خيار الشعب الجنوبي للخلاص من الظلم الذي عايشوه تحت ظل هذا النظام طيلة 13 عاماً بعد حرب 94 التي أهدرت فيها كرامتهم كمواطنين ..ولم يبقي سوى حل وحيد لإنقاذ أخر أمل للوحدة اليمنية وهي بيد الرئيس .....فالكره الآن في ملعب فخامته ,كره الوحدة, فإما أن يسددها في المرمي وينقذ الوحده اليمنية ..,,,أو يرميها خارج الملعب..ويرمي الوحده وطوبة الشعب الجنوبي إلى الأبد , ولا يلام بعد ذلك إلا هو .!!

وللخروج من هذا الأزمة هناك خياران أمام الرئيس لا ثالث لهما للإبقاء على الوحدة اليمنية ,إما أن يختار الوحده ويبقي على شعب الجنوب ويضحي ببطانته,رجاله في السلطة,الذي لا يدل بقائهم في السلطة إلا على إنهيار أخر قشرة للوحدة اليمنية وانهيار اليمن برمتها ,أو يضحي بالوحده اليمنية وبشعبه ويختار أبقاء بطانته إلى أن تتجزأ اليمن إلى دويلات...!!!

ترى لما وضعت هذان الخياران على فخامته وأحلاهما مر!! ً لأنه ببساطة لن يصلح وضع اليمن بوجود هؤلاء الشلة في السلطة , من أسرته و أقاربه وأصدقائه , الذين يديرون البلد عبر أطر فساد منظم توسعت فيها وبسطت فسادها في الشمال إلى أن وصلت أراضي الجنوب كالسرطان ابتلعت فيها الثروات وأحلام الوحدة اليمنية الذي كان حلم كل يمني في الجنوب قبل الشمال .. ,,, ,ولن تستمر الوحدة اليمنية بوجود هذه البطانة ....فلا أظن أن الشعب الجنوبي عنده استعداد لينتظر عشرة سنوات أخرى مثل الشعب الشمالي على أمل الإصلاح بدون أرادة سياسية حقيقة, لأنهم لم يعتادوا العيش في دوله شعارها الفساد...!!

13 عاماً كانت كافية و زيادة ليرد الرئيس لهذا الشعب الجنوبي الوحدوي اعتبارهم ويعيد لهم حقوقهم المنهوبة وكرامتهم المهدورة بعد تلك الحرب 94 التي سببت كسر في نفوسهم من الوحده ..وضاعت فيها حقوقهم في المواطنة ....وكفروا فيها وحول أموالهم إلى غنائم للعساكر والقبيلة والقوات ..وتم فيها نقض وثيقة العهد والاتفاق التي تشكل البداية السليمة والمدخل الصحيح لبناء اليمن الجديد ,يمن الوحده والحرية...!!!

13 عاماً كانت كافية لبناء دوله مؤسسية في ظل الوحده اليمنية لا دوله قبلية محاكمها ديكور ومؤسساتها ديكور وقوانينها حاضره فقط عندما تكون ضد المواطنين وتغيب عندما يحتاج لها ....فعندما يقتل مواطن بريء داخل السجن مثل المواطن الرعوي وتحل المسألة بتهجير ثور,,,,والمسألة تتكرر دائماً عند قتل الأبرياء خاصةً عندما يكون القتلة من متنفذين البلد ومن قبيلة الرئيس الذين يسيرون فوق القانون ...فقطعاً لا احد يأمن على نفسه في عيش في بلد تحت قانون الغاب ,ولا أحد يقبل أن يستثمر فيها ويأمن ماله عليها وإن كان ابن البلد ...فأي وحده إذن يتمسك بها الشعب في الجنوب وهم عاشوا قبل ذلك تحت نظام صارم وما هي الميزة التي تجعلهم يتمسكون بها.......فهل هذه الوحدة التي أمل بها يوماً ..!!!

إن الشعب الجنوبي شعب وحدوي بدليل أن عبد الفتاح إسماعيل وهو شمالي كان رئيساً لهم ولم يقولوا :لن يرأسنا شمالي..!!وعلي سالم البيض تنازل عن كرسي رئاسته في سبيل ان تتحقق الوحده اليمنية وقبل أن يكون نائب رئيس.....واليوم أصبح خائن ...بينما المعادلة تقول انه أول قائد عربي يتنازل عن منصبه كرئيس في سبيل عمل قومي وطني.....فلماذا نسمع ألان التخوين و كلمة الانفصال من قبل أبناء الجنوب رغم أن التنازلات كانت من طرفهم.؟؟؟

أن دعوة الانفصال اليوم سيدي الرئيس هو حصاد لما زرعتموه طيلة ال13 عاماً في الأراضي الجنوبية ,وهو ما رسختموه من ظلم وتمييز في المواطنة بين أبناء الجنوب والشمال...فهل أدركت ما فعلوه بطانتك من جرائم ضد هذا الشعب الوحدوي الذي سعى للوحدة جرياً بالأمس واليوم يهرباً منه أميالا, أم أنك تسمع فقط لكلام بطانتك وكأن كلامهم بمثابة القران الكريم –والعياذ بالله-لا يقبل التحريف والتزييف وتفضل عليهم 22 مليون من شعبك...فهل أنت رئيساً لليمن كاملا أم رئيس لهؤلاء البطانة....؟؟؟

هل تظن أيها الرئيس بأن الدخان تخرج بدون وجود نار حقيقي...وهل تظن بأن مطالبة أبناء الجنوب اليوم بالانفصال بدون سبب قوي وحقيقي .... وإنها فقط أصوات تأتي من الخارج لغرض الفتنه ....الم يكونوا بالبارحة من قدموا أرضهم وثروتهم ومناصبهم من اجل أن تتحقق الوحده ...فما الذي يجعلهم اليوم يكفروا بوحدةً كانوا أكثر تمسكاً منا بالأمس..!!!ألا يجعلك أن تدرك أن هذه نتيجة سوء إدارتك و إدارة بطانتك للبلد وليس لها علاقة بالأصوات المعارضة التي تأتي من الخارج.... وأنت مصراً في كل مرةً أن تختارهم في المناصب الدولة بل تورثهم فيها وهم لم يقدموا سوى فشلاً ذريعاً في أدارة البلد وكلها في وجه فخامتك أيها الرئيس ولديك الآن موسم الحصاد طيلة سنوات حكمك فأنظر إلى شعب جنوب اليمن أولا ثم إلى الشعب اليمن عامةً. ماذا قدمت لهم من معيشة وأين دولة الوحده الغائبة على أرض الواقع!!!

لا الرصاص ولا الخطابات ولا الاحتفالات ستبقي بالوحده اليمنية ......الحل بين يديك والاختيار بين يديك لتنقذ الوحده وهي لن تكون إلا أن تبدأ بترسيخ دوله مؤسسية حقيقة وهذا لن يكون إلا لو طبقت إحدى هذه الأمور :

1. تسريح هذه البطانة من مناصب الدولة واستبدالهم ببطانة خير ذوات كفؤ من الجنوب والشمال معاً ومنع توريث المناصب في الدولة.

2. العودة إلى وثيقة العهد والاتفاق لبناء يمن الوحده والحرية وبناء مؤسساتها.

أما بدون هذه أيها الرئيس... فأنتم تضيعون وقتكم ووقت هذا الشعب المظلوم, شعب الجنوب .......ونحن ليس أمامنا إلا أن نتفرج ونترحم على وحده كانت حلم كل يمني ....ولكن من سيكون المتسبب الحقيقي في الإنفصال ؟؟؟؟

Miss44warda@yahoo.com