الريال اليمني يحافظ على استقراره أمام العملات الاجنبية بايدن يوافق على تقديم مساعدات عسكرية بقيمة 571 مليون دولار لتايوان كتائب القسام تكشف عن عملية نوعية ومفاجئة في جباليا انطلاق بطولة كأس الخليج الـ26 في الكويت: مهرجان رياضي وثقافي يجمع الفرق العربية عاجل: الخارجية الأمريكية تعلن عن هدية خاصة لأحمد الشرع عقب لقاء شخصيات أمريكية رفيعه به في دمشق حصة تدريب على القيادة تتحول إلى كارثة مأساوية تفجع أسرة بأكملها في صنعاء خلافات تعصف بالمجلس السياسي الأعلى للحوثيين.. تحركات للإطاحة بمهدي المشاط وحزب المؤتمر يوجه صفعة جديدة لعبدالملك الحوثي.. عاجل السلطة المحلية بمحافظة ذمار تعلن موقفها من العفو الحوثي عن قاتل المواطن طارق الخلقي نقابة المعلمين تحذر الحكومة اليمنية وتمهلها أسبوعاً واحد .. الخديعة الكبرى التي اجتاحت العالم .. شحوم المواشي علاج للبشر ام كارثة على البشرية
خلال فترات التحولات السياسية هناك أشخاص يجنون الكثير من المكاسب بكل يسر وسهولة، وبالمقابل فأن هناك من يدفعون ثمناً غالياً بنفس الكيفية، بكل يسر وسهولة، وبالنظر إلى ما يؤكد عليه علماء النفس من أن الإنسان يسعى إلى السعادة شاء أم أبى، فأن كل طرف سعيد بما اختار، رغم اختلاف النتيجة.
فهناك من يجد السعادة في أن يجني ويجني، يجني من حقه أو من حق الغير، كلها حسب رأيه مكاسب وانتصارات، سواءً كان الجمل أو ما حمل، وان اكتفى ووجد فائض وضرورة للعطاء، فسيهديها لأي شخص من الأقرباء أو الأصدقاء، ليس مهماً من أين؟ أو من حق من! المهم أن يجني وليأتي من بعده الطوفان. إنها حالة توقف عند المرحلة الفمية، وهي سعادة ممقوتة وحرام، لأنها مسروقة على الغير، وفيها عبث واستهتار بما وصلت إليه الحضارة، وما ناضلت من اجله الشعوب، كما إنها إحدى مظاهر الفجوة بين الإنسان في مرحلة إشباع الغرائز، ومرحلة إشباع القيم، فهنيئاً لهم بما ينعمون.
وبالمقابل فإن هناك من يجدون السعادة في الزهد، وفي الرفق بالعباد وبالبلاد، وبالمال العام، عند المقدرة، وفي استغلال وظائفهم ونفوذهم لنشر العدالة، وما من شانه أن يساهم في تجديد وإنتاج قيم التغيير إلى الأفضل، كما أن هناك من ليس لديهم وظيفة أو نفوذ وظيفي، ولكن من خلال حبهم للناس والتزامهم بالحق، استمدوا نفوذهم، وهولاء من خلال مراجعة التأريخ هم الخالدون في ذاكرة الأجيال، وسعادتهم كانت أكثر نقاءً وأكثر عمقاً لأنها مستمدة من سعادة عائلتهم الكبيرة المتمثلة بكل المجتمع، ومن نقاء ثقافتهم ومبادئهم، وكانت خير وأغلى مجد ورَّثوه لأبنائهم وأحفادهم، الذين ينظر لهم المجتمع بحب وتقدير ليس له مثيل، وهذا ليس على مستوى الزعماء فقط وإنما على مستوى مختلف طبقات المجتمع، والأمثلة على ذلك كثيرة في بلادنا وفي مختلف إنحاء العالم، لقد عاشوا سعداء بزهدهم، وثقافتهم، فنعم ما اختاروا ونعم ما ورَّثَوا. وصدق سبحانه وتعالى حيث يقول " أَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ " صدق الله العظيم.
هناك حادثة مرتبطة بالموضوع سمعتها من الكاتب والمفكر الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل في إحدى المقابلات التلفزيونية، وهي أن الرئيس جمال عبد الناصر رحمه الله طلب منه عندما كان يعمل رئيساً لمجلس إدارة صحيفة الأهرام أن تعمل ابنته هدى عنده في الصحيفة فسأله لماذا اخترتني أنا بالذات فقال لأنك ستتعامل معها كما ينبغي، أما لو ذهبت لتعمل في مكان آخر فسيعاملونها على إنها بنت الرئيس، فقال له وماذا عن خطيبها فأجابه بأنه سيعمل لديه في الرئاسة، وفعلاً سارت الأمور كما طلب، إلا أن خطيب البنت ذهب بعد فترة يرجو من الأستاذ محمد حسنين هيكل أن يتوسط له عند عمه لكي يوافق على نقله من الرئاسة إلى جانب خطيبته أو إلى أي مكان آخر، وذلك بسبب أن عمه يتعامل معه بطريقة تختلف عن أي موظف آخر، بمعنى انه كان يعامل الآخرين أفضل من معاملته، هكذا كانت الوساطة لإنقاذه وليس للإغداق عليه.
كذلك كان الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي رحمه الله من ابرز أولئك الخالدين في ذاكرة الوطن، وكانت إحدى كلماته المأثورة " تجريب المجرب خطاء ..والتصحيح بالملوثين خطاء مرتين "