القائد أحمد الشرع يتحدث عن ترشحه لرئاسة سوريا أميركا تطلب من عُمان طرد الحوثيين من أراضيها مؤشرات على اقتراب ساعة الخلاص واسقاط الإنقلاب في اليمن.. القوات المسلحة تعلن الجاهزية وحديث عن دعم لتحرير الحديدة تعرف على ترتيب رونالدو في قائمة أفضل 100 لاعب في العالم قرار مفاجئ يفتح أبواب التحدي في كأس الخليج تقارير حقوقية تكشف عن انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية الكشف عن ودائع الأسد في البنوك البريطانية..و مطالبات بإعادتها للشعب السوري ماهر ومملوك والنمر وجزار داريا.. أين هرب أبرز و كبار قيادات نظام الأسد الجيش السوداني يُعلن مقتل قائد لقوات الدعم السريع في الفاشر إيران تطالب الحكومة السورية الجديدة بتسديد 30 مليار دولار ديون لإيران قدمتها لبشار
مأرب برس – خاص
أثار تصريح بعض رموز المعارضة اليمنية,الذين عبروا عن موقفهم من الأحداث الجارية في جنوب بلادنا بعبارة(سنقاتل من أجل الوحدة) استياءً شديداً لدى الكثير من أبناء الوطن,وتحول ذلك الاستياء إلى نقاش طويل جرنا إلى محاولة معرفة سبب وجود ثقافة"القتل والقتال"في حياتنا كشعب ظن الكثير من أبنائه أن يوم22مايو1990م سيكون يوما تطوى فيه تلك الثقافة المسترخصة لدم المواطن اليمني,وزاد من ذلك الإعتقاد مقولة"الوحدة جبت ما قبلها",غير أن الثمانية عشر عاما أثبتت أنّ نشوة القتال لم تكن مجرد ثقافة فحسب,بل أصبحت واجبا شرعيا ووطنيا تتوارثه الأجيال اليمنية أبّا عن جد,لذلك يتناحر أبناء شعبنا اليوم بفعل ذلك
الإرث وهم يجهلون ما سبب تناحرهم,وما نتائجه,وكيف سينتهي؟وما آثاره المدمرة على الوطن في مختلف المجالات؟ولعلّ الإستشهاد بحرب صعدة وأحداث الجنوب وكيفية التعامل معهما,وكذلك الحروب القبلية الممتدة في مساحة الوطن الجغرافية,لعل الإستشهاد بهذه الصور يعتبر كما نعتقد مشهدا تتداخل فيه مأساة ثقافة تم توريثها كواجب يهدم بمعاول جهله وطنا له في ذاكرة التاريخ حضورا متميزا لو تم قرائته والإلتفات إليه لكان لدم الإنسان اليمني سعرا مختلفا يضعه في مكان غير مكانه الذي وصل إليه اليوم.
أن يأتي تصريح"القتال من أجل الوحدة"من رموز السلطة فالأمر مألوفا,وأن يهددوا بتوزيع السلاح على الناس للقتال فالأمر معلوما,ليس لأنهم حماة الوحدة وحراسها,ولكن لأنهم يرون في ذلك القتال دفاعا عن مصالحهم وبقاءا لأنفسهم في المناصب التي يحتلونها,فالوحدة في نظرهم بأختصار شديد تتمثل في "مصالحهم"ولأنهم غلّبوا تلك المصالح على كل شيء في الوطن وصلت الأحوال إلى ما هي عليه اليوم ,لكن أن يأتي ذلك التصريح من المعارضة فالأمر مختلف,لأن المعارضة الحقيقية يجب أن تقدم نفسها بصورة مختلفة كليا عن الحاكم وسلطته,من خلال فرض أجندتها الوطنية المتمثلة في حقوق الشعب ومصالحه بإعتبار أنها تمثله وتقول على الدوام أنها تعمل على تغيير حياته وتصحيح أوضاعه,والواضح أن المعارضة بذلك التصريح أو الموقف أثبتت أنّ النظام جرها إلى ما يريد,واضعا إياها في خانة"الواجب الشرعي"المستمد حيثياته من"ثقافة مدمرة"تتوقف نتائجها عند مصالح تجار الحروب مقابل ذهاب الوطن إلى الجحيم,ولهذا لا يجب على رموز المعارضة أن يتذمروا من قول الناس أنّ لديهم أيضا مصالح يعتمدون على القتال في بقائها وتحقيقها.
أن يكون القتال دليلا على وحدويتك,وأن تقتل أخاك ومواطنك وتريق دمه أسلوبا تحمي به الوحدة وتعمقها!!فالواضح أنك هنا لا تعرف ما هي الوحدة وما معناها,كما أنك لم تستخدم عقلك في التفكير قبل الكلام,فمن ستحارب أولا,وهل القتال أصبح الأسلوب الأمثل لحل مشاكل أنت في الأصل سببها"حاكم ومعارضة",والأمرّمن ذلك كله عدم إدراكك لخطورة موقفك الذي تطعن من خلاله وطنك وتريق دم أبنائه محطما بذلك اليمن,الأرض والإنسان في كل نواحي الحياة.
لعلنا هنا لا نخفي ألمنا الشديد وحزننا العميق لإنتشار ثقافة القتال وواجب الحرب فيما بيننا ,وذلك ما وضعنا في حرج أمام الأخوة العرب الذين سألونا عن من سنقاتل ,ومن هو العدو"الخارجي"الذي يتربص بالوحدة اليمنية؟وذلك الإستفسار يدفعنا حقيقة لدعوة أولائك للتفكير لعلهم يعرفون على أقل تقدير كيف يتحدثون وبماذا يصرحون,ولو فعلوا ذلك لقالوا أن أعداء الوحدة في اليمن موجودين في السلطة قبل أن يكونوا في الشارع ,وذلك ما تطرقنا إليه في موضوع سابق ,تحدثنا فيه عن الفارق في المواقف,وليس من الخطأ تكرار القول أن من أساء للوحدة ودمرها في نفوس الناس هم عتاولة النظام قبل غيرهم ,لأنهم قزموها إلى "فيد",وعجزوا عن ترسيخ معانيها في العدالة والمساواة والقانون,وحماية حقوق الناس وصون كرامتهم وتقديس مشاعرهم.
وقائع اليوم تقول بأعلى صوت أن أحدا في السلطة لم يقرأ التاريخ,لذلك لم يتم الإستفادة من معطياته ودروسه,يشاركهم في ذلك كل من يعتقد أنّ"القتال"هو الوحدة من رموز المعارضة الذين نطالبهم بالترفع عن الدخول في مواقف تزيد من مآسي الشعب الذي أصبح اليوم بأمس الحاجة إلى ثقافة جديدة عنوانها المحبة والسلام بين أبناء الوطن الواحد الذين يتطلعون إلى تحقيق وحدة حقيقية يستعيدون من خلالها قيمتهم في عيون الآخرين,خاصة أبناء الدول العربية والأقليمية التي ينظر أبناؤها إلينا نظرة فيها من الدونية والإستهتار ما يدمي قلب كل يمني حر شريف.
نحن أيه السادة الكرام بأمس الحاجة لمراجعة وتصحيح تاريخنا الحديث,المكتوب بلغة أسست لقتل بعضنا البعض بدم بارد ,ملحقين ذلك القتل بعبارات الفخر والأعتزاز,في حالة تصورنا كمن نزع من حياته معاني الخوف من المولى وعقابه قبل كل شيء,ونعتقد أن شخصا لا يلقي بالا لتلك المسألة الإيمانية التي تجعل هدم الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله من قتل إمرء مسلم كما قال معلمنا ومربينا ونبينا عليه أفضل الصلاة والسلام,إن شخصا لا يلقي بالا لذلك لا يمكن أبدا أن يفكر في وطنه وخطورة نشر ودعم تلك الثقافة على الوطن اليمني,والواضح من خلال مراجعة تاريخ اليمن قبل التشطير وبعده أن القتل والقتال حضرا بصورة ممقوتة وقبيحة ,ونعتقد أن سبب ذلك يعود أولا وأخيرا إلى الدعم الكبير والتبني الدائم الذي لقيته تلك الثقافة الشنيعة من الحكام الذين كتبوا التاريخ بهواهم وحسب رؤيتهم,لتتلقى الأجيال ذلك التدوين محولة إياه إلى رفيق دائم لسيرتها الحربية التي يتم الأفتخار بها ,ربما أسوة بالكثير من رموز السلطة الذين يفتخرون بقتالهم ضد أبناء شعبهم في صورة قاتمة تؤكد أن السلطة فشلت في خلق حياة أفضل للشعب فآثرت قتله تخفيفا لمعاناته وآلامه نتيجة صعوبة الحياة وقسوتها.
في نقاشنا الدائم حول تلك المسألة في بلادنا نتسائل كيف تحول مقتل الأمام يحيى حميد الدين رحمه الله وعمره 83عاما وحفيده أبن الثلاث سنوات ألى بطولة وفخر,كيف قتل رؤساء للشطرين بدون أن يعلم الشعب من قتلهم ولماذا, كما حدث للرئيس إبراهيم الحمدي رحمه الله,
ماذا حدث في 86م ولماذا تقاتلنا في 1994م,نتسائل بمرارة من انتصر ومن المهزوم وكم تكون الإجابة موجعة إذ لم ينتصر أحد لكن الوطن بكله أنهزم وخسر ,مثلما خسر ثوراته التي تم إختطافها لذلك لا غرابة أن يجد المراجع لما بعد الثورات التي أصبح عمرها في الخمسين ,المواطن اليمني يعيش بدون ذرة إحترام من من حكموه ويحكموه ,فلا زال حتى اليوم يحبس ويغيب ويظلم ويقتل بدون أن يعرف لماذا ,رغم أن الثورات جائت كما قيل لتنقله نحو حقوقه وقيمته واستعادة ماضيه التليد الذي ظلّ كما الثورات وشعاراتها مجرد أغان يقولون أنها وطنية ليس لها في الواقع أثر لحن من ألحانها.
حقيقة تاريخنا الحديث مفجعة,لذلك حاضرنا اليوم موجع,ومستقبلنا تلوح في أفقه معالم شؤم ,وأعلم مسبقا أنني بكلامي هذا سأتعرض لتهم لا حصر لها ,ونقد لا ضوابط له,لكن ذلك لا يساوي شيئا أمام المأساة التي نعيشها كأبناء وطن واحد,إذ صار واقعنا وحشيا رغم أننا الأرق قلوبا والألين أفئدة,واقعا مسعورا أنتجته السلطة والقوى السياسية بأمتيازجهل وغباء شديدين,عنونا القتال أسلوبا وحيدا يتداعى أليه الجميع ليبرهنوا لنا أن الناس على دين ملوكهم,لذلك لا عجب أن تستمر السلطة في إستخدام ورقة القتال لبقائها,محطمة بذلك قيم المجتمع الدينية والأخلاقية ,لكن الأعجب من ذلك أن تصبح المعارضة التي ينبغي لها أن تكون قد إستفادت من الأحداث صورة مستنسخة لتلك السلطة الغاشمة,وذلك ما يدفعنا لطرح سؤال لا بد من الرد عليه ,فهل وجدت المعارضة للوقوف في وجه الحزب الحاكم والحديث بإسم الشعب المطحون والدفاع عن حقوقه أم للمشاركة في قتله ,لأنه خرج للمطالبة بحقه وبفعل رد السلطة وتخوف المعارضة فقد البعض أعصابهم كناتج طبيعي لحدث غاب فيه القانون ,ليصبح قتالهم بعد ذلك قتالا من أجل الوحدة!!!.
الوحدة لا تحتاج إلى قتال,كما أنها لا تحتاج إلى نشر الأحقاد والكراهية بين أبناء الوطن الذين يدفعون بأرواحهم ودمائهم ثمن الأخطاء السياسية الهوجاء لقادة القوى السياسية في الوطن,والذين يكونون أول المستفيدين في الصفقات,مثلما سيكونون أول الهاربين عند إشتداد المحن نحو الدول الأخرى ليعيشوا في نعيم الأرصدة التي نهبت من قوت الشعب وحقوقه.
اليوم وليس الغد يجب علينا تبني ثقافة جديدة يجب نشرها بين أبناء الشعب اليمني في الداخل والخارج,ثقافة هي ديننا وأصلنا وأرضنا تتلخص في صرف الحب بين أبناء الوطن بدلا من صرف الرصاص والقذائف,زرع السلام بدلا من زرع الفتن,إحياء الإيثار بدلا من حياة المطامع والمصالح,توزيع الخير بدلا من توزيع الشر,كم نحن بحاجة لإستعادة تلك الثقافة الكامنة في نفوسنا من خلال إزالة الصدأ الذي سيطر علينا وعند ذلك سنرمي البنادق والسيوف ونحمل المعاول والأحجار لنبني وطنا جديدا خالي من القتل والقتال.
الوحدة تحتاج منا جميعا أن نتحمل مسؤليتنا ,تحتاج منا أن نصرخ ونقف في وجه الظلم والظالمين,الفساد والفاسدين ,تحتاج منا أن نقف بجانب بعضنا البعض ,نشعر ببعضنا البعض,فمأساتنا واحدة مثلما أن وطننا واحد,لذلك كله وسيرا على تعاليم شريعتنا الإسلامية نؤكد أننا آثرنا إخوتنا أبناء الجنوب الأعزاء رغم أن بنا خصاصة مثلهم لنقول أننا سنقف معهم بصدق الأخوة والأنتماء ,ولن نرفع في وجوههم سوى أياد العون لأنهم أصحاب قضية ولا بد من حل قضيتهم العادلة ,وعند ذلك ستحل مشاكل وطننا بأكمله واحدة تلو الأخرى ,لأن بداية الزرع هناك في محافظات الجنوب التي كانت بدون نقاش صاحبة الفضل الأول بعد الله في تحقيق وحدتنا المباركة .
aalmatheel@yahoo.com