شمال غزة يباد.. والصحة العالمية تكشف عن وضع مروع في مستشفى كمال عدوان انفجار يقتل أرفع مسؤول نووي في الجيش الروسي تحرك تركي عسكري سريع ومكثف في الساحل يباغت الدول المجاورة شاهد ما يشبه انفجار قنبلة ذرية في جزيرة بمساحة قطاع غزة مقتل قائد قوات الدفاع الإشعاعي والكيمياوي بالجيش الروسي ومساعده بانفجار في موسكو ضربة جوية أميركية تستهدف منشأة قيادة وسيطرة للحوثيين في صنعاء الكشف عن مقبرة جماعية جديدة في سوريا تحوي 100 ألف جثة على الأقل عاجل :إسرائيل تستعد لتوجيه ضربات وصفتها بالقاضية للمليشيات الحوثية في اليمن المليشيات الحوثية تقتحم مجمع أبو بكر الصديق التربوي بحملة مسلحة وتعتقل أحد التربويين اللواء سلطان العرادة يطالب الشركاء الإقليميين والدوليين إلى تصحيح مسار العملية السياسية في اليمن والتحرك العاجل لردع المليشيات الحوثية
الشعوب والمجتمعات المتخلفة تقتات وتعيش وتفسر حاضرها وماضيها بالغوص في الماضي ، ونبش أحداثه وتفاعلاته ، وإسقاطها على كل حدث صغير أو كبير ، ثقافة العيش بين القبور واستجرار الماضي واستدعاء الشعارات وتفسير كل الوقائع استنادا لنظرية المؤامرة هي ثقافة نفسية لقوى ونخب عاشت وترعرعت على ثقافة الهزائم ، ومحاربة الوهم في كل مفاصلها التاريخية والسياسية . الشعب الياباني تم تدميره بقنبلتين نوبيتين نهاية الحرب العالمية الثانية ، واختار الشعب والمجتمع الياباني التوجه للمستقبل ، ولا تكاد تذكر حادثة مدينتي هيروشيما ونكازاكي إلا للعبرة والتاريخ ، بينما حضرموت ونخبها وقواها السياسية والمجتمعية رابضة متحجرة عند قنبلة الرابطة ، ويتم استدعاءها عند كل حادث أو مفصل تاريخي ، والبحث جارٍ إلى الآن عن الفاعل ودوافعه .
ما حدث مع قصة الباخرة الجانحة على شواطئ بحر المشراف ، تحول عند بعض القوى التي توصف بالمراهقة السياسية إلى جريمة عالمية ودولية نسجتها أجنحة الظلام العالمي تريد بذلك تدمير المجتمع الحضرمي وثقافته وتاريخه ، وان ضررها المدمر قد يصل إلى شواطئ أفريقيا وأمريكا اللاتينية . هذه الكوميديا السوداء والمراهقة السياسية التي حرفت القضية من قضية بيئية وحقوقية يحق لأبناء حضرموت أن يتسالوا عن المتسبب في هذه الكارثة ومحاسبته ، وضمان ألا تحصل هذه الكارثة مرة أخرى في مياهنا وشواطئنا ، تحولت إلى قضية سياسية ومتاجرة سياسية اختلط فيها الوضع المحلي بالوضع العام بالجمهورية ، بل امتد ليشمل الدول الإقليمية وقوى الشر المتآمرة على حضرموت وعراقتها .
كثير من القوى والجهات التي تحمل شعار حضرموت أولا وأخيرا هي من تسببت في الماضي والحاضر في إضعاف حضرموت وتجريدها من مرجعياتها السياسية والفكرية والثقافية ، وجعلت حضرموت وأبناءها نخاسة في سوق ثقافة الدكاكين السياسية والارتزاق السياسي . فإعطاء قضية الباخرة ملامح وتوصيف يشرك الداخل والخارج والعالم في مؤامرة كونية هو إضرار في المقام الأول بالقضية نفسها ، وتميع أي تحقيق جاد باتهام أطراف وجهات وهمية لا يمكن جلبها أو طلب الحق منها . كما أن بعض الأحزاب الدينية أدمنت المتاجرة بأكبر قضايا الأمة مثل " فلسطين والجهاد في سبيل الله " ؛ من اجل التربع فوق الكراسي ورقاب المواطنين لا يستبعد أن تتاجر بقضية الباخرة ، وتقدّم نفسها الحامي والمدافع عن حضرموت ، فلسان حالها يقول بأننا الوحيدون القادرون على التذلل والتزلف لحكومة الوفاق ووزراءها الميمونين لاعطاءكم حقكم في المشايع والكهرباء ، ومنع السفن المعطوبة أن تتوقف في موانيكم ؟! .